designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Friday, September 28, 2007

Another Dragon hit the Cosmic Maze!

Simply it's a marvelous piece of art. I've always very overwhelmed by Nagui's Rogers.I've always counted on how you'd feel after reading a book, yet Rogers, with its mastered quality, gives any writer such encouraging to write down his own piece more than whatever else. Straight forward, Nagui's work is an excellence desired by any writer in his very first piece.And speaking about marvelous writing which brings marvelous writing, here's an article about the novel.
..
Challenging the Dragon in the Eye of the Sun
By: Marwa Rakha *
..
“Imagination was given to man to compensate him for what he is not; a sense of humor to console him for what he is.”
Sir Francis Bacon

I woke up gasping for air after another nightmare and I knew that this would be another sleepless night. I reached out for his book as though I needed to feel his presence. No one has ever dedicated anything to me - I read the dedication he wrote me one more time; in his head I am smoking apple flavored shisha on my terrace, staring at the stars, obsessing about my toothbrush, and coloring my world in orange. I am not an avid reader of Arabic literature but Ahmed Naje’s Rogers was anything but disappointing. Reading Rogers felt like sitting next to a remarkable storyteller as he flipped through his photo album and told me the story of each shot. Instead of turning moments into fading memories, Ahmed decided to capture the essence of his childhood memories, school days, traumas, family icons, wars, and amours in his book. The prose and narration, along with his vivid imagery, textured descriptions, and forward colors gave life to each of his characters. His attention to detail can be easily traced in his descriptions – the mosquito scene on his grandfather’s hand is just one example.
Ahmed Naje’s Rogers is a canvas of memories and snapshots where fact and fiction are woven beyond identification. His imagination fed stories to his green inquisitive mind. Questions like the existence of God, the creation and “sewing” of the human body, the laws of attraction, and the need to create a utopia are just a few fragments of his enigmatic book. Unlike other picture albums, Naje’s pictures are far from perfect; he has no reluctance in showing his scars, his fears, his dreams, and his frustrations – as a little boy and as an adult. As a reader, you cannot help but identify with the feelings that each shot evokes.
"Feeling the air blow against his face, walking by the river, and seeing green fields set a striking contrast between his life at his hometown and his life in “the big city” where suffocating cement blocks turn his stomach and only the thought of a revolution or a supernatural gift for larceny cause his mental orgasms. The most visible themes revolve around his grandparents, his parents, his street, his cruel teacher, his girlfriend, his undefined female friend, and his best friend. On a deeper level you can trace his unanswered questions – starting from God to his very own existence and his chosen path.
With lots of imagination Naje, echoing Roger Waters of Pink Floyd’s Album “The Wall”, created a brick wall between his reality and his fantasy land. In his own words and using his own palette he decided to color his pictures adding one brick after the other to the wall that he often crossed in his first book – Rogers.
................................................


* Marwa Rakha: is an Egyptian writer contributing in Enigma, Campus, and Egypt's Insight magazines, as well as The American Chronicles website.For further reading of Rakha's articles, please click HERE.

Thursday, September 27, 2007

Tuesday, September 18, 2007

.. يا موكلنا بيزا هت يا طيب يا أمير




اهداء للمواطن المصري البسيط الذي يقول بطيبة: "ده كفاية الريس موكلنا عيش"*

............................

* عيش من أبو ربع جنية.

Friday, September 14, 2007

احكام بمناسبة الشهر الفضيل.. و كل سنة و انتم طيبين


أربع رؤساء تحرير ينالون ذات الحكم بذات التوصيف: اهانة رموز الحزب الوطني.

الأسماء الأربعة لا تخلو من ملاحظات عديدة بالطبع، خاصة أن ضمنها أسم عادل حمودة، و لكن هذا ليس وقت إطلاق الكلام المرسل، خاصة في مثل هذا الموضوع.

كنت في بيت احد الأصدقاء الكبار مذ يومين، و قابلت عضو مبرزًا في مجلس نقابة الصحافيين تربطني به مودة، و وجدتها فرصة أن اسأله:

"أتظن أن الحملة على إبراهيم (عيسى) ستهدأ؟! سمعت كلامًا أن الموضوع سيتم تصعيده.."

