designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Sunday, July 31, 2005

كل سنة و انتي ايف

لأنه عيد ميلادها، و لانه لا يوجد هدايا يمكنها أن توازي الجمال التي تشعه في كل يوم جديد، فكرت بعقلية تاجر يهودي في أن اهدي الهدية بمثلها... كانت ايف تهدينا بين اليوم و اليوم نور جديد، هدية مرصعة بالحكمة احيانًا، بالحزن احيانًا، بالجمال دومًا
اظن ان يوم ميلادها حدث يستحق اهم هدية اعرفها: كلماتها
.
.
ولكنّها الحياة، نستقرّ قرب واحةٍ لبرهةٍ من الزّمن، وما نلبث أن نشدّ الرحال، ونمضي بحثاً عن أفياءٍ أخرى، عن وجوهٍ جديدة وأحلامٍ أكبر. أخاف أن أكبر وتكبر الذكريات معي، وتثقل كاهلي، وتزيد من حجم الحزن في قلبي. أنسى الجميل لأن لا سبيل لنسيان الجارح من دونه. وأعود. أمسك بالقلم وأبدأ من جديد. أريد أن أنقش حقيقةً لا تزول؛ حكمةً أفخر بنفسي العظيمة المسكينة حين أتأمّلها المرة القادمة! هه!
مش مهم-تشرين الاول 2004
.
أقف على صخرةٍ عالية وأطلق نفسي للحريّة. لأنّ العالم لا يقسم إلا بعينيّ، والملوك يجسدون عند قدميّ. لأنني طيفٌ مضى وعطرٌ ما يزال. لأنّ الدنيا تستحيل خضراء لمّا أضحك، والأشعار تتدفق من أجلي حين أهمس. لأنني هذا المزيج المتضارب من الصيف والشتاء؛ لأنني ليلٌ انصرم ونهارٌ لم يقبل بعد؛ لأنني نارٌ ناعمة ونعومةٌ ناريةٌ؛ لأنني البحر الهائج والبحيرة الراكدة؛ لأنني الشيطان والملاك؛ لأنني كلّ شيء ولا شيء؛ لأنني الكون والعدم.. لأنني امرأة، أعترف اليوم أنني ملكت العالم!
لأني امرأة-تشرين الاول 2004
.
لمّا بلش إكتب، بكون مش عارفة لوين رايحة. ولا مرّة عملت خطط أو تصاميم. ومواضيع الإنشاء بالمدرسة كنت دايماً إكتبها بالأول، وبعدين حطلها التّصميم. ما بعرف لوين بحور الكلمات بتودّيني. أصلاً، كتير أوقات برمي حالي كيف ما كان، بعمل حيّلا حركة، لأنو ما تعلّمت كيف قدّر لحظة السّكوت، ولا احترمها، ولا حتى حبّها... بس العذاب يلي ما بقدر إتحمله أبداً: إنو إرجع إقرأ حالي، لأنو دايماً بحس إني عم خيّب توقعاتي، إنو خربشاتي سخيفة، وإنو خلصنا بقى! اسكتي يا بنت...

بين قوسين-كانون الأول 2004

.

حين يلملم الليل نجومه الأخيرة، عادةً ما يخطف معه الأحلام التي أقرضني إيّاها في فترة نومي. فأستيقظ وقد غابت عن بالي كلّ المشاهد السّينمائيّة، من إخراج لاوعيي المجنون، في خضمّ لحظاتٍ تفتقر إلى المنطق...

