designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Tuesday, October 31, 2006

The Collector

When she was home from her boarding-school I used to see her almost everyday sometimes, because their house was right opposite the Town Hall Annexe, she and her younger sister used to go in and out a lot, often with young men, which of course I didn’t like. When I had a free moment from the files and ledgers I stood by the window and used to look down over the road over the frosting and sometimes I’d see her. In the evening I marked it in my observation diary, at first with X, and then when I knew her name with M. I saw her several times outside too. I stood right behind her once in a queen at the public library down Crossfield Street. She didn’t look once at me, but I watched the back of her head and hair in a long pigtail. It was very pale, silky, like burnet cocoons. All in one pigtail coming down almost to her waist, sometimes in front, sometimes in the back. Sometimes she wore it up. Only once, before she came to be my guest here, did I have the privilege to see her with it loose, and it took my breath away it was so beautiful like a mermaid.

……………………………………………………………………………………

The first paragraph of Fowles’ masterpiece THE COLLECTOR.

Monday, October 30, 2006

الشافعي و منه فيه



ربما يداخلني احساس بالفخر انني قد عرفت مجموعة من المبدعين و الاصدفاء، و منهم بالطبع مجدي الشافعي، علي قهوة حسن سرور التي اطلقت عليها اسم "منه فيه"، بكل تفاصيلها من الهواء البارد المنعش الذي يمكنه أن يكون لاسعًا، للقعدة قدام منزل 6 اكتوبر،لفول محمد الذي يأتينا في طلبات فوق صحن بلاستيكي، لعم درويش، لحربي، للشيشة السيئة، للمرحوم ثروت. يداخلني هذا الاحساس عندما يبدع مجدي الشافعي قصة مصورة راقية و رائقة عن "منه فيه" و ثروت، لتدخل القهوة تاريخًا صغيرًا من الاعمال البديعة التي اخرجها مجدي الشافعي إلي العالم بقلب شاعر و عين فنان. حسنًا، دعني من التمسح بالمواهب الكبيرة، و يسعدني أن اقدم هذه القصة المصورة ها هن، عن جريدة الدستور القاهرية
:)

Thursday, October 26, 2006

.. صفحة محسوبكم في ثوبها الجديد


اضغط هنا، او علي اللينك في البار الجانبي
:)

Wednesday, October 25, 2006

..عين ذئب، و قلب حمل

ليس مجرد إنسان رائق و صاف، و ليس فقط شاعر مبرز ذو صوت أصيل، و لكنه أيضًا حكاء مبهر، ذو عين ذئب تلتقط التفاصيل الصغيرة و المبتذلة لتصنع منها موضوعًا صالحًا للكتابة، علي حد تعبير محرر جريدة أخبار الأدب المصرية. ربما تبدو عين لذئب، و لكنها لقلب حمل، و ابتسامة ملاك. أسامة الدناصوري الذي يقدم اجزاءً من كتابه النثري الجديد، الأقرب لسيرة ذاتية عذبة موجعة، كلبي الهَرِم.. كلبي الحبيب، علي صفحات جريدة أخبار الأدب، ليتركنا متشوقين لاستكشاف ما تبقي من سطور تترقرق برشاقة الماء، فوق قلوب العطشى من قراء الأدب الرفيع



أسامة الدناصوري

كلبي الهـَرِم.. كلبي الحبيب

.

.

.

الولاعة الصفراء الجديدة

(الخميس 20|4|2006

1,30 صباحًا)

أخيرًا وجدت ولاعتي الزرقاء. (في الحقيقة، لقد وجدتها في الصباح، و لكن يبدو أنني مازلت مغرمًا بالجمل الكبيرة التي تقبض علي المستمع أو القارئ، و تثبته، لكي يكون كله آذانًا صاغية).

كانت في (المج) مع الأقلام. الأقلام التي لا أكتب بها شيئًا، و لكني حريص على أن تكون دائمًا هناك. و إن حدث و كتبت، إن حدث، فأي قلم، و عادة يكون من مكان آخر.

وضعتها فيه مرة عندما قلت لنفسي سأقلع عن التدخين. كانت مليئة بالغاز، و لم أكن أحب أن أرميها في الدرج الخاص بالولاعات الفارغة. يوجد الكثير منها.

