designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Sunday, March 30, 2008

على حواف الغياب - 2...


أحيانًا أحب أن أُصور لنفسي كم عشت حياة طويلة.

شبق معتاد. أي نعم. ثمان وعشرون عامًا من الأيام والساعات والدقائق والثواني. لا أملك نفسي من الابتسام، حين أعبر في شارع قطعته قدمايّ مذ ثمانية عشر عامًا مثلًا لأكتشف أنه ليس بالكبر الذي كنت أتخيله.

عندما أمشي في شارع آخر فتضربني نسمة هواء، ويستحيل الجو إلى ما كانه مذ ثمانية عشر أو تسع عشر أو سبع عشر من الأعوام. ابتسم، وألوك علاء الذي كان. بنطال طويل أو قصير. سترة أو قميص أو تي شيرت أو..أو..أو. لا استطيع أن أتذكر تحديدًا ما كنت عليه، وما كانت مشاغلي وأحلامي. فقط تضربني الفيزياء بالمباني والنور والعتمة وأحوال الجو. تضربني الفيزياء ليثور الحنين. اسأل نفسي عن عشرين عامًا أخرى، ربما ستأتي، وأُفكر ساعتها- هنا بالطبع يمكنني أن أفكر فحسب- عما سأكونه. أدرك أن ما أعيشه الآن لزومه الوحيد أن تضربني الفيزياء مجددًا، حين أتواجد في حجرة جيدة الإضاءة، متوسطة التهوية، لأكتب شيئًا عن حياتي بالطبع لن أتذكره. بعد عشرين عامًا، ربما، سأجد نفسي في حجرة أخرى، مماثلة بشكل أو بآخر، واشعر بالحنين لذلك الشاب- أيامها- الذي كان يكتب أشياء لا أتذكرها الآن، في مثل هذا الوسيط المناسب لجد الذات بالماضي.

أفكر في فحولتي، والفحولة روح الذكر كما يُصور لي الآن، عندما تضربني الشيخوخة، وهي انتقام الفيزياء، فتستثير الحنين. أضحك حين أفكر في شابة يافعة الصدر، من مواليد يوبيلي الفضي، راقدة على سريري- بالطبع إن كنت حسن الحظ- وأنا أمامها بطبقات جلدي المتكومة فوق بعضها. أفكر في أنني ولابد سأقول برثاء للذات، يطيب لي أن أُصوره خبثًا، أنني كنت فحلًا عندما كنت في سنها. لابد أنني سأسرد وقائع أعلمها جيدًا عن نسائي المتأوهات وماكينة جسدي التي كانت. بالطبع ستعتبر هي ذلك رثاء خالصًا للذات دون معطف الخبث، ولو كانت بنت طيبة القلب ربما ستتظاهر بتصديقي، لأن البشر لا يعتدون في النهاية إلا بالفيزياء. ما كان قد كان. الحاضر. الحاضر هو الملك بفزياءه وتجبره. ماذا سينفع الآن أن تقول أنك كنت، وكنت؟!

ربما لا استطيع الإدعاء أنني صرت الآن أفهم ما يشعر به بطل "بيت الجميلات النائمات"، أو أن اسرد بثقة عمياء ما كان يقصده كاواباتا، ولكنني ربما استطيع الإدعاء بأنني اتخذت كرسيًا يُمكنني من رؤية الحكاية بمنظور أقرب. ربما، وربما لا، ولكت ما اعرفه في هذه اللحظة هو شيء واحد: ضربات فيزيائي البائسة المجهدة تستثير حنينًا لا أقدر عليه، بين فينة وأخرى.

Friday, March 28, 2008

..والدعوة عامة


أحدث احتفاليات ورقـة وقـلم

تكريم الروائى الكبير

بـهـاء طـاهـر

بمناسبة حصول روايته واحة الغروب على جائزة البوكر العربية

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أعلنت ورقة وقلم عن تنظيمها لأحدث احتفالياتها، وهى الاحتفالية الأولى بالروائى الكبير/ بهاء طاهر بعد حصوله على جائزة البوكر العربية عن روايته واحة الغروب، وذلك بعد عودته من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وورقة وقلم تعبر عن سعادتها البالغة بموافقة الأديب الكبير بأن تكون أول من ينال شرف تكريمه بعد عودته من أبو ظبى؛ حيث أعلنت ورقة وقلم أكثر من مرة أن حضور الأدباء الكبير فى ضيافتها هو تكريم لها، وليس العكس.

والاحتفالية ستقام بالتعاون مع اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين.

وذلك يوم الثلاثاء الموافق الأول من أبريل – 6 م – الدور الرابع.

وتتوجه ورقة وقلم بالشكر إلى الأستاذ/ علاء ثابت –رئيس اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين- وإلى الروائية/ نهى محمود –عضو اللجنة بالنقابة- على سرعة استجابتهما وتعاونهما الشديد مع ورقة وقلم للخروج بهذه الاحتفالية على أفضل شكل ممكن.