توعك-كانون الاول 2004
.
أحسده من يقول إنّ الموت عالمٌ لا يبعث على خوف. والغريب أنّهم جميعهم يقولون ذلك. جميعهم تآلفوا مع مجهولٍ أسود وكأنّه الصّديق القادم من بعيد، وفي جعبته الخلاص. "الموت علينا حقّ" يقولون.. "لا يخشى الموت من يحمل الله في قلبه". حسنٌ، ها أنا أعلنها بالفم الملآن: "قلبي ينشد حبّه للخالق، ولكنّ فرائصي ترتعد خوفاً من الموت". أفكّر فيه كلّما لفظ النّهار أنفاسه الأخيرة، ولملمت البيوت آخر سكّانها الشّاردين، وسكن صخب الحياة حتّى بات ضجيج الأفكار لا يطاق.
نقطة سوداء-كانون الأول 2004
.
وإذا يقولون رحم الله رئيس الجمهوريّة فصرخت أمّي وصرخ أبي وهما يرتجفان من الخوف فإنّه مسكين لم يحكم يومين وعندما ستعرف امرأته وابنته وابنه سيرتجفان من الخوف هما أيضاً. وعندما عدنا إلى البيت دقّت أمّي باب الجرس لجارتنا تانت هَنا وقالت: "هل سمعت الخبر؟" قالت: "نعم الله يرحمه" وبدآ يتحدّثان هما وأبي لم أنتبه لما يقولون لأنّني كنت ذاهبة لألبس ثمّ تفرّجنا على التّلفاز ونمنا. ما أحزن هذا كنّا سنذهب لمشوار لنفرح ولكن صادفت أنّ هناك حزن مات رئيس الجمهوريّة رحمه الله واسمه "رينيه معوّض"!
ايف الطفلة بنت الـتسعة سنين/حدث قبل 15 عامًا-كانون الثاني 2005
.
أشعر أنّني قد بلغت مرحلةً خارج أطر المراحل كلّها. لكأنّني نحوت بنفسي إلى شرفةٍ قديمة، وجلست أشاهد العالم، متّكئةً على حافة الوجود. من هذا المكان المنعزل، أرى الحياة وهي تجري مجراها الطّبيعي. أحياناً، أحاول أن أومىء لها بالتّحيّة؛ ولكنّها قلّما تلاحظني، هي المنهمكة في الجريان نحو أفقٍ مبهم، غارقٍ في حلقةٍ مفرغة. لا يهمّ أين تؤول بها الدّوامة، طالما أنّها مستمرّة بالجريان. المهمّ أن تجري.. تجري غير عابئةٍ بمن تجرف معها في طريقها. أهزّ برأسي مبتسمةً: أخيراً لفظتني الدّوامة،
خارج الحدود المرسومة-كانون الثاني 2005
.
كلّ أبجديّة تاريخٌ خُطّ ومضى. تتلاقفها الأيدي، تتنقّل على الألسنة، تدغدغ المسامع، ثمّ تشدّ الرّحال، وتمضي. فنستفيق فجأةً لنقرأ ما كتبناه بريشتنا. ما جنته أيدينا. ما اقترفناه في حقّ أنفسنا. ما كتمنا عليه الأنفاس. لنكتشف أنّنا، في خضمّ بحثنا عن العمر، نسينا أن نعيشه. لكنّ ريشتي هذه غير ريشتهم. أغمّسها بحبر نقمتي، لأطالب بإيقاف هذه المجزرة بحقّ طفلٍ صغير اسمه الحبّ. لأهتف لا تجعلوا هذا الوطن مذبحةً للأحلام، لا تقتلوا فينا الأحلام... فإنّ مدادي هذا بضوع الحلم والله عابقٌ.
اثنان علي الطريق--كانون الثاني 2005
.
كنت أرفض أن تجري أحداث الحكايات وفق مجراها الطّبيعيّ. فلمَ عسى الدّجاجة الذّهبيّة، في قصّة سام والفاصولياء، تبيض ثلاث بيضاتٍ ذهبيّة وحسب؟ كنت أعدّ هذا مضيعةً لفرصةٍ ثمينة، وأطالب أمّي أن تجعل الدّجاجة تبيض ذهباً حتّى نهاية عمرها! مسكينةٌ الدّجاجة!
مشاهد من الأمس--كانون الثاني 2005
.
وأنت، ما عليك إلا أن تخرجني من حبس هذه الدّائرة وتنسيني هذه النّفس وتساؤلاتها المزعجة. حدّد الثّمن وأنا سأدفع. أنسني العالمَ الذي وفدتُ منه، ولون الليل في عيوني. أنسني عيدي والتّواريخ على بطاقة هويّتي. أنسني اللغة التي أنطق بها، ثمّ دعني، رويداً رويداً، برفقٍ حتّى لا أتألّم، وتأنّ لئلا تقتلني الجرعة الزّائدة، دعني، بوخزة من حقنتك الخفيفة، أنسى اسمي.
علي هامش الوقت-آذار2005
.
اللامبالاة صحراءٌ ساكنة. لونٌ باهت. خربشات. صفعة لا تؤلم. دمٌ لا ينزف. قشرة خارجيّة. رحلة نحو النّهاية. عبثيّة. تجرّد. تحرّر ثمّ سجن. هروب نحو الذّات فهروبٌ منها. وقت رخيص. انكفاء. انتصار وهميّ. انهزام إبداعيّ. أسماء منسيّة. فعل خيانة. سأم معشّش. بكاء من غير دموع. انتحارٌ حيّ.أقف على عتبتها. وهي تدعوني إلى الدّخول.
لا.. مبالاة--آذار 2005
.
تراني لم ألاحظ إلا الآن: كيف عساني أضيّعك أنا التي ما ملكتك قط؟
رسالة بلا عنوان--نيسان 2005
.
لكن لعلّ صنّاع الكتابة مخلوقاتٌ مضطربة نفسيّاً. تحمل زادها من كآبةٍ ومخاوف وهموم، وتجوب بحار البشر هائمةً، بحثاً عن أيّة ورقةٍ بيضاء تلفظ عليها منابت أحشائها. وكلّما مرّ الوقت، وضَنِيَ البحث، تزداد النّفس هلوسةً، ويكثر التّلفت ذات اليمين وذات اليسار، كمدمنٍ ينشد ضالّته. وكمدمنٍ أيضاً تجرّه رغباته إلى القتل، يقتل الكاتب أيّ شيءٍ، أيّ شيءٍ يعترض طريقه، إذا لم يسعفه الحظّ بتشويه ملامح الصّفحة البيضاء.
حرفة السعادة--نوار 2005
.
على الإسفلت المتصدّع، خطواتٌ تحكي نهارَها. قلوبُها على صفحته الرّمادية تطرقُ، ببطء.. بوهن. على الإسفلت المزروع حفراً وأقنيةً ومزاريب، خطواتٌ تغمّس نعلَها بمداد وحله القذر، ونهارها تحكيه له. الخطوات تنهال بضربةٍ فوق الحصى المرصوفة، ثمّ ترتفع بتثاقل، بإرادةٍ متراخية، لتهوي مجدّداً بالضّربة التّالية. والطّريق مائلةٌ وملتوية
دوامة الحجر--نوار 2005
.
أفتّش عن شيءٍ ما. ربّما هو بعضٌ منك، ما زال عابقاً فوق جدران أنفاسي اللاهثة. ربّما صوتك، الذي لشدّة ما كان مألوفاً، ضيّعت جوهر نغمته. أو ربّما أفتّش عن طريقٍ، بقدر ما ترميني بعيداً، تقرّبني منك؛ وبقدر ما تحملني عالياً، تسيّرني، بكلّ خطوةٍ، إليك
بؤس العطاء--حزيران 2005
.
كم هو مزعج أن يمسي الموت مرادفاً لأيّ فعلٍ آخر.. مرادفاً للسّير والأكل والنّوم والجنس.. ومرادفاً للحبّ والأنفاس والقبلات المنثورة في الهواء
حين نتعدم الالوان--حزيران2005
.
لا تردّين.بكلّ بساطةٍ، تضعين حملك أرضاً. ومن النّاحية الأخرى للمرآة، تزجّين نفسك في الزّجاج. قويّاً كان اندفاعك. فيه عزمٌ غريب. فيه حنانٌ يلفحني للمرّة الأولى. أمامي، تتفتّتين كأبخرةٍ لم تكن قط.وحدها على الأرض بقيت، الشظايا الزجاجيّة.وفي الأجواء، ظلّت تتطاير حفنةٌ من الكلمات
لمن تعودين؟--حزيران 2005
.
النّوم حكاية من زمن ألف ليلة وليلة، أمثّل فيها دائماً دور الأميرة المسجونة في برجٍ أو على جزيرة؛ أو الفتاة المستحيلة تمثالاً دامعاً؛ أو البجعة التي حُكم عليها بالطّيران سبع سنواتٍ، بلا هوادة، قبل أن تعود يوماً إلى أرض الحنين. النّوم يخضعني عند قدميه؛ يطرحني أرضاً كطيرٍ جريح، ثمّ يمارس عليّ كلّ شذوذ دائه الأسود... النّوم يؤلمني
تهويدة للنوم--تموز 2005
.
كلا، لا نبدأ. فما نخاله بدايةً جديدة ليس إلا فصلاً متتالياً من الحكاية نفسها.لا نبدأ. لأنّ البدايات مجرّد خدعة. أكذوبة على النّفس، أو من أجل النّفس، أو ضدّ النّفس
في البدء.. لن اكون--تموز2005
.
لعلّ ما أريده لا أريده حقّاً إلا لأنّني لا أستطيع الحصول عليه. بمعنى آخر، أنا لا أريد ما أريده. ربّما أريد ما لا أريده، ذاك الذي لا أعرف بعد أنّني أريده أو ربّما قد أريده لاحقاً. نعم، إنّني أتفلسف بلا طائل! لعلّها طريقتي في القول إنّ ما نريده لا نحصل عليه. وإنّني لم أعد أعرف، فعلاً، ماذا أريد
حان الوقت2--تموز 2005
.
.
.
أخاف أن أكبر ولستَ معي...
مش مهم--تشرين الأول 2004
.................................................................................
كل سنة و انتي طيبة يا نور
:)
علاء

