Monday, October 31, 2005
Saturday, October 29, 2005
معذرة.. انه العايدي
قد اللي حبيته
ومن ساعتها
أنا كل ما أحب حد
أسيبه
عشان ما خسروش
منشور في الدستور بتاريخ 19 / 10
************************
سامح
كل حد إديت
ما خدش
حد لما بتحضنه
بيسيب في قلبك
دمه
ويسيب في دمك
خدش
منشور بتاريخ 12 / 10
****************
يارب يا اللي خلقت الوجع
اغفر لي أحزاني
أنا بين عبيدك
أخر حد يستاهل
بس إنت ما أعظمك
واحد
مفيش تاني
منشور بتاريخ 5 / 10
Friday, October 28, 2005
...هواجس
Thursday, October 27, 2005
Wednesday, October 26, 2005
ملحوظة مهمة
الرجل الذي تمرجن ، و الرجل الذي تفضل
Tuesday, October 25, 2005
....الطريق للـ
... حاضر يا نيرو
Monday, October 24, 2005
يحدث في مصر الآن
احلي جميزة
Sunday, October 23, 2005
الضحكات المسرحية
قبل النهاية المحتومة بشوية صغيرين، لازم الفيلين--الشرير يعني--يرفع حاجب الشر الايسر و هو ماسك المسدس و يقوله كام بق--المنظرين بيقولوا عليهم مسرحيين أو استعراضيين--قبل ما بانج بانج من المسدس و البطل يموت--لو كان فيلم مأساوي سادي مازوخى و ده مفيش منه كتير لأسباب تجارية--أو تيجي البانج بانج من مسدس ظابط البوليس أو صديق البطل أو صديقة البطل أو حبيبة البطل أو زوجة البطل أو ابن عم البطل أو...(ماعلبنا)--لو كان فيلم اهبل ساذج سطحي فيه من كتير جدا لأسباب تجارية---المهم انه غالبا ح بكون فيه البقين الحمضانين من نوعية "كلمة واحدة ح ارد بيها علي عملته فيا".. و "اهرب يا زكي قدرة".. و طبعا.. طبعا فيه الضحكة المسرحية اياها اللي بتكون الجملة الختامية للموشاح في مرات كتير
السؤال هو: ليه فيه ناس كتير بتتفحت فجأة، من غير ما القدر يكلف نفسه و يقول بقين حمضانين و يضحك ضحكة استعراضية طويلة؟
خدعة الـ"لكن" و معجزة الشوربة اللي لازم تتشرب بمعلقة
Saturday, October 22, 2005
جمعية النساء المرحات
ما بين الكسل و الزهق و الشغل و محمد علاء
طيب لما تكون مشغول جدا و زهقان جدا مع بعض؟
الراجل اللي قال ان الكسل موهبة --و انا مصدقه--بيقول أن الكسل لأنك ماوراكش حاجة ده ما اسموش كسل، ده اسمه استعباط، و أن الكسل الحقيقي--اللي يفرح كده و يشرح القلب!--هو أنك تكون مشغول لشوشتك بس قادر تكون كسلان
طيب الزهق اللي انا فيه ده يشرح القلب و لا ايه؟
Thursday, October 20, 2005
Wednesday, October 19, 2005
الله يرحمك يا اجمل قنديل نور طل علي مصر
إليه.. في ذكرى عيده وموسمه، لما كان "محمود رحمي" بيوزع فوانيس وتوانيس في كل رمضان على كل عيّل في مصر. الزينة مبتزينش دلوقتي والفوانيس اتمايصت يا عم رحمي وانت خلاص روّحت.
مش أنا اللي عرفت رحمي، هو اللي عرفني.. هو اللي رحب بىّ وفتحلي بابه وانا لسه باروح المدرسة الثانوي السخيفة. من حوالي 7 سنين كدة (اتوفى من حوالي 4 سنين) قابلته لأول مرة في مكان ما، وبعديها بكام يوم كنت بارغي معاه على التليفون زى أى اتنين اصحاب، معرفش ليه كان كريم كدة معايا لحد ما اتوفــّى الله يرحمه، وازاى كان عنده قلب جميل كدة ويوجعه ويكون السبب انه يسيبنا ويمشي، وياخد معاه حاجات كتير حلوة كانت فاضلة لنا فيه.
قاعد على الفطار وورايا خلفية التليفزيون بكل ما فيه من كوابيس بيذيعوها سنوياً للعيال، ولما اترحّمت عليه، أخويا قاللي "على فكرة بوجي وطمطم بتتذاع على القناة التالتة كل يوم"، فرحت قوي.. واتفرجت وافتكرت وقلبي بكى.
محمود رحمي لم يكن مجرد فنان عرائس تقليدي أو مخرج موسمي، رحمي كان فنان تشكيلي كبير عنده رؤية إبداعية عميقة وخلفية ثرية جداً كبني آدم عاش في البلد دي وحبها وقرر يخاطب الأمل اللي فاضل فيها: العيال. ياريتكو شوفتوه وهو بيتكلم عن "بوجي وطمطم"، وليه عمل (بُق) بوجي كبير وشعره أكرت، وطمطم أرنوبة لونها روز، رحمي عمل عرايس وشخصيات من طينتنا مش غريبة عننا، العرايس الفروّ والديناصورات والسحالي والسحالف أغراب عننا، وعيالنا ميتغربوش..
كثــّف مصر في حارة، وأبدع تكوينة شخصيات متنوعة وجميلة وحقيقية، قرايبنا واصحابنا وجيراننا، شخوص بتحلم وبتتعلم وبتغلط وبتعبر عن نفسها وبتنجح، مكانش فيه شخصيات سوبر بتهزم العصابات الكبيرة وتكشف الأسرار الخطيرة وتنط من فوق وتطلع من تحت وبتقول كلام كبير في آخر الموضوع، رحمي عمل ناس بتقول كلام جميل، في حبكة درامية بديعة وغير مبتسرة.
الأصالة عند رحمي كانت في الشكل والمضمون. بالذمة فيه طفل نوبي دلوقتي بيربي معزة وبيهزم العصابات وبيسافر الدول العربية في مركب ويطلع الأول وعارف وفاهم وشاطر وكل حاجة في بعض، "بكار" ده مسخ لثقافة النوبة وبيعزز فكرة السوبر مان أو البطل الأوحد والأجدع، وكل الهم ده اللي وجع قلب رحمي على أواخر أيامه.