ويقدم الاحتفالية الكاتب والإعلامى/ إبراهيم عيسى.

والدعوة عامة، كما ستوجه ورقة وقلم ونقابة الصحفيين دعوة خاصة إلى عدد كبير من الكتاب والمفكرين والإعلاميين لحضور هذه الاحتفالية.

ومن هؤلاء الضيوف الين ستوجه إليهم الدعوة: خيرى شلبى- إبراهيم أصلان- محمد البساطى- إدوار الخراط- صنع الله إبراهيم- جمال الغيطانى- مكاوى سعيد- يوسف أبو رية – إبراهيم عبد المجيد- محمد المخزنجى- ميسون صقر- منتصر القفاش- ميرال الطحاوى- مصطفى ذكرى- صلاح فضل- سامى سليمان- سيد البحراوى- حسين حمودة- محمد بدوى-جلال أمين- عبد الوهاب المسيرى ورؤساء تحرير الصحف المختلفة، وإلى مجموعة كبيرة من الشعراء وأصدقائه، منهم: فاروق شوشة- محمد إبراهيم أبو سنة- أحمد فؤاد نجم- سيد حجاب-حسن طلب- حلمى سالم- عبد المنعم رمضان- البهاء حسين- سعيد الكفرواى. وتحتوى القائمة أيضًا على إبراهيم المعلم- حسنى سليمان- محمد هاشم- محمد سامى- طلعت شاهين ومدبولى، بالإضافة إلى عدد كبير من الأدباء والنقاد وحضور خاص للأدباء الشباب.

ومن المنتظر أن تدور الاحتفالية حول رواية واحة الغروب، وأسئلة حولها وحول كتابات الأستاذ/ بهاء طاهر بصفة عامة، كما ستدور حول أجواء الاحتفال فى أبو ظبى، ورؤية بهاء طاهر للساحة الروائية المصرية الآن.

ورقة وقلم ونقابة الصحفيين

فى انتظاركم

Thursday, March 27, 2008

..على حواف الغياب


أحيانًا أمشي في الشوارع وشيء ما يقبض على دماغي.

أشعر كأنني أرى العالم خارجي عبر غمامة. حركتي أبطأ. أنتبه في لحظات وأنا أعبر الطريق لسيارة تمشي كما ينبغي لها بينما أنا أتهادى هكذا. تساورني الشكوك؛ هل شربت سيجارة ملفوفة قبل مغادرتي للبيت أم ماذا؟! يبدو السؤال مزعجًا جدًا، لا لأني نسيت، بل لأنني أتشكك في ذاكرتي، ووعيي، وأنا الذي لم يتم التاسعة والعشرين من عمره حتى.

امشي بهدوء، كالمسرنمين، إلى وسط المدينة، حيث سأشرب الشاي ذو الحليب علي او البيرة أو النبيذ، وربما سيرزقني الله بنفحة من الحشيش تبرر لي ما أنا فيه الآن. أسأل نفسي عن جدوى الحج الذي اتخذ له السبيل يوميًا، ثم أبادر بالسؤال عن مغزى الحياة نفسها.

عندما يناديني احدهم، بينما أنا جالس فوق مقعد القهوة، أتبين أنني لم انتبه إلا بعد النداء الثالث. أبالغ في حركة جسدي وأنا التفت له، كنوع من الاعتذار عن تجاهل لم اقصده، واسأله بحرارة أعجب لها أن ماذا. وبينما هو يتكلم أجد عقلي يسأل نفسه فيما كان غائبًا وتائهًا هكذا، بينما أحدهم ينادي، ولا أجد ردًا.

في أحيان، عندما تفارقني امرأة بعد وقت حميمي أجاهد لأتذكر ما كان بالضبط. تعلو لحظات في التاريخ القصير الذي كان لتبرز عن نفسها. أتذكرها، نعم، أفعل، ولكنني أتعجب حين أحس بأنني أتذكر حلمًا. حلمًا كان من ساعة أو ساعتين فحسب. أجد بعض الآثار المادية التي تقول أنها كانت هنا. منديل، مشبك، شعرة ضالة ناعمة في الحمام، كيس مهمل كانت قد أحضرت فيه شيئًا. وددت أن أكون رومانسيًا قليلًا وارفع ساعدي إلى انفي، أو أن القي بأنفي على كتفيّ لأشم رائحة تُركت فوق مسامي، ولكنني لا أفعلها، مثل هذه الأفعال لا تعني شيئًا سوى قولبة الحياة في رواية ما.

