designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Tuesday, November 29, 2005

مكالمة صباحية

كان صوتهًا مميزًا علي الناحية الأخري علي التليفون. كانت تسألني أن كانت "..." تعرف احدًا من مستخدمي هذا الرقم. كنت ما ازال في تهاويم النوم الأولي فقلت لها انني اظن انها هي نفسها من تسأل عليها. أكدت لي انها ليست ذات الفتاة. قلت لها أن من تسأل عنها هي صديقة قديمة اختفت منذ عهود. سألتني عن وسيلة للأتصال بها، اعطيتها رقمًا قالت انه قديم، قالت لي أن الفتاة قد تركت بيت امها و استقلت وحدها في شقة مفروشة. قالت لي أن الفتاة تواجه مشاكل جمة--لست في حل من ذكرها--و يجب العثور عليها غدًا
لم تنس أن تقول لي أنها عثرت علي رقمي في سجل اتصالات الفتاة، كانت تستخدم خدمة السنترال الخاص، اردفت المتصلة الغامضة "انت لا تعرف ما الذي فعلته لأعثر عليك". ترددت للحظة قبل أن اسأل ثانية: انت هي حقًا؟! صوتك و طريقتك في الحديث و لهجتك.. انت هي
قالت في حرارة انها ليست هي. اقسمت انها ليست هي. منحتني اسمًا و حلفتني أن اخبر صديقتي الرسالة، إذا ما حدث و ظهرت في طريقي
ارجعت السماعة إلي موضعهًا. لم افهم شيئًا

تحيات من هونج كونج



اخونا احمد العايدي في وقت فراغه مع الشاعر الاندونيسي سيتوك/ في صالون ادبي شهري بجامعة سيتي--هونج كونج و كانت تحت عنوان "الثقافة العربية اليوم و غدًا" الشهر ده: احمد العايدي، الكاتب اللبناني المشهور حسن داوود ( مؤلف رواية بناية ماتيلدا--رئيس تحرير ملحق نوافذ بجريدة المستقبل)--هو هناك في ورشة ابداعية بجامعة هونج كونج بابتيست

إيفو في القاهرة

كنت انتظرها في مقهي ذلك الفندق الانيق. لمحتها من بعيد و لكنني--كالعادة--لم احدق النظر، حكمتي التوراتية هي أن المواقف السيئة واردة جدًا، و و يمكن أن تجد نفسك تحدق في امرأة اخري بطريقها تجعلها تتعجب من وقاحتك أو من جرأتك--اختر أي من اللفظين بما يناسب غرورك
علي العموم، لا يوجد مع إيف مواقف سيئة، أو دعنا نقول أن مواقفها السيئة تجعلها اكثر فتنة (ملحوظة عامة من اصدقاء ايف أنها تكون ظريفة حقًا عندما تغتاظ). كانت اول مرة اقابل فيها مدون غير مصري، و المرة الأولي التي اقابل فيها إيف شخصيًا
احببت هدوئها الرقراق كملكة حقيقية، ترمش بطريقة بطيئة واثقة فوق عينين جميلتين، حرت في تسمية لونهما عندما سألتني. عسلي فاتح؟ ربما؟
تتكلم قليلًا و لكن لها حضور طاغ، و يمكنها--في يوم من الايام--أن تفاجئك بشقاوة تكتبها تحت جلدها المستكين، و لكنه يطل جليًا من عينيها
لم اتعجب عندما فكرت في اختيارها الصائب لأسم "إيف".. هي لديها حالة انثوية لطيفة غير مبتذلة، جميلة بهدوء و بلا اقتحام أو تباهي. كانت تلاحظ لمسات يدي الخاطفة إلي ساعتي، و لاحظت بدوري انها حادة الملاحظة، و لم اتأكد من انها قد لحظت ملاحظتي علي ملاحظتها
:P
شكرتها كثيرًا علي انها لم تحضر معها من بيروت احذية نسائية بكعوب مؤلمة--وقتها كنت سأحس بالعار فعلًا! نسيت أن اقول لها انني رأيت وليد توفيق يعبر من أمامي العديد من المرات، و اثار انتباهي وزنه الزائد، و لكنها لم تنس اخباري انها لمحت الأخ سامي يوسف في المطار مع زوجته المحجبة. يبدو احمرار وجه إيف الطفيف عندما تتكلم عن كتابتها بما تستحقه لطيقًا للغاية
:)
تأتي أيف لممارسة دورها من خلال مؤسستها التي تراقب انتخاباتنا الزاهرة، تناقشنا قليلًا عن عملها، و اكثر عن عالم المدونات و خلافه، مما اتاح لها المجال لتصويب اسئلتها الدقيقة الخبيثة بابتسامة لعوب. استمتعت حقيقة بالوقت الفليل الذي اتاحته لي بكرم وسط جدول مزدحم، و راقبتها و هي تمشي مبتعدة بتقة و أناة، و بهدوء شديد
أهلًا و سهلًا يا ايفو في مصر، و سني اسنانك تأهبًا للأولاد المصريين "الوحشين"..و مهمة موفقة

