designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Tuesday, January 29, 2008

مترو




"فاكر يا مصطفى المصيدة اللي مقعدين الناس دي كلها فيها.. المصيدة مفتوحة. احنا بس اللي قاعدين جواها لأن عمر ما حد جرب إنه يخرج منها..."

مجدي الشافعي

مترو

أول رواية مصورة باللغة العربية

تصدر عن دار ملامح للنشر

تجدونها في: سراي 4 أ- جناح دار ليلى|سراي 4 (ألمانيا)ب جناح دار العين

(و بقية المنافذ تتوالى)

.........................................................

صورة مجدي الشافعي: عدسة شريف مصطفى

Sunday, January 27, 2008




عالم جديد يدخله محمد علاء الدين في روايته الثالثة، حيث الطفل رشدي يقيم وحيدًا مع أبيه العجوز، الأب الذي تهابه الجيران و يخشاه الأصدقاء، ليس من فتوة جسدية غير منتظرة من شيخ، و إنما من همسات قليلة فوق مبخرة، أو سطور مهتزة فوق رقعة من الورق المتهالك. طفل وحيد و متوحد أمام الدنيا، و أب عجوز يكسب قوته عن طريق التعاويذ و السحر. علاقة هامسة صامتة ما بين الاثنين و بين العالم، تملؤها الوحدة و الخشية، و تشوبها الأحلام البعيدة و بعض من الحيرة، و كثير جدًا من التوجس. علاقة تقود إلى نهاية توقعها الأب، و بداية ربما تمناها الابن.
الرواية الثالثة من الكاتب الذي بدأ أعماله الروائية بـ"إنجيل آدم"، و التي هي "نقلة نوعية و تجريبية في النص السردي المعاصر في مصر" حسب جريدة النهار اللبنانية ، وكانت روايته الثانية "اليوم الثاني و العشرون"—والصادرة عن العين—اتسمت لغتها بـ "الإيجاز والتكثيف، وأنها جاءت لتكشف عن حقائق نفسية عميقة سواء في نفسية الرواي البطل أو في الموقف الروائي من الحياة"، كما ذهب الروائي الكبير بهاء طاهر.

(تقديم الغلاف الخلفي)

الصنم

..................

يناير 2008

تجدونها خلال أيام بجناح دار العين- 4(ألمانيا)ب

معرض القاهرة الدولي للكتاب


Friday, January 25, 2008

..الكبير.. كبير


نشرت جريدة البديل حوارًا مع الأستاذ صنع الله إبراهيم بتاريخ يوم الخميس 24 يناير 2008، و لم يكف استاذي العزيز عن كونه عظيمًا و مجاملًا و مساندًا لكتابة العبد لله و قال كلمات قليلة العدد عظيمة الأثر في نفسي عن رواية إنجيل آدم بوصفها من ضمن الروايات الحديثة التي اعجبته.. شكرا لأستاذي صنع الله إبراهيم، الذي ساندني كثيرًا و دعمني أدبيًا و إنسانيًا بما يضيق عنه البيان
:)

لقراءة الحوار الممتع الذي اجراه سيد محمود و هبة ربيع، و هو حوار رائق ومهم، رجاء الضغط هنا

Monday, January 21, 2008

قبل الطوفان


على حافة الكون، يقف المدوِن.

ربما يكون باحثاً عن حقيقة ضائعة أو راغباً في لمس سقف السماء بإحساسه وترصيع ملابسه بنجمةٍ أو أكثر، أو حالماً بحرية النفس أو الوطن، أو صاحب رأي وموقف وقضية.

هنا ترتدي المدونة عقل وقلب صاحبها، ليصبحا في إيقاع موسيقي عذبٍ الحلقة المفقودة في دورة الحياة ونشأة الإنسانية .

والتدوين تنوعٌ، مثلما أن الكتابة فعل التزام.

وفي فضاء التدوين، تجد البشر قادرين على تجاوز حدود عالمهم الصغير بالكتابة عن قضايا وهموم وتحدياتٍ لا تعد ولا تحصى، والوصول بأفكارهم ورؤاهم إلى أربعة أركان الدنيا..فالكلمات لها أجنحة.

ربما كان هذا السبب وراء انحياز كاتب هذه السطور لتجربة التدوين بشكل عام، خاصة أن مساحة الحرية أكثر اتساعاً، دون رقابة أو قيود تذكر، على الأقل حتى الآن.

ولعل أبرز ما شغلني عند بدء تلك التجربة، هو ذلك التاريخ الضائع الذي يعاني الإهمال ويفتقد الدقة والقدرة على التوثيق. من هنا، كان اهتمامي الأول هو محاولة جمع أوراق تاريخ مصر المبعثرة، لتبيان الحقائق ورصد الأحداث قدر الإمكان.تاريخٌ من المظالم الاجتماعية والسياسية، والمفارقات المضحكة والمؤلمة معاً، والنوادر التي تستحق أن تُروى، والتي تثبت أن في بلادنا الآن أكثر من "مصر".

أمصارٌ من كل نوع ولون، تخوض صراعاً لا ينتهي، بعضها تقوده شهوة الثراء، وبعضها الآخر يتمنى نعمة البقاء، وما بين فكي الرحى شعبٌ راح يتساقط تحت وطأة العطش والفقر والبطالة وأمراض الكلى والكبد والأوجاع النفسية والعوز والتفكك الأسري، التي تلقي بفلذات الأكباد إلى غيابة الشوارع والطرقات المتوحشة.

وعاشت الدولة في السنوات الأخيرة في حالة صدامٍ دائم مع المجتمع بفئاته المختلفة، فالدولة غائبةٌ عن حياة المصريين اليومية، لا تظهر إلا في الكوارث، وتغيب حين يكون مطلوباً منها أن تمنعها أو تواجهها قبل وقوعها. فالمصريون يموت منهم كل عام حوالي ١٠ آلاف قتيل في الطرق وحدها، ولا أحد يتحرك بمن فيهم الناس أنفسهم، ويغرقون في العبارات النيلية، وليس فقط عبارات البحار وهم لا يتحركون، وينهار نظامهم التعليمي ويعيشون في فوضى وعشوائية أقرب إلى المهزلة، ويُستنزَفون منذ الصباح وحتى عودتهم إلى منازلهم في مشاجراتٍ ومشادات وجدلٍ لا ينتهي مع بعضهم البعض، دون أن تحكمهم قاعدة قانونية واحدة تنظم شيئاً واحداً في حياتهم.