في أحيان أخرى، وحين أقابل إحداهن وتعجبني طريقة لبسها، أو كلامها، أو نظراتها، أو جسدها المزروع في الكرسيّ أمامي، اسأل نفسي بدهشة حقيقية، وإن كان يخالطها بعض من ابتهاج ذكوري أبله، عما إن كنت قد دخلتها فعلًا، وقبلتها فعلًا، وإن كانت فعلت بجسدي ما فعلت فعلًا. يحدث هذا حتى في الأيام التي لا يكتنف فيها عقلي الضباب بهذا الوضوح. ربما تبقيني مثل هذه الدهشة الحقيقية حيًا، بشكل أو بآخر.

وربما كان ذلك فلول باقية من الطفولة، اندهاشها وغبائها وسطحيتها. قد يكون كذلك مختلطًا ببعض طفيف من الجنون المسالم، في تلك الأحيان التي امشي فيها مخدرًا بلا مخدر. في يوم كنت ماش في الجزيرة الإسمنتية التي تتوسط الكورنيش. النيل على يميني وفم النظام على يساري. هبت ريح، ريح زفرت في عنفوان فتعجبت وكدت اضحك، عندما أحسست بظهري يندفع رغمًا عني، حاملًا بطني وقلبي ورئتيّ دافعًا إياهم إلى الأمام. زاد تعجبي عندما تكرر الدفع في إصرار لم يلن. جاء في ذهني أن تلك الزفرات نادرة في مدينتي الشاسعة، وعندما تأتي لا تتكرر هكذا. بجواري العربات تمرق في إصرار هي الأخرى. لا أتذكر إن كنت أدخن ساعتها، ولكنني وددت أن أتخيل ما الذي سيكون عليه الدخان، أمام خصم لا يداعبه كالعادة، لا يفرق شمله بلطف متأني، بل بسورة مفاجئة، بتجبر عنيف. ريح بلا أوصال تهتك دخان بلا جسد. أشعل الآن لنفسي سيجارة، بينما أنا اكتب، وأطلق دخانها حرًا بعنف، وابتسم. بالطبع نحن جميعًا، ببساطة شديدة، لا نلوي على شيء.

....لما أنت قادر ع البعاد


لما أنت قادر ع البعاد..

قربت ليه يا حبيبي؟

من بعد شوقي ف قلبي ما زاد...(*)

بتسيبني ليه.. يا حبيبي؟!!

لما أنت قادر ع البعاد..

شيرين

....................................................

(*) تكرر في الكوبليهات اللاحقة لها: ليه بعد ما شوقي ف قلبي زاد.

لسماع الأغنية اضغط هنا.

Tuesday, March 25, 2008

معلهش يا استاذ خالد يا فهمي: محمد علي-برضه- هو باني مصر الحديثة

"... the ceremonial of the funeral was a most meagre, miserable affair; the [diplomatic] Consular was not invited to attend, and neither the shops nor the Public offices were closed -- in short, a general impression prevails that Abbas Pasha has shown a culpable lack of respect for the memory of his illustrious grandfather, in allowing his obsequis to be conducted in so paltry a manner, and in neglecting at attend them in Person. ...[the] attachment and veneration of all classes in Egypt for the name of Muhammad Ali are prouder obsequies than any of which it was in power of his successor to confer. The old in habitants remember and talk of the chaos and anarchy from which he rescued this country; the younger compare his energetic rule with the capricious, vacillating government of his successor; all classes whether Turk, or Arab, not only feel, but do not hesitate to say openly that the prosperity of Egypt has died with Muhammad Ali...In truth my Lord, it cannot be denied, that Muhammad Ali, notwithstanding all his faults was a great man."

من خطاب القنصل الإنجليزي - الأعداء التقليديون لمحمد علي - جون موراي إلى رئيسه بالمرستون

Thursday, March 20, 2008

..يا ليلة ماجاني الغالي


يا ليلة ما جاني الغالي ودق عليا الباب..
اتبسمت انا زي العادة، وقلت يا باب كداب..
اتاري حبيبي..
بيقول يا حبيبي..
يا مطفي لهيبي،
افتح...
دوبني الغياب...


محمد رشدي- عبد الرحمن الأبنودي- بليغ حمدي

مدد يا رشدي مدد
:)
......................
للإستماع للاغنية اضغط هنا

..جنينة الأسماك


فيلم جديد ليسري نصر الله، وتحياتي للصديقة العزيزة هند صبري، وتمنياتي لها بالتوفيق
...................................................
تجدونه في شاشات العرض ابتداءً من 26 مارس 2008

Saturday, March 15, 2008

ورقة شفرة


مبروك يا واد يا احمد يا فهمي انت وهشام وشيكو
:)
ومن نجاح لنجاح اكبر إن شاء الله.
...........................
يطرح الفيلم في دور العرض في الشهر القادم: ابريل 2008

Friday, March 14, 2008

أُطل، كشرفة بيت، على ما أريد..............


أُطِلُّ. كشرفة بيت ، على ما أريد
أُطِلّ. على أصدقائي وهم يحملون بريد
المساء : نبيذاً وخبزاً
وبعض الروايات والاسطوانات...

