designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Saturday, April 29, 2006

...عين و صابتها


حصيلة اليوم السابق في شرم الشيخ: عين لا تري بفعل الحساسية من الكلور، و جسد ملئ بالالتهابات، و رقبة يابسة العضلات، و 24 ساعة كاملة مضوا بلا عمل.

أُطمئن شيماء: رسالتك وصلت!

و ربما لم تكن شيماء فحسب هي السبب—هي ليست السبب بالطبع علي اية حال، فقد قضي العبد لله نصف النهار متذمرًا عبر التليفون لـ"تيمو" عن اني اصبحت milf hunter اصيل

(ربما سيضحك العارفون بمواقع النت عليّ الآن حتي يستلقون علي اقفيتهم!)

السبب اني قضيت خمس ساعات كاملة في حمام السباحة لا افعل سوي الغطس و مشاهدة نسوة في ربيع العمر (الاربعين أو ما يزيد) بصحبة شباب يافعون. حدثت المعجزة، و تحولت من milf hunter إلي بطة، عندما استلقت شابة شقراء جميلة بالبيكيني علي مسافة مني، و اخذت تبادلني النظرات. بالطبع هذا لا يحولني إلي بطة، و لكن عندما تعرفون انني نويت محادثتها، فقمت لكي اجلس علي بُعد اريكتين منها فحسب، ابكمًا ازعرًا ابلهًا، اظن أن هذا يحولني إلي بطة بامتياز، و بطة سوداء ايضًا.

لفت نظري زوج من الرجال الاجانب في اواخر الثلاثينات، اظن أن كلاهما يتقمصا دور توم سيليك بشكل أو بأخر، فقد اشارا للنادل، و رأيت احدهما يشير إليه بأن يحضر مشروبًا للفتاة علي حسابه. للحظة عشت دور هتلر قبل لحظات من الغزو الروسي لبرلين، و لكنني تحولت بعدها إلي تشرشل ضاحك بسيجار في نفس الحقبة الزمنية عندما مدت الفتاة يدها إلي ملابسها و ارتدتها في عصبية ما و مضت لا تلوي علي شيء، حدث ذلك و النادل لم يكد يترك السيدين العابثين! متنا احنا الكل يا هندسة! هع هع هع هاااااع!

بالطبع كان هذا سببًا اضافيًا للتذمر مع تيمو الذي اخذ يضحك كوغد محظوظ (لا داعي هنا لذكر اسباب سعده)، و لكن الله قد دبر لي خطة ما، علي رأي التعبير الامريكي المشهور.

( لا اتبع مدرسة كازانوفا الذي يدعي انه حقيقة كوزيمودو من اجل الاحتفاظ ببركة الكتمان، و لكنني لا اخفي عليكم أن بعد موقعة العين و الرقبة و الجلد لن اقول شيئًا عن أي نوع من انواع المغامرات الليلية حتي لا اتحول إلي ما هو اسوأ من البطة.)

فور اغلاقي للخط التليفوني وجدت ما لايقل عن قبيلة بيكينية لا تنتمي لطائفة عذراء الربيع و لا لفصيلة المحشي الاستوائي، و اذكر هنا بالخير شابة ألمانية كانت مثار التعليقات و التمنيات الحمراء و الوردية بكل انواعها من كل شباب المغطس و العاملين و الزوار و اعضاء المجلس المحلي. شاهدت السيدين العابثين يظهرا ثانية. احدهما يريها صورًا التقطوها لها بالكاميرا الديحيتال، ثم الاخر يأتي بزجاجة ماء معدني و يقول لها هزا كتفيه في تواضع، مبتعدًا عنها كقديس

“it’s nothing! It’s just a bottle of water!”

جست بوتل اوف ووتر يا ضلالي؟!

و لكن الاقدار لم تخب ظني، فعندما مشت البنت تجنبت قصدًا المرور امامهما، فاتخذت طريقًا ليس بالهابط جدا وراء المرتفع الاسمنتي التي تقع عليه اريكتيهما بدلا من المرور امامهما في بساطة. كدت اكركع بالضحك و لكن لا يستحب الهزل مع اكوام العضلات التي رتبوها فوق اجسادهما كمكعبات الميكانو.

و اظن انه من الخير ألا اخبركم عن امها هي الاخري، لأن "حكايتي شرحها يطول" علي رأي حنان الشيخ. كل ما يمكن ذكره هو انني اشتبهت في تلوث بلاستيك منظاري الطبي، فنظفت العدستين جيدًا و ارتديته. فوجئت بذات المنظر المغبش. نظفتهما ثانية، و هكذا دواليك حتي اكتشفت ان المغبشة هي عدسة عيني في الحقيقة.