كانت آخر حلقات عملها رحمي عن "النيل"، كان بيحلم يتكلم عن رشيد، كان مهووس بالسر اللي في البلد دي. كنت أدخل عليه أيام تحضيره للحلقات "عومييير"! يضحكلي وياخدني في حضنه ويطلب من "أمينة" تعمل لي حاجة اشربها "ولا اجيب لك تاكل؟"، أضحك انا. مجلدات "شخصية مصر" مفتوحة قدامه بيذاكر منها عشان يكتب، بيذاكر يا جماعة. يكلمني عن أيام ما بدأ الفكرة مع المرحوم "صلاح جاهين"، وازاى اتخانق مع "بهاء" عشان يكمل معاه، كل تفصيلة وكل فكرة ازاى بتطلع وتتنفذ مهما كان التمن.
مكانـُه من أكتر الأماكن حميمية اللي دخلتها في حياتي، لوَحه وتماثيله ومكتبته وجوايزه وصوره، كنت باحس اني في بيتنا، مع اني كنت باقلق دايماً من فكرة اني باكون بازعجه خصوصاً إنه كان بيتعالج وكتير كان بيبقى نايم ويصحى مخصوص. مش هانسى إنه لبّى بكرم غير عادي دعوة لدخول بيتنا، وقعد مع اصحابي في مكاننا على السطوح، وسهر وغنى معانا، وازاى حَب الواد "مايكل" جداً مع انه بيشوفه لأول مرة – وهو يتحب - وازاى محبش ناس تانية وطلع عنده حق بعدين.
دروس في الحياة والذوق والفن والإنسانية. في المستشفى كان يخرج يتمشى معانا في الطرقات ويقف يطـّمن على كل العيانين اللي حواليه، مكانش حد ينفع يبدع فن بالأصالة والجمال ده وميكونش إنسان رائع زى رحمي، خبر وفاته اللي عرفته بالصدفة وعزاه اللي مفهمتش فيه حاجة، مكانش عندي الرفاهية اني أفهم واستوعب أو حتى أبكي، ده راجل ميناسبوش الحزن العادي ولا الدموع التقليدية، وده شيء بيتأكد لي يوم بعد يوم، راجل بيسمّي مجموعة حلقات عرايس للأطفال: "حبيبتي اسمها مصر" وهى صحيح حبيبته. سبت لنا حمل تقيل قوي وفراغ كبير فعلاً.. الله يرحمك يا رحمي ويعوضنا عنك كل خير
Tuesday, October 18, 2005
ملائكة الافق
لأن الايام صارت بعيدة
Thursday, October 13, 2005
Harold Pinter won the Nobel Prize 2005
In the end the winner surprised everyone. Harold Pinter, the British playwright and fierce critic of the Iraq War, of Israel and that nation's treatment of Palestinians, took the 2005 Nobel Prize for Literature ahead of the bookmaker's favorites - Syrian poet Adonis and Turkish novelist Orhan Pamuk.
One of the most influential British playwrights of his generation, Pinter in recent years he has turned his acerbic eye on the United States and the war in Iraq.He has been an outspoken critic of British Prime Minister Tony Blair and vehemently opposed Britain's involvement in the war. He told the BBC in an interview in February that that he would continue writing poems but was taking a break from plays."My energies are going in different directions, certainly into poetry," he said.
Pinter has also written screenplays, including "The French Lieutenant's Woman" in 1981 from the John Fowles novel, as well as "The Accident," "The Servant" and "The Go-Between." He was nominated for the oscar (Best Writing, Screenplay Based on Material from Another Medium) for two times; one was his semi-auto biography film "Betrayal" 1983--it was adobted from his own play with the same name. and the second with "The French Lieutenant's Woman" 1981, based on the famous novel by J. Fowles (he was nominated for the both in BAFTA & Golden Globes). he won the BAFTA (best screenplay)2 times for "The Go-Between"1970 & "The Pumpkin Eater"1964.
He was awarded the Laurence Olivier Theatre Award in 1996 (1995 season) for the Special Award for his lifetime achievement to the theatre.
Won Broadway's 1967 Tony Award as author of Best Play winner "The Homecoming." He has also received three other Tony nominations: twice as author of a Best Play nominee, in 1962 for "The Caretaker" and in 1972 for "Old Times," and once as Best Director (Dramatic), in 1969 for "The Man in the Glass Booth."
Congrats for the playwrite, the actor, the director, the jewish tailor's son; Harold Pinter.
أن تكون عباس العبد--الطبعة الثالثة
Tuesday, October 11, 2005
Yea, Dalida reminds me of you……
Am writing this while am sitting on my wide armchair. My legs are a bench for my laptop; I feel its heat on my thighs. Am hearing steel bars for Michael Bolton, earphones made the thing easier, to deaf yourself without disturbing anybody. I haven't slept yet. I felt, since yesterday, since the first second after signing my last e-mail to you frankly, that I have to write another one to you. I felt like notion now, and I know that I'll make sure to sleep first, to reread what I've wrote, taking off all the very stupid things would come out a non-stop 20 hours mind.
In case you are writing this with the same phrase saying I'll edit it, it means one of two, first: am such a spoiled kid. Second, I thought: why not? You always let go. No harm to let go again!
I really don't know what am writing and whatever worth you to cut from yr overcrowded time a tiny share for it. All what I can tell you that I needed to write to you. Badly.
Now am hearing Salma Ya Salama. For Dalida. Remember the song?
Salma ya salam..
Rohna w geena belsalama..
Salma ya salama
Rohna w geena belsalama…
It's weird to hear the accent of dalida singing a Egyptian pop song. But you know, she's adorable, the song is adorable. I can't say why.. but it has a certain charm. You know what else? This song is just like feeling you. Strange mix, but yet adorable. I don't know your name, I don't know your face. Yet I missed you. Yea. It reminds me of you. It sure does.
Why am smiling like his? How could me, the wise mature me, being attached to you, beautiful stranger, that way?!
Salma ya salama ..
Rohna w geena belsalama..
I hate to smile while they photographing me. I feel like my nose would be BIG and HUGE, sure it will be UGLY. But, although, I promise you. I'll smile, wide open one, if I ever met you, dear stranger.