Tuesday, November 22, 2005

..زي لمسة دفا في غدر يناير

حوالي تسع ساعات قضيتهم النهاردة بورشة عمل خاصة بتقرير التنمية البشرية (الأنسانية) العربية الجديد، اللي متوقع صدوره في ربيع العام القادم. تسع ساعات--من الساعة 9 صباحًا إلي 6 مساءً--مروا بسرعة مش مستغربة، اجتمعت مع 11 شاب و شابة من الكويت--الامارات--لبنان--السودان--مصر--ليبيا. الهدف هو الاستماع من اعضاء محوريين في التقرير: د. نادر فرجاني، و د. إصلاح جاد--المحررين الرئيسيين للتقرير، و د.فريدة العلاقي عضو الهيئة الاستشارية للتقرير و منسق الورشة. بالاضافة لشخصيات بارزة في برنامج الامم المتحدة الانمائي: د. ندي الناشف رئيس قسم البرامج الاقليمية، و د. عزة كرم المستشار رفيع المستوي بالبرنامج
امبارح كلمتني الدكتورة فريدة و دعتني للأجتماع/الورشة، اللي بيهدف لرصد ملاحظات و أراء مجموعة منتقاة بعناية من الشباب العربي في مشكلة المرأة في العالم العربي، و علي تقرير التنمية البشرية العربية الجديد اللي قدملنا د.فرجاني تلخيص ليه، مع رجاء بعدم افشاء محتوياته قبل النشر الرسمي في ربيع السنة الجاية. ح يكون في الربيع لأن دي هي المسودة التانية،، و رغب مجلس مستشاري التقرير--في بادرة حسنة و نتيجة جهد عظيم من فريدة--في سماع اراء مجموعة من الشباب العربي اللي ممكن تساعد في الصياغة الثالثة، بالتعديل أو بالتأكيد
اللي عجبني هو مدي اخلاص كل شاب موجود في القاعة، و الرغبة الحقيقية من المسئولين عن التقرير ده--اللي احتل اهمية قصوي في الحياة العربية من ساعة صدور أول تقرير منه من تلات سنين فاتوا--في الاستماع و التفهم. عجبني مدي التحمس --و لكن بعقلانية--و الشجاعة من الشباب ، و الرغبة المشتركة من الطرفين في العمل و المحاولة، حتي مع التأكد التام من تجاهل نخب الحكم العربية ليه. عجبتني الجرأة اللي ابدتها زميلة مشاركة لما تلقت سؤال مباشر من د. إصلاح عن حل مشكلة تأخر سن الجواز و تأثيره علي المرأة: هل تعتقدي أن العلاقات بين الجنسين قبل الجواز علاج؟! الزميلة ردت بحسم: ايوة
ضحكت و همستلها ان من حظها أن مفيش اولاد كتيرفي القاعة.. اكيد كلهم ح يطلبوا التليفون!و بعد لحظة قلتلها : طب ممكن التليفون؟ ضحكت و ضربتني علي ضهري
مش من الضروري انكم تتفقوا مع الزميلة العزيزة، و لكني شخصيًا قدرت شجاعتها جدا
غطت الورشة ست محاور رئيسية مرتبطة بالنهوض بالمرأة في الوطن العربي، و انقسمنا لمجموعتين عمل، كل مجموعة قدمت تخيلاتها لما يمكن اعتباره حلول واقعية و استشراف للمستقبل، و تتجنب صيغة التوصيات بكل شكل ممكن
حصل اني لاقيت ناس عندهم الحد الادني من المظهرية، و شباب قدر يرسم نفسه بحد معقول جدا من المصداقية و الصراحة. استمتعت بالتسع ساعات دول--ضيف عليهم ساعتين تانيين في اجتماع خاص مع فريدة خارج اعمال الورشة--و لم اسمح بكل التشاؤمات العقلية--و بعضها منطقي و مفهوم جدا--انها تبوظ عليا يومي.. هناك شباب يستوعب ما حوله و يفهمه رغم كل التشويه و العشوائية من حواليه، و باحثين مش خايفين أنهم يقولوا الحق بعيدًأ عن موالسة السلطان و اراجوزاته و ألاعيبه. حاجة زي ابتسامة عيل صغير.. و زي لمسة دفا في غدر يناير
...................................................................................
الصور لاحقا

Saturday, November 19, 2005

A farewell to the roses…

Another day. Another empty e-mail inbox. We all are in wait for something. That's my very own philosophy about life. I fear the day am not waiting for you.