بالطبع تليفونات مذعورة لمجدي الشافعي الذي نصحني بداية بغسل عيني جيدًا و لم يحدث ذلك اثرًا، ذهبت إلي الصيدلاني لأني خجلت من مهاتفة مجدي ثانية، فأشار علي احدهم بشراء بروزولين الذي لم يفعل شيئًا. اضطررت لإزعاج مجدي ثانية. لابد من علاج تلك العين لأنني ببساطة احتاجها لإكمال السيناريو و لطموحات اخري في طور الدراسة. اشار علي مجدي بقطرتين طبيبتين. تناولت عشائي و انا اضع احداهما بين الفينة و الاخري كمدمن ماريجوانا مثالي، إلي أن وصلت إلي الشاليه، و وجدت نفسي غير قادر علي القراءة أو الكتابة و مُجهد بفعل قلة النوم و محاولات السباحة العقيمة لمدة خمس ساعات. القيت بنفسي فوق السرير و صحوت بعد 12 ساعة كاملة. الخبر الجيد هو انني اصبحت اري جيدًا، و الخبر السيء هو انني لم اكتب سوي عدد محدود من المشاهد و قد فات يومين و انني اعاني من رقبة يابسة. الآن عوضت قليلًا علي اعتبار انني اكتب لمدة يومين فقط، اشتري زجاجة ماء معدني و انوي الذهاب إلي مقهي الانترنت لنشر هذه التدوينة ثم ارجع لمناجم العمل السايبرية، بعدما فششت غلي قليلًا.

Thursday, April 27, 2006

..الشيخ صديقي








بدأت اكتب هذه التدوينة و انا فوق الماء، بداخل طائر معدني لم اقربه لمدة 13 سنة كاملة. اعترف أن لحظة الاقلاع كانت اصعب اوقات الرحلة، و زادتها اقلاقًا دعاء الركوب التي اذاعته طائرة مصر للطيران الحديدية علينا. و "إنا لربنا لمنقلبون".. و نعم بالله صحيح، و لكن يا ساتر!

الان انا جالس في كافيه لا بأس به في الفندق التي حجزته لي وكالتي، من المفترض أن ابدأ في تحليل نقودي و اركز لكي اضع عشرات المشاهد بجوار بعضها، و لكنني لا استطيع أن أُبعد فكري عن أن هذه هي زيارتي الاولي لشرم الشيخ.

بالأمس كنت في عاصمة البلاد الثانية بحكم التاريخ، و الآن انا في عاصمتها الثانية بحكم الحاضر. مدينة الرئيس المفضلة التي لا الومه علي اختيارها. شيء غريب حدث معي في هذه الرحلة؛ لقد حوصرت بلبنان.

في الاوتوبيس المقل للطائرة، جلس علي مسافة مني رجلين لبنانيين، بتلك الاناقة المميزة و اللهجة التي ترفع الشين و تمد الياء في كلمة "شرم الشيخ". في الطائرة جلسا بجواري ايضًا، , و جعلوني افكر في رحلة لم تتم إلي بيروت، و انا انظر من نافذة الطائرة. و عند الهبوط، بينما الراكبين واقفين في الممر بانتظار النزول، ، داعب احدهم—و كان يشبه بلوموندو—حسناء مصرية انتهت للتو من محادثة عبر تليفونها المحمول. اقتحمها الرجل قائلًا انها تجري الكتير من المكالمات التليفونية. فوجئت الفتاة قليلًا و انثني وسطها و هي تنظر إليه قبل أن يشتبكا في حوار ما. مططت شفتي، حظوظ.

داخل التاكسي الذي اقلني إلي محميتي الطبيعية، دلتل شرم، علي بُعد خمس دقائق من خليج نعمة، كان وديع الصافي يصفو اكثر و اكثر في احد مواويله المشهورة.

".. اصل حضرتك هنا مفيش بلد يعني بلد.. باين أن حضرتك رحت الغردقة بقي"

بالطبع لم اذهب. هززت رأسي بلا معني و تركته يُكمل

"هنا بقي يا باشا اهم حتة في شرم، اصل هي اساسا شرم، خليج نعمة.. و بقي هنا حضرتك الهيلتون و الموفينبيك و.."

بالطبع اشتم السائق الخيط. الباشا زبون و عمره ما جه شرم.