Love you dearly,
Al
Friday, October 07, 2005
....كان يوم عيدك
كل واحد فينا ليه راس السنة الذاتية، اللي هي عيد ميلاده. كل يوم بيعدي علينا بيكون عيد و راس سنة. ساعات بيكون عيد للحزن و ساعات بيكون عيد للفرح. اهو علي حسب سن كل واحد فينا، جنسه، ظروفه و احواله، و الرقم الجديد اللي بيزيد علي التقويم
النهاردة راس سنتي. ستة و عشرين سنة و انا عايش فوق وجه البسيطة اللي ماهياش بسيطة خالص. ستة و عشرين سنة و انا بكاكي زي بطوط في مدينة البط الحقيقية اللي لاقيت نفسي فيها. ميلادي—زي ما هو ميلادكم—كان نتيجة متعة مختلطة بالألم، متعة كانت الالم او السبب فيه، و يمكن ده السبب ان الحياة كلها ما هي إلا صورة اكبر شوية لعملية خدت عشر دقايق—كل اب واحد فينا و شطارته بقي—و اتمددت علشان تصنع دستور مقدس بيحكمنا كلنا، تعب الحياة كلها تعب، و التعب مؤلم، بس—و ما نقدرش ننكر—اننا بنلاقي متعتنا في الالم ده
وجع يشيل و وجع يحط، و قلبك بيعدي الجسور و الحواجز و يسأل من بعيد لبعيد، بيسأل بخجل مكسوف من الضعف الطارح في عشوشه: يا تري مصايب ايه تاني ح نتعك فيها؟!
الحياة بتربي الخوف زي العبد الوفي، و دقة الباب و التليفون اللي كانت بتفرحك و انت عيل صغير دلوقت بتقول اللهم اجعله خير. صوت البني آدمين ونس و لمستهم حياة، بس الدنيا ما بتسيبكش تتهني و تعلمك أن البني آدمين حاجة رزلة و أن لمستهم سحر اسود. بتتولد مروي و الدنيا بتعطشك في كل لحظة عطش جديد، و كل ما تشرب تقول هل من مزيد؟!
ايام كتير بتعدي من حواليك بسرعة الخيل الاصيل، بس لما تقف في جنب، جنب صغير بتحاول تدفيه علي قد ما تقدر، تكتشف أن سرعة الخيل ما بتمنعش أن فيه وقت طويل عدي، وقت طويل أوي. وقت ساب جواسيسه في صور و روايح و لمسات و ملح بيدوب فوق وشك. المصيبة انك لما تكون زيي، ستة و عشرين سنة بقم قرنين في غفلة منك. لسه فاضل في العمر—لو ما قسمش ربك غير كده—كتير، ح تشوف ايه تاني يا سيدي؟ عطشك المرة دي ح يوديك لغاية فين؟!
ربنا كان كريم معايا و ألف حمد و شكر ليه، لما ابص ورايا الاقي حاجات كتير—من فضله—بتخليني ابتسم. يعني اعرف ابص في المراية و ابتسم. فضل و نعمة من رب غفور رحيم قدوس كريم. بس المشكلة في الخوف اياه اللي بيهمسلك بظرف إبليس عن اللي جي؟ يا تري ايه المستخبي جوا بطن الدنيا الحبلي دايما؟
اهي الدنيا كده. حبة ابواب تايهة من غير مفاتيح، و حبة مفاتيح تايهة من غير ابواب، و انت بقي يا حلو عليك تجمع البازل و تكسب صلاة النبي. و طبعا مش ح ننسي كام قفل متظبط علي كام باب، برضه من فضل ربك، بس خلي بالك لأن البايبان تحب التزييت علشان ما تزيقش، و تبقي حياتك فيلم رعب اصيل، و المفاتيح لازم تنقذها من الصدي، علشان ما تكونش حته حديدة من غير فايدة ممكن تفقع عينك بيها في لحظة يأس
مع السنة الساتة و العشرين اعرف ان طريقي للسنة السابعة بعد العشرين فاضله 364 خطوة تانيين. تصدق يا علاء انك عجزت؟ بس برضه، تصدق، أن العطش جميل؟ و أن قلبك الهراب المتلاف حيفضل يعطش لكل بنت حلوة تطلع العصافير من العشوش، و لكل جملة تلف الراس من غير خمرة، و لكل ابتسامات الاطفال الصغيرين اللي بتطيّر الحمام في خرابة الدنيا الكبيرة، و لكل منظر من الطبيعة سبح بحمد الله و خلاك تسبح وراه من غير ما تحس. العطش هو روح دنيتك و عذابها الجميل. عطشان يا صبايا دلوني علي السبيل، و من كل شق اكيد ح تفضل مستني لمعة نور، بابتسامتك الغريبة و قُصرك المريب و نضارتك اللي بتحبك مع انك بتكرهها. عارف ان ايمانك ضعيف و عزيمتك رخوة، و ح تنخ لأي لحظة حلوة تمر جنب ضل باب بيتك.. بس يا اخي مين يقدر يلومك و احنا كلنا دراويش حضرة مباركة اسمها الدنيا. دنيا دفناها سوا، بس بيفضل سرها باتع عليك و عليا
كل سنة و انت علاء يا سيدي
ملحوظة: اجمل حاجة في الدنيا الرسالة اللي جاتلي النهاردة من صديقة عزيزة جدا.. متشكر بجد
محمد علاء الدين—7 اكتوبر 2005
عدسة : وديد شكري /كوداك بروفيشنال
Thursday, October 06, 2005
رسالة شاب كويتي
المشاركة الكويتية في المحافل الشبابية الدولية: رسالة لمن يهمه الأمر
بقلم:
محمد حمد الغانم
المنسق الإقليمي للمنطقة العربية
الشبكة العالمية للشباب
أمضيت الثالث أسابيع الماضية في مدينة نيو يورك للعمل على تحضير دور الانعقاد الخاص للجمعية العامة للأمم المتحدة لمراجعة برنامج العمل العالمي للشباب لسنة 2000 وما بعدها بعد مرور عشر سنوات على إطلاقه. العمل في أروقة الأمم المتحدة له طعم خاص لطالما أحببته وثابرت دائما على المشاركة فيه. ومن خلال عملي في الشبكة العالمية للشباب (وهي منظمة شبابية غير حكومية تتخذ من نيو يورك مقرا لها وحاصلة على الصفة الاستشارية في الجمعية الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة) وأيضا كوني عضو مؤسس للهيئة الاستشارية الشبابية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أعمل وبشكل دائم مع برنامج الأمم المتحدة للشباب على متابعة مستجدات الحركة الشبابية في الدول العربية التي بدأ صداها يأخذ حيزا مهما في بعض الدول خاصة في المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة البحرين والمملكة المغربية.