أطرق لثانية و زم شفتيه، قبل أن يجيب مقطبًا:

"كل الاحتمالات واردة".

كنت اهزل معه قبل قليل، هو و رئيس تحرير مهم لجريدة حزبية، عن ثلاث صور لإبراهيم عيسى في جريدته، تجده فيهم يبعث قبلة إلى الجماهير التي كانت أمام مقر نيابة أمن الدولة العليا، بطريقة الكوميكس: إنه يقبل يده، إنه يستعد لرميها، لقد رماها (!!). قلت أنني احترم إبراهيم عيسى مهنيًا و إنسانيًا. الرجل عندما انتقدته (في ذات المساحة ها هنا) نشر ما كتبت في الصفحة الأخيرة لـ"صوت الأمة" ضمن مقاله، و لكن نشر ما يقارب سبع من الصور لرئيس تحرير ذات الجريدة يبدو لي غريبًا. علق العضو ضاحكًا بأنه قال له "مبارك يا أستاذ تامر حسني!".

و بعيدًا عن انتقادي، فإن منطوق الحكم، كما أوردته الصحف "القومية"، يبدو لي عجيبًا للغاية.

"رموز الحزب الوطني". و مع اعتراضي المبدئي علي نظرية "الرموز" التي يُقصد بها تكميم الأفواه عن أي انتقاد بشكل فعلي، إضافة لفهم موضوعي يرتكز حول القيمة الشعورية للرمز لا سلطته القانونية المخترعة؛ فإن الرمز كما افهمه هو ابو الهول مثلا، أو النيل، أو شعار الجمهورية، أو قلعة محمد علي الخ الخ. هذه رموز تدخل في إطار المصرية عامة، و ليس في حزب واحد من جملة بضع و عشرين حزبًا تعرفهم مصر (حتى و إن كان أغلب الباقين لا يعنوا شيئًا بمنطق الوزن السياسي الانتخابي).

لا أظن أن رموز أي حزب في مصر (مرة أخرى تبدو كلمة رمز ثقيلة و سخيفة)، تعني رموزًا لمصر. يمكن لأي حزب في مصر أن يجعل من الحاج "أحمد الصباحي" رمزًا له مثلا، و لكن هذا الرمز ليس هو رمز مصر، بكل ما تعنيه كلمة مصر، حتي و لو كان هذا الحزب هو الحزب الحاكم. من يجعل قضاء مصر يقتص لـ"رمز" حزبي من صحافيين مستقلين؟ أليس رجل السياسة، و من باب أولى المسئول العام، بحكم دوره و وظيفيته ، متاحًا مستباحًا لعين النقد العامة و لسان حالها الصحافة التي يشترط استقلاليتها المبدئية عن أي هوى (بالطبع لا نفترض الاستقلالية المطلقة)؟!.

و أخيرًا، لابد لي من الاعتذار من إبراهيم عيسى علي انتقادي إياه في مسألة الصور، لأن من يعيش في بلد بهذه الكوميدية يحق له أن يفعل ما بدا له.

Wednesday, September 12, 2007

... رمضان كريم برضو


الرمضان الثالث لبلوجنا الزاهر، و لا أظن أن آنجي ستعارض لمرة ثالثة أيضًا:

"كل عام و انتم بخير".

:P

..وفاة رجل طيب


"كانت تنظرُ لي وعلى وجهِها ابتسامتها المعتادة، أحببتُ حماسي الأحمق في وصف الأماكن وذكرياتي بها في دقة مُرشد سياحي. كشك عم عباس الراقد على بعد قليل من ناصية أحببتها كما أحب نفسي. كنت ألتقي هنا بأصدقاء وصديقات العمر خارجين من مدرستهم ليجدونني واقفا أدخن السجائر"الفرط" متأملًا بنات الجامعة الأمريكية في وله لم يُغادرني حتى الآن. آلاف من النهود والمؤخرات والوجوه لم يتغير أبدًا إلى يومي هذا، وكأن المكان استحال معملًا كبيرًا للاستنساخ لم يفقد ذائقته لحظة واحدة. حييتُ الرجُل الطيب و اشتريت علبتين من السجائر المارلبورو، أعطيتها الخفيفة منها واحتفظت أنا بالثقيلة. أخبرتها أنني أقلعت عن تدخين المارلبورو الأحمر إلا في المصائب ولكنني أدخنها الآن بشكل مُنتظِم. دخانها الثقِيل يخرج معه أطنان من التوتر والرغبة المكبوتة في الخنق والتمزيق والتنكيل، ويجعلك كائن متضايق فحسب. الشارع يمتد إلى ميدان التحرير الذي شهد حجيج يومي إلى الأماكن نفسها. تعودْتُ أن أجلس أنا و محسن على مطلع المترو من ناحية شارع طلعت حرب مساءً وحتى الفجر أحيانًا. الأمر ازداد متعة الآن بافتتاح الفرع الجديد من كنتاكي منذ عام أو أكثر قليلًا فصار مزارًا مقدسا للأحباء والساقطات والشواذ."