يا سلام سلم.. الريشة بتتكلم






Artwork By: Hatem Fathy

سعدان2


قد يبدو ذلك تفخيمًا من شأن العبد لله، أو نرجسية مفرطة، عندما اتكلم عن الحلقة الثانية من سعدان
السبب هو ان سعدان قد احتل غلاف العدد الثاني بعد تطوير مجلة باسم، كما احتل مكانًا لطيفًا تحت اسم "باسم" في ترويسة العدد، كما اعتبر أيضًا أن النص الثاني اقوي من النص الأول، و إن بقيت بعض الملاحظات الفنية التي لابد من مراجعتها مع الرسام الموهوب محمد نبيل
و لكن السبب الأهم هو توجيه الشكر الجزيل لنتيلة راشد، رئيس التحرير الاسطوري لمجلة سمير.. بيتي الأول الذي تعملت فيه كل شيء يختص بالكتابة و الصحافة و حتي الحياة ذاتها. كنت طفلًا يبلغ من العمر 11 عامًا فجعلتني نتيلة راشد اجري الحوارات الصحفية، و رشحتني لأكون محكمًا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لسينما الأطفال، و عندما بلغت الرابعة عشر كانت لديها الجرأة لتنشر لي مقالًا بلا حذف أو تعديل
منحتني نتيلة راشد الحلم، و الحب، و كل تشجيع ممكن
و كنت فخورًا بأنني مازلت علي علاقة بنتيلة راشد بعد تقاعدها، حتي و إن تملكني شعور بالذنب لقلة اتصالاتنا و مقابلاتنا، و لكنني بالفعل سعيد لتلك العلاقة الجميلة التي هي منزهة عن الغرض و المنفعة، و لا يجمع شتاتها سوي الحب و الاحترام و التقدير
اجلس الآن سعيدًا ليس بسعدان، و لكن بذكريات بيتي الأول و الاخير، و فضل كبير لنتيلة راشد علي حياتي و علي كتابتي، و شعور بالفخر لأنني--و اخيرًا--صرت اكتب قصص مصورة، اكيد ليس بروعة ما قرأته و انا صغير، و لكنني--و علي الأقل--شاركت في المسيرة
تتملكني غصة لأنني لم اكتب ذلك في "سمير"، و عزائي أنك إذا بعدت عن بيتك الاول لبرهة، فلربما تسمح لك الأيام بالسكن إليه، بعد طول غياب
تحياتي و احتراماتي، و قبلة علي اليد، لسيدة عظيمة تدعي نتيلة راشد، ابقاها الله و متعها بالصحة و العافية
.......................................................................
الصورة: محمد علاء الدين مع الاصدقاء في بيت نتيلة راشد--تصوير عمر

Friday, November 18, 2005

A will for the Dead

When I see the secret of universe approaching my bed, with his swift confident hovering, I'll try not to panic. I'll try not to fail. I'll try to have the luminous smile upon my eyes. All what I need you to do is to open the windows. Pigeons are the God's soul. Maybe they'd visit, when everything leaves.

Coloring the eyeball..

When they look into my eyes, I always wonder what they'd find. Maybe I could ask them about their tiny small chit chat about me, what could I look with glasses, how I look into that shirt. But I fear to ask them what they saw into my eyes.
What makes the thing worse that, when I look into my eyes, I can see nothing.

Treachery of the Unfailing

My mind strolling down my life. Easily it's walking through all the scenes I've seen before. That's in a flash, but in a long pause, it could look to me. Present me. My mind strolling down my city putting his hands in its pockets and wonders about the other side of its being. I could finally grip my coat and leave that café. My fellows would be bewildered but I don't care. For rare times I was that boorish, for my own measures I mean, but my mind is strolling away, and I have to follow.
Another café. Sitting alone. A cigarette in hand, cappuccino in the other, and your eyes behind your glasses giving an absent look to everything.
You do not care of that lusty woman passing by.
You do not care for that novel a mid-aged man is reading.
You, even, do not care why the hell you are sitting here.
I know it's night. I know when the shadows of my own mind falling on me. I know I can sit in my bed holding my head. Have no reason to hold my head. Have no reason to sit in my bed. Have no reason to fear the night. Have no reason to feel that, in a very smooth shifty way, that my mind begin to betray me.