أُطِلّ على نورسٍ، وعلى شاحنات جنود
تٌغير أشجار هذا المكان .
أُطِلّ على كلب جاري المهاجر .
من كندا ، منذ عام ونصف .

أُطِلّ على اسم أبي الطيب المتنبي .
المسافر من طبريا إلى مصر .
فوق حصان النشيد .

أُطِلّ ، كشُرفة بيت على ما أريد

****************

أُطِلّ على شجر يحرس الليل من نفسه
ويحرس نوم الذين يحبونني ميتاً..

أُطِلّ على الريح تبحث عن وطن الريح في
نفَسِها..
أُطِلّ على امرأة تتشمس في نفْسها
أُطِلّ على موكب الأنبياء القدامى.
وهم يصعدون حُفاةً إلى أورشليم.
وأسأل : هل مِن نَبِيّ جديد
لهذا الزمان الجديد.

أُطِلّ كشرفة بيت ، على ما أريد.

أُطِلّ على صورتي وهي تهرب من نفسها
إلى السلم الحجري ، وتحمل مناديل أمي،
وتخفق في الريح : ماذا سيحدث لو عُدت
طفلاً ،وعدت اليك... وعدتِ إليّ

***
أُطِلّ على جذع زيتونة خبّأت زكريا
أُطِلّ على المفردات التي انقرضت في
"
لسان العرب "
أُطِلّ على الفُرْس، والروم، والسومريين،
واللاجئين الجُدد..
أُطِلّ على عُقَد إحدى فقيرات طاغور
تطحنها عربات الأمير الوسيم..
أُطِلّ على هدهدٍ مُجْهَد..

من عتاب الملك..



أُطِلّ على ما وراء الطبيعة
ماذا سيحدث..
ماذا سيحدث بعد الرماد..

أُطِلّ على جسدي خائفاً

من بعيد..
أُطِلّ ، كشرفة بيت ، على ما أريد


أَطِلّ على لغتي بعد يومين..
يكفي غياب

قليل ليفتح أسخيليوس الباب للسلم
يكفي
خطاب قصير ليشعل أنطونيو الحرب
تكفي
يد امرأة في يدي
كي أعانق حريتي
وإن يبدأ المد والجذر في جسدي
من جديد..


أطل ، كشرفة بيت
أطل على شبحي
قادما
من
بعيد

محمود درويش

ولسماع القصيدة بصوت درويش اضغط هنا

ا

Tuesday, March 11, 2008

... بهاء واحة الغروب



واحة الغروب
الرواية الأعظم في العالم العربي خلال ثلاث سنوات خلت
حسب تقدير لجنة جائزة البوكر العالمية في نسختها العربية2008

.............................................................................
شرفت بك الجائزة يا عم بهاء

Sunday, March 09, 2008

الله يرحمك يا محمد يا ربيع


لم أكن أعرف محمد ربيع، ولكن مقال نائل، والذي اعتبره من أجمل ما قرأت له، كان وافيًا:

مثل رواياتك يا ربيع، لا أحد يصدق موتك، لا أحد يفهمه
نائل الطوخي

عندما مات محمد ربيع منذ أيام لم يصدق أحد، كثيرون أنكروا بعنف باستخدام تبرير رأوه قويا: "كان لسة معايا من شوية." ولكن هذا ما حدث، يمكن أحيانا لشخص ما أن يكون مع شخص آخر ثم يموت. عادي يعني. مات محمد ابن الثمانية والعشرين عاما ميتة عبثية، تسرب غاز في الشقة التي يقيم فيها، فجأة سقط وأخذ الغاز يتسرب في جسده شيئا فشيئا. استيقظ خالد، زميله في الشقة، وشاهده ملقى على الأرض، اتصل بابن عم ربيع، ونزل إلى الشارع راكضا، انزلقت قدمه على السلم فأصابه ارتجاج في المخ وفقد الوعي، أي عبث صاحب موتك يا ربيع!

نبوءات كثيرة سبقت موت الروائي المصري الشاب محمد ربيع، نبوءات بالسلب أو الإيجاب. قبل موته بيومين هاتف جميع أصدقائه لإخبارهم أن جمال الغيطاني كتب عن الروائي الشاب الطاهر شرقاوي في افتتاحية أخبار الأدب. قال لهم ببهجة: "احنا جايين ف الطريق يا ولاد". مما كان يعني أن جيله سيظهر أخيرا على وش الدنيا. على العموم، ربما يظهر جيله فعلا على وش الدنيا، ولكن من دونه هو هذه المرة، من دون صاحب البشارة. ليس هذا فقط، قبل موته بأيام كان ربيع حاضرا لتأبين الروائي الشاب الذي رحل منذ عام محمد حسين بكر. انتهى التأبين وسار عائدا مع القاصة سهى زكي، أرملة بكر، سألها: "كدا الواحد يموت وهو مستريح؟". فقالت له ضاحكة: "ابقى موت انت بس واحنا نشوف."