Saturday, July 30, 2005

.... مجدي الشافعي


عندما رأيته لأول مرة، كنا في ورشة كوميكس (قصص مصورة) ذات تمويل دولي. شخص اربعيني مهذب، انيق بطريقة ملحوظة. نبرة صوته هادئة وائقة، و لها حضور طاغ يصعب نسيانه. اريحي و مرحب بطريقة تجعلك تشك في البداية، و لكنك ستنتهي مقتنعًا بصدقه و نقائه. صيدلاني ماهر، يبدو ذلك من عمليته التي لا تقتطع سنتيمترًا من شهامته. و فوق كل ذلك، رسام موهوب
لم اقل اهم ما ميز مجدي الشافعي في اول يوم رأيته فيه
شاربه
كان شاربًا اسطوريًا مهيبًا، ينتمي إلي زمن النشامة و المغاوير. شارب يرقد علي ضفة صاحبه الشمالية مزهوًا فخورًا
و بعد اقل من بضعة اشهر علي انتهاء اعمال ورشتنا، كان هذا الشارب في خبر كان
مجدي الجديد، ذو الشارب الحليق و المظهر الطلق المتحرر من ثقل الكرافات مهما بلغ غلو ثمنها، و ضحكة مجلجلة احتفظت بروحها بعد فترة من التجديد شبه الشامل، الذي لم يطل جديته
و مع الانقلاب العسكري الحاسم علي شاربه، انطلق مجدي الشافعي ليرسم سلسلة قصص مصورة تعتبر من العلامات في مجلة علاء الدين، و هي ياسمين و امينة، و التي يكتبها صديقي و رفيق الجامعة وائل سعد( و اعترف بأنني في اعماقي افخر بكوني سببًا سببه الله لمقابلة الطرفين). يرسم مجدي كجواد بري جامح، جواد يحترف الالعاب و يدمن العبث. و لكنه لعب ليس كاللعب، و عبث ليس كالعبث، لأن نتيجته هي صفحات مليئة بالحيوية و الابداع، و كأن جزءًا اصيلًا من روح مجدي قد شقت طريقها شقًا لترتمي علي الورق. مستر هايد الذي لم يكن قبيحًا علي الاطلاق، هي شيطنة و شعننة تختفي وراء مجدي الشافعي، الصيدلاني الوقور ذو النظرة النفاذة و الابتسامة الناعمة
و ككل بئر مليئة بالاسرار غالية الثمن، يخفي مجدي طبيعة مضطربة، مليئة بالثورة في اعماقه. هي روح تدميريتها تهذب بالفن و بالجمال، و بضحكات صافية يطلقها صاحبها علي قفشة مبتكرة، أو علي مشهد موحي
عندما كان شابًا، فعلها ابن الشرقية و ارتمي في احضان باريس، و هو بعد في مبتدأ العشرينيات من عمره. جلس في مونمارتر ، عاش حتي نفدت نفوده فأخذ يرسم الاسكتشات لعابري الشوارع مقابل مبالغ بسيطة. الصعلكة في اكثر اطوارها إهلاكًا و شبقية في آن واحد
و عندما رجع مجدي إلي وطنه، ليستكمل دراسته في كليته المرموقة، كان قد تخلص من شيء، و اوهم اهله ان قد تخلص من الاخر. الاول هي نظارته الطبية التي سئمها، و الشيء الثاني هو الفن
كان مجدي يعلم جيدًا انه سيرجع للفن، و لو حفظ اسماء جميع المشتقات الكيميائية في العالم
حياة طويلة تبدو قصيرة، قضاها مجدي الشافعي ما بين الزقازيق و القاهرة و باريس، و تنوعت ادواره الاجتماعية من عازب إلي اب و من طالب إلي صيدلاني، و من صيدلاني إلي رسام، و من رسام إلي كاتب لسيناريوهاته في مشاريع اخري. حياة غزيرة بكل معاني الحب و الجمال و الشقاء و الحزن ، و تماهت
آلام الفقد مع لذة اول قبلة في شوارع المدينة العتيقة. حياة جديرة برسام عظيم، و إنسان اعظم
........................................................................
البورتريه بريشة مجدي الشافعي ، ممهورًا بكلمات صغيرة عن نفسه

Tuesday, July 26, 2005

في حفل عائلي بهيج


في حفل عائلي بهيج، احتفل صديق الطفولة و الجامعة الاستاذ الصحفي محمد عبد العزيز بخطوبته إلي الاستاذة هبة، احدي زميلات الجامعة . و في الصورة من اليمين: باسم شرف-مؤلف مسرحي، محمد علاء الدين-كاتب، ابراهيم صديقنا العزيز و الموظف في محافظة القاهرة. و في الاسفل، ذو الابتسامة البلهاء و النظارة الكوميدية: شريف مصطفي، من اعز اصدقاء الجامعة و المصور الفوتوجرافي--لم يحضر لزوم الحفلة
:P
اجمل تحياتنا للعريس الشهيد، و تمنياتنا بحياة آمنة مع القايمة

Sunday, July 24, 2005

ابويا

هذا هو اللفظ الذي تعودت أن انطقه في الشارع، لكيلا يضحك مني العيال الصغار عندما اقول "بابا". ابي الصامت عادة، و الناطق بكلمات قليلة تداخل الهمهمة و حركات الايدي الرهيفة بينها
ابي الذي كان يستيقظ في كل يوم ظهرًا، ليسعل و ليدلف إلي المرحاض، ثم ليعود مرتديًا ملابسه، قبل أن يذهب لميعاد ورديته في مكتبة الشرائط الاذاعية بالتليفزيون. حركة ابي خفيفة لا مرئية كقط، و هو الذي لم يتجاوز السبعة و الستين كيلوجرامًا منذ كان في السابعة عشر من عمره. هو بعينه ذلك "الجنرال النازي"--كما وصفته صديقة قديمة--عندما كان منتصبًا كتمثال، بمعطفه الجلدي القصير، و كوفيه معقودة بعناية حول رقبته
Image Hosted by ImageShack.us

في ايام كثيرة، كنت اتأمل علاء الدين صابر، الرجل الذي هو والدي، برهبة كبيرة. ابي لم يضربني في حياته غير مرتين، و لكن نبرته الحادة المليئة بالعصبية--كعهد الاباء كما فهمت لاحقًا--كانت تملاؤني رهبة. بعض من حكايات متناثرة، تلاصقت بجوار بعضهم، و عمر آخذ في الازدياد، مكناني من استجلاء بعض مما هو ابي. ابي الذي ولد لأب في الخامسة والخمسين عامًا و أم في الخامسة و الثلاثين. كان ابنًا وحيدًا لوالده، و أبن ثان لوالدته--فقد سبقه عمي طلعت من زيجة سابقة--مما يمكنه أن يفسر تلك العلاقة الملتبسة بين علاء الصغير و ابيه و امه.
Image Hosted by ImageShack.us
ابي و جدتي--يرحمها الله--و عمي طلعت

ابيه كان--و بأدبية مبتذلة من كثر الاستخدام و لكنها ما تزال مثالية--يعبده. "لو حدث شيء لعلاء فسأموت بعده في التو". هكذا كان ابيه يقول. أمه، السيدة نجية عبد الرحمن، ذات الاصول البرجوازية من الطبقة الوسيطة، كانت سيدة صارمة، لا تتورع عن ضرب ابنها المدلل بالكرباج
Image Hosted by ImageShack.us
جدتي نجية هانم في شرخ الشباب--من مواليد العام 1907
Image Hosted by ImageShack.us
جدي عبد القادر صابر--الزمن غير محدد