إنني نادرًا ما أرمي شيئًا. أحبُّ أن أصحو فأجدها (كنت سأقول: أصحو فلا أجدها عوضًا عن أن أرميها بنفسي).

هذا موضوع طويل، لست فارغًا له تمامًا الآن.

نزلتُ اليوم..لا..نزلتُ أمس، بولاعة جديدة، و علبة بها أربع سجائر.

أنا في الأيام الأخيرة أحاول ألا أتجاوز خمس سجائر في اليوم. لكنني مرات قد أفاجأ أنني دخنت 11 أو 12 سيجارة.

أنا أحب التدخين، كما أحببت أشياء كثيرة.

إنها حياة كاملة.

ما ذكرني بالولاعة، أنني بحثت عن الذهبية النحيفة الجديدة، التي نزلتُ بها، و أمضيت بها سهرتي عند (حاتم) و جلست بها في آخر الليل مع حمدي على مقهى في شارع فيصل.

كنا مسطولين، عندما ركبنا عربتي البولو الخضراء، ناويًا توصيل حمدي أولًا، لأن عربته (المرسيدس) تشكو من بعض الأوجاع. ظللنا صامتين فترة طويلة، كان يستمع إلى إذاعة الأغاني. و كنت أقاوم إعصارًا من الكلام يدوّم بصدري و رأسي، و أتردد. أنظر لحمدي، و أعود للصمت. كنت أوقن أنني إن لم أتكلم، سيموت الكلام داخلي و يتعفن. و لن أستطيع كنابته، لأنني كنت أشك في قدرتي على الكتابة ثانية. (أنا متوقف منذ ثلاث سنوات).

لم أكن أعلم أي شيء عن كنه هذا الكلام، و عن أي شيء يدور، فقط هناك كلام، و كلام غزير، و لابد أن يسمعه أحد.

عدت أنظر لحمدي: إنه صديقي. و لأنني أعلم أن هذا ليس كافيًا، رحتُ أطمئن نفسي: إنه ذكيّ، حسن التقدير، يقظ الروح. و فجأة امتدت يدي و أطفأت الراديو، و عدت للصمت ثانية. و هو لم يسأل، بل ظل صامتًا معي. (ألم أقل إنه ذكي؟).

ثم أنكشف الغطاء، و خرج الكلام بصوت مبحوح، و حماس لم يرني حمدي به من قبل. لدرجة أتتي أشفقت عليه. و لأن الطريق أوشك على الانتهاء، و الكلام في بدايته، اقترح حمدي أن نجلس علي أحد المقاهي.

الولاعة الصفراء في النهاية أخذها حمدي. رغم انه يمتلك واحدة هي أخت لها. تكاد تكون توأمها.

كنت كلما أردت إشعال سيجارة، أبحث عنها، و يبحث هو، ثم يخرجها، فأقول له: خذها، أنا لديّ واحدة أخرى في البيت، و لم يكن يرد عليّ.

و في مرة، أخرج ولاعتين صفراوين متماثلتين.

أنا متأكد أنه عندما يفرغ جيوبه في البيت سيضحك.

... و ربما لا.

............................................

عن جريدة أخبار الأدب المصرية—العدد 693—22 أكتوبر 2006

"كلبي الهَـرِم.. كلبي الحبيب" تصدر قريبًا عن دار ميريت.

الف مبروك :)


د. همفري ديفيز حصل علي جائزة بانيبال الدولية في الترجمة من العربية للإنجليزية عن رواية إلياس خوري "باب الشمس". الف مبروك يا سيد همفري، جائزة مستحقة
:) .............................................
الصورة من اليمين: محمد حماد، محمد فتحي، محمد علاء الدين، و همفري ديفيز--روستري كافيه

Tuesday, October 24, 2006

..العيد فرحة


لا اظن أن آنجي ستمانع ثانية: عيد سعيد يا جماعة و برجاء فك الاحزمة
:P:P:P:P:P

Sunday, October 22, 2006

..شارع لا تخدشه السيارات


شارع لا تخدشه السيارات

و لا دموع الذكريات الهائمة

التي تجوس بقلوب العابرين

شارع،

لا تخدشه النوايا،

و لا أنين الصبايا

و لا طرائق القهوة المتعرجة في الفناجين

شارع ،

لا يصادق القطط الرشيقة

و لا الكلاب الأبقة

و لا يعرف المواكب،

و لا بهاء المراتب،

و يتغاضي النظر، نقمة،

عن قُبل الراغبين

شارع، ككل الشوارع الناقمة،

كل ما حوله يرسمه،

كل ما حوله يحدده،

كل ما حوله يمنحه هويته،

مبان مصمتة

و سماء عوجاء

و انابيب صرف صحي

و شقوق تنام بها الثعابين

شارع،

لا تخدشه،

لا السيارات،

و لا العابرين،

و لا يتملكه شبق احمق

لناصية محورية،

أو لألق الميادين

...............................