عرفت ربيع على قهوة التكعيبة. كنت قد قرأت له حوارا قديما في أخبار الأدب. عرفت منه أنه يطبع رواياته على طابعة، يصورها على آلة تصوير خمسين نسخة ويوزعها على أصدقائه، وبهذا يعتبرها قد نشرت. عرفت أكثر من الحوار: أنه يكتب من اليسار لليمين، ومن أسفل الصفحة لأعلاها. وأنه برر هذا في الحوار بأن الجميع يفكرون في الكتابة من "تحت لفوق" ولا أحد تجرأ على فعلها. فعلها محمد ربيع إذن. ياللبضان. قلت متأففا من سذاجة الطموح. ثورية بلا عمق، هكذا قلت أيضا، تساءلت بعدها: لماذا يجب على الثورية أن تكون ذات عمق؟

بعدها بسنوات التقيته شخصيا على قهوة التكعيبة. أهداني نسخا من "رواياته" (ينبغي دوما استخدام القوسين لدى الحديث عن "روايات" محمد ربيع). قرأتها. نقول بالمصرية: اتفشخت ضحك. إنه العبث المجرد. كل الشخوص تنيك بعضها، كلها لديها نفس الهوس الجنسي المحموم، والذي يصبح مريضا في مشاهد كثيرة، رغبة شديدة في أن يُضرب المرء، في أن تتم بعبصته، الجميع متحالفون مع بعضهم البعض، كل النساء هن شراميط وكل الرجال هم معرصون، والجميع يمارس دوره ليس ببهجة فحسب، إنما ما هو أكثر غرائبية، بوقار واحترام حقيقيين، بإخلاص شديد وحكم تتناثر على طول الرواية عن جماليات التعريص. يدور نصف رواية "مؤامرة على السيدة صنع الله" في صالة البيت، والأشخاص يتوافدون على مسرح الأحداث ليمارسوا حفلات جنس جماعي سادومازوشي، كأنك بالضبط في مسلسل تليفزيوني مكسيكي. ولكن هنا ما هو أكثر: إنه الكابوس، أكثر الأفعال غرابة ولا معقولية مصاحبا بمنطق داخلي للشخصيات، منطق يتم إلقاؤه بصرامة رهيبة وكأنه حكمة مقدسة، ويتغير من لحظة لأخرى، ولا تستطيع أبدا القبض عليه، فقط لأجل خلق المفارقة بين عبثية الموقف ووقار تبريره، بين الشرمطة وصرامة أخلاقياتها، والمفارقة تنجم باتحاد الاثنين سويا، اتحاد الخطابين في سبيكة واحدة. لم تكن الميتة العبثية لربيع إذن مصادفة، هكذا أقول الآن.

يصعب كثيرا الحديث عن الموتى دون أن يلجأ المرء إلى الكيتش السهل، ومن باب استخدام الكيتش الذي لا بديل له أقول أنه كان إنسانا طيبا. قلت له أن من يراه في الواقع لا يصدق أنه كتب هذه الروايات، فقال له بحزن: لما تشوفني تفتكرني غلبان. صح؟ ثم ضحك وتناسى ملاحظتي التي اعتبرها مسيئة. عاش محمد في القاهرة كثيرا، هو القادم من مدينة ملوي بالمنيا، ورغم ذلك، لم ينطق الجيم والقاف القاهريتين أبدا، كانت جيمه وقافه الصعيديتان محببتين، ولم تستثر، كما هي العادة، إحساس الاستعلاء لدى القاهريين. لم تكن فيهما الجهامة الصعيدية، التي تحسها لدى الأبنودي مثلا، وإنما كانتا مشبعتين بخفة ظل، كانتا قاهريتين أكثر من القاهريين، بوصف اللهجة القاهرية، في التقسيم المصري العنصري السائد، هي تلك المرحة المنفتحة على الحياة والصعيدية هي المنغلقة الجهمة، كسر ربيع هذه القاعدة بعنف يشبه عنف كتابته.