وهكذا عاشت مصر عصوراً انتشرت فيها ثقافة المسكنات والمهدئات، حتى في الحالات التي كانت تتطلب بتراً أو جراحة عاجلة، لأن أهل المصلحة في بقاء الحال على ما هو عليه رأوا أنه لا ضرورة للإصلاح في مجالات ومناحي الحياة، حتى آلت الأمور إلى ما نحن عليه الآن من تدهورٍ وضياع للدور والمكانة والتأثير.

(من مقدمة المؤلف).

...................................................

تجدون إصدارات ميزان في سراى 4- جناح دار ليلى.

و عقب المعرض في المكتبات الكبرى بالجمهورية.

كتاب ميزان : إصدارات مستقلة يصدرها مؤلفيها.

Saturday, January 19, 2008

ميزان


إنجيل آدم

.........................................

الطبعة الثانية





الحياة السرية للمواطن م

يناير 2008

.............................................................

كتاب ميزان: سلسلة كتب مستقلة يصدرها محمد علاء الدين و ياسر ثابت.

Friday, January 18, 2008

..يوتوبيا



د. أحمد خالد توفيق في ميريت.

ليس كمترجم، مثلما فعل في رواية نادي القتال لتشاك بلانيوك، و لكن كروائي.

رؤية اسم د. أحمد، الأخ الأكبر والمتحدث الجذاب والكاتب ذو الأسلوب الذي يجاري في عظمته مذاق الشيكولاتة، فوق غلاف لميريت يعني انتصارًا حقيقيًا للبوب آرت، البطة السوداء التي تم تجاهلها دومًا بنظرة فوقية تبدو لي في حالة د. أحمد غير مبررة أبدًا.

هنيئًا لميريت بأحمد خالد توفيق، وهنيئًا لكل قراء الأدب بروايته الجديدة "يوتوبيا".

-تصدر في معرض الكتاب 2008-

.........................

الغلاف: تصميم الفنان الكبير أحمد اللباد.

الصورة: د. أحمد (أقصى اليمين) مع الأخوين والزميلين العزيزين د.تامر إبراهيم ومحمد سامي.

..........................

الموقع الشخصي للدكتور أحمد خالد توفيق.

..سياحة إلكترونية


أتصفح الآن أحد المواقع على الإنترنت، ووجدت مقالًا للمهندس عدلي ابادير، أو كما يصر هو على تعريف نفسه "مهندس عدلي أبادير يوسف"، وبالطبع معروف من هو المهندس ابادير.. المهم الرجل كان يحمل على نظام الرئيس مبارك، ووجه كلمات قاسية لأركان حكمه، وهو الشيء الحسن، ولكن رائحة الطائفية تفوح من خطابه، وهو الشيء غير الحسن. أما عن الشيء المهم، فهو أنه قال:

"واحصي هنا بعض اسماء الذين ندفع لهم مانسبته 40 بالمئة من رواتبهم:
حسني مبارك
عمر سليمان
محمد طنطاوي
فتحي سرور
حبيب العادلي
أحمد ابو الغيظ
صفوت الشريف
مرسي الفقي
محمد حسين طنطاوي
واخرون"

دعنا أنه تقريبا يقصد بـ"محمد طنطاوي"—الذي هو غير "محمد حسين طنطاوي"—شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، ولكن يثور هنا سؤال غير برئ فعلًا:

من هو السيد مرسي الفقي؟!!!!!!!!

يمكنني أن اعذر السيد عدلي على ذاكرته الضعيفة، ولا يهمني هذا قدر ما يلفت نظري أننا لدينا وزير إعلام يمكن نسيان اسمه بسهولة تامة.

ومن أجل رؤية المقال واسم السيد مرسي.. رجاء الضغط هنا.



وفي ذات الموقع تتم تغطية لحفل توقيع الرواية التسجيلية—على حد تعبير مؤلفها—"دم الحسين" لإبراهيم عيسى، وهو الرجل الذي كتبت عنه هنا، وأثار احترامي باستقباله لانتقاداتي هنا، ثم أكد ذلك الانطباع بمقابلة شخصية بناء على طلبه أيضًا..

وبعيدًا عن الاستطراد، تنقل الصحفية الأستاذة سلوى اللوباني كلمات مهمة عن إبراهيم مختلطة بتقديرها الذاتي، ووجدتني أفكر فيها كثيرًا:

"إبراهيم عيسى.. شخصية إنسانية لطيفة.. يعرف قدر وحجم نفسه.. فلا يدعي بأنه مناضل..أو قائد للتغيير.. بل هو مثل أي مواطن عادي لديه فكر معين ورؤية معينة لا أكثر ولا أقل. لا يقول أكثر مما يقوله رجل الشارع العادي. وبالرغم من ذلك قضايا المنع تلاحقه في كل مكان كما صرح في لقاءه مع مجموعة من الصحفيين أثناء حفل توقيع روايته."

ولمثل هذه العبارات معان لمن يتفكرون...

.. أطلقوا سراح المسيري


الأمن يعتقل د. عبد الوهاب المسيري في مكان غير معلوم.

دولة العار، التي ارتضت أن تعالج الأسرة المالكة السعودية علمًا من أعلام مصر بعدما تجاهلت طلباته المستحقة لبلاده بعلاجه من مرض عضال، تقوم الآن باعتقاله و هو شيخ في السبعين، عندما يتجرأ و يحاول التظاهر سلميًا على موجة الغلاء.

ترى ماذا لو دعا لقيام إضراب مدني عام؟! سيعدمونه مثلا؟!

Thursday, January 17, 2008

سرد أحداث موت معلن


ما أبعد الفرق ما بين الأفعال و الأقوال.

