باعتباري كاتب و بتاع، كنت بازور صديقي محمد عبد العزيز، المكلف من المركز الصحفي بتاع شركة جود نيوز لتغطية تصوير انتاج الشركة الشخم: عمارة يعقوبيان. طبعا لناس كانت خلايق و كله عايز نظرة من عادل إمام أو يسرا، التصوير كان خارجي و في وسط البلد، جنب بيتي بحوالي 10 دقايق، علشان كده كسلي مهزمنيش و فوت علي زيزو فعلًا. (و للحق بقي، انا كنت عايزه في موضوع، و مكنش مهم ليا اني اراقب عملية التصوير لأني شخصية مستهترة و الحمد لله، حتي لو كنت سيناريست). المهم كنت واقف جنب زيزو، باراقب اللي بيحصل، و مروان حامد و الكرو اللي معاه عمال بيظبط يمين و شمال، و حصل اني، و في لجظة مهمة جدًا فعلًا، اتعرفت علي فنان جميل اسمه قوزي العوامري
محمد احمد فوزي العوامري، الاسم الكامل بعيد عن اسم الشهرة. مهندس الديكور اللي ورانا افلام زي اضحك الصورة تطلع حلوة، و السلم و التعبان، و معالي الوزير. و دلوقتي هو مهندس ديكور عمارة يعقوبيان. كنت عارف من اللحظة الاولي اني بكلم حد مهم جدًا في مجاله،، و الدليل شغله للي شفته فعلًا، و المعلومة دي اتأكدت بتلات ساعات من الحوار المتواصل، من حوالي الساعة واحدة صباحًا لغاية اربعة الصبح. الفجر أدن علينا و احنا بنتكلم بحماس. الباشمهندس فوزي ضحك بجد لما قلتله ان اول مرة اتعرف فيها عليه كانت لما شفت صور كتب كتابه علي هنا شيحة. الراجل كان جاي ببدلة شيك و جزمة شيك و كرافت شيك، و قميص شيك الشيك، بس كان فيه ملاحظة و احدة: القميص كان بره البنطلون
شرحلي فوزي العوامري انه بيحب يخلي تدخيل القميص في البنطلون آخر حاجة في طقس لبسه، يعني يلبس الكرافت و جاكيت البدلة و بعدين يحط القميص مرة واحدة و بسرعة قبل ما يخرج من باب الشقة. و ده اللي حصل، بس لما هو وقف قدام المراية حس انه--فجأة--دبلوم تجارة، و اسمه فنحي، و الناس ح تقوله مبروك يا عسل
و عنها. عم فوزي قلع كل حاجة بهدوء. كوي القميص تاني. و لبسه كدهه. لقميص خارج لبره. هو حس انه كده كويس و كده اوكيه. طبعا محلقش شعره خالص، و لسه فاضل--لغاية النهاردة--بوني تايل.. و حصل انه كان عايز مرة يحلقه و حماته و حماه--الفنان التشكيلي المعروف احمد شيجة--كانوا اول المعارضين
فوزي العوامري حد فاهم جدًا شغله، و فاهم ارتباطه بالدراما و الشخصيات، بدون حتي ما يبوظ الصورة السينمائية الجميلة.. يعني مثلا لما بيعمل حارة شعبية، شرحلي انه مثلًا ممكن يعمل بيت طوب احمر--لو عملت حارة من غير طوب احمر ما تبقاش حارة، زي ما بيقول--و جنبه حيطة لونها حايل من التراب و الزمن.. نقول لونها كموني. عظيم. و بعدين بقي، نحط طرشجي قدامها، بطرمانات الطرشي الكبيرة المدورة بتلمع زي البلور، و لون الطرشي مع الحيطة و الطوب الاحمر يعمل كونتراست جميل بصريًا، و مش مزيف ابدًا. يعني فوزي لعوامري ما بيزورش الحارة و بيطلعها ريزورت مثلًا، لكن ما بيخلش بجمال التركيبات اللونية. مثال تاني: ممكن يا علاء نجيب بيت شعبي بسيط جدًا، و مش مشكلة انه يكون مش نضيف. الحل في الشبابيك الواسعة، طاقة النور اللي بتنزل علي الارضية بتدي جمال
حكايات كتير حكاهالي فوزي العوامري عن شغله مع النجوم، و مدي المضايقات التقليدية اللي بتقابله مع حب النجوم انهم يكونوا نجوم بصرف النظر عن مقتضيات الدراما، يعني النجم يحب يكون بالشكل ده، باللبس ده، و مهمة فوزي انه يقنعه بمسألة الشعر القصير--مثلا--أو الجوب الواسعة، أو الهدوم المتواضعة. ضحكت و انا بقوله: يعني البطل في افلامنا لازم "ينضف" في وسط الفيلم لو كان ابن اسرة فقيرة، علشان تكون فيه ضرورة درامية للبس ارماني و جوتشي.. ضحك و قالي فعلًا
كانت ليلة طويلة مع الباشمهندس لكبير قوي فوزي العوامري، و كلنا فيها عيش و ملح، و كلنا دماغ بعض كلام، عن السينما و الدراما و الجواز و علاقة الاب بأبنه و المدارس لعسكرية و الذي منه، بس انا كنت فعلًا مستمتع اني مع حد متفرد و موهوب بالشكل ده
شكرا يا عم فوزي علي السهرة الجميلة دي
:)
No comments:
Post a Comment