الصورة: شارع سليمان باشا—القاهرة

التصوير و المعالجة الفنية: محمد علاء الدين



Saturday, October 21, 2006

..البطء



العمر يعبر كسور حجري طويل، يمتد علي يمينك حتي آخر ما تلتقطه عيناك
..................................................................
الرسم: توبياس شالكن و ستيفان فان دينتر

Friday, October 20, 2006

..في المدينة تسعى


الليدي جوديفا
ريشة جون كولييه

Sunday, October 15, 2006

..جلال


اللوحة لـ حاتم فتحي

..!هع


عن حاتم فتحي ربنا يكرمه، أن واحد صاحبنا كان قاعد مع جدته مرة، و جدته فضلت يا عيني تتصعب و تتأسي علي احوال العالم، و شوف يا خويا دول بيحصلهم ايه، و دول بيحصلهم مين، و دولاهما ضربوا في دوكاهما، و يا حول الله يا رب و يا عيني يا بني.. الواد اتخنق و قالها:
"خلاص بقي يا تيته.. كبري".
"الله أكبر يا بني".

Congrats, Orhan Bey!


Orhan Pamuk
Nobel Prize of Literature
2006

..! ملعون ابو عيد ميلادك يا اخي اللي خاوتنا بيه

لابد و أن ارجع لسيرة عيد الميلاد مرة ثانية. اعذروني
عليّ أن اشكر آز و حاتم و مجدي الشافعي و "حرمه" --:)-- و حماد علي المفاجأة الجميلة في يوم 8 اكتوبر. حقًا جانبي الوغد صنع طرفة من موضوع أن تقام حفلتان في يومي 6 و 8 و يبقي 7 يتيما إلا أن من كوب شاي بالحليب و لقاء شبه مكفهر علي الافطار، و لكنني سأحاول ابعاده مستدعيًا جانبي اللطيف و سأشكر لفتتهم الطبية و ذوقهم و حسن وفادتهم إلى أن ينسي احدهم ميعادًا لشرب الشاي فأصب غضبي عليه و احرمه من هدية عيد ميلاد مستحقة
:P
شكرًا جزيلًا، إن كان الشكر يوفيكم حقكم، و في الحقيقة لن يوفي

Sunday, October 08, 2006

من الصعب ألا تكون مغرورًا في السابعة و العشرين..

عندما تكون في السابعة و عشرين عامًا و بضعة ساعات و بضعة قطط حمقاء و كتابة تتمحور حولها الحياة وتلتف و تكتسب معناها ذاته، فلن يمكنك ألا تشعر بالامتنان تجاه قراء فاجئوك بأنهم يتذكروا عيد ميلادك، و يقيمونه كحدث مفاجئ بعد إفطار جماعي. عندما تكون هذه المرة الاولي التي تأكل فيها في ميعاد الافطار، و ايضًا مرتك الاولي التي تأكله ساخنًا، ثم يفاجئونك ايضًا بالاحتفال بعيد ميلادك (احتفلوا به في يوم السادس من اكتوبر ليحتفلوا بزميلك محمد سامي معك ايضًا)، فلابد أن تشكرهم كثيرًا، و كثيرًا جدا ايضًا
لا يمكنني شكر العايدي الذي هاتفني في الثانية عشر و ثانية واحدة من بداية السابع من اكتوبر، لأنه العايدي
و ايضًا لا يمكنني شكر من كلفوا انفسهم ليتصلوا بي في هذه الاربع و عشرين ساعة الماضية. اشكركم جدًا لأن هناك من يتذكر. هو شيء صغير و لكنه يعني لي كل شيء
قال لي بهاء طاهر بابتسامة مجربة عجوز طيبة: من الصعب ألا تكون مغرورًأ في سن السابعة و العشرين. نعم: من الصعب ألا تكون مغرورًا في سن السابعة و العشرين و هو ينعم بأناس مثلكم