الكشف الأكثر خطورة بكثير في علاقتي بربيع كان رواية "ناس أسمهان عزيز السريين"، والتي قرأها صنع الله إبراهيم، واعترف ببساطة أن ربيع حقق فيها ما كان هو يحلم بتحقيقه طوال عمره. الموضوع الأساسي للرواية هو "جماعة الإخوان المؤمنين"، وتصورهم للسنة النبوية. تدور الرواية حول الحياة الجنسية لابنة مرشد الجماعة، كيف تحلم بالرجال وكيف تعجز عن تحقيق متعة كاملة، بشكل قد يصفه المتحذلقون فنيا، وأنا منهم، بالبساطة والسطحية. بدون الكثير من الحيل والألاعيب، تشكل الرواية وثيقة – حول الأشكال الحديثة للحكم الديني في مصر– أكثر مما تشكل أدبا رفيعا. كأن سائق ميكروباص يشرح أمامك آرائه بخصوص النسوان والشرمطة والمشايخ، وأنت لا تتوقف عن الضحك من ذهنه الحاضر أبداً. الكتابة هنا أبسط من أي شيء آخر، ولكن يظل الشيء الذي يرفع هذه الرواية لمرتبة الأدب الرفيع هو طاقة السخرية الهائلة بداخلها. تقرأ عن المباريات التي كان يدخلها مرشد الجماعة في تأليف أكبر قدر من الأحاديث، وانهيار ابنته، أسمهان عزيز، أمام احتياجاتها الجنسية وأمام مطالبة أبيها بحفظ الأحاديث كلها، والأحاديث لا تنتهي أبدا، إلى أن تصل أسمهان للحكم الدرامي الحزين، وإنما الفكاهي أيضا لأقصى حد، في المقارنة بين القرآن والسنة: "يا ريت كان الأمر واقفا على القرآن فقط ولكن المصيبة الكبيرة فى هذا العدد الضخم من الأحاديث. القرآن جميل وزى العسل فى الحفظ والتسميع وأجمل وأهم ما فيه أنه معروف له أخر، شفت له بعينيا نهاية".

كنت أنت جميلا وزي العسل يا ربيع، وشفنا لك بعينينا نهايتك.

- عن موقع أوكسجين.

.................................................................

مجتزء من "عموم الليالي التي" للراحل محمد ربيع:



"من وأنا صغير ، لست صغيرا جدا ، ذلك الصغر الذى قد تكون فيه مشاكلى غير مهمة ويكون توقع رحيلها بعد حين لن يطول ، أمرا واردا جدا ، ولكنه ذلك الصغر الذى يكون فيه قد مر وقتا كافيا لكى أُدرك ماذا تعنى كلمة مشكلة . وهذه المشكلة تتبعنى وتتعبنى وايضا تقلقنى وتفسد أوقات فراغى الىّ ، تحيل ساعة فرارى من البشر الى نفسى لساعة فرار اليها.

أنها مشكلة استعصت ،انتشرت بى، توغلت ، فحدث اقتحام لم أملك له دفعا.لقد تجاوزت كونها مشكلة ، ففيما يبدو أنها تمكنت منى تماما.

هذا.. وبعد ، هل أستسلم وأخفض يدى بالسلاح وأكف عن الدفاع عنى ، تاركا لها زمامى , مسلما لها قيادى لتسحبنى من حبل روحى الى حيث يكون هلاكى . أأدعها ببساطة تجرجرنى ورائها وتفقدنى توازنى وأنا اقف امامها عاجزا ، مدلدل الأذنين ، مرخى الذراعين ، لاينقصنى الا أن افتح ساقاى فتخترقنى. يا سلام وما نفعى حين ذاك ، وأين جدواى وضرورتى فى هذه الدنيا وكيف اواجهنى بعد ذلك ، بل وكيف أقف أمام اولئك الناس أعظهم وأتلقى أعترافاتهم وأنقل لهم الثقة وأعطيهم إيمانا وشجاعة يحتاجونها لمواجهة الشياطين، وكيف ياخذون عنى الصبر الازم للوقوف فى وجه هذه الايام السوداء. أن ما اطلقه فيهم ، احتاجه أنا قبلهم لصراعى القديم ، المستمر مع مشكلتى ، فأنا لن اهرب منها ، لن اتراجع أمامها لأعطيها فرصة أن تزنقنى فى الحائط وتجهز علىّ لن اعطيها ظهرى واجعلها تهزمنى : والمسيح الحى ما هاسيبها تغلبنى، ياأنا يا هى

عندما قلت هذه الجملة علا صوتى دون رغبة منى وبلا وعى تقريبا ، فانتبهت الى ثورتى ، تداركت اعصابى وافلاتها ، زفرت متنهدا كضربة اخيرة قاضية على غضبتى المفاجئة وعدت لحوارى مع نفسى:

اننى لو كباقى الناس ، بمعنى أن أوجد بينهم دون أن أثير بوجودى قلقا وتحفظات وأحدث ربكة ولو أننى استطيع التحرك بحرية وسلاسة كما يفعلون ، لو أننى اقدر على فعل ما يفعلون دون أن القى مليون مستنكر ومليون منتقد وكذا مليون آخرين يصطادون فى الماء العكر، لو يحدث ذلك ويتاح لى لحاربت هذه المشكلة بمعننة وروقان بال وجبت أمها الأرض:- حافظ على الفاظك يا ابرام ، حد يسمعك تبقى حكاية-

فقط لو أنك تصمت وتدعنى فى حالى ، الايكفينى من هم بالخارج حولى ، فتقفز لى انت من الداخل ، ياسيد يا محترم أننى لست بحاجة لأثنين ابرام ، فلاتعش لى فى دورالضميراليقظ الذى ينبه صاحبه الى اخطائه ويحاول انقاذه ، لست فى حاجة اليك الأن ولا بعد الأن.