عم عباس توفاه الله.

رأيت اليافطة الورقية الاعتيادية، بذات سطور الكراريس و الكتابة الأفقية، المعلقة علي الكشك المغلق.

كنت قبل ثانية مع صديقة نمشي في شارع محمد محمود، كنت أقول لها أنني كتبت عن العم عباس و كشكه في "اليوم الثاني و العشرون"، و اشرت عليها بأن تنظر إلى يسارها، عندما نصل للتقاطع الصغير، الذي يرقد الكشك الأليف في عمقه. كنت أجهز نفسي للسلام علي العم عباس الطيب، قبل أن أتسمر في مكاني ناظرًا إلى اليافطة.

سلمت عليه مذ يومين و أنا ابتاع منه علبة من المارلبورو الأخمر، ناداني بـ"أحمد" و سألني عن الأحوال. ابتسمت و صححت الاسم له، فاعتذر بأنه كان مريضًا، و الذاكرة لم تعد كما كانت قبلًا. قلت بذات الابتسامة لا يهم. ربنا يديك الصحة يا عم عباس. شكرني بابتسامته الصبوحة المعتادة، من تحت شاربه الكث و عينيه اللاتي تكونت فوقهما غلالة رمادية دائرية، كعادة المتقدمين في السن. الغلالة التي لم تنجح في تخفيف نظراته الحادة الذكية.

و قبل اسبوع أتي اسمه عرضًا، اكتشفت أن زميلة في المكتب كانت جارتي. عائلتها تمتلك العمارتين علي الناصية الأخرى لغم عباس. تبادلنا الذكريات كأبناء ملاك بيوت قديمة راقية في باب اللوق سرعان ما استقلوا؛ بدافع الزواج في حالتها و الاستقلال الذي لابد منه في حالتي. استرجعنا ايام قديمة، و ذكري شارع قضينا فيه اغلب العمر و لو كنا علي غير معرفة ايامها. الليسيه و الجامعة الامريكية و مدارس الحوياتي و الفلكي و القربية. المعاكسات و السجائر الفرط و ازدحام العربات. قالت لي فجأة:

"أتذكر عم عباس؟!".

"بالطبع".

"كان رجلا طيبا جدًا".

رحمك الله يا عم عباس.

....................................

المقتطف من: اليوم الثاني و العشرون. رواية.

.. الروائيون و صورهم المقتضبة


ناجي يلاعب العدسة كروائي مهم. و الواقع أن ذلك حقه و أنه روائي مهم في رأيي الشخصي.

أمس الأول كان حفل افتتاح دار ملامح، و سرني جدًا أن أجد إقبالا لا بأس به أبدًا علي رواية أحمد، و مطالبات حثيثة بالتوقيع علي الاوتوجرافات.

بالتوفيق يا عم ناجي.

.

الرواية متواجدة في: مكتبة سندباد—مكتبة البلد—مكتبة الشروق.

......................................................................

صورة أحمد ناجي

تصوير: رشا سكنجر.

معالجة: محمد علاء الدين.


Sunday, September 09, 2007

النوتة الحمرا


أملك ميلًا يصل حد الشبق نحو المفكرات الصغيرة و أقلام الرصاص.

أعرف جيدًا إنني كلما اشتريت مفكرة صغيرة ثخينة أنيقة لا اكتب فيها شيئًا. فقط اللمس. العين عندما ترى الشكل المنمق. ليس إلا.