لمدة عام مضى، عملنا في الفريق الإقليمي للشبكة في بيروت للتحضير للمشاركة الشبابية العربية الرسمية والغير الرسمية في دور الانعقاد الخاص للجمعية العامة لمراجعة برنامج العمل العالمي للشباب لسنة 2000 وما بعدها. هذا البرنامج، أطلق في عام 1995 عبر قرار من قبل الجمعية العامة. ويتبنى البرنامج خمسة عشر أولوية للتعامل مع الشباب. ومن المفترض، أن تضع الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات الشبابية خططا لتنفيذ هذا البرنامج، والذي يعتبر السقف الأعلى للتعامل مع قضايا الشباب. ومن أبرز ما ورد في هذا البرنامج، دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للمرة الثالثة (أطلقت الدعوة الأولى في عام 1971)، بتفويض شباب لتمثيل الدولة للمشاركة في أعمل اللجنة الثالثة حين مناقشة بند الشباب، إضافة إلى إشراك الشباب في وفود الدول، حين انعقاد اجتماعات دولية كبرى.
وعلى الرغم من هذه الدعوات المتكررة، إلا أن حتى الأسبوع الماضي، لم تبادر أي دولة عربية بأخذ مثل هذه الخطوة. ومن يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة، يعلم بأن "الكوتا" العربية ضئيلة جدا، وهذا لا يقتصر على اجتماعات الشباب فحسب، بل واقع جميع الاجتماعات التي تشرك فيها منظمات المجتمع المدني. ويرجع إخفاق المشاركة العربية إلى عدة أمور، من أهمها عدم توافر الأموال اللازمة للسفر والإقامة، والأهم هو عدم وجود علاقة وثيقة بين الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة والمنظمات الغير حكومية في عالمنا العربي.
في السنوات الثلاث الماضية، شاركت في ما يزيد عن 12 اجتماع في الأمم المتحدة في بيروت، نيو يورك و نيروبي. وعندما تكون الاجتماعات خاصة بالشباب، أصدم بالحقيقة ذاتها: أنا الوحيد من دولة الكويت. وعلى الرغم من أن مشاركتي تأتي في إطار عملي مع المنظمات الشبابية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة، إلا أنني أتسائل، لماذا مقعد الكويت الرسمي فاضي؟ ما الهدف؟ هل يعود السبب إلى عدم توثيق العلاقات بين المنظمات الغير حكومية في الكويت والأمم المتحدة (وهذه حقيقة) أم أن الدولة ليس لها اهتمام في قطاع الشباب، على الرغم من وجود جهة رسمية ممولة بالكامل، وهي الهيئة العامة للشباب والرياضة، والتي من المفترض أن تتابع هذه الأمور؟
وكما هو متوقع، فان دور الانعقاد الخاص للجمعية العامة لن يشهد مشاركة شبابية من الكويت، بينما كانت الريادة بين أيدينا لنكون أول دولة عربية لاتخاذ هذا القرار. فأثناء تواجدي في نيو يورك، سعدت باتصال من أحد الأخوة في الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية يزف لي بشرى بأن المملكة ستكون أول دولة عربية لأخذ هذه الخطوة. لا أخفيكم، أغمرت بالسعادة، لأنني في النهاية أعمل مع جميع الدول العربية، وهذا إنجاز يسجل للمملكة والمنطقة. 2005 شهد أول مشاركة شبابية عربية رسمية في اجتماع خاص للأمم المتحدة حول الشباب، فهنيئا للمملكة على هذا الدور الريادي المعتاد، وان شاء الله تكون هذه الخطوة خير بادرة لبقيت الدول العربية لأخذ مثل هذا القرار الصائب.
وعلى الرغم من أنني عربي الانتماء، إلا أن حبي لوطني جلب لي شيء من الخيبة. أين شباب بلدي؟ لماذا لا نقوم نحن بمثل هذا العمل الجميل للارتقاء بمستوى الشباب؟ لا يجوز أن تكون دولة رائدة مثل الكويت معرضة تماما عن قطاع حيوي ومهم مثل قطاع الشباب. فالشباب هم الحل وليسوا المشكلة، والعمل على تنمية قدراتهم وتمكينهم من المشاركة يخلق قادة قادرين على تحمل المسؤولية، وهذا مفتاح العودة إلى عهد النهضة الذي يفتقده كل كويتي.
أتمنى أن تصل رسالتي إلى من يهمه الأمر في الدولة، خصوصا وأن سمو رئيس مجلس الوزراء لديه رغبة خالصة للالتفاف حول الشباب وتفعيل دورهم في المجتمع. ندائي نداء شاب مخلصا لبلده: أعطونا الفرصة ولن نخيب أملكم، خاصة إذا وجدنا الجدية من قبل المسئولين!