Thursday, November 17, 2005

Invitation


Dear friend, I have the pleasure to invite you to attend the screening of my film “The 5th pound” at the AUC, Falaki building, screening room 542, next Tuesday 22nd of November 2005, 7pm. The film is about a guy who used to make the habit of taking the air-conditioned bus on Fridays accompanied by a girl because they couldn't find another place to make soft love in. The film tackles the problem of sexual deprivation among the Egyptian youth. It also tackles the double-standards attitude among the community

Best Regards,
Ahmed Khaled

Nudity of The Mask

We have nothing but masks. Masks which we try hard not to discreet our real weak souls without. It will be always a quest we have to endure ; wearing our masks, never to show anyone what our real features are, our very selves included.
Can we, in a very special moment, take off that mask? Can we, in a very special gesture, nude that very mask? Can we ever assume that our beloved mask isn't a way of protection, it's a way of deceiving?! Not a way of holding but a way of persistent?
Can we escape our mask?
I doubt it.

The Mirror

Many times that I hear from friends and readers that's the very good thing about my blog is its a real mirror to my being. I have nothing--almost nothing--to hide, am adding my full name and profession, friends and my living neighbourhood, speaking about the very tiny and special things my eyes catches and my mind thinks.
Even though, I found myself attached to some code of honour, I merely break, that is my personal blog, I can say whatever about myself, but I may be very, so very cautious, speaking about others.
Sure I might speak like it's my own, also very own, perspective to see life, people living included, but there's a too slim line between that and the solid information about others.
What makes the thing worse is when am speaking--and am only heading this way--about people without naming them. It's a nightmare to hear questions like "Who's the person?", and it would be surely a living hell when people guessing the wrong pal. I feel like am a nasty guy, causes unwanted "noses' digging" into my friends' personal life, without any right or any guilt my friends' did but just being my friends.
Sure you can imagine how I could feel when I write sorta "Literature piece" about imaginary persons, or concepts!
I tend to save the very good thing about my space here, which being a real mirror--without masks like "novels"--to my being, sure mirrors have some tricks and everything, but it remains a translation for the one's structure, not a plain one for sure, but it can be amazingly sincere, but not really really "frank", by strict definitions.
I love my mirror here, and I do dedicate it to a small frightened young boy, called Al.

Wednesday, November 16, 2005

The ultimate pleasure of holding back

When you are injured deep inside you do not expect Greeks to send you gifts. And, for sure, the Greeks won't blame you for that.
You may disappear with the first knock on your door. I can't blame you for sure, not being Greek, but being just like you. Yep. Don't be astonished like that. That's why I could see you, because, in one mean or another, I can look to myself.
But you know what? Being like you didn't stop me to knock your door. After many years I discovered that you may sheltering yourself by escaping and holding back, but you gonna miss the best parts of our mean life. We are here. No one asked us weather to be here or not, yes. But we are here, forced to live. I don't like people whom suicide. I may pity them but I don't like that. No one deserves to receive such nasty feeling. I don't like escaping. I like you to have your only real option and live. Live with every single bean in your soul. That's why I knocked your door. I can't let myself dropping in your life like that (maybe you want me to, deep inside you want me to), I'll shoot my last bullet then I'll leave. I'll lay under a tree asking myself why I let you go. I may answer myself "Cuz I treasure her life so".

Sunday, November 13, 2005

سعدان





.............................
الحلقة الأولي من سعدان النورس الشقي
مجلة باسم السعودية--8 نوفمبر 2005
تأليف: محمد علاء الدين
رسوم: محمد نبيل