ولد علاء الدين صابر في السابع و العشرين من اكتوبر من العام 1941، في بيت العائلة الكبير في باب اللوق. بيت العائلة الكبير هو بيت جده لأمه، السيد عبد الرحمن سيد احمد، صاحب مطعم اللحم المشهور في شارع خيرت، و هو الشارع شائع الصيت في حي السيدة زينب (بيع المطعم الضخم الفخم و تحول إلي محلين: الونش للأمن الغذائي و حلو الشام). لم يجد عبد الرحمن بأسًا في تزويج ابنته الشابة إلي ذلك العجوز، فقد كان ذلك--بطريقة أو بأخري--مكتسبًا اجتماعيًا لعائلته الناظرة لأفق اجتماعي اكثر رحابة، يدعم غني عبد الرحمن العجوز و يزيده نسبًا فوق حسب ، بالاضافة إلي كون ابنته مطلقة، و هي صفة تقترب من السبة بمقاييس ذلك الزمان. و رغم كونه عجوزًا مرهقًا، فقد اثبت عبد القادر مدي حكمة و سداد رأي حموه العجوز عندما تدخل غير مرة لأنقاذ مواقف كثيرة، كان من اهمها--و ربما من اطرفها--انقاذ مصطفي اخو زوجته عندما تعرض لمتاعب جمة، اثناء دراسته في بريطانيا و بعد تعرضه لعملية نصب كوميدية
Image Hosted by ImageShack.us

لم يكن علاء الدين يعرف فردًا من العائلة التي يحمل اسمها بقدر ما يعرف من عائلة والدته و اقاربه منها، فقد عاد السيد عبد القادر صابر منهكًا من رحلة ماراثونية اسطورية في ارجاء اوروبا، دامت لمدة تقارب الخمسة و الثلاثين عامًا، عاد ليجد أن قصر والده الذي كان يستقر في "درب سعادة"--وراء قصر الخديوي فقصر الملك--قد راح، و لم يبق بظروف الزمن و الطبيعة الانسانية غير اخت واحدة يودها، و كانت متزوجة بعميد عائلة الحكيم و تسكن بعزبة المعتمدية--هي الان في بولاق الدكرور--كانت دومًا مفتوحة للعجوز الغاضب من زوجته الشابة قوية الشكيمة، و كانت مرتعًا مناسبًا ليشكو منها لأوراقه، في مفكرات قديمة كثيرة رأيتها و قرأتها طويلا، تحمل ماركة الشمرلي
Image Hosted by ImageShack.us
احمد فؤاد الحكيم--عديل جدي
Image Hosted by ImageShack.us
ظهر الصورة--بخط احمد فؤاد الحكيم

كان فتي وسيمًا، و كان فتي مدللًا، و كان فتي ذكيًا
سمي علي اسم الامير--البرنس بلسانه--علاء الدين مختار، كما سميت اخته أمينة علي اسم الأميرة أمينة مختار، كما سميت اخته الاخري--التي توفاها الله سريعًا--نعمت، علي اسم الاميرة الأم نعمت مختار
كانت الأميرة نعمت العمة الكبري للملك فاروق، و كان عبد القادر--بحكم صلات قديمة و كثيرة--ملازقًا لها، و بالتالي كانت نجية هانم هي و ابنها علاء الصغير يدعيان للغداء برفقة العائلة. تمتع علاء إذن بتدليل لم ينازعه فيه أحد، بل و كان محبوبًا من محمد طاهر باشا، عم الملك فاروق و رئيس الدورة الاولي لألعاب البحر المتوسط، إلي الدرجة التي دعته لتقديم خمسة جنيهات كاملة من
جيبه لأبن عبد القادر صابر--مساعده في مهام رئاسة الدورة--حتي "يشتري بعض من الحلويات"
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us
Image Hosted by ImageShack.us

ربما كان من حسن حظ الصغير أن عائلته قد فقدت نفوذها--و حتي توارث ألقابها--منذ أمد بعيد، و أن ثورة يوليو قد قامت و هو بعد في الثانية عشرة من عمره. هذا الوضع لم يمكنه من مزيد من الحقد علي تغير احوال ابيه الاجتماعية--الذي لم يملك سوي حسرة علي فراق احباء نشئوا و تربوا معا--و أن ترك له انتقاد شرس لم ينقطع يومًا لتاريخ الثورة و تجربتها. لم ير علاء الدين غير وجه مضيء لطيف لعائلة بلاده الحاكمة، فقد كانت الاميرة نعمت شخصية مرهوبة و محترمة تتميز بالموضوعية في نظر جميع من يعرفونها، و في نظر كل من يهتم بتاريخ الاسرة العلوية في مصر، حتي انها وصلت مرة لحد القول لعبد القادر--في جلسة خاصة--أن "هذا الولد سيمرمغ انوفنا في التراب"، و كانت تقصد ابن اخيها، الملك فاروق الاول
Image Hosted by ImageShack.us
الاميرة في موكبها الرسمي، يمكنك رؤية الرجل الاسمر علي اليسار الذي كان يناديه علاء و امينة ببابا بشير

Image Hosted by ImageShack.us

الأميرة نعمت الله (توفيق) مختارImage Hosted by ImageShack.us
 الأمير علاء الدين مختار

و هكذا، لم يجد علاء الدين سوي شوارع باب اللوق و عابدين و السيدة زينب ليمارس انواعًا مختلفة من الصعلكة و طرقًا مختلفة في اللهو، حتي ذكر اصدقاؤه انه كان يلقي بالكراسي علي زجاج القهاوي المواجة لقهوته، من اجل مزيد من الشجار اللطيف. ابوه دلل فيه كل ما افتقده طوال واحد و ستين عامًا بلا ابن--عبد القادر من مواليد العام 1886--و نجية هانم سحقت فيه كل امكانية للتفاهم. كان علاء الدين الشاب يبيت علي عتبه بيته الرخامية العريضة في البرد القارص إذا ما رجع متأخرًا. كان يضرب بالكرباج في كل مرة يتمرد فيها، و لكنه، و ربما من روح شرقية مؤصلة، كان يلقي بلوم مسيرة حياته العجيبة علي تدليل والده لا علي قسوة امه، فعندما نصح اخته امينة بعدم تدليل ابنها شادي قال لها
"لا تستجيبي لكل طلباته فذلك سيفسده.. اعرف ذلك جيدًا و اقوله لك"
قالت له بعد ثانية من التحديق، و كأنها اكتشفت سر الكون
"أتقصد ما حدث معك؟"
لم يرد علاء الدين، و اكتفي بزم شفتيه القاسيتين
Image Hosted by ImageShack.us

مات ابيه في السنة السابعة و الستين من القرن الماضي، تاركًا فتيً عابثًا لم يتمكن من تحقيق احد حلميه في ممارسة كرة القدم--كان من اشبال النادي الاهلي حتي سن السابعة عشرة، أو في أن يكون طيارًا حربيًا--حال مجموعه في التوجيهية دون ذلك
ترك عبد القادر ورائه ابنًا بالغ في تدليله حتي وصل به الامر إلي كسر خزينته و سرقتها. تركه مليئًا بالهم و الحزن علي مصير معبوده الصغير، علاء الدين ابن عائلة صابر، الذي يحكي أن والده الذي كان معروفًا بالكرامات طلب منه أن يحضر كوب ماء، شرب نصفه ثم امر الابن بالشرب من ذات الكوب وراءه ، ثم مات و لم يقل شيئًا تنبوئيًا له، مثلما قال لأبنته و زوجته
ذكري ابيه الطيبة و كرامات الثورة--و إن كره علاء الدين--كان سببًا في أن يلتحق باتحاد الاذاعة و التليفزيون في الثلاثينيات من عمره، قبل أن يقابل امرأة حسناء، اقنعته بالزواج و هو في سن السابعة و الثلاثين، بعد ماراثون طويل من العلاقات العاطفبة ذائعة الصيت..و الرائحة ايضًا
Image Hosted by ImageShack.us