لي صديق، أو تصورت أن لي صديق، يعمد دائمًا لكتابة المقالات النارية والعنترية ضد نظامنا الحاكم—والذي في الحقيقة يستحق ذلك وأكثر—و يتصرف دائمًا، على حد علمي، باعتباره لسان الحق الطويل و سوط العدالة المشرع وكل ما نعرفه وما لا نعرفه من حالات وتوصيفات المدافعين عن الخير والنور والناس الطيبين، ولا يتورع عن الاستشهاد بالآيات البينات والآثار النبوية لإحداث التأثير الدرامي العظيم والعميم في نفوس المستمعين والقارئين، ليتصوره الناس، بل ويرونه، رجلًا جليلًا وإنسان فاق نبل خلقه حدة لسانه على كل ظالم وسارق وأفاق.

نفس ذات الصديق، أو، بعبارة مكررة مؤلمة، من كنت أتصوره صديقًا، هو من رأيت اسمه فوق الورق اللامع المصقول لأحد افيشات الأفلام المعروضة حاليًا، والذي "يتصادف" أن يكون مخرجه قد استلم مني نسخة موثقة لأول سيناريوهاتي السينمائية—كتب في العام 2003، بحضور الصديقين والزميلين العزيزين أحمد حلمي و وليد صبري (وكلاهما قد قرأ السيناريو، أمامي، وفي ذات اليوم) في وقت مبكر من العام 2007.

ثم أفاجأ، وأنا في قاعة السينما أشاهد الفيلم— كصديق يتمنى الخير لكل الزملاء والأصدقاء—بذات الخط الدرامي، ونسبة لا يستهان بها أبدًا من القصة، في فيلم الأستاذ حامي الأخلاق وحَكَم الذمم.

وفي الحقيقة، كأحد من يراعون العيش و الملح (وهي خطيئة في الدنيا عامة وفي هذا الزمان خاصة)، بعثت إليه بخطاب أسأله إن كان يعلم بما في الموضوع من قبح و تهافت (لربما كلفه السيد المخرج بكتابة قصة "من بنات أفكاره" دون أن يعلم ذلك الإنسان شيئًا بالفعل)، منعًا و تلافيًا لأي ضرر قد يصيب اسمه من وراء استخدام أي حق يتيحه لي القانون، و قبلها طلبت من الصديق و زميل العمل أحمد حلمي أن يبلغ شكري الجزيل للأستاذ المخرج فيما ارتكبه في حقي، وللأمانة أبلغ حلمي الرجل، الذي اختفى بلا أي رد يمليه عليه ضميره، أو حتى لدفع "الإدعاء الظالم الجائر" عن سمعته البيضاء الناصعة.

ثم فوجئت مرة ثانية بذلك الإنسان، و لا أقول أكثر من تقرير حقيقة بيولوجية ليس إلا، حارس الأخلاق و الفضيلة و الكاتب الثوري المناضل، يهاتفني ليكيل من الاهانات ما لا حاجة لنا لذكره حاليًا، في سياق متدن لا يعرف من الأصول والأخلاق شيئًا، ليسوق مجموعة من الحجج التي يمكنني أن أصفها بكل أدب، كروائي ناجح، وككاتب محترف للسيناريو بدأ مشواره مذ ثمان سنوات وله العديد من التعاقدات بفضل الله، وكمستشار فني مذ ما يقرب من السنتين و النصف، أصف تلك الحجج بكل ما يمكنني من أدب بأنها "متهافتة" أو لنقل "ساذجة".

و إحقاقًا للحق، فقد ارتدى ذلك الإنسان مسوح الشرف وأعتذر عما بدر منه "في ساعة غضب" أو "في غمار انفعاله"، ولكنني، وبكل بساطة، لا اقبل مثل ذلك الاعتذار.

المهم، فأنه قد قابل استفهامي بالنفي القاطع، و الإنكار الشديد، في سياق غير مسبوق الانحطاط، ملئ بالمغالطات والسقطات تجاهي، وقال أنه يمكنني "خبط راسي في الحيط" (وهي النصيحة التي اشكره عليها جزيل الشكر) والالتجاء للقضاء. ذات القضاء الذي يعتمد قانونًا صُمم من أجل غاية عظمى وهي "إطلاق ألف مذنب خير من سجن برئ واحد"، قانون لا يمكنه مراجعة مسئولي قناة الأم بي سي إن هم "استعاروا" برنامج الإعلامي محمود سعد من قناة دريم والمعنون بـ"على ورق"، لأنهم عنونه باسم "على ورق محمود سعد". وهي حكاية ليست بالمفاجئة أو بالمجهولة و غيرها كثير مما يضيق عنه البيان. لا يمكننا بالطبع لوم القانون الذي وُضع من أجل غايات نبيلة.. يمكننا فقط لوم النفوس.

يمكنني أن أذكر كل ما جاء في تلك المحادثة بالحرف (ومنها مغالطاته تجاه العديد من الزملاء في الحقل السينمائي عامة و ضمنهم من هم أساتذته)، وفضح كل هذه الحجج وتفنيدها حجة حجة، ولكن لكل حادث حديث.

وهنا، يسعدني أن انشر السيناريو خاصتي، في مدونة منفصلة تجدون رابطها بأسفل، ليكون علمًا وعبرة على كل إنسان تسول له نفسه اقتراف مثل هذه الأفعال، ولن أذكر—في الوقت الحالي على الأقل—اسم ذلك الشخص أو اسم الفيلم الذي اقصده. فقط، اترك الحكم لكل من شاهده، بعدما يقرأ السيناريو الأصلي الموثق بالشهر العقاري مذ سنوات خمس، والذي قرأه الزملاء والأصدقاء: محمد حفظي، أحمد حلمي، وليد صبري، أحمد سمير فرج، أحمد وحيد محب، و أحمد الجندي (قرأه ذلك الأخير مذ شهور قريبة، و كان ينوي تسويقه ليقوم بإخراجه، و لكن المشروع تحطم تمامًا الآن، بكل منافعه المادية و الأدبية). وبعضهم قرأه مذ خمس سنوات، وبعضهم مذ ثلاث، وبعضهم مذ سنة. أترك الحكم لكل من له عينين تبصرين وعقل يفكر، ليعرف حقيقة من ينصبون أنفسهم في أماكن حراس الفضيلة والشرف والعدل والحق.