نقلا عن القبس الكويتية
Tuesday, October 04, 2005
هل هلالك يا رمضان
Monday, October 03, 2005
محمد الغانم
سهرة جميلة مع فنان جميل
خرابيش كلام
فوق المداين ألف علامة تعجب، و يجي كام علامة استفهام كده من ناس حكما قليلين الناس فاكرينهم كاوركات. فوق المداين بخار همسة حب، أو زفرة يأس، أو صرخة نصر أو هزيمة أو ألم. فوق المداين حبة كلام متبعترين، بيلفوا شوية قبل ما يتعبوا و يقعوا في بير النسيان الكبير اللي بيمشي ورانا زي العيل الرزل. اهو كلامي زعل البير اهه و قعد جنبي و زام و عينيه نظرة كلب مكسور الجناح. ما تزعلش يا سيدي. انت جميل و زي السكر و من غيرك الواحد كان ح يفتكر نظرة عين حبيبته قبل ما تسيبه، أو رعشة بق ابوه و هو بيضربه بالقلم، و حركة الايد المحتقرة من كائنات شايفة انها احسن منك. انت عسول يا سيد بير. كنا بجد ح نعمل من غيرك ايه؟! ما تزعلش بقي. ألا قولي صحيح: هو انت باعتبارك بير في الارض، يا تري بتبص لفوق المداين؟ و لا انت بير لفوق؟
فوق المداين روايح عرق تعب ايام طويلة، و مزيج البارفانات اللي بنخبي بيها ريحة جسمنا علشان لحظة رضا، و روايح متعة بتتقشر من فوق جسم الشباب و الصبايا علشان تكون طبقات تانية تتقشر بأمر ربك و حنيته علي عباده. فوق المداين صريخ و صداه بيضرب حيطان السما من غير رجا. فوق المداين شمس تبص لك و تغمز و تبتسم قبل ما تلبس وش القمر علشان تطاردك حتي في احلامك. جاسوسة مُلعب مزاجها مش لطيف، حريقة كبيرة في السما سموها شمس لأنها بتحترف حرقك من غير سبب. طيب ليه يا ست شموسة؟ تضحك و تقول: طب ما انا بصالحك بالقمر
فوق المداين احلام بتتشابك و تتلزق و تضيع معالمها في كتل بتزاحم نفسها علي جبين السما. احلام احنا بنسميها سحابات و فينا اللي بيعرف يقراها مركب أو شراع، طيارة أو جندي في ميدان. احلام سابت صدورنا ف زفير و سرحت تلعبها الريح بدلعها ساعة صفا، و تشوطها بغل ساعة غضب
فوق المداين خلايق زحمة و حاجات غريبة بتزاحم طيور السما، اللي بتشتمنا في كل يوم مليون شتيمة لأنها لو فلتت من الخرطوش اكيد ح تلزقلها ف حلم غريب أو في ريحة مش ولابد. علشان كده، وفر القرشين تمن الدكتور النفساني، أو اجرة الولية المُلعب علي باب هارديز، و ما تبصش لفوق، لأن عمك و عمي قالوا زمان: اللي يبص لفوق يتعب
الجمال كله
خطة الهجوم ألف
في وسط الكوربة، أو في وسط البلد، أو في المهندسين و فلول من بقايا المعادي، و كمان في الحلمية و السيدة، و في حتت تانية من غير تفاصيل بقي و وجع دماغ؛ ح تلاقي بنات سكر بيمشوا بخفة و دلع، بيرقصوا فوق اسفلت شارعك رهوانات. قبل ما تتهبل و تروح تلزق كام حلم علي جيب بنطلونها الجينز الوراني اسأل نفسك سؤال: يا تري مين اللي طلق كل النكت دي-و انت طبعا طبعا وسطهم-فوق اسفلت الطريق؟
بنات اجانب حلوين زي طعم الرغيف الفرنساوي من غير غموس، بيطيروا فوق هوا مدينتك الزنخ و عينيهم الزرق الجميلة مرايا مختلفة تشوف وشك فيها تنبسط و تنجلي. قبل ما تروح ترمي حبة من غفلة و تطفل فوق مسقط جبالهم الناعمين اسأل نفسك سؤال: هو ليه كلهم كده-بالصلاة علي النبي-لازم تشوف بينهم بنت حلوة علي الاقل؟ فين السياح العُجر ابوس ايد المعاون؟
و في الكافيتيريات اللي بتسرق شوية نضافة من فلوس محدش يعرف منين جابوها تلاقي ألف تليفزيون يصب حور عين جاهزين من غير لا جنة و لا نار، التليفزيون بيصب بجشع تاجر نخاسة واخدله مطرح جنب الكولوزيم و فاتح جاعورته. اشفط الشيشة يا بطل و اسأل هم مين دول يا بو سماعين و ايه اللي جابهم هينيه؟!!!!
و بين كل بنت و التانية لازم تسأل نفسك ايه السبب في تقدم الغرب يا هندسة؟ اكيد ح تعرف ان السبب في النظام و التخطيط، فعند النقطة دي لازم تمنهج جهودك المقدسة يا بطل و تظبط حالك و ترسملك خطة هجوم تنطر عنك نفوسة و ست ابوها و فوتك بعافية. لازم من خطة للهجوم تدخلك عصر النسوان الديجيتال علشان تبقي ولد تكنولوجي مواكب احدث صيحة في سراير المتعة المتقدمة. خطة الهجوم ألف. يالا يا بطل. ربنا و تلاتة ملايكة و جوز صعايدة وياك. الله! بتبصلي ليه كده؟ واقف كده ليه زي العيل اللي امه رفضت تديله الباريزة؟! آآآه! لا يا سيدي.. الخطة دي انا نفسي مش عارفها! ربنا يعينك!
عيب يا لولو، يا لولو عيب
محدش بيقول للولو عيب يا لولو لأن تقريبا ما بقاش حد بيستعيب حاجة، و تقريبا برضه كله بقي بيعمل نفس العيب فمبقاش عيب. لولو عن نفسها-بعد تفكير طويل و حبه زمزئة و شجون و بقايا هبل-اكتشفت ان كل الستات اللي بيقلعوا بقم حاجات مهمة خالص و ما بقوش يقفوا قدام الكبابجي زي كلاب السكك، و إن احلام العربيات و الهدوم و الروايح و السفريات و الفيكتوريا سيكريت خلاص ما بقتش احلام لأنها بقت روتين الحياة اليومي
اكتشفت لولو أن حراس الاحترام و القيم هما بياعين الكرشة و أن ذلك من فضل ربي و اللهم اجعله بلدا آمنا. طيب مين ما يحبش يكون محترم و التمن بسيط. بسيط لأنه بعد دوسة و التانية الاستوب ووتش ح تشتغل و تكتشف لولو أن المسائل كلها عشر دقايق تسوي حياة كاملة مليانة عبيد مخلصين، و لازملها حبة ذكاوة و تفتيح مخ علشان تعمل خميرة تكفيها بعد دوبان الدهن أو انفجاره
فوق السرير لولو عريانة من أي ذرة من الماضي الحزين و اللي كان. محدش يقدر يقول للولو عيب، و انا عن نفسي مش ح اقدر اقول عيب، لأني لو قلتها لولو ح تفقعني ضحكة تخليني استعيب روحي انا كمان
يعني مش انت اللي بلغت يا هرم؟
سؤال عم الشيخ سؤال محوري، يعني لو مش الهرم يبقي مين اللي بلغ؟ تكونش دموعك فوق حيطة اوضتك وسط الضلمة؟ تكونش ريحة حنين طارت من جتتك؟ تكونش سكة طويلة بتسمع صوت خطوتك و تقلد صداها علشان تخدعك؟ تكونش انت و انت مش دريان؟ زي فؤاد المهندس في مسلسل حيرم؟ تكونش انت حيرم، يونس شلبي ابو كرش و قرعه، اللي بتحبه شيرين؟ حيرم بس من غير تمثيل و لا مسلسلات، حيرم ابو نحس سك و كرش و قرعه و لجلجه لسان بتضحك الناس عليك يا اهبل. حيرم ابو كرش و حسني الاعمي و انت مقضيها كاراكترات و لسه مش عارف مين اللي بلغ، و ما علي الرسول إلا البلاغ يا مولانا و الحمد لله رب العالمين