ـ يا ابرام هتعوذنى ، انت داخل حرب مع مشكلتك اللى مغلباك دى وانت لوحدك مش قدها

ـ بل أننى قادر عليها وقدها وقدود ثم أن الرب راعى فلايعوزنى شئ

ـ ماشى يا ابرام وخد بالك لولا أنى ضميرك يعنى أنا مؤمن بالرب اكتر منك ولولا أن عقلى كبير وما باحبش اغلط فى حد كنت قلتلك ابقى خللى الرب ينفعك،ع العموم براحتك واوعى بقى من وشى فى الساعة الضيقة دى لاحسن المشرحة مش ناقصة جثث.

- غور يا شيخ.

علا صوتى مرة أخرى بضيق وزهق بالغين وأن كان اخشى ما اخشاه من علوه أن يسمعنى مدحت فيبدأ معى حوارا لن ينتهى بسهولة ، ولفت نظرى فى الجملة التى قلتها لضميرى عانيا بها أن يذهب بعيدا عنى , أننى قلت :غور يا شيخ ، فأحلت صوتى للداخل وبدأت اتساءل: لماذا لم اقل له :غور يا قسيس، رغم أن استبدال كلمة شيخ بكلمة قسيس مع الاحتفاظ بالمقطع الأول الجميل سيكون انسب واكثر ملائمة لجو الكنيسة التى اوجد بها ، وكلمة شيخ هذه مستهجنة وغير مستحبة ولا داعى اطلاقا لذكرها هنا ، فهل لأن تغيير الكلمات سيؤدى الى أن تصبح الجملة غير جذابة ، بل انها غير جميلة بالمرة ، أن وقعها ثقيل على الأُذن ، ليست محببة للسمع وخفيفة الدم مثل غور ياشيخ وايضا لأننى لم اسمعها من أحد قبلا واعتقد أننى لن اسمعها فى قادم الأيام ، وايضا لأننى تربيت وأنا اسمعها كذلك وحدث مرارا أن قالتها لى ـ الله يقدس روحها ـ أمى وكانت تخرج من بين شفتيها كما السكر : غور يا شيخ جاتك ستين نيلة ، أو فى مناسبة أخرى ليست سعيدة طبعا : غور يا شيخ انا عارفة فرحان لى بروحك كده ليه . وقد قالها لى أبى هو الأخر كثيرا عندما كنت اعارضه ولا اوافقه على أن أسلك الطريق الذى أوصلنى الى أن أكون ابونا ابرام ، وكان فى قول أبى لها حتمية تؤكد أنه لا يصلح ولا يصح أن تقال بغير ذلك من الالفاظ قال ـ الله يقدس روحه ـ : غور يا شيخ قطر يزهملك . ومع أنه قدس الله روحه افسدها بهذا اللفظ الأخير البشع الآتى من الزهملة والتى يراد بها فى سياق المعنى أن يقول لى أنه يود لو أن القطار شندلنى ، فما كان سيسوئه لو قالها هكذا : غور يا شيخ قطر يشندلك"

Friday, March 07, 2008

مبارك كومبارسًا



من فيلم وداع في الفجر بطولة شادية وكمال الشناوي
............................

" اللهم اجعله كومبارسا فى الدنيا والآخرة,وارحم المصريين من فيلمه الطوييييل..آميييييييييييين"

- تعليق لأحد المشاهدين على موقع يو تيوب

Tuesday, March 04, 2008

الفاعل


وخز الضمير*

صحيت في السادسة كما العادة، وكانت الدنيا برد، تلج والله، وكنا في شهر رمضان ، وتكاسلت، لسه هقوم وانزل الحمام واتزنق في الأوتوبيس، وبعدين اتلطع ع القهوة ويا اشتغلت يا مشتغلتش، وشديت البطانية ونمت وكدت أستغرق في النوم لكن الضمير اشتغل، طب أنت جي ليه، مش عشان تشتغل، طب خلينا م الشغل. الفلوس. أنت معاك فلوس ؟ فانتفضت مذعورا ونزلت للحمام جريا، وتشطفت ولبست وطرت على شبرا .