وأحتسب حقي عند الله، ويكفيني—مرة ثانية في الوقت الحالي—أن يعلم الجميع، من مرتادي هذه المدونة الاعتياديين أو ضيوف الصدفة، أن العبد لله لم يسكت عن حق، أو يتعامى عن باطل.

مدونة سيناريو ملاك النار.

تحديث: بعد نشر هذه التدوينة بوقت قليل جدًا فوجئت بطلب إضافة من السيد عبد الله كمال (رئيس تحرير روزا) علي موقع الفايس بوك، و لما كنت لا أجد نفسي في الجانب الحنجوري من النضال، ذو الشعارات البراقة و الحقائق المؤسفة، إضافة أنني أثق تمامًا في مواقفي و اقتناعاتي و سمعتي، فلم أجد غضاضة من قبول الطلب.. و أرجو ألا يفسر حامي النضال ذلك لمريديه و الناس الطيبين من مصدقيه بأنها مؤامرة مقصودة و مدبرة من الأمن للنيل من شخصه الطاهر العظيم.. نفس ذلك الأمن الذي يستميت في كسر رزقه و التضييق عليه بدليل كم الاعتقالات التي تعرض لها، و الاعتداءات التي أصابته، و كل المنتجين و الجرائد التي ترفض التعامل معه بالطبع.. لا اعهد هذا الشخص خائبًا أو مصابًا بلوثة عقلية لدرجة أن يقول "دي مؤامرة و الله! ده حتى عبد الله كمال ضايفه ع الفايس بوك!!"..ولكن ما حدث يثبت أن ما عهدته، أو ما تصورت أني عهدته، لا يعني أي شيء في الوقت الحالي...

آه.. و قبل أن أنسى، فقد تلقيت دعوة من السيد علي أبو شادي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، لحضور الدورة الجديدة من مؤتمر الرواية العربية في فبراير القادم، و بالطبع هذا سيؤكد نظرية المؤامرة الأمنية الأثيمة المغرضة، و التي هي الكارت الأخير لدى حَكَم الذمم.. دعنا من أن الدعوة قد وصلت بالفعل قبل نشر التدوينة بيوم كامل، أو إن علي أبو شادي نفسه، القيادي الثقافي بالدولة و النظام، هو من برأ الأستاذ من تهمة مماثلة قبل ذلك، فالكلام أمامنا يدل على اكتمال أركان المؤامرة العظمى ضد المناضلين الشرفاء، بمعاونة الأصاغر من طينتي!

Monday, January 14, 2008

Lost in Paris with Julio Cortazar

http://www.youtube.com/watch?v=sR547ALtbAY&feature=related

Love in the Time of Cholera





الصغير و الحالي

عندما كانت وحيدة، مع قطه، انتابتها رعشة مفاجئة عندما عضها مداعبًا.

كانت الطريقة التي غرس بها أسنانه، في تؤدة غلفتها الوحشية، و الصوت الحلقي الأليف، و هزة رأسه إلى الوراء بميل إلى الأسفل، تماثل ما كان يفعله بها في ذلك الفراش غير البعيد.

غشيها ذعر بدأ عنيفًا بدافع المفاجأة. ابتعدت عن القط بلون المشمش في لحظة. نفضت يدها في عنف. وقفت، علي مسافة بدت لها مأمونة بلا مبرر، ترمق القط الذي حدجها بنظرة ثابتة.

ضحك في يوم بعيد، عندما حكت له. داعبها بأنه بالطبع معها و إن كان بعيدًا. بدت لها استعارة شاعرية في التو، بينما كان هو يقصد فعل المراقبة. و عندما كلمها عشيق صغير يحاول أن يتماهى مع حياتها كصديق مقنع، قال لها أن الشتاء فصل مقدس و أن الاستيقاظ في النهار الباكر هو حلم مشتهى، و أن روايته القادمة ستكون عن الجنس. وجدت نفسها تفكر في أن عشيقها الحالي يقول دومًا أن الشتاء هو فصل مقدس، و أن الاستيقاظ الباكر هو حلم مشتهى، و أنه قد خسر روايته القادمة لأن صديقًا صغير السن يفكر في الكتابة عن ذات الموضوع. وجدت نفسها، مرة أخرى، ترتعش.

كانت تعلم بصلة لا ترقى للصداقة و لا تشوبها مجرد المعرفة ما بين العشيقين، و لكن حينما سمعت بأن الصغير قد فقد وريقة تحت كرسي في مقهىٍ شعبيٍ، و أن عشيقها الحالي قد وجدها، و قرأ الاسم و أرقام التليفون و البريد الاليكتروني بخط غير منمق، وجدت نفسها تتساءل عن الحدود التي تفصل الصغير و الحالي و القط بلون المشمش. ضحك و هو يقص عليها حكاية عثوره علي القصاصة، و كيف أنه أعطاها للصغير في لقاء مصادفة بمقر دار النشر. أكان في ذات اليوم؟ في ذات الليلة؟! سألته فقال و هو على ابتسامته الهادئة أنه قد نسيها في جيب بنطاله، و هو ذات البنطال الذي كان يرتديه بعدها بيومين جالسًا في دار النشر مدخنًا الحشيش.

قال لها انه يحب الصغير. يبدو موهوبًا و لماحًا. يقول ذلك و هو يخلع عنه بنطالا آخر، أمام الفراش.

سألته كيف قضى الليلة بعدها، تمدد باسطًا عضلاته و قال أنه تعشى مع الصغير، أصابه بعض التعب من شرب الحشيش. أنت تعلمين الهبوط. قالها و هو يزم شفتيه و يهز رأسه في حركة مرحة. تعرف هي أنه، في أكثر الأحايين، لا يشعر بالحرج عندما يروي مثل هذه القصص. بالضبط مثل الصغير الذي لم يخجل أن يقول لها بابتسامة هادئة انه لم يكن فحلًا مع صديقته السابقة.