العيال اللي زيطوا





علي بعد 95 كيلو بس من اراضي الكولونيل "جدافي"، و علي بعد 12 ساعة من السفر البري من القاهرة، كنا نايمين و واقفين و مبهورين. كنا بنضحك و نجري و نفكر و نتنهد في سيوة.
تلات ايام بالظبط كانوا غريبين عن الحياة، كأننا دخلنا في جب الزمان أو استخبينا في عباية ساحر ظريف. بس، و للحق، العباية دي كانت بوسع عالم بحاله.
سيوة واحة اهلها طيبين—أو اشرار مفتريين علي قول بعضهم—بتمشي في الشارع الناس تضحكلك، تخش تشتري حاجة يحلفوا عليك لاتشرب شاي. ناس عندهم اللي يضرب التاني بالقلم يدفع عشر تلاف جنيه يا يتجرس و ينطرد من القبيلة، و اللي عايز يتجوز يدفع تلات تلاف جنيه مهر و اوضة نوم و يتوكل علي الله. تلات ايام في سيوة و احنا و لا شفنا متسول و لا محتاج، و بأف يرمي قفاه عليك و يبتزك بكل اللي يقدر عليه. مرة واحدة بس، قبل السفر بدقيقة، حد جه لعادل سلامة و طلب منه سيجارة. الكيف يعذر و احنا أول خدامين.
سيوة اللي الهوا فيها ليه ريحة حلوة، و الزمن بيجري من غير ما تحس بيه لكن بتحس بالاشباع. الايام جريت زي الارنب الهمام بس الواحد فعلا انغمر بموجات المحبة و الهدوء و الصفاء اللي بتشع من سيوة و من اهلها و رملها و بحيراتها الهادية العسل.
جه يوم و قضينا من الساعة اربعة الصبح لغاية الساعة سبعة و نص (الصبح برضه) في اطلال مدينة شالي القديمة، اللي هي مركز سيوة. كنا نقدر نشوف العظم مختلط بالرمل و الحجر في بقايا المدينة الرأسية،اللي اقامها اهل سيوة علشان يتحموا من هجمات قبايل البربر. شفنا الشروق من فوق اعلي نقطة فيها، و الأجمل لما كنا قاعدين هناك قبل الفجر بشوية، و سيوة كلها النايمة من تحتنا، و سألنا عمر عن ايه الامنية اللي نتمناها حالًا. قلت انا و حاتم امنيتنا، بس ربنا ابتسم لعمر طوالي، و كانت امنيته بين ايديه لما رن تليفونه المحمول فجأة، و استأذن مننا، احنا الذئاب الوحيدة في عز بكارة الدنيا.
و علي ذكر الديابة، ففيه اصرار متناهي من حمير سيوة علي اعتبار نفسهم ديابة. كان النهيق في الاول—من عمقه و وحشيته في ضل آخر نقطة من الليل—بيخلينا نقول يا ساتر! ديب؟! بس كانت فرملة الميتسوبيشي المعتادة في آخر نهيق الحمير بتطمنا. دي حمير يا بقر!
الصحراء محتاجة اعتذار حتمي من اولاد المدينة اللي بيبصولها بعين التشكك و الريبة، و من المثقفين اللي شايفين انها اصل كل بلا، الصحراء بحر متنكر مفرود قدام عينينا و بيفكرنا بسنين بعيدة كان فيها الانسان حر و منطلق من كل قيد. الغريبة اننا ولاد بلد صحراوية بأكترية المساحة، بس اغواء الزراعة، و النقوش المنمنمة فوق حيطان عماير وسط البلد، خلونا ننسي الصحرا باللي فيها، و نختصرها في ذيبة و جيموا الافراح! و حبة عقارب و تعابين مرشوشين هنا و هناك.
يومنا الاخير الكامل—لأننا سافرنا تاني يوم بعديه طوالي في اوتوبيس الساعة سبعة الصبح—قضيناه في حضن الصحرا و معسكر مدام "حياة" الدافي، اللي هو محضون كمان بـ"الكستبان الرملية" علي رأي حاتم.
الحياة صدف و لو انكر ذوي البايب. طلعت مدام "حياة"—صاحبة المعسكر—صديقة لعيلة عمر هي و ابنها، و بكده ضمنا فطار مجاني و بيبسي كانز قفعناهم انا و حاتم.
الشروق من وسط الصحرا معجزة حقيقية بتفكرك بسيدنا المسيح في ميلاده و سيدنا موسي في عبوره للبحر. ألوان فوق السما تخليك ما تستغربش لحظة ليه أهل الصحرا كانوا دايما بيدوروا علي رب. النجوم اللي هربت من وش المداين جت و زهزهت فوق حتة القطيفة الناعمة اللي حطوها فوق سيوة
تلات ايام في سيوة عرفنا فيهم العيش السيوي اللي بيتاكل حاف، و مسطحات الملح الغريبة اللي ممكن تمشي عليها، و عيون المية اللي فيها سمك بيلعب جنب النخل، و القري المهجورة، و السياح فوق البسكليتات، و غسيل الروح علي شفايف بتبتسم و صحرا فواحة و سما نسيتها المداخن و زيطة الطيارات.
و كمان عرفنا لغة اهل سيوة الامازيغية (تقريبا) اللي فيها الحمار اسمها يِزيط و الديك اسمه يَزيط.. و طبعا بنظرة سريعة علي العنوان تاني ح تعرف معلومة اضافية عننا.