Sunday, October 02, 2005
ألغاز صغيرة
اعرف ان جدي الكبير—منشيء العائلة يعني—كان ظابط بحري في عهد محمد علي، و اللي توفي في موقعة نافارين البحرية—بابا ما بيقولهاش بالواو ابدًا:نوارين—و اللي ممكن تلاقي اسمه في قايمة شهداء الجيش المصري في الكلية الحربية (أو في مكان عسكري تاني) علي كلام بابا. و ده لغزين تاني. مين فعلًا منشيء عائلتي؟! و هل يا تري فعلًا مات في نافارين و لا لأ؟! طيب: سي عبد القادر، جدي الطيب، اتولد في اسكندرية لأن والدته ولدته في اجازة؟ و لا هو اساسا كان عايش في اسكندرية قبل سفره لأوروبا و بيت درب سعادة ده عاش فيه جدي الكبير بس؟ و لا هما في البطاقة كتبوا أي كلام و شكرًا و لا فيه لا اسكندرية و لا حضرة؟ و لا هو ايه الموضوع اساسا؟
مش عارف، بس كل اللي انا عارفه ان ثروة عيلتي المتواضعة من بطايق و ورق رسمي و صور نادرة لازم احافظ عليها علي قد ما اقدر—عمتي، فاقدة الاحساس بالتاريخ، رمت صور تاريخية كتير!!!!—و أن الالغاز الصغيرة الكتيرة جدًا دي (انا ما قلتش غير اتنين تلاته بس) هي مادة خصبة جدًا لرواية نهرية ح تتكتب في يوم من الايام، و يمكن ساعة ما اكتب الرواية دي تتحل الالغاز دي بالمعلومات أو بخيالي، و يمكن تزيد اكتر و اكتر، علشان تحلي طعم الحياة شوية
:)
قط فارسي طويل
بتحس كل ما تشوفه انه ضايع منه حاجة، ناسي حاجة، وراه حاجات متلتله و عيال متيتمين. بيضحك و يهرج و بيروح هنا و هناك. طوله النسبي مقارنه بالعيال المصريين المئزعرين—و اتنا بلا فخر اولهم—و راسه المحلوقة دايما علي الواحد. نضارته و ابتسامه العيل الشقي علي وشه بيخلوه نائل، نئوله زي ما بيسمي نفسه، و مسودة روايته الجديدة "ليلي انطون" اللي تفضل عليا و بعتهالي من قيمة شهرين—و قريتها انا في ليلة—بتخليه نئولة المُلعب. القط الفارسي طويل الجسم اللي بيلعب بكرة خيط هنا و هناك. قط فارسي مُلعب قلوق. و قلقه بيخليه بفك كرة الخيط واحدة واحدة، بيفكه بسنانه الصغيرة المدربة باستمتاع، علشان يغزلها تاني، و يلعب بيها شوية تانيين، قبل ما يقلق تاني، و يفكها تاني، و يلعب بيها تاني. و انت طبعا كقارئ تلاقي نفسك بتقرا تاني.. و تالت.. و رابع
اللي عايز يقرا نائل الطوخي لازم يحضر نفسه لحب القطط، و حب لعبها و شقاوتها و دلعها المرق. متعة اللعب مع القطط حاجة مش ممكن تتوصف، ومتعة القراية لكاتب زي نائل الطوخي مش ممكن تتحس إلا لما تقراه فعلًا
للمهتمين: رواية نائل الطوخي الجديدة "ليلي أنطون" تصدر قريبًا عن دار ميريت، و يمكنك قراءة قصة قصيرة تمثل شيئًا من الرواية هنا
اعتذار متأخر إلي محمد ناجي
عمي محمد ناجي، باعتذرلك عن كل يوم انا مقريتش فيه شغلك، و باعتذرلك في كل مرة جبت فيها سيرة كُتاب مصر الاستثنائيين و مجبتش سيرتك عن جهل و غباوة و قلة عقل
للمهتمين: رجاء قراءة الروايات الاتية لمحمد ناجي؛ خافية قمر، لحن الصباح، العايقة بنت الزين
Saturday, October 01, 2005
..فراشة ترفرف فوق فراشنا
Japan
.
.
Today I pass the time
readinga favorite haiku,
saying the few words over and over.
.
It feels like eating
the same small, perfect grape
again and again.
.
I walk through the house reciting it
and leave its letters falling
through the air of every room.
I stand by the big silence of the piano and say it
.
I say it in front of a painting of the sea.
I tap out its rhythm on an empty shelf.
.
I listen to myself saying it,
then I say it without listening,
then I hear it without saying it.
.
And when the dog looks up at me,
I kneel down on the floor
and whisper it into each of his long white ears.
.
It's the one about the one-ton temple bell
with the moth sleeping on its surface,
and every time I say it,
I feel the excruciating
pressure of the moth
on the surface of the iron bell.
.
When I say it at the window,
the bell is the world
and I am the moth resting there.
.
When I say it at the mirror,
I am the heavy bell
and the moth is life with its papery wings.
.
And later, when I say it to you in the dark,
you are the bell,
and I am the tongue of the bell, ringing you,
.
and the moth has flown
from its line
and moves like a hinge in the air above our bed
صنم منمق يشعر بالفزع
كان صنمًا للزعيم القائد يقف ملكًا، علامة و رمزًا لمقام صاحبه الرفيع. ابتسامة هادئة استقرت فوق شفتيه، عزى الصنم جلالها لعراقة أحجاره و سمو خامتها. لم يظن الصنم للحظة—بينما المثال المجهول يشكله ثم يشذبه بتؤدة نورانية—أن كونه نسخة حجرية يعني تواضع مقامه، فهو تمثال الزعيم و نائبه و علمه، بل أن الصنم قد سرح برهة—بعيد عن مضايقة الشمس الحامية—أنه هو الوجه الباقي للزعيم. سيبقي الحجر و سيفنى الجلد بلا محالة. لن يشاهد الناس صور الزعيم في التلفاز أو الجرائد بعد حين، و لكنهم سيشاهدونه هو. الصنم. الباقي الخالد المنزه. هو منزه لأنه صنم. صنم لا يكترث بالكلام و مزالقه حتى لو استفزه العابرين بالشتائم بين فينة و أخري. صنم يشمخ بثبات مهما تغير الزمن و ملامح الشوارع و الحارات. واحد احد لم يلد و لم يولد و لم ينازعه في عرشه الراقد فوق ماء النافورات الصغيرة اللطيفة انس أو جان. صنم ينام شبيهه و يتعب و يسهو، أما هو فيبقي صنمًا منمقًا لا تأخذه سنة من النوم أو الوهن أبدًا.