كنت وليده الاول، و كان حريصًا بشكل لم افهمه إلا مؤخرًا علي عدم اظهار مشاعره لي، ربما هي طبيعة فيه، و لكنها بالتأكيد خوف كامن من عواقب التدليل. لم اكن اصدق أن يبتسم ابي--ذلك الصارم الاسطوري--و يقول للناس في زهو ساذج أن شاربي قد بدأ في الظهور
لم اكن اصدق أن يزور علاء الدين معرض القاهرة للكتاب من اجل أن يري كتب ابنه البكري فحسب. و لم يصدق ابنه البكري عينيه عندما رأي ابيه منزويًا في جانب، يقرأ احد الكتب في صمت، و علي وجهه، و حول كل ما يحيط به، استكانة و هدوء يوحيان بالبراءة بل و بالعذرية. تبدي علاء الدين لأبنه كائنًا ضعيفًا ليس بمعني الاحتقار و لكن بمعني الحب و الاحتواء. تعود بعدها الوليد أن يلحظ كتمان ابيه القهري لأبتسامة راضية، عندما يحدثه احد عن ابنه محمد بنوع ما من التقدير
Image Hosted by ImageShack.us

ربت علي كتف وليده و هو يوصيه بكتابة يومياته عندما يسافر إلي النمسا. لم يلق الوليد المتعجرف الكسول بالًا لنصيحة ابيه. و لكنه اكتشف بعد سنين طوال مدي ما تكتنف هذه النصيحة من مهارة في مناورة النسيان، و التمسك باللحظات التي تعني شيئًا في الحياة-- و هذا امر نادر
اتيح للوليد أن يكتشف ولعًا لدي ابيه بالقراءة و الكتابة. دفاتر كبيرة عريضة من الورق مسودة بخطه الازرق الشيني، فيما يبدو كمقابلة محكمة مع مفكرات عبد القادر الصغيرة، و خطه الاسود المنمق. قرأ الوليد حكاية حب ابيه و امه كما رواها علاء الدين صابر، و لم يقدر له قراءة هذه الورقة ثانية بعدما صار اكثر نضجًا و صبرًا، و لكنه لم يستطع نسيانها
Image Hosted by ImageShack.us

اصبح الآن والدي يعزم علي بالسجائر بعد سنوات من التحريم. حتي اعتذر لي مرة في عزاء جمع اولاد اخواله في عدم منحي سجائر في حضورهم. اندهشت لأنني لم اتخيله يعتذر لي عما لا يوجب الاعتذار. رأيت ابي الضاحك ذو النكات الحاضرة عندما اتت جارة قديمة بضة شقراء ذات ضحكة انثوية مجلجة. استشعرت شيئًا من الود القديم بينها و بين رجلي العجوز فابتسمت في خبث
رأيت والدي الذي يؤنب اخي عندما يجبر اختي علي ارتداء الاكمام الطويل-- لم يكن علاء الدين ذو تشنجية ذكورية لا مع اخته الصغري و لا مع ابنته. رأيت ابي الذي يتنهد و ينظر إلي بعيد. دعوت ابي لشرب سيجارة من علبتي فأخذها و هو مبتسم. علاء الدين صابر الذي لم يجبرني علي شيء في حياتي كلها، و لم يمانع عندما كنت خارجًا في ليلة امتحان هام من امتحانات الثانوية العامة، فقط قال لي بنبرة هادئة
"إذا نجحت فلنفسك و إذا رسبت فعليها"
علاء الدين صابر الذي كان يطالبني دومًا بأن اصير رجلًا حتي صار ذلك كابوسي الخاص. علاء الدين صابر الذي اعلم أنه سيكتم فرحته في كل يوم احقق انا فيه شيئًا. علاء الدين صابر، رجلي العجوز الذي يصر أن جده الاكبر قد مات في موقعة نفارين البحرية، الذي احبه بصدق لأنه لم يسمح لي بجعله نموذجًا احطمه من اجل أن اصير رجلًا
علاء الدين صابر الذي يبتسم في هدوء، و يترك لي الخيار في أن اكون أنا والده، في أي وقت اريد
..........................................................
صور افراد العائلة المالكة من ارشيف عائلة صابر الشخصي دون النقل من مصدر آخر

Thursday, July 21, 2005

... مرة واحد اهبل

صديقتي بحميمية، أو هذا ما يحلو لي تصوره، محادثاتنا سريعة خفيفة، و احياناً ما تعرج للتفاصيل و الحكايات القديمة. الحب القديم مازال يلقي بظلاله فوق حياتها. حب قديم يرقص كطيف مغوي هنا و هناك. روحها تعبة بكل ما يرفض الموت في عناد: الذكريات. الكلام المباح. اللمسات و الدموع و نظرات الاعين
قالت لي أن كلامي يضحكها، لم الومها. كنت احاول أن اجعلها تتحدي كل شيء من اجل ذلك الحب. حكيمة حكمة قاتلة. تري الليل يلوح في النهار. تحسب الفشل النائم بين احضان السعادة و لو بعد حين. كانت تضحك--ربما بمرارة--علي حماسي الاحمق. قلت لها انني افهم ما تقصده. انا شخص يصفني الناس في كثير من المواقف بالعقلانية. هذه العقلانية البغيضة تجعلني اضحك إذا ما تذكرت كلماتي المليئة بحماس ساذج لها. ربما، ربما، كنت اعكس مشكلتي عليها. اقول ربما، و ربما لا. لأن هناك من يعرفونني جيدًا يصفونني ايضًا بالجنون
نصيحتي لها ربما تكون صعبة، أو ربما هي مستحيلة، و بالتأكيد هربت من ادبيات رومانسية ما تزال تطبق علي مكان غائر في روحي، و لكنني لم افقد ابدًا الأمل في أن تتحرر الكلمات المسجونة في الكتب من رتابتها. أن تطير العصافير بالبهجة التي نتخيلها. أن تكون الاحلام البعيدة حقيقة مكسوة بالعرق من اجل احلام اجمل و ابعد. لم افقد الامل ابدًا في أن تجد صديقتي العزيزة، يومًا مًا، فارسها الذي كانت تريد

Monday, July 18, 2005

اللي بيني و بينك

اللي بيني و بينك
مش لمسة ايد بتسلم كده
أو شوق لعيونا اتكلم كده
و بيحكي عليك.. بيحكي عليك و عليا
.
اللي بيني و بينك
مش نظرة عين بتداوي كده
و لا ليل بقي دايما غاوي كده
و بيسهر لعنيك.. بيسهر لعينيك و عنايا
.
حكايتنا ماليها بداية كده
و لا نعرف ليها نهاية كده
و ده احلي ما فيك..
احلي ما فيك و ما فيا
.