أقلام الرصاص؟ ربما هي الطفولة، أو تراكم المواريث الفنية التي تبدأ باسكتش الرصاص و الفحم. أو، بتفسير أسمته صديقة عزيزة "تفسير كُتاب": هي تلك القدرة السحرية التي يمتلكها قلم الرصاص في تصليح الأخطاء. ممحاة—أتيه عشقًا في أنواعها—تمشي ببساطة علي الخط و تزيل العيب. الشيء العجيب غير الواقعي إطلاقًا، بالضبط مثل مفكرة منمقة مكتظة الأوراق، أفضل عدم تلويثها بخطي الأشعث.

..آه يا زين


حب المصريين لآل البيت يفيض نورًا و عنبرًا.

في حب الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي المدني، كانت أغنية شعبية بديعة هي "آه يا زين". الإمام علي زين العابدين الذي ناده المصريين بـ"آه يا زين.. آه يا زين العابدين.. يا ورد مفتح.. بين البساتين"، ربما لم يكن الزين ثوريا كأبيه، أو طالب ملك كأعمام الجد. ربما كان من وجهة نظر ما مستكينا و مستسلمًا. ربما حتى خانعًا أو متخاذلًا، و لكنه كان اتقى و أورع آل البيت النبوي في عصره، حيث قال الإمام مالك بن أنس "سمي زين العابدين لكثرة عبادته"، و الذي سجن بسببه الفرزدق عندما انشده قصيدة عصماء، وصل من غيرة و غيظ هشام ابن عبد الملك أن طلب مثلها، فقال له الفرزدق هات جداً كجده، وأبا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.

يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم***عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا

هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته***والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم

‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم***هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏

هــــذا الـــذي أحمد المختار والده***صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم

القصة ليست الهامة، بل مقدار الحب الذي استحوذ علي قلب مصر، السنية المتشيعة، لآل البيت و منهم زين العابدين. الحب الذي لا يعرف تشدد المتفقهة، و لا سوط الحاكم، و لا منافع التجار و نقودهم. حب صافي تكلله دموع الخشية و الإحسان. موسيقى "آه يا زين" التي كانت ضيفة دائمة عن صلاح أبو سيف و لاسيما في "شباب امرأة" كمعادل سمعي للنشوة الحسية. بكاء السيد أحمد عبد الجواد عندما رأى كمال الطفل في المشهد الحسيني—الحسين ابن علي و أبو الزين— يدعو الله أن ترجع أمه للبيت، و يقول "مكنتش اعرف أن خاطرك كبير عند سيدنا الحسين كده". ثم يرجع أمينة لبيتها و أولادها.

و مادام الحب موصول ما بين مكة و القاهرة و البصرة، فأي جلال أن يمتد حتى إسبانيا، مرورا بفلسطين و فرنسا. في الرابط بأسفل "آه يا زين" ممتزجة بالفلامنكو، غناء فرقة آلابينا (مغنية الفرقة عشتار إسرائيلية المولد فرنسية الإقامة لا قبل لها بالسياسة علي حد علمي، فإن كنت تحسب الاستماع إلى صوتها لونًا من ألوان التطبيع، فبالطبع لا تضغط الرابط!).

"يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام و لا تحبونا حب الأصنام، فمازال بنا حبكم حتى صار علينا شينا".

هكذا قال علي زين العابدين، كما روي. إلا أن اللسان الذي تغنى بعشق الزين لا يداني الكفر و لا يداخل الشرك، فالحب صاف و الشوق ضاف، و السرائر تفيض تولهًا و تطلبًا.

السلام و التحية عليك يا علي يا زين العابدين، يا من كان حبك إلهامًا لألسنه تغنت بك، و لم ترك.

أضغط هنا.

.......................................................

الصورة: رسم رمزي للإمام (عامة) لدى الشيعة.