كانت تلك الصفة الأخيرة الرائعة هي ما مكنته من رؤية زوار الليل الغرباء الذين انقضوا علي عرشه. أصابه الفزع و الشياطين العصاة ينتزعونه من محرابه. شفتيه الحجريتين حالتا دون صرخته الغاضبة؛ ألا تعرفون من أنا؟! صنم من أنا؟! الذراع الحديدية تشد حبالها بلا رحمة. شعر الصنم لأول مرة بالألم. الألم يسري من قدميه و ذراعيه. يحاول التشبث بالعرش. لا يستطيع. يكاد أن يبكي. لم تطاوعانه عينيه الحجريتين. بقيت شفتيه علي ابتسامتها.
و عندما ألقوه في المخزن البارد المظلم. عندما انحسر كل شيء؛ و صمتت الأصوات من حوله؛ عندما كان يسأل نفسه عما حدث، لمع برق في السماء فكان نجمًا في سماء المخزن. و أمام عيني الصنم المذعورتين؛ كان المخزن مليئًا بأصنام أخري. أصنام انعكس البرق فوق عيونها في غضب. أصنام سابقة استلت سيوفًا حجرية و وقفت بأجسادها المشوهة المكسورة أمامه. لم يستطع الصنم المنمق إغماض عينيه. لم يستطع حجره الصلد كبت دوامة الفزع الأخيرة. مات النجم مثلما سطع فجأة؛ تاركًا الظلام ليأكل الأشياء جميعها
...موت انسان نبيل
فنجان من الشاي برفقة حسني مبارك
حسني مبارك لا يشعر بتأنيب الضمير، بل هو يشعر بالتعب و بالكثير من الملل. كيف يُجن الجندي فيتخيل أن لديه توكيل بقيادة الجيش، أو حتى المشاركة في قيادة الجيش؟ كيف يرفض الجندي و يعاند في تنفيذ أمر قائده؟ يحدث حسني مبارك نفسه بذلك، و هو يمط شفتيه قابضًا علي مسندي مقعده بحركة عفوية، و يشعر بأنه قائد تاريخي حليم حقًا لأنه لم يسلم هؤلاء الجنود المجانين العصاة الوقحين "النمارده" (حسب لفظه الأثير) عديمي التربية للشرطة العسكرية و للحبس الانفرادي، أو حتى لفرقة الإعدام التي يستحقونها لتحدي أوامر القيادة العليا. أضف إلي ذلك مدلسي السلطة الذين يجلسون إليه—ليس تحت قدميه بالمعني الحرفي للكلمة—ليقولون له أن الشعب "لم ينضج سياسيًا" و "كيف يقرر الجائعون مصيرهم؟" و "كيف يحكم الأميون شعبًا؟". كيف يحس حسني مبارك بتأنيب الضمير و في كل تجمع أو زيارة أشخاص يهتفون باسمه، و يقسمون بحياته، و هو يعرف—قبل غيره—أنهم مجرد منافقين و كلاب سلطة و مشتاقين؟ أي شعب هذا ليحكم؟
تعلو وجه مبارك تلك النظرة الخبيرة، الممتزجة بالاستهانة و بشيء غير قليل من الاحتقار عندما يواجههم، ابتسامته المتقلصة و عباراته التي تبدو ممازحة بريئة "اقعد لا حسن يطقلك عرق"، و "خلصي يا.... و خشي في الموضوع"، تبدو كطقس نهائي لرقصة النفاق الأبدي. نقطة وقف تزيح المدى ورائها لامتعاض لا يؤدي—بأي حال—إلي الاحترام
علت وجهه ذات الابتسامة عندما تذكر إعلاميًا هتف به في برنامج تليفزيوني انه "لولا حكمته و قيادته التاريخية لخرج من عنده إلي السجن الحربي"، هكذا! و كأن هذا التصرف هو حق أصيل لرئيس الجمهورية يتساهل فيه مبارك من قبيل التباسط و التواضع
لا يرى الرئيس غير هؤلاء، و إن رأي غيرهم—بخلاف "الارذال" و "الوقحين" و "مشتاقي السلطة"-- فسيرى مواطنين مذعورين كل همهم هو إخباره بما يريد أن يسمع. مواطنون مطحونون لا يعرفون ألا طبق الفول و الفاكهة المسممة، و كل ما يتمنون هو استمرار تلك النعمة السابغة عليهم بلا تنغيص
يجلس حسني مبارك تحت شمس مصر الدافئة، و في قصر عروبته مطمئنًا إلي سداد ما يفعله. يريدون انتخابًا فكانت انتخابات. يريدون مظاهرات احتفالية و مظاهر ترضية و تباسط فكانت جلسات شرب الشاي (العفوية) مع المواطنين. يحبون كلمة الديموقراطية فقلناها في اليوم بدل المرة عشرين مرة. ماذا يريدون أكثر من ذلك؟ محمد علي حكم حكمًا استبداديًا كما يقولون، و كذلك عبد الناصر، و كذلك صلاح الدين، إذن لِمَ ينفشون ريشهم عليّ أنا فحسب؟ هو ذنبي أنا لأنني منحتهم حرية الرأي و سمحت لهم بجرائد و مجلات و تجمعات. لو كنت قد ضربتهم بقسوة أكثر قليلًا لتفرقوا مثل الدجاج المذعور
الإعلام يحيط بحسني مبارك كما يحيط بنا، و صبغة الشعر السوداء الفخمة؛ و المأكولات الصحية؛ و الأدوية الناجعة؛ و مفاهيم التربية العسكرية؛ و قيم يمينية اوليجاركية متعسفة؛ و مقولات حق يراد بها باطل ؛ كل هذه المخاتلات تتشابك مع فساد طال حتى اللغة، فعُصبة منتفعي النظام تسمي نفسها بـ"الحزب" و "الوطني" و "الديموقراطي"؛ كما تدعي كل تجمعات النميمة اللطيفة و نوادي العجزة إنها "أحزاب" ؛ و حتى الغوغائية و الشوفينية و الحماقة صارت "وطنية ثورية"؛ و الاصطلاحات التي ما انزل الله بها من سلطان (مثل الإعلام الريادي) ، كل هذا قد تشابك و تناغم ليؤكد للفرعون انه القائد و الزعيم و السندباد البري و البحري معًا، و انه شعب "لايمشي إلا بضرب الجزم" و "كتر خيره انه واخد باله منه"، و "هي مصر كده يا ريس"، إضافة لمقولة ايدولوجية خطيرة: "هي الانصاص قامت و القوالب نامت يا جدعان؟". اختصار ملفت من فقهاء جمهورية الدهاقنة؛ ينزل بالدولة إلي مقام الحارة، و بالرئيس إلي مقام الفتوة