Sunday, July 17, 2005

طب تعرف تفهم دي؟

مش عارف.. الواحد يمشي يمين و لا شمال يلاقي جودزيلات ف وشه.. يعني حاجات كده كان ايام العبط فاكرها لا انسانية بس في الحقيقة و في الواقع بتطلع انسانية خالص، و في غاية اللطف المعنوي كمان.. يعني كل ما البني آدم يبطل استغراب الحياة تديلة شلوت كراكترات يتلهي فيها شوية، و لو مفيش كراكترات ح تبقي حاجات غريبة و عجيبة زي مثلا اعلان بسكوت و غريبة بسكو مصر، أو مثلا كلب عمال يهوهو في صفا نفس، و زي ما فسر حاتم الموقف بهدوء: ده كلب شارب و بيقولنا ملعون ابوكو
تلاقي عمارات شكلها غريب و تصميمات شوارع افتكاسية و خرايط طريق لماكياج مذيعات التلفزيون و عربيات بتجري هنا و هناك في حرب كلاكسات مقدسة و ولية لابسة اسود بتعدي الشارع جري و قطط بتناكف في عرس، و لا انت فاهم حاجة خالص
تقتنع انك مش ح تفهم و انك كده رضا و الف حمد و الف شكر ليك يا ربونا و بعدين تلاقي مانشيتات جرانين تقريبا اللي كاتبها عيل متخلف امه كانت بتعبطه كل يوم تلات.. و الافيه ان كل الناس برضه زيك بس عايشين في دور الفهيمة و بيطالبوك كل يوم انك ما تكونش كاورك، مش عارف ليه الواحد بيتبطر ع النعمة يا خوانا.. ممكن فعلا يجي يوم تفتح باب بيتك تلاقي واحد لازق في الاكرة و دايب من حواليها زي الجيلي كمان و بيبتسم ابتسامة لزجة.. طب لو جه اليوم ده.. ح تفهم ده ازاي؟
تيجي تقول عادي بقي و مش عارف ايه و الحريم الحمد لله و كله زي العسل تلاقي الحريم كائنات فضائية هربانة من مصحة نفسانية و بيقدسوا الحياة الزوجية و التورلي و شايفين ان اللي بيكتبوا دول عبط و ان الريس مفيش بعد كده و ان الماكياج مهم زي ما اي ست حلوة تبقي منفسنة و ان كل الفضائيات دي فراخ بلاستيك و هما الاصل زي الرشيدي الميزان كده. طب ليه الواحد يزعل من الحريم ما دام هو زعلان من نفسه اساسا، طب هما زنبهم ايه في اننا عايشين في خلاط بيحضرنا لدور مهم احنا مش عارفين هو ايه، بس عارفين انه اكيد مهم.. معلهش يا بنات.. هي مش غلطتكم.. يمكن غلطتنا بس ما اظنش.. طيب هي غلطة مين؟ انا عن نفسي مش متأكد من موضوع الغلطة دي، بس بحاول اتأقلم

ظل الأب

في يوم من الايام مريت علي ميريت علشان اشوف احمد العايدي هناك و بعدين نتحرك. لاقيت قعدة كبيرة فيها عم خيري شلبي، و لأن خيري شلبي شخصية متكلمة بشكل جذاب وساحر، ماملكناش غير اننا نقعد معاه شوية، و الكلام بيجر كلام
سأله العايدي سؤال محوري
"ايه الشخصية اللي بتطاردك، و معرفتش تكتبها لغاية دلوقتي؟"
"والدي"
قالها خيري شلبي بلهجة حاسمة، و بعدين رفع كفه المكلبظه و مشي بيها علي صلعته و هو بيتكلم بسرحان--انتم عارفين الكُتاب
"عمري ما عرفت اكتب ابويا.. كل ما افتكر اني عملتها و كتبته--كشخصية في رواية--اعرف اني ما عرفتش.. كل ما احاول اقرب من شخصيته تبعد عني.. كل ما اقرا اقول لأ.. ابويا مش كده.. الراجل ده غويط بشكل غريب"
فكرت في والدي انا و انا بسمع.انا عملتها بشكل سري قبل كده--الكتابة عن والدي--في مجموعتي الاولانية و بشكل تاني في اليوم التاني و العشرين، و دي اول مرة اقولها
يمكن هي حاجة كده عند الاولاد، الاب..حدوته الكائن متعالي القدرة ابو شخطة جهنمية، لغاية الراجل الرخم بطريقة مؤسفة، و ممكن يتقاطع معاها مرحلة انه اكذوبة كبري، و بعدين--لو احنا محظوظين--مرحلة الصديق ابو عين جريئة، و في الاخر: مرحلة ابويا البركة الجميل، الاب اللي بقي ابن
عارف اني ح اكتب بابا تاني، في رواية انا مخزنها لوقت جاي--لو ربنا ادانا عمر-- و عارف اني ح اكتبه هنا، في البلوج، بس في وقت تاني، زي ما عمل عمر، في واحدة من اجمل و ارق القطع اللي قريتها في حياتي، عن علاقة اب بأبنه
ح اكتب عن بابا، و يمكن كتابتي عنه ح تكون الحاجة اللي ح تخليني اقرب منه اكتر، و يمكن.. يمكن تخليني افهمه اكتر

كابتن مازن--من حدايق المعادي لأزقة بيشاور

صحيت النهاردة علي رسالة من صديق عزيز ما شفتوش بقالي سنة تقريبًا، مازن امان الله، مراسل الجزيرة في كابول،كانت الرسالة بتقول أن فيلمه التسجيلي الأول ح تذيعه قناة الجزيرة امبارح، و ح تعيده النهاردة الساعة 12 ظهرًا بتوقيت القاهرة. الفيلم عن صناعة السجاد. و بما أن العبد لله معندوش لا سجاجيد و لا دش، فاكتفي بمكالمة لطيفة علي حساب مازن--اللي قرن رسالته بمكالمة--و هو بيتمناله كل خير. مازن حكاية طويلة مليانة كفاح و تعب.. كل ما بتخيله بيمارس شغله--و هو كان هناك من أول المعمعة--في الظروف دي بدعيله، و اقدر شجاعته علي ممارسة شغله في اجواء الكوميديا بتمتزج بالتراجيديا فيها بسهولة شديدة--حصل و كان لينا قعدة طويلة في قهوتي المفضلة السنة اللي فاتت.. و كانت التفاصيل في احيان كتير غرائبية
نفسي هنا اهني مازن بفيلمه الأولاني، و ياريت اللي يقدر يشوفه ما يوفرش الشتيمة المتوقعة لعمل اول
:)