قبلها نصحني عم عوض، السائق النوبي الطيب الذي قابلته أمام باب المطار، أن لا ادفع اكثر من عشرين جنيهًا، بالطبع المبلغ قد يكون كبيرًا في القاهرة علي المسافة، و لكنك في مكان سياحي بالطبع.

"ستين جنيه يا باشا"

قالها السائق الشاب و هو يمط شفتيه فيما يشبه الابتسامة الاوتوماتيكية. و عندما قلت له الاجر الذي انتويه، هتف

"ده انت في شرم يا باشا!"

اخذ المبلغ الذي قدرته و تركني ابرطم

"يعني هي الجنة يا خي!"

المتعهد الذي كان الوسيط بين وكالتي و الفندث ذكر ان هذا الاخير علي بعد خمس دقائق فقطمن خليج نعمة. بالطبع لم يذكر أن ذلك يتم بالسيارة، و يمكن سبع دقائق ايضًا.

لماذا قلت محمية طبيعية؟ لأنك يمكنك أن تري كلابًا ترقد في دعة بجوارك في الكافيه و انت تشرب الكابوتشينو، و قطط تتشاجر خارج باب شاليهك بأريحية مطلقة.

ذكروني أن اقتل رئيس الوكالة، أو أن اكتب فيلم كارتون، أيهما اقرب.

حسنًا، لن اكمل قائمة تذمراتي و احب أن اذكر أن السعر مناسب جدًا علي المكان، شاملًا الافطار و العشاء (الافطار من سبعة إلي العاشرة صباحًا، و هذا مع خفاش مثلي تنقلب إلي خدعة!)، الطعام جيد، حمام السباحة لابأس به (امسك نفسي عن التذمر)، الشاليه نفسه لطيف للغاية، و تصميم المكان بأكمله يروق لي جدًا.

اين النساء! تذمرات!! رأيت في حمام السباحة احداهن التي تمشي في وقار مرتدية الاستريتش و ملتفة بمنشفة بعد طلوعها من الماء. لم افهم وجهة نظرها تحديدًا و لكنني لا املك اعتراضًا علي تصرفات الاخرين.

الآن جلس بجوار الكلب الاسود الذي ذكرت كلب آخر ابيض، اخبرني "رمضان"، العامل السوهاجي، أن "ليلة"، الكلبة البيضاء، هي صاحبة الجنسية الاصيلة: هي ربيبة المكان. يرقد الاثنان، ليلة و الكلب الاسود الذي هو بلا اسم، بجوار المنضدة التي ترتمي امام الكافيه. الكلب الاسود يبدأ في النباح فيقول له احد الجالسين امامي بـ"حمشنة": بس!

يكف الكلب عن النباح، و يبدو أن عليّ التوقف عن الكتابة هاهنا.

.. ترانزيت

زيارة سريعة إلي اسكندرية خدت يوم بليلة--قلت لنفسي ليه لأ؟-- و بعدها رجوع للقاهرة، من كام ساعة، علشان اغادرها تاني بعد كام ساعة.. المقصد النهائي شرم الشيخ و الهدف كتابة سيناريو جديد. كان نفسي اكتب علي اللي حصل في اسكندرية بس لازم انام حالا علشان معاد الطيارة، اشوفكم بكرة إن شاء الله
:)

Tuesday, April 25, 2006

انتي جيتي يا سهير؟


وقالت رمزي إن سبب تقديمها لتلك الأفلام السينمائية السيئة أنها كانت صغيرة وبهرتها الأضواء والشهرة و"مكنتش واخدة بالي إنها أفلام وحشة"

- عن العربية دوت نت، سهير رمزي في اجاباتها علي الصحفيين بمناسبة مسلسلها الجديد الذي ترجع به إلي الشاشة

"حرام عليكوا يا ناس انا مدرس غلبان مرتبى 128 جنية والحاجة سهير بعد ما دمرت ملايين الشباب بافلامها الخليعة ولما التليفزيون والسيين مامعدوش عايزينها علشان عجزت وفيه لحمة غيرها ظهرت فوجئنا برجوعها للتمثيل تانى وايه 3 مليون جنيه بصراحة انا هنجن"
- احد متصفحي الموقع، مُعلقًا علي اجر الممثلة