بدا لها الهاجس أكبر من أبعاد الحياة التي تعرفها، أو هو توجس كالذي يصيب الإنسان قبل عملية جراحية حساسة. كانت وحيدة في إحدى الليالي فجذبت ورقة و قلمًا و أخذت تعدد المتشابهات ما بين العشيقين. كتبت كثيرًا، فيما يبدو لها، و لكنها حين وصلت للمختلفات ارتبكت. فارق السن ست سنين. فارق السن ست سنين. فارق السن ست سنين. فكرت مرة أخرى. لابد من فارق آخر. بالطبع هما لا يقيمان في منزل واحد. احدهما قاهري قح، و الآخر من محافظة شمالية. حسنًا. كادت أن تراجع قائمة المتشابهات حينما هيئ لها أن الصغير أطول قليلًا. لا. هما ذات الطول. ذات لون الشعر. ذات لون العينين. الحالي انعم قليلًا. افتح قليلًا. مطت شفتيها غير مصدقة حينما عجزت، في عبث فوق العبث، عن تحديد اختلاف مهم بين ذكريهما.

"كم يبلغ طوله بالضبط؟"

ضحك الصغير حتى سعل. رفض أن يخبرها معابثًا. تحولت لهجته إلى بعضٍ من الجدية، بالطبع بعض فقط، و هو يسألها عن سبب ذلك السؤال العجيب. فكرت في إنها ستكون سخيفة أو مجنونة إن هي أخبرته، لأنه بالطبع سيراها سخيفة أو مجنونة. عرض عليها أن تجئ لترى بنفسها فسبته بغضب آنسة متحفظة. أغلقت الهاتف في وجهه.

عندما كلمت الحالي كان تليفونه النقال مغلقًا. ربما هو يضاجع إحداهن. بالطبع هو يضاجع إحداهن! مثلما يفعل دوما. يقول لها ماطًا شفتيه أن علاقتهما مفتوحة. هذا لا يعني التزامًا من أي نوع. هكذا هي قواعد الاشتباك. سلخته مرة عندما حلل سلوك الصغير مع صديقته الحالية بأنه آلية دفاعية. قال لها بثقة باردة أن طريقة العلاقات المفتوحة هذه هي تكأة ليمارس الفتى خياناته الصغيرة دونما تأنيب. ابتسم ابتسامته الهادئة، و التي اكتست لحظتها ببعض من الشيطانية، و هو يشعل سيجارته باستعراضية طفيفة معتادة. لم تقل شيئًا غير انه يفعل بالضبط ما يقوله الآن. تجمدت ابتسامته فوق وجهه لثانية، قبل أن يمطها فوق شفتيه و يجيب بهدوء اقرب للبرود "و لِمَ لا؟!".

أكان هذا هو ذات اليوم الذي تكلمت فيه عن رائحته؟ يجوز. هي على العموم قالت له، و هي تتشمم إبطه ثم تلعقه، انها تحب رائحته. قال لها كيف؟ قالت له هكذا. رجع فسألها انه يقصد ما الذي حببها في رائحته. ردت بأنها لا تعلم. شردت مفكرة و خرجت منها الكلمات ببطء. رائحتك مميزة.. قريبة.. نفاذة. و بما أن الصفة نفاذة هي الكلمة الوحيدة المفهومة له من وصفها سألها إن كانت جميع الروائح الجميلة هي نفاذة. همهمت للحظة ثم أجابت أن نعم.

أكانت تكذب؟ هي لا تعلم.

فكرت في أن الصغير لا يملك رائحة. يبدو ذلك غريبًا و لكنه حقيقي. ليس بلا رائحة بالضبط، و لكن رائحته خفيفة هامسة. لم تجد في دماغها ما تصف به تلك الرائحة أو تشرح به لنفسها لِمَ هي شحيحة نادرة هكذا. لم يحمل معه روائح القرية ببيوتها الصغيرة و حقولها و حيواناتها البائسة و قشطتها الصافية. لم يحمل معه كل ما يفرح قلب برجوازي يفكر في ولد أتى من قرية شمالية. انتصبت و مدت يدها لدولاب ملابسها. لن تبقى في البيت أكثر من ذلك.

عندما مشت بخفة فوق الإسفلت القاسي، واضعة يديها في جيبي المعطف القصير، متدثرة بوشاح احمر قان دافئ و شعر مجعد طويل، سألت نفسها لِمَ لم تسأل أيهما عن رائحتها؟! الصغير برائحته الشاحبة و الحالي برائحته المتوهجة. كانت تمشي بهمة في اتجاه وسط المدينة. ربما وجدت الحالي هناك. قفز إلى رأسها القط ذو لون المشمش. الرائحة الوحيدة التي تتذكرها له هي رائحة بودرة الأطفال التي يضعها له الحالي في المرات النادرة التي يهتم فيها بتحميمه. رائحة مخادعة. تكره هي هذا الرائحة التي تذكرها بالاصطناع. رائحة تشبه نظرته المزعجة عندما أجفلت منه. رائحة نفاذة؟.. نعم.

قفزت فوق السلالم الرخامية. دلفت للقاعة الكبيرة المثقلة بالعشرات من الطاولات. دحرجت عينيها ما بينها. لا أثر للصغير و لا أثر للحالي. رأت يدًا ترتفع إلى أعلى محيية.

شربت من كأس النبيذ الأحمر بنهم بدا لها مفاجئًا. انتبهت لنظرات الصديق المتعجبة بشيء من الفكاهة. مالك؟ هكذا سألها. مالي؟ أنا بخير. هكذا ردت. تأملت فتاة تنفخ برهافة في كوب الشيكولاتة الساخنة الذي تحمله بين يديها. من وراء الكوب كان يبرز مفرق نهديها و بجوارها رجل كهل يجرع من كأس للويسكي. سألها الصديق عن حال الحالي. قالت انه بخير، ثم سألته إن كان قد رآه اليوم. أجابها بلا.

