وقفت قدام بوابة البيت، رفعت الموبايل و طلبت نمرة البيت، و لما خلصت صفارة الأنسر ماشين رحت قايل
"استاذ صنع الله.. انا علاء.. عندي صفاقة كفاية اني اقولك اني جيت بدري شوية عن معادنا و صفاقة اكبر اني ما استناش علي قهوة لغاية الميعاد ما ييجي"
رفع سماعة التليفون و قالي
"علاء.. انت فين؟"
"قدام باب البيت"
"طيب اطلع"
شقة صنع الله ابراهيم في آخر دور. مفيش اسانسير، بس الطلوع فعلا سهل. البيت فيه جو مصري اصيل. ريحة الطبيخ المنتشرة من دور لدور، و السبت النايم علي جدار الترابزين
"انت مش ساكن مع جدتك في بيت العيلة؟"
سألني و هو مستغرب بعد ما قلتله الملاحظة دي..طبعا السؤال ممكن يعني : هو سعادتك عايش ف بيت الخواجة ميشو يعني؟
قلتله ان بيت العيلة من الأستايل القديم ابو سقوف عالية و سلم خشبي عريض و درابزين وقور، ابتسم و قالي
"و البلاط حجارة كبيرة"
"بالظبط"
"دي اجمل بيوت.. تشرب ايه؟"
رجع بكوباية الشاي، البيت بسيط و مرتب، طبعا فيه اكوام من الكتب مترتبة هنا و هناك. صنع الله كان لابس قميص و بنطلون خفاف و ابتسامته المعتادة و نظرة عينه الفاحصة
قلتله اني عرفت الشقة من شعار حركة كفاية، و من ورقة تانية بتقول : معا ضد العولمة الأمريكية و غزو العراق. ضحك و قام يجيب الشاي لما انتبه فجأة لصوت البراد اللي بيغلي
سألني عن كتاباتي دلوقت. كنت جايبله معايا آخر مجموعة قصصية كتبتها--لا اخلو من الصفاقة زي ما انتم عارفين--قلتله اني كنت كاتبها من قبل ما ياخد انجيل آدم، بس ما حبيتش اتقل عليه. حكيتله باختصار مأزق النشر بتاع ميريت، و ايه من الروايات تنزل الأول
"النشر شيء مهم جدا.. مش كويس انك تسيب الحاجات جنبك كتير، لأنها بعد فترة مش ح تكون شبهك.. ح تكون تجاوزتها و ما ينفعش الناس تحاسبك عليها.. انشر و مش مهم ايه قبل ايه"
اتكلمنا في حاجات كتير، السفر و اوروبا و امريكا و الهند و الصين، و طبعا.. طبعا.. الستات
"انا عارف انك ح تسافر في يوم من الأيام و ح تعملها مغامرة.. شوف كام حد تعرفه في كام بلد و اطلع"
"المهم اني اسافرها و انا صغير"
"انت عندك كام سنة دلوقت؟"
"السنة دي ح تم ستة و عشرين"
ضحك و قالي اني لسه صغير خالص، و
"علي العموم هي بداية المغامرات بتبقي في السن دي"
و بعد فترة حوار محترمة قالي انه نفسه يسافر و يشوف الهند و الصين.. اكتشاف آسيا يعني
"و نفسي جيلكم ما يبقاش زي جيلنا.. روحوا الهند و الصين و اليابان.. اشمعني اوروبا يعني؟"
"انت عارف يا استاذي.. تعليمنا و ثقافتنا من اوروبا.. الروائيين و الديموقراطية و حتي استايل المباني.. و طبعا ما ننساش: شبق القوقازيات"
ضحك عند العبارة دي و انا بكمل
"تخيل حد بيسمع ان فيه واحدة اسيوية حلوة!"