..أن تكون كاتبًا تافهًا

كتبت في مرة أن ابتعادي عن مناخ البلوجات الاعتيادي شيء صحي، و اقصد بالابتعاد هو انني من ذلك النوع الذي لا يعلق إلا قليلًا و عند اناس بعينها. كائن كسول و اعترف بذلك. كائن هش و ارتعش من فكرة السباب المتطاير و اعترف بذلك
و لكنني كنت اعرف، بلا مخاتلة، أن تلك المساحات علي الانترنت يمكنها أن تكون جميلة.. و جميلة جدًا ايضًا
و الليلة جعلت نفسي اقرأ قليلًا. احسست انني--و للمرة المليون--مجرد كاتب تافه
:)
لست اقول ذلك استجلابا للرثاء، أو لعبارات تداعب ذاتي النرجسية بامتياز. اقول ذلك لأنني احسسته. احسسته بصدق و انا اقرأ لأناس فاض الجمال من اصابعهم و تُرك لبائس صغير مثلي ليقرأ. لا احس أن المسألة عدوانية، لا يوجد عيب و لا دونية أن تقرأ لأناس فتحس بجمالهم و رهافتهم التي تجعلك تقر بالحقيقة التي كتبتها بأعلي
اشكر من قرأت لهم هذه الليلة علي كل ما فعلوه بذلك الفضاء الصغير لغرفتي
و لمن يحبوا مشاركتي المتعة ، برجاء الدخول إلي هنا و هنا و هنا و إلي بوست قديم نسبيًا و لكنني مازلت استمتع بقراءته

... جاوب ح تكسب دهب.. دهب


في انتظار أن تعلن وزارة الداخلية عن اسم المختل العقلي الذي دبر هجوم دهب، و في انتظار اقرار نواب "الشعب" مد قانون الطوارئ الساري في البلاد الشهر القادم

Monday, April 24, 2006

..الاعتراف بالحق فضيلة


يا تري كام واحد ح يزعل مني لو قلتله ان اغنية من اغاني تامر حسني عجبتني؟
خلاص .. خلاص.. من غير ضرب.. اسمع هنا

Friday, April 21, 2006

.. من المستحب أن تبتاع عربة

مشيت في شارعي مسرعًا. الساعة الخامسة و الاربعين دقيقة و مكتب البريد يغلق في تمام السادسة. نسخة من الرواية تذهب لمن اظنه يستحق أن اخطو مسرعًا بهذا الشكل. نسمة هواء باردة تضرب الشارع كمغازلة عابرة. الاشجار علي الجانبين و حراس امن الدولة علي جانب واحد. العربات مصطفة في خط واحد امامي منتظرة اشارة العبور. ولدان يركلا كرة بتنوءات مدورة دقيقة و اعلام لدول العالم. الكرة تتناقل بينهما بينما الشارع شاغر للحظة. كُل منهما علي جانب. يعدوان و يضحكان في مرح. صمتُ و وجدت نفسي ابتسم. القامة الضئيلة و الجوارب الضيقة المُدلاة عن قصبة الساق. القلب الملئ بالابتسامات. وعودُ بأن تكون الدنيا عبارة عن مبارايات كرة لا تنقطع. اتهامات مضمرة بالخيانة و سخرية من اولاد الشارع الذين كبروا و ترهلوا و عجزوا عن الاستمرار في مباراة واحدة دون اضطراب التنفس و الاعياء. كوابيس الليل عندما يُفلح احدهم في تمرير الكرة ما بين ساقيك. انتشاءات الديوك عندما تفعلها و تراوغ احدهم في ملاعب الميدان الواسع في تلك الايام التي كانت محلاة بلاعبين علي غرار باجيو و بابان و من قبلهم مارادونا. التنكر لمصانع الفانلات المحلية و تمني اديداس و بوما. لمعة العيون التي كانت. الجهل الذي كان يجالسنا منتشيًا.

عبرا امامي و هما يتقاذفا عبارات السخرية و السباب. نعم. سيحدث و تدمنون السجائر و تتقيأون الكحول و تجدون النسوة موضع آلام. نعم. سيحدث في يوم من الايام و ستكون النهاية هي المرحلة الوحيدة التي تعيشها. ربما حشوت جيوبك بالنقود و ضاجعت نسوة جميلات و تجاهلت اناس مهمين علي سماعة الهاتف، و لكنك، و في ركن بعيد من روحك، ستعرف انك قد خسرت ما يتوجب خسارته، و ما يتوجب الندم عليه.

عدت النسمة الغرامية، حاملة الولدين معها، و فُتحت الاشارة و رأيت العربات تبدأ في الهجوم.