استأذنت من الجمع، و بينهم الصديق، و أمسكت بزجاجة نبيذها و الكأس و انتقلت لمائدة منزوية و إن كانت ليست ببعيدة. شعرت برغبة معتادة في الانزواء و كأسي النبيذ جعلاها أجرأ قليلًا في طلب ما تريد. ينتقدها الصغير لذلك، بينما يثني الحالي على طيبتها و تفانيها. يمسح فوق خديها و ينظر في عينيها بنظرة حنان بديعة إلى درجة الزيف و يقول لها كم هي جميلة.

منذ متى كانت ليلتهما الأولى؟ قبل أربعة شهور. في المرة الأولى التي قابلته فيها. كان القط المشمشي يبلغ من العمر شهرين. ستة أشهر. عمر هذا الوغد ستة أشهر. صبت كأسها الرابع من الزجاجة البخيلة و فكرت في تناسخ الأرواح. أيمكن أن تكون ذات الروح في ثلاثة أجساد مختلفة؟! هي لا تعلم مجددًا. بدت لها فكرة بارقة. روح تشبه بات مان. هي الوطواط و هي بروس وين في ذات اللحظة. وطواطها الخاص سيكون روبن أيضًا. بروس وين، و بات مان، و روبن.

مر النادل بجوارها فطلبت زجاجة أخرى. أجاب بأنها كانت زجاجة النبيذ الأحمر الأخيرة. أي تهريج هذا. زجاجة أخيرة في بار؟! زفرت ثم رضت بالنبيذ الأبيض. دست في فمها القطرات الحمراء الأخيرة من الكأس الخامس وهي تقول لنفسها هم يستحقون إذن. للمرة الأولى في حياتها تطلب شيئًا لا يكون معها ثمنه. لا الزجاجة الأولى و لا الزجاجة الثانية و لا طبق اللحم أمامها. رمت بقطعة منه إلى القطة البيضاء السمينة التي تتجول عادة ما بين الموائد. هي قطة عجيبة لأنها قطة لا تموء في لهفة إن أعطيتها أو إن اشتمت شيئًا. هي أشبه بالملكة المستغنية. تأكل ما تلقيه لها في صمت وتمشي في صمت. القط المشمشي صاخب. صاخب بدرجة مزعجة. قبل عضته الأخيرة كانت تحب ذلك المجون المؤرق في اللعب، ولكنها الآن حسمت موقفها.

يسألها صديقها من الطاولة المجاورة عن الأحوال. لمحته ينظر إلى تكور فخذيها البارز من التنورة القصيرة. مالك أنت يا عزيزي و النساء؟! تتعجب هي و هي تجيبه بابتسامة عابثة أن كل الأحوال تمام. بالتأكيد هي تعرف إنها تكذب هذه المرة. لاحظ نظراتها المراقبة و ابتسامتها فابتسم قال لها فجأة "التجربة دائمًا شيء لطيف.. أليس كذلك؟!". ضحكت فجأة و أمنت علي كلماته. هو كذلك. هو كذلك.

ضحكت فجأة لأنها تذكرت فانتازيات الحالي عن السحاق، وسؤاله لها ما بين الحين و الآخر عن شعورها حينما فعلتها مع صديقة قديمة. تقول له انه لم يكن بالشيء الممتع. مجرد فضول انتابها و قُضي الأمر. يرد عليها "التجربة دائمًا شيء لطيف.. أليس كذلك؟!". تقول له معابثة لِمَ لا يجرب هو الشذوذ بنفسه إذن؟! يطردها هازلًا خارج المنزل و هو يضحك. هي تعلم انه يخاف الشواذ. رغم كل ليبراليته الظاهرة و تسامحه الوقتي هو كذلك. هي تشك في أن السابق كانت له ميول شاذة. يقول لها الحالي أن حرام عليكِ. تقول له انه كان يحب مضاجعتها من الخلف و انه كان يستمتع عندما تتولى هي الأمر كما انه كان يخاف من شكل فرجها. يتظاهر بالوقار و يقول انه يفعل الاثنين الأولين و لكنه، و بمنتهى الانفتاح، لا يخاف من شكل فرجها.

ربما هو يقول ذلك فحسب. هكذا فكرت في نصف كأسها الثاني. هو لديه ميول شاذة مثل الصغير. بالطبع. الخوف المرضي من الشذوذ يعكس رغبة دفينة في ممارسته. بالطبع. من أجل ذلك يدافع عن الصغير. خيط ما امتد ما بينه و بين الصغير يجعله يشعر بالتماهي معه. دائمًا هي تخترقه و تكشف أسراره و دائما هو يكره ذلك. يقول دومًا أنها علي خطأ بينما هي متأكدة من أنه يعلم إنها علي حق في قرارة نفسه. قالت له في مرة، بعد ست ساعات متصلة من المداعبات و المضاجعات تركتها منهكة كخرقة قديمة، انه "يعجب بأدائه" أو "يستثيره أداؤه". هي لا تتذكر بدقة. نفت دخان السيجارة و قال في هدوء مبدئي لِمَ إذن لا يكتفي برؤية نفسه في المرآة ليقذف بمتعة متناهية؟! لِمَ يتجشم عناء البقاء مع أنثى حمقاء مثلها؟! تحول صوته إلى الصراخ و هو يسألها ما خطبها؟! ما خطب النساء؟! لِمَ كل النساء يستكثرن الاعتراف بفحولة الرجل أو كرمه أو طيبته أو أو أو؟! ودت أن تجادله ولكنها صمتت قليلًا لكي تقول أنها تهزل، أو أنه قد فهمها بشكل خاطئ، أو أنها لم تفصد ذلك الكلام بالمنطوق الذي هو عليه. بعد قليل من الغضب زفر و دخل ليغمر جسده بالماء. نظرت هي إلى المرايا الكبيرة العريضة في مواجهة سريره. سألته لم لا يغير مكانها فغمغم بكلام غير مفهوم. هي تعرف انه يرمق جسديهما فوق الفراش، بينما هو بداخلها، لتزداد لطماته شدة و عنفوانًا. هي ليست حصيفة لأنها سألته في مرة لِمَ ينظر إلى المرآة فأحرجته قليلًا. هي ليست حصيفة لأنه عندما يحرج قليلًا ترتبك لطماته التي تحبها كثيرًا. ترتبك و تذوي فتبدأ هي بالإحساس بكل ما يحيطها مرة أخرى. تلك اللعنة التي تهرب منها إليه.