محمد علاء الدين--7 أكتوبر2006

Thursday, October 05, 2006

..الأصدقاء

الاصحاب و الصور، الاتنين مهمين، لأن ربنا بينعم عليك بالاصحاب و لكنه برضه بينعم عليك بالنسيان. الصور الحلوة بتفكرك بالتفاصيل اللي ممكن تنساها: هو انا كنت اهبل كده ليه؟ التي شيرت ده اتحرق صحيح! مش عارف مين شكله كان غريب اوي بالدقن! ياااه.. ده كان في بينوس.. مش كده؟ أنا بقيت شاب بكرش!!... علشان كل التفاصيل دي، الصور بتبقي حلوة، و ساعات، ساعات، لما بتكون مما بين الحبايب بتألم.
:)
و ما دمنا في الخل الوفي، يعني الراحة و الضحك و ايام العبط و لحظات الافكار الكبيرة فعلا أو اللي بتبان كبيرة ساعتها، كانت الصور دي..




صورة 1: حفلة تكريم أمنا الأولي ماما لبني في المجلس الأعلى للتقافة، محسوبكم في آخر الصورة في الوسط، و جنبه ياسر حماية علي يمينكم، و محمد منصور (المختفي) علي شمالكم، الاستاذ محسن الزيات اخونا الكبير في اقصي الشمال، بينما عم محمد فتحي في اقصي اليمين-- مبني المجلس الأعلى للثقافة بالأوبرا—القاهرة.






صورة 2: صورة مجمعة لأغلب اعضاء أول ورشة كوميكس مصرية في المعرض اللي اتعمل لألبومهم في التاون هاوس جاليري. التاني في الصف الخلفي من علي ايدكم اليمين حاتم، و محسوبكم في الوسط ، بينما الراجل الشيك الاسمراني ابو بدلة ده هو اشرف عبد العظيم، اللي هو في رأيي الشخصي واحد من أهم الرسامين في مصر حاليا، بس مضيع كل حاجة علي شغل الاعلان. اأما الجدع اللي علي ايدكم اليمين خالص ده، ايوة، اللي قافل عينيه ده، أبو شنب اشاوسي مغواري هو مجدي .. مظبوط.. مجدي الشافعي! هيهيهي! معلهش يا ابو المجد: خيانة.. خياااااااانة-- وسط البلد—القاهرة.
:P


صورة 3: عيد ميلاد مجدي، من اليمين للشمال: حاتم لما كان كلبوظ، محمد فتحي، محمد علاء الدين، باسم شرف، مجدي الشافعي و حرمه، من تحت فيه وائل سعد و تامر عبد الحميد، و علي الشمال محمد حماد و أحمد خالد-- مدينة نصر—القاهرة.




صورة 4: من عيد ميلاد مجدي برضه، محسوبكم مستكيف اوي من حاجة هو و تيمو (يمكن اغنية) و وائل شكله كويس و الله هنا، و تامر عينه علي التورتة.. يا دني--مدينة نصر—القاهرة.
:)



صورة 5: طارق إمام و وائل سعد و العبد لله-- باب اللوق.



صورة 6: محمد عبد العزيز متغاظ اوي من الحب الصافي بيني انا و فتحي--مشيخة الازهر.


صورة 7: من فرح صديقي و زميلي بلال فضل، بعض من العاملين بمكتب إم بي سي سابقا (ما عدا مطاوع بركات علي اليمين خالص)، مع نشوي الرويني مدير فرع القاهرة ساعتها، و ممكن تاخدوا بالكم من العايدي ورا خالص و الاخ المعجباني اللي بيبص للجنب. فيه طبعا حبايبنا علي عبد المنعم (موقع عشرينات دلوقت) و محمد مصطفي (الأخبار دلوقت) و القلب الطيب هشام توفيق مسئول الجمع و الصف في اقصي الشمال-- كونراد--كورنيش النيل.


صورة8: في قعدة صفا من اليمين : إبراهيم البطوط، طارق إمام، عمر خُضير، احمد العايدي، العبد لله، دارجانا-- كافيه ديلز—الزمالك.


صورة 9: محمد علاء الدين و حاتم فتحي و عادل سلامة--أطلال شالي—سيوة.