Thursday, September 06, 2007

كلاكيت تاني مرة-- بمناسبة الاشاعات الدنيئة ضد رئيسنا المحبوب



تتقدم محافظة المنوفية و مركز محلي منوف و السادة اعضاء المجالس المحلية و البلدية و كبار رجال هيئة الصرف الصحي و التأمين الصحي و علي و محمود صحي و جميع ابناء المنوفية في عموم الجمهورية بالتهنئة الحارة و الدعاء المستجاب لخفي الألطاف و لبيب الألباب كبير كبراء المنوفية و مهندس محو الأمية إمبراطور الضربة الجوية و معالج النزلة المعوية نصر عبده و جل حمده و هزم الاحزاب وحده سيد الحناكش و عم الشباب و عميد عمداء الجمهورية حسونة الفطاطري الشهير بالحنكوش المخيف ذو الفتوة و المنعة ذو الثمانين ربيعا و الخمسة و العشرون بديعًا علي خطبة جلالته التاريخية التي فيها وعد و اوفى، و قدر و عفى، و اخذ و اعطى، و قدر و لطف، و صال و جال، و اعتدل و سدد، فكانت في تمانيات الوطن هدفًا غاليًا و أملًا مبتغى و مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني علي هدى خطة تلاتة خمسة اتنين و افتح ع الونجين يا حلبسه، مواصلًا مسيرة المستقبل بمسئولية و أمانة وسيادة و استقلال و ارادة و صمود بروح العبور و ايطاليا تسعين، مادام في الصدر حليب و مادام الخال والد، بلا اهتزاز أو زعزعة أو معمعة أو شخلعة، بلا ابطاء و لا إنحناء و لا لين و لا هوادة و لا ضغوط و لا تحاليل و لا حجوزات. نسأل لكم المولى مصر بلا سكان و أمن بلا احزان و بحر بلا شطآن و ايكش تولع، ادامكم الله حنكوشًا مخيفًا تهابه كتاكيت الظلام و عششه إلى ابد الآبدين و إلي أن تحترق النجوم و حسادك يموتوا بغيظهم، وفقكم إلي ما فيه خير المنوفية، و عشت يا غالي جبينك عالي.

إمضاء

جمعية زهور المنوفية الاهلية بالاشتراك مع كوافير الأموّر (سعيد بوستيج) و فرن بحبك يا ريس للحاج ابو سماعين و ابنه مخلوف الشهير بالاهبل

Tuesday, September 04, 2007

..مقتطف


غرفة الأب متشحة دومًا بسكون حذر. دائرة كاملة من الوسائد العتيقة حول المبخرة الكبيرة الموشّاة بزخارف غريبة. يحتفظ الأب -بالطبع- بمكان الصدارة في مواجهة الباب. وسادته الوثيرة ذات اللون الأرجواني المغبر تعلو قليلاً عن أخواتها في إعلان حقيقي للسيادة. الغرفة مغلقة الخصاص دائمًا عن تلك الشرفة الخرسانية الرخيصة التي تطل على زخم الحارة التي ضاقت بأرواحها الهائمة. تسبح الغرفة ليلاً ونهارًا في نور مصباح كهربي رخيص نوره أقرب إلى الظلمة، وعند بدء الجلسات التي وهب الأب لها سِنِي حياته العجوز تُشعَل شموعٌ سبعٌ من حول الدائرة. كل شمعة لها حامل مزخرف مثلما هي المبخرة العملاقة. لم يشاهد هو ذلك يومًا، ولكنه يعرفه.

يتحرك بتؤدة ماسحًا أرض الغرفة بالمقشّة. يطارد التراب المستقر في هدوء مستفز فوق الأثاث. يجيل عينيه في الغرفة. هي نسخة مكرورة من كل غرفة كانت للوالد يومًا. تذكّر أيامًا ليست بالبعيدة جدًّا. الترحال الدائم. وجوه أكثر من أن تحصى. شوارع مغبرة. سيدات يتحرقن شوقًا إلى تقديم المعونة. كلاب يخافهم ويقول أبوه إنهم يخافونه أيضًا. في كل مدينة كانت غرفة. وفي كل غرفة كانت مبخرة ووسائد وشموع. في كل غرفة كان هذا الصنم. صنم غريب لشكل لا يستطيع أن يحدده. يمسحه بالقطعة القماشية في خوف. تهتز يداه ولكنه يتمالك نفسه. يسند الصنم إلى منضدته ويواصل المسح ببطء حريص.

ينظر إليه. هُيّئ له رؤية عين. عين محفورة في هذا الصنم. رأي لمعة بغيضة ترقد في أقاصي تلك العين. غمره ذلك الشعور بالكراهية. الخوف والكراهية.