هي تحب جسده. لا تمانع في الاعتراف.

أفلتتها دوامة أفكارها التي اصطبغت بالأحمر و الأبيض فنظرت حولها. بدا المكان فارغًا قليلًا. مدت يدها إلى جيب سترتها المشنوقة فوق ظهر كرسيها و طلبت رقمه. رنين طويل. اختلط بالرنين صدى لفكرة قديمة طاردتها منذ عرفت الحالي. دائمًا هي من تتصل به. لا يكلف هو نفسه لكي يتصل بها إلا في أوقات نادرة.. أو ربما هي أوقات قليلة فقط.

جاءها صوته فانتشلها من الأصداء القديمة. "آسف لأن هاتفي قد فرغت منه الكهرباء".

أين أنت؟! أنا الآن في المنزل. توقف الصوت للحظة و عاد ضاحكًا:

- أنا في بيت صديقنا المشترك.

تمالكتها عصبية عاتية. سألته بحدة عما يفعله مع "الصديق المشترك". رد عليها بسخرية انه يود تجربة الجنس معه.

أغلقت الهاتف في وجهه. انتصبت قائمة و سحبت معطفها. نظر لها صديقها الذي لا يهوى النساء و لكنه يود التجربة في تساؤل. قالت له ما حسبته أنها ستعود فورًا. خرجت كعاصفة من الباب دون أن تنظر وراءها. تصاعد رنين الهاتف في جيبها. كان الحالي. أغلقت الهاتف مرة أخري في وجهه. كانت تعرف أن ذلك سيحدث في يوم من الأيام. سيتضاجعان و سيتركانها. ربما شاركهما القط ذو لون المشمش لاعقًا خصية هذا أو ذكر ذاك. تمنت لو أن احدهما ضاجعه ليموت متأثرًا بجراحه. ذلك القط اللعين و صاحبه الألعن. ستذهب إلى بيته ركضًا. لن تتركهما يتمان ذلك. سيقول الحالي للسابق أنها أخبرته بتهيبه فرجها. سيتضاحكان. سيخبره الصغير عندما ادخل ذكره في مؤخرتها دونما عازل. عندما جرت بعدها إلى الحمام. شعرت بخجل. شعرت بخجل و بغضب.

ضربها دوار بينما هي تسرع الخطى في شارع مظلم. استندت إلى حائط بجوارها. تعرف هي هذه الدوامة التي تلتف داخل بطنها. بالطبع ستجد القط. ستجد القط لأن الحالي هناك. ستجد الحالي هناك لأن الصغير هناك. ستجد الثلاثة لأنها تعرف جيدًا في ركن من نفسها أن الثلاثة هم واحد. واحد فقط يتلذذ بسحقها في كل مرة بشكل جديد. يتصاعد داخلها إلى فمها فلفظت أمعائها على الحائط أمامها. هو يعرف كل شيء عنها و يرويه لنفسه بتلذذ. هو لم يتركها حتى تعيش في نعيم الجهل. لماذا لم تدرك ذلك حتى عضها القط؟! كيف لم تدرك ذلك و نرسيسيوس الوسيم يتلذذ بمراقبة ذاته و هو يضاجعها؟! سيحقق ذروة التجلي عندما يضاجع ذاته. سيبدو له الكون فجأة مليئًا بالنور و الألق بينما هي في ثقب اسود مخزي. ثقب اسود مخزي و مهين كإستها.

شعرت بيد تمتد و بصوت يلمس. دفعت اليد بخشونة و لكمت بصوتها. مسحت عن وجهها خيوط سائلة دافئة و خرجت مهرولة من الشارع المظلم. أيقنت أنها لا يمكنها أن تصل إلى بيت الصغير مشيًا و لا عدوًا فصرخت في تاكسي قاده مصيره لناصية تكومت بجوارها. انطلق السائق و هي تستحثه كمجنونة. طفق يرمقها بقلق بين الفينة و الأخرى.

عندما وصلت قفزت من الأريكة القديمة المتهالكة دون أن تبالي بهتافه. عبرت المدخل عدوًا. صعدت السلم على قدميها. دور. دوران. ثلاث. الرابع إلى اليمين. تركت إصبعها يسحق الزر. صرخ الجرس صرخة واحدة مستمرة. فتح الباب و وراءه الصغير يهتف ما الخطب؟! نظر إليها بدهشة فتعدته. وجدت الحالي جالسًا بتوتر فوق أريكة بُسطت أمامها عدة المزاج. نظرت حولها بدقة. فتشت الشقة كلها كمحمومة. حتى الركن القصيّ من الدولاب، الذي يخفي فيه الحشيش بعيدًا عن عيني الأب الزائر أو الهابطين فوق مستقره بتطفل. لابد من وجود روحك القدس الساعية بالعقر في أيدي الأحباء. القط ذو لون المشمش و النظرات الحادة القاطعة كلمعان الألماس. لم تجده. بحثت و هم في الردهة ينظرون إليها كممسوسة و هي تهتف "أين هو؟! أين هو؟!!". جربا أن يسألا بدورهما "هو من؟!" و لكنهما يأسا عندما لم تجب هي. بدت طاقتها المحمومة أكبر من أن يعترضًا أو أن يصرخًا في وجهها.

أخيرًا رجعت لهما في الردهة. عيناها دامعتان و يداها مسترخيان بجوارها. ذبح الإحباط و اليأس لسانها. و لكن، و في لحظة سحرية فارقة، لمحت عبر النافذة خيال ظل. التمعت عيناها و هي ترمقه بينما ابتسامتها تتسع. خيال ظل لجسد غُطي بالشعر الكثيف الناعم، برأس دقيقة تشبه المثلث تنبثق منها الشوارب و ينبت من سطحها مثلثين مشرعين. تلتف الرأس في اتجاهها، بينما هي تعود بنظرها، بعينيها الظافرتين و ابتسامتها المنتصرة، إلى وجهين لذات الكائن قُسمت بين عيونه الأربعة كثير من الدهشة و قليل من الارتياب.