صورة 10: من حفلة خاصة للعايدي بمناسبة ترجمة عباس العبد، من اليمين للشمال: برضه إبراهيم البطوط، وائل و هو برضه جدو، برضه العايدي، برضه محمد فتحي، برضه محمد حماد، و برضه مجدي و حرمه، و برضه العبد لله -- روستري كافيه—الزمالك.


صورة 11: قبل ساعة من توجهنا لفرح الزميل عمرو سمير عاطف: برضه محسوبكم اللي هو برضه العبد لله و انتم عارفين الباقي-- كوداك بروفيشنال--وسط البلد.



صورة 12: فرقة الجميزة و عمر اللي يتحط ع الجرح يطيب قاعد تحت و اللي ما يتسماش—الأوبرا.


صورة 13: طبعا مش محتاجة تعليق غير اني اللي بقيت كلبوظ و حاتم خس و وائل لسه جدو--بجوار قلة قايتباي—اسكندرية.



صورة 14: طبعا تاني مش محتاجة تعليق غير اني اللي بقيت كلبوظ و حاتم خس و وائل لسه جدو--أتينيوس—اسكندرية



صورة 15: التريانون-- محطة الرمل – اسكندرية.

Wednesday, October 04, 2006

..لأنه الشافعي


مجدي الشافعي و وائل سعد يقدما أحسن كوميكس لعام 2006 دوليًا حسب اليونسكو--المجموعة الأورومتوسطية، و لكنها لم تحصل علي الجائزة الأولي بسبب البريد المصري الذي تكفل مشكورًا بتوصيل طرد القصة المصورة بعد إغلاق باب التقدم. حصلت القصة المصورة علي تنويه خاص من اليونسكو مع نشرها ضمن الأعمال الفائزة بالمسابقة علي سبيل التكريم. يكرموننا في الخارج و في الداخل يتحدثون عن السيد الرئيس و أحمد شوبير
معلهش يا بو مجدي: عملت اللي عليك، و الباقي علي حريق القاهرة
..........................................................................................
يمكنك الدخول علي المدونة الخاصة بالفنان مجدي الشافعي هنا

Tuesday, October 03, 2006

..دارجانا


عندما وقفت أمام رف الكتب العربية في ديوان بحثت عن كتابي باهتمام طبيعي ممل، و عندما وجدت نسخة واحدة متبقية فرحت فرحة طبيعية قد تكون مملة، و عندما تناولت النسخة و نظرت إليها، مقّلبا صفحاتها في بلاهة، كانت نرجسية ربما لا تكون طبيعية و لكنها أيضًا مملة. لم يكن الأمر مملًا أو طبيعيًا أن أُرجع الكتاب إلي الرف لأفاجئ بتلك الشقراء القصيرة ذات الحركات العصبية التي تمد يدها في سرعة إلي كتابي الصغير، لتحشر وجهها فيه بصمت.

ظللت واقفًا و صامتًا و ناظرًا إليها. دارت عينيّ في محجريهما بحذر بطئ قبل أن اسأل

- Do you know this book?!

- أيوة..

فاجئتني لغتها، و فاجئتني لكنتها أيضًا. تبدو لكنة مصرية للوهلة الأولي. نظرت إلي عينيها الفاتحتين بلون العسل، أنفها الروماني، شفتاها الرقيقتان و احترت.

- ماذا سمعت عن الكتاب؟

- أنه ممتاز..(*)

لهجتها حاسمة قاطعة و لكن ليس للمدح فهي لا تعرفني، و لكن لإحباط الذكور الطامحين فيما يبدو.

وجهها ما يزال محشورًا في الكتاب.

بعد ثانية من التردد قلت لها مبتسمًا "شكرًا". رفعت عينيها إليّ فأدركت أنها ذات نظرات حادة.

أنا المؤلف. ابتسمت و تصافحنا. أتت فتاة اصغر سنًا لتقف بجوارها فهززت رأسي محييا.

- مِن منْ سمعت عن الكتاب؟

- من بهاء طاهر..

- أها! هذا يفسر الرأي الايجابي! أنت المترجمة النرويجية؟!

قالت و هي تضحك:

- لا! أنا المترجمة الصربية!

ضحكت و أنا استغرب تصاريف القدر. منذ اسبوعين هاتفني العايدي و قال لي أن هناك مترجمة صربية تود مقابلتي. يبدو انها سمعت عني في مكان ما. قد تكون قرأت الرواية و قد لا تكون.

