الجنيه الخامس

لسه جاي حالاً من أول عرض عام لفيلم صحابي الاتنين "محمد حماد" و "أحمد خالد".. الفيلم روائي قصير، أول تجربة أخراج لأحمد خالد--لو محسبناش فيلم اولاني كليب آرت-- و أول تجربة برضه لحماد في السيناريو--لو محسبناش فيلم اشترك في كتابته مع اتنين كمان اصحابنا

الفيلم اسمه : الجنيه الخامس

الفيلم اتعرض في المركز الثقافي الروسي.. كنت مبسوط جداً اني أخيراً بشوف الفيلم ده.. أولاً لأنه فيلم لأتنين اصحاب

اعزاء، كافحوا لغاية ما نفذوه--هو من انتاجهم هما الاتنين، و ثانياً لأن الفيلم ده واجهته عقبات متخلفة: المركز الثقافي الفرنسي و مركز الساقية الثقافي رفضوا يعرضوه.. المركز الفرنساوي لأنه استشعر حرج من موضوع الحجاب (قصة الفيلم عن اتنين شباب بيمارسوا سوفت كور في كراسي الاتوبيس الخلفية الفاضية--خدمة السي تي آيه المميزة هنا في مصر: و البطلة محجبة زي اغلبية البنات المصريين دلوقت) و الساقية قالوا باختصار : الفيلم ده حرام

ببساطة كده

يعني المسألة مسألة رعب.. أي حد عايز يناقش أي حاجة بجرأة هيكون فاسق و قليل الحيا.. النوعية دي من التفكير بتعكس ان لسه فيه منا اللي بيفكر بحاجات تانية غير دماغه.. و أن الجنس كمعادل موضوعي بيكشف علاقات معقدة جداً في الحياة عامة و المجتمع اللي طالع منه الابداع ده خاصة ما بيعنيش ليهم حاجة غير الممارسة ذاتها.. الحمد لله أن عقليات زي دي ما نقدتش رواية الطيب صالح العمدة : موسم الهجرة إلي الشمال.. لأن مصطفي سعيد مش ح يكون في نظرهم غير بني آدم منحرف مستثار بيضايق الاوروبية الجميلة

برضه ببساطة كده

علشان كده كنت فرحان جداً اني بشوف الفيلم ده اخيراً بمبادرة جميلة من "شريف جاد" مدير المركز.. الراجل ده

اتعرفت عليه من زماااااااان في مهرجان سينما الطفل لما كنت عضو لجنة تحكيم.. كان الكلام ده من سنين طويلة بس فعلا الراجل قدر يحافظ علي احترامي --و احترام الناس--ليه بصدق بقي نادر انه يتكرر

زي ما انتوا عارفين.. الحياة بتغير

و برضه كان رائع أن محمود حميدة يكون حاضر للعرض.. بني آدم جميل و فنان حقيقي قدر انه يتجاوز مرحلة ف حياته اتسمت بأفلام المقاولات منخفضة المستوي علشان يقدم سينما جميلة.. سينما بجد .. ده غير انه كان الناشر لأقوي مجلة سينمائية في رأيي و هي الفن السابع

(و هو من اكتر السينمائيين اللي اتعاملت معاهم احتراماً و أمانة..حصل ان كان فيه كلام ما عن سيناريو ليا.. و رغم ان المشروع مامشيش "لأن الفيلم ناقصه حاجة كده" علي حد تعبير حميدة، بس انا فعلا اتذكرله أنه الوحيد--فعلاً-- اللي اداني ميعاد و رد عليا فيه ")

و كان جميل منه انه يشيد باصحابي.. حسيت و انا بصقف انه فعلا اكنه بيهنيني انا.. كأنه بيهني كل مجموعة الاصحاب اللي دماغهم بايظة اللي بيتقابلوا ساعات علي قهوة منه فيه و في اماكن تانية

وارد ان يبقي فيه جوا كل مجموعة جروبات صغيرة بتستريح لبعض اكتر.. بس بيفضل نجاح حماد و احمد شيء مشرف لينا كلنا

طبعاً انا مش بقول ان الفيلم من كتابة "ارسطو" و اخراج "دافنشي".. اكيد فيه ملاحظات كتير-- علي الاقل عندي أنا شخصياً-- علي الفيلم، لكن لازم نفتكر أن ده الفيلم الاول.. التجربة الأولي البكر الجميلة

أنا بشكر حماد و احمد من هنا علشان حاجات كتير.. بس اهمها انهم اثبتوا فعلاً أن البني آدم لو حط ف دماغه حاجة، و تعب علشانها بجد.. مهما كان التمن أو التضحيات.. أكيد أكيد ح ينولها