محمد علاء الدين

نوفمبر 2007


بورخس

Heaven and hell seem out of proportion to me: the actions of men do not deserve so much.
...................................................

I am not sure that I exist, actually. I am all the writers that I have read, all the people that I have met, all the women that I have loved; all the cities that I have visited, all my ancestors . . . Perhaps I would have liked to be my father, who wrote and had the decency of not publishing. Nothing, nothing, my friend; what I have told you: I am not sure of anything, I know nothing. . . Can you imagine that I not even know the date of my death?

لو لو لو لييييييييييييييييي.. مصر عندها حكومة "ضلة" يا خواتي.. الفين مبروك و قولوا لعين الشمس ما تحماشي


المبادئ و الأهداف الأساسية لخكومة الظل لمصر

أنشأ حكومة الظل لمصر مجموعة من الوطنيين المخلصين الشرفاء و هم من صفوة أهل المعرفة و الخبرة فى هذا البلد جاءوا من اتجاهات و فئات و طوائف مختلفة تجمعهم الرغبة فى انقاذ مصر من السقوط فى هاوية الفوضى و المجاعات و الحروب الأهلية و هى نتيجة حتمية بات يشعر ببوادرها كل فئات الشعب للشلل و العطب الذين أصابا كل مظاهر الحياة السياسية و الاقتصادية فى البلاد نتيجة لحكم الفرد و سياساتة المستبدة و الباغية و القمعية و الفاسدة و الجاهلة التى لم تؤدى الا الى تخريب مصر طوبة طوبة منذ عام 1952 و حتى الأن.
...................................................
اديني يا معلم! عندنا و الحمد لله و الشكر له حكومة ضل قد الدنيا بتكتب الهاء تاء مربوطة و من اهدافها مقاطعة نظم السعودية و اليمن و تونس و خلافه و دعم و تطبيع العلاقات مع إسرائيل.. لأ و كمان عندنا رئيس وزرا ف الضلة اسمه عمر سامي و نائب رئيس وزرا، برضه ف الضلة، اسمه ياسر ابراهيم.. زي زكي و محمود جمعه كده..
لو مش مصدق النقلة الحضارية العظيمة اللي احنا فيها، و مش مقدر مدى سهوي و سهوك (حكومة ضله مصر اتأسست في سنة 2004، يعني قبل كفاية و لعب العيال ده) يبقي لازم "تنقر" الرابط التالي

Sunday, January 13, 2008

The Beholder


"Time is born in the eyes, everybody knows that."

جابو النجار

"Ultimately, literature is nothing but carpentry."
.......................

  • Interviewer: You describe seemingly fantastic events in such minute detail that it gives them their own reality. Is this something you have picked up from journalism?
    García Márquez: That's a journalistic trick which you can also apply to literature. If you say that there are elephants flying in the sky, people are not going to believe you. But if you say that there are four hundred and twenty-five elephants in the sky, people will probably believe you.
    • Interview with Peter Stone (winter 1981), The Paris Review Interviews: Writers at Work, Sixth Series (1984), p. 324

Monday, January 07, 2008

.. يا قلبي يا ثعلب


بداية العام الجديد و بعض من التنظير و قليل من البهجة و كثير من الغيظ و كثير جدا من الموات يطاردونني. يجلس فستق، القط الذكر اللاهي الصاخب عنوان المرحلة، على قدميّ و ينظر للشاشة بنظرة تائهة قبل أن يتثاءب و يحك انفه في ذقني، ثم محاولا—كعادته—عض شعر ذقني النابتة. بالطبع احسد فستق كثيرًا، و لم لا؟، فالوغد يجلس بدعة و ثقة مباركًا من إلهه القط الشيرازي الكبير الذي خلق باقي القطط الشيرازية على مثله و استبعد القطط البلدية رفقاء أبناء حام، و لكن ذلك لم يمنعه من إتمام بركة الكسل السرمدية المتأنية الواثقة عليهم جميعهم.

يتكور فستق في وضع ابتكاري عجيب فوق معدتي. لا يبالي. لا يبالي ذلك الوغد بشيء.

أقاوم رغبة مؤرقة في التحذلق أثناء الكتابة. أفكر في أن الكاتب الحق هو الكاتب البسيط. الكاتب الذي لا يبالي بإطلاق جمل حلزونية لا تؤدي لشيء، بالضبط مثل الذكر ذو العضو الضئيل الذي يفكر مطولًا في أساليب الجماع. ينظر فستق، ببساطة، إلى ما أكتبه الآن. يعود، كابتسامة عفوية، لوضعه الأكروباتي بسلاسة عجيبة.

فستق لا يفكر، كشأن الكتاب المأفونين، في بدايات العام، و لا في النرجسية أو الغيظ أو التنظير أو الموات. فستق كقط لا يفهم ما كنه الصوت الذي يغني "يا قلبي يا ثعلب" الآن. فستق كقط لا تأسره تقاسيم الموسيقى، و لا يأسر قلبه صوت إلهام المتشح بنبرة أسى. قطي، ككل قط اعتيادي، ربما يشتم قلب الثعلب ما بين ضلوعي، و لكنه ينام بروية، بتؤدة، فوق جسد الإنسان الذي أظن أنني امتلكه.

فستق لا يموء عبثًا. لا يموء سوى في الجنس أو في الطعام. يستعذب، في بهاء بوذا صغير، السكون و الصمت. فستق، كقط اعتيادي، لا يتملكه ورق و لا تقض مضاجعه أقلام.

كل سنة و أنت طيب يا فستق.

Thursday, January 03, 2008

..لأنه شون كونري


يوسف.. مرة ثانية

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان

الجزيرة


شكرا شريف عرفة.. شكرا محمد دياب.. و بالطبع شكرا محمود ياسين..و الشكر الجزيل لغير المتوقع ابدا: احمد السقا