هي لم تكن. سمعت عنها فقط من الرجل الذي تحبه كوالد، و الذي احبه أنا كملاك.

دراجانا، الصربية البلجرادية البرجوازية التي تحب اللغة العربية و تدرسها في مدينتها الأم، و تترجمها في احيان كثيرة، و التي ستتذكرني كلما شاهدت احدهم يقضي حاجته في الشارع، لأنها عندما ضحكت في عرض فيلم "سنترال" علي جملة "الدنيا حلوة الدنيا لطيفة و الناس لسه بتطرطر"، اخبرها العايدي أنها جملة من جملي الأثيرة.

ترجمت هي "نقطة النور" و بهذا صار لنا مدخل للحديث عن الإنسان و النفس و النور الذي تثيره كتابة بهاء طاهر. و عندما جلسنا في جوني كارينوز—لا احب هذا المطعم جدًا و لكنه كان أفضل الإختيارات وقتها—اكتشفت كائنًا غريبًا آخرًا يعرف من هو نات كينج كول، و يمكنه أن يتذوق غناء فرانك سيناترا، و يمكنه تقبل امريكا و أن يحبها رغم كل شيء.

بالطبع سؤالها الوجودي عن "ليه بيطرطر المصريين عند الكوبري بالذات؟!" شغل عقلها كثيرًا، و هو في حد ذاته مفتاح للتفكر في الكوبري و رموزه المتعددة التي من اهمها العبور و السلام و عثمان أحمد عثمان. من المفيد هرش الدماغ مع دارجانا التي قابلت مرة مثقفًا لا اعرفه فقال لها انه كان يكره الصرب جدًا، ثم في نهاية الجلسة حياها قائلًا "فرصة سعيدة"، فانفجرت "تشتمني ثم تقول لي فرصة سعيدة؟!".

شرسة دراجانا في الدفاع عن بلدها، و لكنها تقول في حوار حاولنا جعله قصيرًا مع إبراهيم البطوط—الذي غطى الحرب في البوسنة لمدة ثلاث سنوات كاملة "الغلطة الوحيدة أن الدولة كانت ورائهم (صرب البوسنة).. هذه هي الغلطة الوحيدة".

تري دارجانا إن الكل مخطئ في هذه الحرب، و أنها هي، الحاصلة علي درجة الماجيستير في لسانيات اللغة العربية و تعمل في جامعة بلجراد، لم تقتل أو تذبح أحدًا و لا تسمح لأحد أن يعاملها علي اساس جنسيتها فحسب. لا اتفق معها كل الاتفاق في الجملة الأولى، و اساندها تمامًا في الثانية، و احترم شجاعتها في دراسة اللغة العربية في محيط ينظر إلى اللغة العربية و الإسلام و دارسيهما بتشكك.

تمشينا قليلًا في الزمالك، و انا اضحك لطريقتها في الحديث و تعبيرات وجهها و مطة الألف في "ماشي.. ماشي"، السلاف الجنوبيين اساتذة في المرح و الضحك. رأيت ذلك مع البوشناق المسلمين و الصرب الارثوذكس و الكروات الكاثوليك في فيينا، و ها انا أضحك برفقة دارجانا التي يمكنها إصدار اسرع حكم أدبي في التاريخ، عندما تسألها عن رواية ما. تمط شفتيها و تصدر صوت ضراط.

هي كائن ضاحك و لكنه يمكنه أن يكون مخيفًا؛ كانت تتحدث مع احد مرافقيها بالصربية قبل أن تصمت تمامًا، مطبقة شفتيها الرفيعتين القاسيتين، و عينيها الحادتين تجول بهما قسوة و غضب ما.

قد يبدو طبيعيًا جدًا، و مملًا جدًا، بل و سخيفًا جدًا أيضًا، أن نتذكر المبدأ الرومانسي الذي يقول أن المكتئبين الحزانى المتوحدين هم من يمنحون العالم "اجمل اللحظات، و أصدق الضحكات" عادة، و لكنني تذكرت كل هذا و انا اثرثر كثيرًا مع دارجانا. وغد رومانسي طبيعي و ممل و سخيف أنا. يمكنك اضافة نرجسي بنفس راضية للقائمة و سأتقبل ذلك شاكرًا.