Thursday, April 20, 2006

...آه يا موسي


اهداءً إلي راتي

يقول امين معلوف في كتابه "الهويات القاتلة"

"و لقياس ما هو فطري حقًا بين عناصر الهوية، ثمة لعبة ذهنية معبِّرة للغاية، و هي تقوم علي تصور طفل رضيع فُصل عن محيطه منذ ولادته، و نُقل إلي بيئة مختلفة عن بيئته الاصلية، ثم مقارنة ((الهويات)) المتنوعة التي قد يكتسبها، و المعارك التي يتوجب عليه خوضها، و تلك التي سيبقى بمنأى عنها..هل من حاجة للتحديد بأنه لن يتذكر قط ((دينه)) الأصلي، ولا ((أمته))، و لا ((لغته))، و انه قد يقاتل بعزم و ضراوة أولئك الذين كان من المفترض أن يكونوا أهله؟"

لِمَ إذن قتلت المصري يا موسي؟

Sunday, April 16, 2006

..الوش و المزاج



"معلهش القهوة دي مزاج.. يعني لما تشربها في بلكونة.. مع حد بتحبه.. اكيد الموضوع ح يفرق خالص".

دي المسألة زي ما بيشرحها الاستاذ "محمد السيد"، العقيد المتقاعد، و صاحب محل البن البرازيلي (سيموندس) في اسكندرية.

" طب تعرف؟ انا بخلط البرازيلي بالروبوسوتا، و الروبوسوتا دي زبالة القهوة، لكن بتدي الوش علشان البرازيلي بيدي طعم بس".

لو انت غاوي اسكندرية تبقي غالبا ح تقف تشرب قهوتك في المحل ده. شارع صفية زغلول. وسط بلد اسكندرية. فتارين الملابس و المحمول و الاندر وير و ستاندات الاحزمه الرخيصة.

آخر مرة زرت فيها اسكندرية، آخر السنة اللي فاتت، خدت بالي من التغيير اللي حصل. الحيطان الصفرا و العواميد الفسفوري. صور لاعيبه كورة في المنتخب البرازيلي.

"لكن المكان اتغير خالص".

قالي و هو بياخد نفس من سيجارته

"ايوة ما احنا جددناه"

لسه فاكر المكان ده كان عامل ازاي. الدهان القديم. صندوق القهوة الخشب. الكاوننتر القديم ابو صوت معندي و زراير بارزة. البوفيهات الخشب اللي واخده شكل مستطيل، و بتلف مع اركان المحل.

هنا ممكن تقابل بنات زي السكر، و رجالة متشككين، و ست عينيها حلوة تحت النقاب، و د. شهيرة خليل—رئيسة تحرير سمير—اللي كلمتني بسرعة عن الموضوع اللي كاتبه فتحي في الدستور. شربت قهوتي بالبندق و انا ببص علي الناس من غير ما احدق. واضح ان جودة الطعم تغلبت عن اثر التجديد، و يمكن الموضوع مشي علي نظرية "الوش و الطعم".

محل البن البرازيلي ما يفرقش عن ريستورانت زي "اتينيوس"، اللي بيكتب في بروشوره "المكان المفضل لكبار رجال الدولة"—طبعا زمان—و بيعلق صور قديمة علي الحيطة. الفارق الوحيد أن اتينيوس بيستغل العراقة، و البن البرازيلي بيغازل الجديد. تحت دهان الجدران الجديد ده فيه طبقات من بني آدمين. يا تري كام قصة حب كانت هنا؟ كام ضحكة؟ كام تبويزة و كام دمعة؟ غضب و لا احباط و لا رضا و لا تسليم؟

تاني يوم رجعت و شربت قهوة البندق، و اشتريت منها كمان، الاستاذ محمد قالي أن فيه فرع جديد ح يفتح. ربنا يوفقه.

"بُص.. انت تملا الكنكة مية متلجة. تحط معلقتين بن.. معلقتين و نص لو كييف اوي يعني. تقلب كويس.. تستنتي لغاية ما الميه تغلي.. تصب نص الكنكة.. تقلب تاني.. انت عارف ساعات البن لو كتير يكلكع.. النص التاني يغلي.. تصب.. كده يبقي عندك وشين".

قالها الاستاذ محمد و هو بيبتسم ابتسامة العارف.

وقفت علي البنك، الفنجان التاني قدامي، باحضن الطعم بطرف لساني. الناس واقفة و مبسوطة. المهم الطعم، جودة الصنعة، مش تخاريف متثاقف زيي.