ليس من السهل حكم مصر.كلمة صحيحة يقولها مبارك؛ و التكملة الفصيحة هي أنه من المستحيل ترك حكم مصر أيضًا. الكرسي و طول الممارسة يجر وراءه الكثير من العداوات و المصاعب، منعة العرش تقي بطش الانتقام، سواء عن حقد دفين؛ أو كمحاولة من حاكم قادم لتلمس البركة من دماء سابقه سواء في شخصه أو في عائلته. لن يترك الفرعون حكم مصر مادام حيًا، و يبدو انه قد نجح في ذلك. سدنة الحكم ليسوا دهاقنه فحسب، بل ذئابًا تستعمل أنيابها في اتجاه الضعف؛ سواء معه أو عليه
يقوم الرئيس تاركًا فنجانه الفارغ، و مائدته المنمقة. يترك كل شيء ورائه و هو يستمر في النظر إلي السماء بلونها الصافي. ما يزال هناك الكثير لإنجازه
...حسني مبارك رجل ذوق..مشي المترو تحت و فوق
أربع و عشرون عامًا غيرت في ملامحه الكثير. و تغير الملامح—شيخوختها و تهدلها بمعني أدق—لم يكن سوي إشارة عابرة، و مختصرة، إلي هوية حقيقية استبانت قسماتها من وراء قناع الشباب و الاستفتاء
تعودنا علي مشاهدة تلك اللقطات الأرشيفية لحسني مبارك، قائد سلاح الطيران المصري، و هو يتكلم بحزم لا يشوبه الغرور، و جدية لا يخالطها التعالي، عن ضربة رجاله الجوية. حفظنا لمعة عينيه، و حركة عنقه و رأسه الوئيدة، و نبرة صوته المميزة التي صارت علمًا علي ربع قرن كامل من التاريخ المصري. عندما كنا نشاهد تلك اللقطات كأطفال، أو حتى كشيوخ تهدلت شرايين عقولهم، كنا نتأثر بعسكرية الرجل و انضباطه. اذكر أن أختًا لجدتي كانت تشاهد تلك اللقطات مرة، فقالت لي بعفوية "هذا الرجل يبدو كصقر". و اذكر أيضًا أن كاتبًا اعرفه قال لي انه عندما تولي محمد حسني مبارك الحكم، و مع بعض الإشارات الطيبة مثل الإفراج عن المعتقلين، و التنبيه علي الجرائد القومية ألا تذيع أخبارًا عن قرينته تحت أي مسمى، قال هذا الكاتب أن هذا الرئيس الجديد سيعيد الانضباط إلي الشارع المصري، سيجعل الموظفين يجلسون علي مكاتبهم منذ الساعة الثامنة صباحًا!
ثم مرت أربع و عشرون عامًا، و النتيجة معروفة
و ربما يطلع لنا احد القراء بصفو نية—و للحق لا اقصد التهكم هنا—و يقول أن نظام حسني مبارك قد فعل "أشياءً كثيرة". حسنًا؛ ما هو الإعجاز الذي حققه حسني مبارك في الحكم لمدة 24 سنة غير تصليح التليفونات و سفلتة الطرق و المترو و تنمية بعض المدن الجديدة و استكمال سياسة عبده كباري ؟ هل كل ما سبق من قبيل المعجزات؟ و هل يحتاج قرابة ربع قرن لتحقيقه؟ و هل الضجيج بلا طحين في مجالي الإعلام و الثقافة هو إنجاز حقيقي؟ و هل مخاتلات البناء—مثل الأوبرا و مكتبة الإسكندرية—يمكنها أن تخفي عيب الهندسة ذاتها؟ هل سيكون منجز مصر الثقافي الرسمي طوال 24 عامًا هو مشروع مكتبة الأسرة—و هو فعلًا مشروع مهم رغم سلبياته—فحسب؟ و هل تعتبر بعض المحاولات الجادة هنا و هناك—و التي يغمض حسني مبارك عينه عنها من قبيل التنفيس و دواعي التجميل—هي توجه النظام بكامله؟ هل تقاس المسائل بالكيلو، فنقول أننا قد بنينا سبعين مليون مدرسة و مائة مليون مزرعة و ثمانين مليون مصنع و الحمد لله رب العالمين، أم هو السؤال في مدي كفاءة تلك المصانع و المدارس و المزارع و أدائها لوظيفتها؟
أيكون عمل "أي شيء" هو محض تفضل و إنعام و أريحية من "الزعيم"؟
اذكر أنني رأيت في مدخل "نفق الأزهر"—وهو نفق يصل بين ضاحيتين، لا محطة فضاء تصل بين الأرض و عطارد—لافتة مكتوب عليها "أنجاز عظيم للزعيم". الحمد لله
لنفترض أننا موتورين و ارذال و منحرفين—كما سيعن للرئيس السادات يرحمه الله أن يصفنا—و أن الرئيس محمد حسني مبارك قد فعل الكثير بالفعل، و لكن أي كثير هذا في ربع قرن، و أي معجزة تحققت في ظل أعداد المرضي المتزايدة من سرطان و فواكة مسرطنة و تلوث بيئي، و أي تنمية يتحدثون عنها في ظل استشراء الفساد و الفقر و الجهل؟ و للذي يبحث عن دلائل عما أقول يمكنه البحث في حياته هو نفسه، في بيته و في شارعه و في كليته و في مدرسته و في عمله. أنا لا أتكلم عن زوار الفضاء الخارجي أو الظروف المناخية لمدينة بيزنطة
شاهدت مرة مقدمة لبرنامج في قناة التليفزيون الثالثة، و كان يُصدر مشهدًا خاطفًا للرئيس الذي يقول بحسم "ما حدث في عهدي لم يحدث ألا في عهد محمد علي". و حدث أنني رويت ذلك لروائي مشهور فقال ضاحكًا "هذا صحيح، فمحمد علي لم يعرف الكباري!"