حمله أبوه ليواجه المرآة. ابتسم ونظر إلى وجهه وقال أن انظر. همس له ماذا يا أبت؟ قال له أنظر عينيك. إنهما عيناي. ذات العينين اللوزيتين. بالأمس كان لي شعرك الأسود الفاحم. يبتسم له أبوه وهو لم يملك غير أن يبتسم. الصنم مثل كل هؤلاء يا بني. يقول له أبوه إنه قد ورثه عن أبيه. وإنه ولا بد وأن يورثه لابنه. وابنه ولا بد أن يورث أحفاده. مثلما كانت العينان ولون الشعر وتفاصيل الدم وصدق الحدس. يبتسم أبوه.

هو لا يريد هذا الصنم. لا يريده.

نظر في العين الشريرة مرة أخرى. خُيّل إليه أنه يرى فمًا. الفم يبتسم. ابتسامته شريرة مقيتة. ابتسامة لذئب قبل انقضاضه.

يعلم هو أنه لن يكسره. لن يلقيه إلى الأرض ليتمزق ألف قطعة. سيورّثه بكراهية إلى ابن يحفظه بكراهية. لا يستطيع هو أن يكسره. يبتسم الفم. تصرخ عيناه.

...............................................................

من الصنم—رواية—يناير 2009.

لمقتطف أخر رجاء الضغط هنا.

..مشهد




افان تيتر1—المقابر—نهار خارجي

- عائلة عبد المجيد عزام تقف في حزن أمام المدفن الفخم. السماء بيضاء و الجو صاف و الأرض ترابية مغبرة. تقف امرأته ليلي عثمان وسط نساء العائلة. هي أنيقة مثلهن، و لكن ذلك المنظار الشمسي الأسود، الذي يستقر علي وجنتيها البارزتين، و فمها ذو الشفاه الرفيعة المطبقة بحزم، و الدانتيل الأسود الشفاف الذي يستقر فوق شعرها الأسود المصبوغ منحوها هيئة المرأة الحازمة لا الحزينة، خاصة مع تلك الالتفاتات الوئيدة البطيئة، النظرة الفاحصة المدققة من عينيها العسليتين من وراء المنظار. تدرك هي قوتها و يدرك الباقون ذلك، لا يبدو أن تخطيها سن الخمسين قد أضاف إليها ميراث يأس نسائي بقدر ما زاد سطوتها بتجربة سنين ملئها الاعتداد. تقف معها امرأة ابنها يوسف و بعض النساء علي بعد محسوب منها.. بجوارها و لسن بجوارها. يبدو عليهن الحزم و تبدو الدموع في عيني سلوى امرأة يوسف و لكن ليلي وقفت منتصبة كتمثال مرمري لا يبدو أن الزمن سيلقي عليه بظلاله. يخرج الابن، يوسف، شاب وسيم في منتصف العشرينات. له عنين واسعتين و جسد رياضي. يبدو كصورة بشرية من الفهد في خفة حركته و حلته السوداء، التي تغبرت قليلًا من تراب القبر، تستقر عليه و كأنها جلده. يخرج معه رجب الفيومي، الذراع الأيمن لأبيه الراحل بتلك الجهامة التي تلقيها هيئته الجسدية و وجهه الأسمر الصارم. يحرج وسف كولي لعهد تلك المملكة التي بناها عبد المجيد عزام بالدماء و الخوف و الدموع. يجيد يوسف التعبير عن تلك القوة و لكن بنزق يظهر في العنف البسيط في حركاته. يبدو مفعمًا بالقوة و الشباب و في عينيه ترقد عدوانية حيوان مفترس. يخرج إلى أمه التي تشير بذقنها بتؤدة و بطء في اتجاه ما. ينظر يوسف إلي ما تشير إليه أمه.