Saturday, July 09, 2005

المتاهة

كنت بتصفح من شوية تعليقات القراء علي اختطاف--اختطاف ايامها--القائم بالاعمال المصرية في العراق(علي موقع البي البي سي). مش جديد اني اقول اننا كلنا عندنا حالة سيولة فكرية رهيبة. مين ماشي يمين و مين شمال و مين بالورب. مش بقول ان المسائل لازم تكون ديكتاتورية و حزب الرأي الواحد.. بس التشرذم الرهيب ده شيء مقلق.. علي العموم إن كان الغرب نفسه عنده الحالة دي.. فما بالنا بالعرب
و شفت التعليق ده لأخ باين انه عراقي
كما أننا مللنا من المقولة التي تتردد على لسان المصريين ومفادها "إحنا جايين علشانكم". ابقوا في بلدكم ودعوا إعمار العراق للعراقيين أنفسهم، نحن لسنا الآن في سنوات الثمانينيات، والحليم تكفيه الإشارة.
الأخ اسمه ارا اوهانيس، و كاتب انه في هولندا. طبعا من حقه يكتب اللي هو عايزه، و من حقه يسكن في المكان اللي يحبه. و طبعا هو كلامه صح، بس ياريت نزود جملة تانية: حفظ الأمن و النظام مسئولية العراقيين. يعني لو فيه م الاخوة العراقيين زعلان حبتين من المصريين--و ده بجد ممكن يكون مبرر: امريكا و الذي منه--ياريت بقي يعمل حاجة علشان بلده و علشان حفنة الارهابيين الللي طايحة في البلد.. مش من حق العراقيين انهم يتباكوا علي شيء بأيدهم وقفه. فيه من العراقيين ناس كتير شكرت امريكا انها شالت صدام--مع ان رأيي اني دي حركة كانت كارثية و غير مدروسة: و ادينا شايفين الزرقاوي و الحمراوي--طيب يا ريت نفس الناس برضه تشد حيلها شوية كده و تقاوم الارهاب في بلدها و تبطل خوف و تشرذم و طائفية.. الامريكان مش ح يعملولكوا اكتر من كده، و اللي عملوه ليه طبعا فاتورة، الرهان دلوقتي عليكم انتم مش علي حد تاني.. يعني ياريت اللي في منتجعات هولندا و نازل جعجعة يجي بلده يبنيها، مش يلوم الشرير--بفرض ان مصر شريرة--علي شره، بينما هو قاعد بعيد بيتشمس
و ربنا يحفظ العراق و اهل العراق

Thursday, July 07, 2005

مفاجأة صنع الله الجميلة

وصلني هذا الميل من استاذي العزيز صنع الله ابراهيم اليوم فقط، و لأنني رأيت انه يثير قضية اكثر من خلافية، فقد رأيت أن انشره هاهنا
(ارجو ملاحظة انني نشرت الايميل كما هو دون تصحيح للتايبوز، التي هي آثار لعمليتي الاستاذ صنع الله في عينيه)
.
.
.
عزيزي محمد
أعجبني جدا البلوج.حي وملئ باللأفكا. أخشي فقط أن يستنزف المادة التي يمكن أن تخرج منها قصص وروايات. حسدتك علي قدرتك علي تسجيل لقائنا.حاولت مرات ان أحمل جهازتسجيل لكي لاتفوتني لحظات الحياة اليومية. أهنئك علي حيويتك وأتوقع لك مستقبلا باهرا بعد أن تستقر علي شكل محدد للابداع .شكرا علي تواصلك صنع الله
.
.
.
الجملة التي استوقفتني هي : بعد أن تستقر علي شكل محدد للأبداع
الاستاذ صنع الله يعرف عني اني امارس--او احاول--كتابة الانواع التالية
الرواية--القصة--السيناريو (لايف-ستربس-كارتون)--ادب الأطفال--المقال--ما يشبه النقد السينمائي (في سلسلة كنت اكتبها قديما بمشاركة زملاء اعزاء).. و الصحافة لا اعدها معهم لأنني توقفت تمامًا عنها
اظن أن الاستاذ صنع الله يشير علي بالاختيار بين هذه الانواع، و اذكر جيداً انه سألني في يوم زيارتي الصباحية: طيب ما فيش روايات؟ قصص؟
سأل عندما قلت له ان نشاطي في العام الجديد قد انحصر في السيناريو السينمائي و سيناريو الاستربس
مسألة مفصلية: هل من الأفضل أن تركز في نوع واحد أو نوعين في الكتابة؟ اظن ان الاجابة، مهما حاورت او ناورت، هي نعم
اعود و اسأل سؤالا اكثر تحديدًا: و هل من يكتب في كل هذه الأنواع مخطئ؟ انا عن نفسي لا اظن.. اعتقد أن الضابط الوحيد للموضوع هو أن تكون جيدًا.. أن لم تكن جيدًا فلا تكتب
يمكن أن يقال أن العالم الآن اصبح لا يعترف سوي بالعمل العظيم، لا الجيد فحسب. هذا سليم، و لكنني لا استطيع أن اتصور حرمان نفسي من متعة ممارسة فعل الكتابة في مختلف المجالات و في شتي الانواع.. مسألة كوني جيدًا من عدمه لا استطيع أنا أن اجيب عليها: سأصبح نرجسيًا بشكل مخجل
استاذي صنع الله قرأ لي الفصة و الرواية، و لم املك القدر الوحشي من الصفاقة لعرض عليه اعمالي الكاملة، لذا فأنني اتصور انه انطلق من المسلمة الحقيقية السليمة: التركيز في نوع واحد من الكتابة--او نوعين بحد اقصي--افضل بالتأكيد
استاذي صنع الله علي حق كعهدي به، و لكنني مازلت صغيرًا و عنيدًا كبغل.. و سأفضل طلب الصفح منه، بعد سنين طوال، علي تلك الخطيئتين الصغيرتين

Wednesday, July 06, 2005

مدينة الاحلام التائهة

تقتلك كمرأة خائنة ببطء و استمتاع. تنز دمائك فوق جسدها و هي تنظر إلي ما وراء السماء الكالحة. تعنفك كأم متسلطة بينما هي تلطمك كزوجة أب. تصلبك في اليوم ألف مرة بينما هي تقبلك بشهوانية. تلملم طرف قميص نومها المغري في غنج بينما يلمع نصل خنجرها المسموم بين نهديها. تضاجعك كعاهرة مجربة بينما هي تقرأ عليك كتاب الصلوات. تقهرك و تستبيحك ثم تمطر فوقك من و سلوي. لا تفهمها و لا تحاول أن تفهمها، لأنك إن فهمتها فلربما لا تجذبك ساديتها المازوخية، و لربما بحثت عن غانية اخري انت تعلم قبلي انها ستقتلك دونما حب
إن فهمتها فلربما تهجرها، و إن هجرتها--اعترف--فستحس بأن روحك تحترق
إن فهمتها فربما تهجرها، و إن هجرتها--اعترف--فستفقد لذة المازوخية السادية، التي تسري في عروقك كأبن بار لمتوحشة لعوب

الجحيم في عينيك انت

كنت واقف في اوضتي، بحاول افتكر حاجة انا ناسيها، و فجأة، ضربني الاحساس ده
انا هو انا.. مش حد تاني.. انا هو اللي يعرف عني كل اللي ما يعرفوش عني حد تاني.. انا اللي عشت كل اللي انا عشته لوحدي.. مش اي حد تاني.. انا اللي بيرفع الورق ده دلوقت حالا، مش اي حد تاني.. انا اللي حاسس بملمسه.. دلوقتي.. مش اي حد تاني
انا اللي كنت صغير، و بيكبر، و لسه ح يكبر اكتر
انا اللي ح اسيب العالم لوحدي، انا اللي رحلتي هي سري، انا اللي بيبص للوحة دي حالا
و انا برضه، اللي مش ممكن يفهم، أو يتفهم، للحظة ان كل انسان فوق الكوكب ده--غير الحيوانات--حاسس باللي انا حاسه.. أن كلنا علي بعضنا مجرد اكوان بسيطة معقدة، ضخمة و ضئيلة، بتلف حوالين نفسها بس
قد ايه التفرد بالشكل ده مرعب..قد ايه الجسور اللي بتربطنا ببعض:سلام.. ابتسامة.. كلمة.. ليلة حب، هي جسور تبان هشة و بسيطة، بس من غيرها كان يبقي وجودنا مستحيل
الشعور ده بيطاردني زي ما السرطان بيطارد اللحم. بيزورني بعنفوان زي الموت.. بس زيارة الموت واحدة، و هو زيارته ملايين
.
.
.
"و تحسب نفسك جرمًا صغيرًا.. و فيك انطوي العالم الأكبر"