عندما سألتها عن أنفها الروماني قالت أن جدها حمار. استغربت ما تقول فتابعت "كان يوناني و افتكر أنه حاجة كويسة لما يتجوز صربية"، و عندما ضحكت أنا أكملت هي "مش بقولك حمار؟!".

.................................................

(*) أعلم أن الأمر يبدو كنرجسية مفرطة أن اذكر ذلك، و لكن عذري أن هذا قد حدث فعلًا، و أن لا شيء يجعلني أغيرها إلي "زفت".

الصورة: محمد علاء الدين و دراجانا جورديفيتش—بينوس الزمالك.



Monday, October 02, 2006

..نسيان

فوق اعلي قمة تل في الغابات الصغيرة التي تحصر المدينة صحا. وراء ضفة النهر الصغير، و فروع الأشجار الرهيفة التي تحمل البلابل المغردة فتح عينيه. جاس بنظره فيما حوله و ظل الصمت مطبقا. أصوات الغابة الخفيفة تشق طريقها إلي أذنيه بلا مشقة. دوار خفيف و بعض من عطش. ازدرد لعابه بصعوبة ما، ثم حاول أن يقوم. فشل مرتين ثم انتصب. نفض التراب و بقايا الحشائش من فوق عباءته. مد يديه إلي وجهه فوجد ذقناً. تلمسها قليلاً و هو يمسدها في حيرة. الأرض منحدرة وهيدة حيت يقف. تحرك في أناة مقتربا من النور الذي يمرق من بين أغصان الأشجار من حوله. كان جرف ضئيل مشرف علي المدينة. تأملها جيداً و هواء الصبح يصفع وجهه صفعات رقيقة. وجد نفسه ينزل من علي الجرف ببطء لكي يمشي نحو المدينة بتؤدة. سمع صياحاً من حوله، رأي اثني عشر شاباً يقبلون باتجاهه مبتسمين. لم يدر لِمَ و لكنه أكمل طريقه نحوهم مطمئناً. الحمد لله علي رجوعك يا مولانا. نطقوها باختلاف الإلسنة و الألفاظ. لعلك جائع؟ عطش؟ أينتابك دوار؟ ابتسم لهم و ابتسموا له. أخذوه من يديه في دروب المدينة حتى استووا إلي مائدة وئيدة. مد يديه إلي الطعام فأكل لقمة. مد يديه إلي الجرة فارتشف رشفة. سند ظهره إلي جذع شجرة من ورائه فشعر بالصفاء. سألوه أسئلة لم يدر لها إجابة فقال ما يعن له في ذات اللحظة. يقبلون يديه و ينحنون. يجد نفسه يقول أن شمس. أما رأي أحدكم شمس؟ يتبادلون النظر ثم يسددون إليه أعين بكماء. يصمت حتى يختفوا. يظل علي صمته قبل أن يقوم بهدوء شديد، ململماً أطراف عباءته، قاصداً الدغل الصغير.

صرخ البلبل فصحا. فوق اعلي تل حول المدينة وجد نفسه راقداً. العين تألف منظر الأغصان المقلوبة بعد لحظة. العين تُغلق لبرهة و بعض من عطش يجتاح القلب. يزدرد لعابه بصعوبة ما ثم يستند إلي مرفقيه رافعاً جسده لأعلي ببطء. تنشد رأسه باتجاه الأرض فيشعر بدوار يعصف بالرأس فجأة ثم يعفو. أكمل قيامه فانتصب متجاهلاً نوبة أخري من الدوار. اهتز قليلاً في وقفته و لكنه كان يعلم أن الدوار سيزول. النور يسقط علي وجهه ما بين الأغصان الرهيفة للشجر الذي يحوطه. شق طريقه بينه بينما هو يعدل من عباءته و ينفض ما علق بها من تراب و حشائش. تئن المفاصل أنيناً خافتاً كما هو صدي فيتجاهله مكملاً طريقه. الهواء يدور من حوله حاملاً إليه رائحة يعرفها و لكنه لا يعرف مصدرها. امامه انبسطت المدينة الصغيرة و اهلها يجوسون بارجائها في هدوء. برز له اثنا عشر شاباً مهللين. تفاوتت الالسنة في بسط العاطفة و لكنه استوعبها جميعاً. قادوه إلي منضده واطئة فشرب جرعة ماء و التقم قطعة خبز. اسند ظهره إلي جذع شجرة و شعر بخدر خفيف. من حوله يجلسون القرفصاء و يطلقون اسئلة لا قبل له بها. يصمت حتي يستحثونه فيجيب بما يخطر له في التو. يصمتون فيصمت. يقبلون يديه في تبتل و يمضوا. يجلس هو و في ذهنه سؤال لم يسأله لهم. لا يعرف لم لم يسأله. هز رأسه ببطء. الاجابة التي يبتغيها لها ألف سؤال. بعدد الأسئلة تكون الاجابة الواحدة. فسؤالك لم يكن هو المفتاح. قام و هو يسعل سعلة صغيرة. وجد نفسه يلملم اطراف ثوبه، متجهاً إلي حيث يرقد الدغل الصغير، ذو البلابل الصارخة.

