دلف إلي غرفتي بهدوء قط. وقف علي بعد يسير مني و هو يبتسم. ابتسامة ناعمة و لكنها كانت أيضاً حادة. كانت تبدو و كأنها تلمع في الظلمة الرقيقة. لم يقل اسمه و لكني عرفته. لم ينطق حرفاً و لكني قرأت في عينيه كل شيء.. لقد كان الأمام
جلس بجوار فراشي و اشعل سيجارة.. ملابسه انيقة و بسيطة. وجهه حليق. شعره الرمادي الناعم مصفف في عناية . تبينت في لحظة، و هو يحدق إلي وجهي، انني لا اعرف لون عينيه
تجعيداتين علي طرفي شفتيه منحته نوعا من القسوة. حاجبيه المقرونين و انفه الدقيق الحاد بدوا لي ملامح عاشق مخضرم، أو شيطان أريب
مط شفتيه للحظه قبل أن تفتغر شفتيه ببطء عن صوت رخيم، حمل الكلمات الأتية
"لقد تمنيت لقائي.. أليس كذلك"
كنت قد اعتدلت في فراشي، و ادرت عيني في ارجاء غرفتي و اشياؤها المبعثرة ببعض الحرج، دائماً كنت اجد وقتاً للحرج، حتي مع ذلك الشعور الصاعق بالذهول.. قلت
"ملايين من يطلبون لقائك يا مولانا و لكن.."
حرت في اكمال الجملة في لحظة.. كنت كمراهق صغير، و لكنني --في هذه المرة--لم اكن محرجاً
ظل علي ابتسامته و هو يقول
"لِمَ أنت.. أليس كذلك؟"
"هو كذلك"
بدت لي عيناه زرقاويين و هو يديرهما في ارجاء الغرفة، يضع ساقاً فوق ساق بتؤدة، يسند وجهه إلي راحته حاملة السيجارة.. صمت لبرهة ثم قال
"لست أدري"
لم استوعب اجابته لوهلة. نظرت إليه غير مصدق
"انتم تتعلمون من انفسكم"
قالها و هو يطلق الدخان رهيفاً بطيئاً. بدت لي عينينه خضراويين للحظة، عندما تابع
"أنا هو انت.. و أنت هو أنا"
"أنا لا اعلم عن نفسي شيئاً.. كيف اكون انت و أنت تعلم كل شيء؟"
اعتدل ببطء، غرس سيجارته في مطفأتي بعناية وئيدة. اعطاني ظهره و هو يمضي إلى الباب في هدوء قاتل مثلما جاء، و لكنه، للحظة، استدار و قال بابتسامته الناعمة
"أمازلت لا تعلم لِمَ اتيتك؟"
لم املك رداً. سطعت عينيه الرماديتين ببريق ساحر، و هو يغلق الباب ورائه
جلس بجوار فراشي و اشعل سيجارة.. ملابسه انيقة و بسيطة. وجهه حليق. شعره الرمادي الناعم مصفف في عناية . تبينت في لحظة، و هو يحدق إلي وجهي، انني لا اعرف لون عينيه
تجعيداتين علي طرفي شفتيه منحته نوعا من القسوة. حاجبيه المقرونين و انفه الدقيق الحاد بدوا لي ملامح عاشق مخضرم، أو شيطان أريب
مط شفتيه للحظه قبل أن تفتغر شفتيه ببطء عن صوت رخيم، حمل الكلمات الأتية
"لقد تمنيت لقائي.. أليس كذلك"
كنت قد اعتدلت في فراشي، و ادرت عيني في ارجاء غرفتي و اشياؤها المبعثرة ببعض الحرج، دائماً كنت اجد وقتاً للحرج، حتي مع ذلك الشعور الصاعق بالذهول.. قلت
"ملايين من يطلبون لقائك يا مولانا و لكن.."
حرت في اكمال الجملة في لحظة.. كنت كمراهق صغير، و لكنني --في هذه المرة--لم اكن محرجاً
ظل علي ابتسامته و هو يقول
"لِمَ أنت.. أليس كذلك؟"
"هو كذلك"
بدت لي عيناه زرقاويين و هو يديرهما في ارجاء الغرفة، يضع ساقاً فوق ساق بتؤدة، يسند وجهه إلي راحته حاملة السيجارة.. صمت لبرهة ثم قال
"لست أدري"
لم استوعب اجابته لوهلة. نظرت إليه غير مصدق
"انتم تتعلمون من انفسكم"
قالها و هو يطلق الدخان رهيفاً بطيئاً. بدت لي عينينه خضراويين للحظة، عندما تابع
"أنا هو انت.. و أنت هو أنا"
"أنا لا اعلم عن نفسي شيئاً.. كيف اكون انت و أنت تعلم كل شيء؟"
اعتدل ببطء، غرس سيجارته في مطفأتي بعناية وئيدة. اعطاني ظهره و هو يمضي إلى الباب في هدوء قاتل مثلما جاء، و لكنه، للحظة، استدار و قال بابتسامته الناعمة
"أمازلت لا تعلم لِمَ اتيتك؟"
لم املك رداً. سطعت عينيه الرماديتين ببريق ساحر، و هو يغلق الباب ورائه