شيخوخة الجسد.. و العيون


قبل يضعة ايام كان صديق لي يتكلم بحماس عن "كيفن كوستنر". أحب "كيفن" عن نفسي و لكن ذلك لم يمنعني أن اقول له "صباح الخير يا حاج.. كيفن كوستنر مين؟ يا بني ده بقي شكرا! تاريخ!". زعل مني صديقي و لكن زعله لم يمنعه—هو الآخر—من اكتشاف أن ابطال طفولتنا لم يعودوا ذا بال: شوارزنجر و شان و لي و فان دام و نوريس و رورك و برونسون(لم احبهم ابدا.. و لكن لابد من الاعتراف.. كانوا محبوبين) اضف إلي ذلك كوستنر و ستالون و كوزاك و دالتون و فورد و فايفر و نيومان و باسنجر و مور و نولتي و راسل و ترافولتا في الطريق، بالاضافة إلي هيوستن و جاكسون و آيس أوف بيس .
جيل كامل فقد بهاء صندوق الارباح و لم يبق غير ثلة محدودة علي رأسها باتشينو و دي نيرو (يموتان حاليا) و كونري و كروز (هو ليس بالكبير جدا.. و لكن من ينسي نوب جن و كوكتيل؟).
هل يتذكر احد باتريك سوايزي؟!!!!
و حدث انني رأيت صور مصادفة لنجمة البورنو "ديفون"، الملامح قدمت قليلًا. ليس بشكل مأساوي، و لكنها لم تعد تلك الصبية الشقراء العشرينية. جيل كامل ايضا من نجوم البورنو احيل إلي الاستيداع المقنع. و تعبير الاستيداع المقنع تعني ان النساء سوف يكملن في طريق النزوات الفوق طبيعية لجمهور الكانيبالزم مثل "الجدات" و "المتقدمات في العمر"، لأشمئز أنا، و يتقاعد الرجال غالبا ليندبون حظوظهم في هدوء لا يقطعه غير السرطانات المعتدة في مصل هذه المهنة—انتم تعلمون.
نجوم البورنو النساء كن مهمات في حياتي للغاية، و كنا نحفظ اسماؤهن و نطلق عليهن النعوت. في مرة ضحك احد اصدقائي عند ذكر "ديفون" و قال بلذوعة "مش دي ال*** ال**** اللي بتبص في عين الراجل برومانسية و هي ب*****؟!". قضين في عيوننا سنين طويلة، و رقدن في مخيلتنا المريضة—بحكم الشباب و لا مناص—كأمثلة حقيقية علي الأبداع، و كأنموذج للنساء اللاتي لن نستمتع بقربهن أبدًا. الخدعة لحُمة الحقيقة، و هكذا كان التزين و التجمل و التزييف (إلي حد رش الجسد) رفيقًا للنساء المحبوبات. لم اتذمر من ذلك أبدًا، و كنت—و مازلت—أؤمن بالمثل الأمريكي "ما تراه هو ما تحصل عليه"، حتي و لو بالقيمة السلبية، و هي الاشمل و الاعم و الاكثر.
يصعب علي رؤية هؤلاء النساء يشخن، هؤلاء اللاواتي رافقنني في رحلة التوهج الطويلة، و لم تنجح النساء اللاواتي احببتهن في مسح ذكراهن. مازلت اذكر ابتسامة ديفون و شقاوة عيون آريا و تعالي آمبر و تعزز جيزيل و جمال فيرونيكا. فراشات جميلة تقضي علي نفسها طوعًا من اجل مزيد من النقود، و نكتفي نحن بممارسة العجز ازائهن. مازلت اذكر سنوات العجز و ابتسم. كانت جميلة رغم كل شيء.
نحن نكبر و نشيخ نحن و عالمنا و كل رموز حماقتنا المحببة. عيوننا تشيخ و نحن لا نملك غير اطعامها بمزيد من الكتب و الافلام و الاماكن العذراء و النساء اللاواتي لا يشترط فيهن ذلك.
:)

شروق هانم مظفر

من قيمة يومين اختنا شروق اترقت لمنصب سكرتير تحرير اصدارات المجلس الوطني للثقافة و الآداب في دولة الكويت، و بالاخص طبعا سكرتير تحرير سلسلة عالم المعرفة، و العبد لله فعلا كان مبهور لما الاخت شروق زفت إليه الخبر ده. سلسلة عالم المعرفة باعتبرها من اجمل و اهم سلاسل الكتب العربية في الوقت الحالي، و انا شخصيا مدين ليها بكتير جدا من المتعة خلال سنين حياتي القليلة. انا فخور بكوني صديق لحد مهم في السلسلة الجميلة دي، و فرحان اني لاقيت مثال نادر في وطننا العربي علي منح المنصب لمن يستحق فعلا
ألف مبروك يا ست شروق
......
ملحوظة: سلسلة عالم المعرفة ما بتنشرش كتب ادبية.. يعني الكلام اللي فات مش بكش علشان النشر.. حبيت اوضح بس
:P

Tuesday, November 08, 2005

..........لابد من شكر الحياة في احيان كثيرة

فاضلي اقل من 30 دقيقة قبل معاد قطارنا المصون من الاسكندرية لموطن العبد لله الاصلي. ست ايام ما بين صحرا و بحر (تلات ايام بالتساوي) قبل ما ارجع لغابتي الاسمنتية اللطيفة و حروب الكلاكسات المقدسة. طبعا مسألة أن اللي فات كله اجازة دي خدعة، لأني فعلا كتبت في اسكندرية
:)
يموت الزمار بقي
الحياة طريق صعب و سهل، المهم ازاي نمشي فيه. رأيي و ح يفضل رأيي،و إن كانت الحياة بتبعتلنا طرد مليان بلاوي بعلم الوصول كل شوية، فالحياة برضه فيها سيوة و اسكندرية و "الناس الطيبة" علي رأي الاغنية. الدنيا فيها القطط و الاطفال و الخيل العربي و الستات الطعمة. الدنيا فيها حبة بط بيكاكوا في وسط بحيرة في وسط اسكندرية. الدنيا فيها عيل صغير اسمه محمد علاء الدين هو مصدر للتلوث و أول متذوق للجمال
و لينا كلام لما ارجع
:)

Siwa...Siwaaaaaaa!