Tuesday, July 05, 2005

زيارات صباحية

وقفت قدام بوابة البيت، رفعت الموبايل و طلبت نمرة البيت، و لما خلصت صفارة الأنسر ماشين رحت قايل
"استاذ صنع الله.. انا علاء.. عندي صفاقة كفاية اني اقولك اني جيت بدري شوية عن معادنا و صفاقة اكبر اني ما استناش علي قهوة لغاية الميعاد ما ييجي"
رفع سماعة التليفون و قالي
"علاء.. انت فين؟"
"قدام باب البيت"
"طيب اطلع"
شقة صنع الله ابراهيم في آخر دور. مفيش اسانسير، بس الطلوع فعلا سهل. البيت فيه جو مصري اصيل. ريحة الطبيخ المنتشرة من دور لدور، و السبت النايم علي جدار الترابزين
"انت مش ساكن مع جدتك في بيت العيلة؟"
سألني و هو مستغرب بعد ما قلتله الملاحظة دي..طبعا السؤال ممكن يعني : هو سعادتك عايش ف بيت الخواجة ميشو يعني؟
قلتله ان بيت العيلة من الأستايل القديم ابو سقوف عالية و سلم خشبي عريض و درابزين وقور، ابتسم و قالي
"و البلاط حجارة كبيرة"
"بالظبط"
"دي اجمل بيوت.. تشرب ايه؟"
رجع بكوباية الشاي، البيت بسيط و مرتب، طبعا فيه اكوام من الكتب مترتبة هنا و هناك. صنع الله كان لابس قميص و بنطلون خفاف و ابتسامته المعتادة و نظرة عينه الفاحصة
قلتله اني عرفت الشقة من شعار حركة كفاية، و من ورقة تانية بتقول : معا ضد العولمة الأمريكية و غزو العراق. ضحك و قام يجيب الشاي لما انتبه فجأة لصوت البراد اللي بيغلي
سألني عن كتاباتي دلوقت. كنت جايبله معايا آخر مجموعة قصصية كتبتها--لا اخلو من الصفاقة زي ما انتم عارفين--قلتله اني كنت كاتبها من قبل ما ياخد انجيل آدم، بس ما حبيتش اتقل عليه. حكيتله باختصار مأزق النشر بتاع ميريت، و ايه من الروايات تنزل الأول
"النشر شيء مهم جدا.. مش كويس انك تسيب الحاجات جنبك كتير، لأنها بعد فترة مش ح تكون شبهك.. ح تكون تجاوزتها و ما ينفعش الناس تحاسبك عليها.. انشر و مش مهم ايه قبل ايه"
اتكلمنا في حاجات كتير، السفر و اوروبا و امريكا و الهند و الصين، و طبعا.. طبعا.. الستات
"انا عارف انك ح تسافر في يوم من الأيام و ح تعملها مغامرة.. شوف كام حد تعرفه في كام بلد و اطلع"
"المهم اني اسافرها و انا صغير"
"انت عندك كام سنة دلوقت؟"
"السنة دي ح تم ستة و عشرين"
ضحك و قالي اني لسه صغير خالص، و
"علي العموم هي بداية المغامرات بتبقي في السن دي"
و بعد فترة حوار محترمة قالي انه نفسه يسافر و يشوف الهند و الصين.. اكتشاف آسيا يعني
"و نفسي جيلكم ما يبقاش زي جيلنا.. روحوا الهند و الصين و اليابان.. اشمعني اوروبا يعني؟"
"انت عارف يا استاذي.. تعليمنا و ثقافتنا من اوروبا.. الروائيين و الديموقراطية و حتي استايل المباني.. و طبعا ما ننساش: شبق القوقازيات"
ضحك عند العبارة دي و انا بكمل
"تخيل حد بيسمع ان فيه واحدة اسيوية حلوة!"
و رحت عامل وش كوميدي بيعبر عن الأعراض
ابتسم و قالي فعلا. لاحظت انه شارد شوية. سألته. قالي انه عمل عمليتين في عينيه خلوه ما بيقراش لفترة طويلة، و ده، بالنسبة لحد زيه مالوش هواية غير القراية، شيء بيجيب اكتئاب. فكرت اني تقلت عليه لما قرات انجيل آدم خلال الفترة دي. كنت ح اشكره بصدق و بحرارة بس احرجت من انه يفتكرني باتملقه. شكرتله حسن الضيافة، و نقلتله تحيات شروق--لما علقت علي موضوع صنع الله الأولاني--رد السلام باحسن منه، و سألني عنها قلتله انها ايديتور في مطبوعة عالم المعرفة، علي حد معلوماتي المتواضعة. قالي ان مفيش شك أن الكوايته اكتر انفتاحا مقارنة بالسعوديين مثلا، وبعدها سأني عن فكرة الويب بلوجات، جاوبته و انا بحاول اكون وافي و دقيق. قلتله اني كنت متردد في اني اكتب ويب بلوج خاص بيا، لأنه ممكن يستنزف الحاجات اللي انت بتراكمها في حياتك و تحولها بعيد عن الأدب. هز دماغه و قالي: هي دي خطورتها فعلا. قلت اني قاصد اكتب فيها بالعامية. تجربة يعني لكتابة لغة عامية سردية من غير قباحة و لا ابتذال. هو ده اللي بعمله دلوقت. لكن مفيش كتابة جديدة
ضحكت و انا بحكيله حكاية بوست "حتي لا نتهم بالجدية"، قلتله اني لاقيت نفسي في مود بتاع طنطنة و سياسة و تنظير، رحت مديها تفاهة بصورة خلت قارئة بعتتلي رسالة غاضبة. ضحك جامد و انا بقوله: كنت في مود سياسي غالبا الواحد بيكره نفسه لما يوصله
مضيت منه رواية انا ناوي ابعتها لصديقة، و شكرتله استقبالي في بيته، و وقته اللي ضيعه مع عيل رغاي

Monday, July 04, 2005

هكذا تكلم حاتم

في يوم كان اتنين من اعز اصحابي--مجدي الشافعي و حاتم فتحي-- ماشيين بعربية مجدي علي كوبري 15 مايو.. حاتم بص من الشباك و قلب شفايفه و سأل مجدي
"هو الكوبري ده سموه 15 مايو ليه؟"
"علشان ده تاريخ ثورة التصحيح"
قالها مجدي بوقار السن
حاتم بصله لثواني، و بعدين قال
"يا نهار منيل.. هو احنا كده بعد التصحيح؟"