كأنما جاءه هاتف فوجد نفسه يفتح عينيه مع صوت الرياح التي تخترق الحشائش في قسوة عطوف. شعور بالألم ينبض في صدغيه بدعة. يزدرد لعابه بصعوبة ما و هو يتذوق شفتيه بحركة عفوية. حلقه جاف و عظامه أنت عندما استوي فوق الأرض. لاحقه دوار خاطف ثم انحسر من فوق رأسه بسرعة. نفض عباءته من بقيه تراب و حشائش و مد نظره فوجد اشجاراً تحوطه و بلابل تنظر إليه. صوت الرياح و همس البلابل و خرير الجدول الصغير بالقرب منه امتزجوا و ناموا في اذنيه. يري ترقرق الماء من بين الاغصان الرهيفة فيبتسم. يمشي متجاوزاً الخميلة الرقيقة فيجد المدينة منبطحة امامه. يضرب في ارجائها و مازالت الاصوات نائمة في اذنيه. يقابل احد عشر شاباً مهللين. تتحرك شفاههم و هم يضحكون. يهز رأسه و ابتسامته تتسع. يأخذونه من يده إلي مائدة صغيرة فيتجرع من الجرة مرة، و يمد يديه إلي الصحف مرة. يسند ظهره إلي جذع شجرة و يصمت. تحركت شفاههم و هـــوصامت ، إلي ان استقرت شفاههم قليلاً فوجد نفسه يقول ما عن له. قبل فوق يديه و علي مقدمة رأسه ثم كان الرحيل. عيونهم بكماء فلم ينبس بشفة و هم يختفون أمام عينيه. لملم اطراف ثوبه و نفضه جيداً. إلي الدغل البعيد الصغير مشي.

نفخ في صور بعيد فصحوا. الاشجار من حولهم و البلابل منتصبة فوق الاغصان. خرير الماء يخترق آذانهم و النور يلقي بهمه علي اعينهم. ينتصبون فيستند بعضهم إلي بعض. يتنهدون و هم يحكون رؤوسهم بأصابعهم، ثم يمضون جميعًا نازلين الجرف إلي حيث المدينة الصغيرة تتثائب.

.. في كتب خان


...........................................
محمد علاء الدين--كتب خان-- 30 سبتمبر 2006

..الله يارنا


عندما طلب مني الكتابة عن الكتابة لم أجد في ذهني شيئا أكتبه غير شخشخة الحصالات الضائعة في رأسي حصالة الطفولة والطموحات التي لم أودعها شلنا واحدا

وأنا صغيرة كنت أفضل أن أضحك في السر فمي مغلق كأن الضحك أشد وهجا في الجنبات

الآن أشعر أن دمي هو مزيج من البن والخمر وكل ما تستطيع أن تلتقطه عينى لدرجة

أني ربما إذا ضغطت ضغطا خفيفا على معصمي فسيخرج منه كلاما دافئا كالحكايات.

عندما أحاول أن أدخل في علاقة يطلب مني أن أخلع المخيلة كما يخلع الواحد حذائه

على حافة المقصلة "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" أحتاج فقط إلى من أكاتبه

يباغتني الآخرون دوما بالضرب على قدمي متصورين أنها قدم المنضدة لذلك أخرج لهم

لسان أحمر كقبلة من نار يد طويلة كأشعة شمس تتجاوز حدود النافذة وعين متعبة

من كثرة النظر إلى قصيدة تنتهي دوما فيّ

رنا التونسي

........................
نقلا عن كيكا