لم يكن هناك غيري من البلد، وكانت القهوة رائقة، وقلت لنفسى هنشتغل إن شاء الله، لا يوجد إلا أنا وأربعة أنفار من بني سويف، وفي الثامنة جاء المعلم مطر، طبعا مضبوط إلا في دفع الديون، وضرب شيشته المعتادة في عز رمضان وأخذ نفرين في يومية تكسير في بلوكات الشيخ رمضان ومشى، وبعده قام مبيض محارة وأخذ نفرا في يومية عجان، وبعده جاء واحد ملكي وأخذ النفر الأخير في مقاولة تنزيل عفش وبقيت وحدي أنتظر، وسألت سالم " الساعة كااام " فقال " تسعة ونص " بطريقة تفهم منها أنه لم يعد هناك طائل من الانتظار، " سوق انتصب ثم انفض ربح فيه الرابحون وخسر فيه الخاسرون " ، وبدأت أغير خطة اليوم، بدلا من قضائه في الشغل، رحت أفكر في طريقة لإضاعته، كنت في العادة أعود للأوضة في عين شمس، وأقضيه في القراءة وضرب العشرات والنوم والتلصص على الجيران بعد الفطار طبعا ، ولكني فكرت في رحلة للدكتور وترددت قيلا في ان كان ذلك مناسبا في شهر رمضان المبارك ووجدت انه مناسب خصوصا ان الاحتمال الاكبر ألا تظهر الممثلة في النهار ، ثم انني سأنام حتى المغرب وأفطر مع الدكتور وأعود على عين شمس .

كلما يقابلني يعزمني على رؤية الممثلة، ويقول إنها تستنضفه عن كل الشغالين ف العمارة ، وتوليه هو بالذات مهمة تسليمها جوابات المعجبين ، وعادة لا تفتح إلا الجوابات الملونة المزركشة وكل جواب تفتحه وتنظر إليه بقرف ثم تفذفه في وجه الدكتور حتى تنتهي الجوابات فتقول شيل الزبالة دي فيشيل الزبالة دي وينزل، وقال أيضا إنها ترافق واحدة سعودية غامضة، وأحيانا كنت أذهب إليه محملا بكل مشاهدها الساخنة في الأفلام، وأجلس على الدكة بجانبه وهو يزاول عمله وأتحين ظهورها، ولكن حينما تمر صاعدة أو نازلة أحاول أن أفهمها أنها لا تعنيني في شىء، أرفع رأسي عاليا وأتركها تمر وكأنها هواء ، مرة اقتربت مني وسألت بذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة " انت مين .. قريب النطع اللي هناك ؟ " وعلى الفور قررت التبرؤ من النطع اللي هناك ولكنها هجمت علي " قوم اقف وانت بتكلمني " فارتبكت وغطاني العرق فقالت " رد.. انت اتخرست "، والحقيقة أني اتخرست فعلا، وأحسست بالخطأ، وأنه مكنش فيه داعي للعنطزة الكدابة، وأنها يمكن توديني في ستين داهية، ولكن الدكتور أنقذني، جاء جريا وأشار إلى بدروم العمارة وقال أنني زبون وأنني همشي على طول لما تطلع عربيتي م الجراج .

ركبت من محطة الشيخ رمضان على رمسيس، ومن رمسيس على مصر الجديدة ونزلت أمام عمارة الدكتور، عشرة طوابق فوق بدروم كبير والدكتور أمامها، يرتدي بنطلون جينز وقميص محبوك على سرته ويمسح في العربيات بكل همة ونشاط، وبمجرد آن رأني صرخ وانهلنا في القبلات والأحضان المعتادة .

قعدت على الدكة قليلا ، ثم استأذنته في النوم في أوضته ، ورجوته ان يتركني حتى الفطار ، ودخلت ونمت ، واستغرقت في النوم ، وحلمت بواحدة جميلة في حضني ، وتحسستها من فوق لتحت وكدت افعل معها ما افعله في الاحلام ولكن اتضح انها حقيقة ، جسد حقيقي ناعم وطري كالعجينة فانتفضت مذعورا لأجد الدكتور في وجهي " أي ده " فقال " عادي بس مش دلوقت ، هما صايمين برضو ، بعد الفطار ان شاء الله " فانتبهت على واحدة اخرى تستلقي بمنتهى العذوبة والدلال على السرير المقابل .

كنت سمعت طراطيش كلام عن نشاط العمارة، ولكني لم أتصور أن تكون المسألة بهذه السهولة، والحقيقة اني أرتعبت، وفكرت في كل العواقب الإلهية والبشرية، حتى هذه اللحظة كنت أعيش في الخيال وكان لي تجربتان أو قل تجارب لا داعي للتقليب فيها، وانتظرنا حتى الفطار ، وكانت فرصة لكي أجمع قواي واستوعب الامر ، ووقع ما أرهقني طويلا وقض مضجعي ومازال ، وقع بسهولة ويسر وحنان حتى اليوم اتمّظ حلاوته ، دخلنا على سرير خشبي في البدروم، وطبعا سرعان ما انهرت، ولكنها كانت متفهمة، وقالت لي اهدا وبالراحة، وأغدقت علي حنانا عذبا ممتعا يكفي لإحياء جثة هامدة .


حمدي أبو جُليل


* جزء من رواية الفاعل – صدرت مؤخرا عن ميريت