Coming Soon! :P

Monday, November 07, 2005

عن عبد الكريم

وصلني الميل ده حالا من قارئة ممتازة و صديقة عزيزة، هي بتعرض وجهة نظر انا عن نفسي مالياش رأي فيها حاليا، ببساطة لأني لسه ما قريتش اللي بتشير ليه في رسالتها، بس قلت أن المشاركة مفيدة، بأي حال من الاحوال
.
.
.
يا مرحب يا مرحب ...

رأيت البلوج اليوم ، ولفت نظري آخر تدوينة : "عبد الكريم"
لمحاسن الصدف قرأت بعض مقالات هذا الفتى منذ وقت قريب ، وقد استحقت عن جدارة شرف انضمامها لمجلد "مصائب" الذي احتفظ فيه بكل كارثة أراها .
لن أقول لك طبعاً أن هذا الفتي يستحق الاعتقال بسبب ما كتب ، خاصة في السياسة . أنا -صدق او لا تصدق- من أنصار الرأي الحر ، خاصة سياسياً ، وأعتقد أن أي قمع لأي رأي سياسي معارض هو فعلاً كارثة .

ومع ذلك لم أحزن حين علمت بنبأ اعتقاله .. لا أقول أن اعتقاله شيئ جيد ، أقول فقط أنني غير قادرة على التعاطف مع هذا الشخص إطلاقاً .
إليك المقال الذي أثار الزوبعة الكبيرة حوله (حتى اسمه يخض!) :
"حقيقة الإسلام كما شاهدتها عارية في محرم بك"

يبدو واضحاً من العنوان نفسه أنه لا يهاجم في المقاله الإسلام المتطرف كما يزعم مؤيديه بل الإسلام نفسه ، و ياريته نقد عادي ، ذلك الذي نسمعه في كل مكان من كل من لم يحب الإسلام ، بل هو نقد يستخدم فيه مصطلحات و تعبيرات في منتهى الحقارة ، تشي بعدم موضعية بشعة ، تتجلى واضحة طول في طول المقال وعرضه من خلال دعواته "لإستئصال" الإسلام من العالم.

لقد كدت أبكي من القهر وأنا أقرأ ما كتب بأسلوب أقل ما يقال عنه ، أنه حقير .
تريد أن تنقد ؟ انقد ،، افعل ما يحلو لك .. لكن انتق ألفاظك ، فانت تخوض في أهم اعتقاد لدى أي إنسان .. دينه .. وابسط مبدأ من مبادئ التعبير عن الرأي أن تحترم من يخالفك ، فما بالك باحترام دينه !!!

عموماً انظر ما كتبه في مقاله ، ولتحكم بنفسك.
مع العلم بأن مقالات الدفاع عنه التي نشرت في موقع "الحوار المتمدن" الذي هو أحد كتابه ، اقتبست من مقاله السابق كل ما من شأنه أن يثير التعاطف معه وأهملت تماماً كل الفقرات التي تجعل الدماء تغلي في العروق . فلم تبرز من مقاله سوى انه يهاجم الإسلام "المتطرف" بينما المقال بالكامل ، يهاجم الإسلام نفسه.
"حقيقة الإسلام المتطرف كما يرويها كاتب مصري"

كما قلت لك ، أنا من معارضي الاعتقالات السياسية ، التي تحدث لمن عبروا عن رأيهم ، وإن كان اعتقال عبد الكريم هو لأسباب سياسية فعلاً ، فأنا أعارض اعتقاله تماماً .. لكن فرق كبير بين أن اعارض الاعتقال ، وأن اتعاطف مع المعتقل .
عبد الركيم بنفسه افقدني أي قدرة على التعاطف معه ، بل وعلى حترامه . لقد رغبت في قلته وأنا أقرأ مقاله ..

حسناً ، بما أنك مهتم بالموضوع فقد ظننت أنك قد تحب أن تعرف عنه شيئاً ، أنا لا أهاجمك لتعاطفك معه مثلاً إن كان هذا هو ما فهمته من رسالتي ، انا فقط أضعك في "الجو" .