- من بين أجساد الرجال ذوي الحلل السوداء و الأجسام المنتفخة و الرؤوس الحليقة نري مصطفي منتصبًا. منظار شمسي لا هو بالغال و لا هو بالرخيص، مثل ملابسه ذاته: الحلة السوداء و القميص الأبيض بلا رباطة عنق. بلي، ملابسه ليست بالغالية و لا هي بالرخيصة و لكنها كانت تناسبه. يوجد أنواع من البشر يمكنهم ارتداء أي شيء فيظهرهم علي ما عداهم. يبدو مصطفي وسيما، في أواخر العشرينات، يميل إلي الطول و جسده معتدل رشيق. لا تعكس ملامحه سوي الجمود الذي يعكسه الرجال حينما يحزنون بشدة، و حينما يمتلكون تلك القدرة علي ضبط أعصابهم كما يوصيهم من ربوهم. ينتصب مصطفي وراء الرجال كتمثال، يضع راحته اليمني المفرودة فوق أختها علي نهاية بطنه. يمط شفتيه قليلًا.

- يتقدم إليه يوسف بخطوات واسعة شرسة. ينحي اثنين من الرجال عن طريقه. نكاد ان نجزم انه سوف يهجم علي مصطفي و لكنه يتوقف قبل مسافة غير قليلة منه. يهتف

يوسف

ايه اللي جابك هنا؟؟!

- يصمت مصطفي قليلًا. يمكننا رؤية الرجلين المنتصبين كل أمام الأخر و كأنهما في احدي مبارزات السيوف في العصور القديمة، فقط قبل لحظة من نزع السيوف عن غمدها الآمن و الاشتباك. ريح تمر حامل كيسًا بلاستيكيا بينهما. يسود الصمت بينما نظر رجال و سيدات العائلة وراءهم إلي ما يحدث. تتردد النسوة ما بين الخوف و الترقب، و الرجال ما بين التحفز و التعامي، بينما تأهب حراس العائلة للأسوأ. وحدها ليلي جمدت ناظرة إلي ما يحدث و شعور واحد يأكلها. الكراهية. يقول مصطفي في نبرات متزنة.

مصطفي

جاي اودع ابويا يا يوسف

يوسف

لا هو ابوك و لا انت اخويا.. و اتفضل امشي من هنا..

- ينظر مصطفي إلي أسفل للحظة، ثم يعود بنظره إلي يوسف المتحفز، يقول ببطء

مصطفي

مش كلامك اللي بيحدد يا يوسف..

يوسف

امال ايه اللي بيحدد؟؟ كلامك انت؟

- يصمت مصطفي للحظة، ثم يرد بهدوء.

مصطفي

الدم يا يوسف.. الدم..

- يحدق مصطفي إلي وجه أخيه الأصغر بنظرات ثابتة. كذلك يفعل يوسف ناظرًا إليه. لا يمكننا تخيل نظرة حاقدة، شرسة، كريهة أكثر من تلك النظرة التي يلفح بها أخيه الأكبر. تتوتر عضلات وجهه و جسده، بينما تسكن عضلات مصطفي و هو ما يزال علي وضعيته. هنا يتعالي صوت ليلي الآمر.

ص- ليلي

يوسف.. يالا بينا من هنا..

- يرميه يوسف بنظرة أخيرة، يلحق بالركب الذي تحرك بكلمة واحدة من ليلي. يتوقف المقرئ الذي جاء خصيصًا ناظرًا إليهم في دهشة ما ممزوجة برهبة، كذلك صمت الأولاد الصغار المتسخين الذين دوما ما يتوددون بطلب الشحاذة من أهالي الموتى مستغلين الحدث الذي يفكر الناس بالآخرة قبل الدنيا، و كأن عائلة عبد المجيد عزام تجيد صنع مثل هذا النوع من التوتر و الخوف و الرهبة من حولها أبدًا، و كأنها تنجح في إقناع من يراها بأنها مؤسسة لا تعرف إلا الدنيا ببطشها و قوتها.

- ما يزال مصطفي واقفًا في مكانه. عربات العائلة الفاخرة محاطة بعربات الحراس ذوات الجر الرباعي تتحرك مثيرة للغبار، كلبين يمرا من ورائه و يبدو عليهما البؤس. المقرئ و الصغار ينظرون إليه صامتين. يطرق مصطفي إلي الأرض صامتًا، دون أن ينبس ببنت شفة.

- تلاشي بطئ-

-إظلام-

- تيترات-

Monday, September 03, 2007

وداعا


رجاء بلمليح في ذمة الله

اسمع هنا و هنا