و رحت عامل وش كوميدي بيعبر عن الأعراض
ابتسم و قالي فعلا. لاحظت انه شارد شوية. سألته. قالي انه عمل عمليتين في عينيه خلوه ما بيقراش لفترة طويلة، و ده، بالنسبة لحد زيه مالوش هواية غير القراية، شيء بيجيب اكتئاب. فكرت اني تقلت عليه لما قرات انجيل آدم خلال الفترة دي. كنت ح اشكره بصدق و بحرارة بس احرجت من انه يفتكرني باتملقه. شكرتله حسن الضيافة، و نقلتله تحيات شروق--لما علقت علي موضوع صنع الله الأولاني--رد السلام باحسن منه، و سألني عنها قلتله انها ايديتور في مطبوعة عالم المعرفة، علي حد معلوماتي المتواضعة. قالي ان مفيش شك أن الكوايته اكتر انفتاحا مقارنة بالسعوديين مثلا، وبعدها سأني عن فكرة الويب بلوجات، جاوبته و انا بحاول اكون وافي و دقيق. قلتله اني كنت متردد في اني اكتب ويب بلوج خاص بيا، لأنه ممكن يستنزف الحاجات اللي انت بتراكمها في حياتك و تحولها بعيد عن الأدب. هز دماغه و قالي: هي دي خطورتها فعلا. قلت اني قاصد اكتب فيها بالعامية. تجربة يعني لكتابة لغة عامية سردية من غير قباحة و لا ابتذال. هو ده اللي بعمله دلوقت. لكن مفيش كتابة جديدة
ضحكت و انا بحكيله حكاية بوست "حتي لا نتهم بالجدية"، قلتله اني لاقيت نفسي في مود بتاع طنطنة و سياسة و تنظير، رحت مديها تفاهة بصورة خلت قارئة بعتتلي رسالة غاضبة. ضحك جامد و انا بقوله: كنت في مود سياسي غالبا الواحد بيكره نفسه لما يوصله
مضيت منه رواية انا ناوي ابعتها لصديقة، و شكرتله استقبالي في بيته، و وقته اللي ضيعه مع عيل رغاي
7 comments:
يا بختي
اسمي ورد في حضور صنع الله ابراهيم
علاء، تستحق الشكر وألف بوسة
ويا بخت الصّديقة أيضاً :)
شروق
لا شكر علي واجب يا ستي، و اهلا بكل بوساتك
:)
ريهام
متشكر يا ستي
ايف
ليه ما تقوليش يا بختي انا؟
:)
يا بختك يا علاء.
نفسي جدا أشوف الراجل دة.
كلام جميل.
بلاش بس تتمادى في الصفاقة لحسن تطفش الراجل :)
ـ"قلتله اني كنت متردد في اني اكتب ويب بلوج خاص بيا، لأنه ممكن يستنزف الحاجات اللي انت بتراكمها في حياتك و تحولها بعيد عن الأدب. هز دماغه و قالي: هي دي خطورتها فعل"
أتّفق مع رأيكما وأختلف.
أظنّ البلوج بيعمل عمليّة "تنفيس" و"تخفيف" فعلاً للثقل الأدبي، ولكنّه كالنبع... كلّما أخرجت ماءً جاء ماءُ أنقى وأفضل، وإن نضب حيناً، سيأتي الكثير.
مش بس نبع، لكن التدوين كمان تجربة لقاء مباشر بالقارئ. وسيعطيك القارئ كلّ الانطباعات الممكنة وغير الممكنة: بدءاً بعدم الفهم ومروراً بسوء الفهم إلى النقدَيْن الهدّام والبنّاء.
لا تخف من التدوين، لم يفقد أحد شيئاً أعطاه (إلا المخلّفات :))
ـ
يا أنا يا أنا ,يا سكر بالهنا
ريام
اسف جدا بجد علي الغلطة غير المقصودة دي
راء
معلهش.. الصفاقة في دمي
:)
ميشيل
اكيد ح يجيي يوم و تشوفه
المجهول
ده حضرتك عسل خالص.. مش سكر و بس
:)
Post a Comment