تعرف ؟ دمي لسه بيغلي !!!!
.
.
علي العموم انا مازلت مؤيدا بشدة لحرية التعبير، بشرط عدم التجريح، و مازلت رافضًا مسألة اعتقال صاحب أي رأي مهما أن كان بلا قيد أو شرط. و بما انني ظننت انكم مهتمون بالموضوع فقد ظننت أنكم قد تحبون أن تعلمون عنه شيئًا، كما اقتبس من رسالة الصديقة العزيزة

السيد ابراهيم و زهور الدستور

امبارح كلمني الروائي المعروف علاء الاسواني--و انا في طريقي من سيوة للإسكندرية--و قالي أنه قرا مقالة ليا في صوت الامة. نشرها ابراهيم عيسي كجزء من مقاله. عرفت فورا د.علاء قصده علي ايه، الحاجة اللي كتبتها هنا تحت اسم "عن ابراهيم عيسي". استنيت لغاية اسكندرية و بعدين الجرنال كان في ايديا. متشكر علي سعة الصدر و الشياكة اللي ابداها ابراهيم عيسي، و كلامه الجميل--اللي مش عارف انه ح يوصلني--اللي قاله لأصدقاء مشتركين
تحية للسيد ابراهيم هو و زهوره الجميلة في الدستور و صوت الامة

Saturday, November 05, 2005

عبد الكريم

لسه عارف من ساعات قليلة موضوع اعتقال عبد الكريم.. مش عارف انا ممكن اقول ايه.. مش عايز اكون لا عنتري و لا اهبل.. و لا اقول كلام اكبر من قدراتي أو استطاعتي.. بس بجد يا عبد الكريم انا قلبي معاك، و رغم اني معرفش حاجة عنك نهائي و لا شفت بلوجك قبل كده ، و ممكن نكون مش علي نفس الموجة، بس مجرد أن انسان يعتقل علشان كلماته--ده اللي بيقوله البلوجرز هنا و هناك--ده شيء بغيض.. اتمني أنك ترجع لأهلك و عيلتك يا عبد الكريم، و يجي اليوم اللي تمارس فيه حريتك الكاملة.. يا رب

Tuesday, November 01, 2005

شبح أليف ذو نظرات قاسية


يحوم من حولك برقة الشبح، و عندما يلمسك ترتعش قليلًا لملمس الفرو الدافئ
يهرر في دعة. يستقر فوق جسدك و يغلق عينيه كبوذا. يكمن في هدوء و انت تنظر لوجهه. لا يبالي أن دعكت رأسه و مسدت جسده برفق. هذا هو حقه المكتسب و هو يفهم ذلك جيدًا
يمكنه فتح عينيه عندما تدلل جسده بطريقة اكثر مرحًا. يمكنه التثاؤب لترتعش شواربه الطويلة المعقوفة لأسفل. يمكنه عض يدك في مزيد من المجاملة و يمكنه حك رأسه بذقنك في حركة مفاجئة يتبعها مزيد من السكون
عندما يجلس في الحجرة، فوق مسند الكرسي العريض، بينما شعاع من النور يمرق فوق قدميه و بعض من صدره يبدو غامضًا. عينيه الحادتين تسيل منهما القسوة.. بعض من ترقب، و بقية من ذعر
يبدو كمن لو كانت صداقته و ميوعته غطاءً لكراهية يخبئها كما تخبئ اليد القفاز، أو كما يدس مخالبه بنعومه داخل يديه الرقيقتين. يبدو كمن يبدل وجهه الوحشي في لحظات أمام عينيك ليكون طفلًا وديعًا مرحًا. يفاجئك في لحظات بنظراته القاسية عندما تداعبه. قد تعرف الاشياء جميعها، و لكنك لن تعرف ما الذي يخبئه لك قطًا رصينًا تعشقه رغم كل شيء، في المنعطف القادم
.............................................................................
الصورة من الفيلم القصير "قطط بلدي" بطولة خالد أبو النجا و رولا محمود

ذاكرة اللمس

هل يمكن، عندما تلمسينني، أن احس بما تحسين؟
هل يمكن، عند تلاقي اطراف اصابعك بظهر يدي، أن اعرف احلامًا كانت تحوم، و كوابيس كانت تطارد؟
هل يمكن، عندما تلمسينني، أن اري ما رأيت، أن المس ما لمست، أن اكون مرآة تعكس ما كنت و ما ستصبحين؟
الكلمات خادعة كما تعرفين، و نظرات العين يمكن تلفيقها، و همسات الابواب قد تكون تصريفًا لضيوف الساعات المتأخرة، و مكاتيب العشق قد تزور راحة يدي.. أسأليني أنا
و لا اصدق للحظة، أن جسدك الذي منحني تهويد النهر قد يكون مصمتًا
قولي نعم
ارجوك