Saturday, April 15, 2006

مجلة سمير


كل سنة و انتي طيبة يا بيتي الاولاني.. مش عارف اقولك ايه.. من غيرك و من غير ماما لبني مكنتش ابقي اي حاجة من اللي انا عليه دلوقتي.. طبعا فيه ناس ممكن تدعي عليكي حالا، بس ده اكيد مش ذنبك.. ده اكيد ذنبي انا
:)
كل خمسين سنة و انتي بخير و سعادة يا اجمل مكان في الدنيا، ياللي كنتي بيتي و مكان احبابي و اساتذتي و البراءة و الكبرياء الاهبل و العينين الواسعة و الامل و الاحلام العبيطة كلها
كل خمسين سنة و انا بحبك، و كل خمسين سنة و يارب اولاد يحبوكي زي ما انا بحبك.. و اكتر

..حلاوتك يا مستر عبمعطي


ابن الايه حاتم ضحكني ضحك هستيري و احنا رايحين اسكندرية.. بجد مش فادر اتخيل كم الموهبة اللي في الواد ده.. فضلت معلقله علي ضرب الكفين و "حلاوتك يا عبمعطي" طول اليومين اللي قعدناهم بوزنا في بوز بعض
مساء الفل يا تييييييييييييييييييييييمو

اسكندرية 2

اسكندرية






يومين و ليلة واحدة قضيتهم في اسكندرية.. الصحبة اجمل من المكان، و المكان من اجمل حتت الدنيا.. طب انا عاوز ايه اكتر من كده؟
شكرا لحاتم و لمجدي و لوائل، و شكرا لكل حيطة في البلد وشوشتلي بسر صغير أو ضحكة مكتومة .. خيركم سابق
:)

Thursday, April 13, 2006

صعلوك


يتيم

عاطل—طبعا فقير

هزيل

اسود في زمن لسه ما تخلصش تماما من العنصرية

فاشل في تكوين صداقات

أو علاقات عاطفية

بس مش معقد

و هي دي عقدتي


شعر: رامي يحيي

Wednesday, April 12, 2006

المسار

ا

ابحث عن الكلمات و عن مدار الفكر،

و اختر النظامَ المناسب؛

أطِلق سراحَ اشكالها المشرقة

و انقر علي الصور لكي تسمع كيف تغنّي.

الآن، الأوراقُ تنمو علي أغصان الفكر

الآن، تتبَّع تيارًا إلي منبعه.

اخرج المخبوءَ إلي الضوء

و شكّل المعقّد من البساطة.

الحيوانات ترتجف عند مرأي النسق المتبدّل للنمر

و الطيورُ تفرّ مذعورةَّ عندما ترى التنين،

بعض الكلمات تنتمي إلي بعضها،

و بعضها الآخر لا يتجانس، مثل أسنان غير متسقة،

و لكن عندما تكونُ صافيًا و هادئًا

تجدُ روحُكَ الكلمات الحقيقة.

و حيث السماء و الأرض يحتويهما رأسكَ،

لا شيء يفوتُ القلمَ الذي في يدك.

صعبُ أن تباشر في البداية،

و مؤلمُ، مثل الحديث مع شفاه متشققة،

غير أن الكلمات ستسيل مع الحبر في النهاية.

يحمل الجوهرُ المضمونَ مثلما يحملُ الجذعُ الشجرةَ ؛

و تتّسقُ اللغةُ إلى أغصانٍ و أوراقٍ ، و ثمارٍ.

الآن تتناغم الكلماتُ مع المضمون

مثلما يتناغم وجهكَ مع مزاجكَ—

ابتسم عندما تكونُ سعيدًا

و تنهّد عندما يؤلمك قلبكَ

أحيانًا يمكنك أن ترتجلَ بسهولة.

و أحيانًا تكتفي بأن تعضّ علي الفرشاة و تفكّر.


...............

من فن الكتابة لـ"لو- جي"

ترجمة: د.عابد إسماعيل

Monday, April 10, 2006

آدم

"إلي أن مثل أمامي شابان في أحد الأعياد . كانا أخوين و كنت أري ذلك من ملامحهما المتشابهة . و علي تشابه الملامح كان اختلاف الوجوه . وجه ناعم و يحمل الخشوع و مخافة بهاء مقامي ، وجه مستسلم طيب نظراته هامسة خافتة ، و وجه آخر كان أغلظ قليلًا . وجه جرئ يحمل نظرة ثاقبة متفحصة متحفزة . جاءاني لأري من منهما أحكم كتقليد استنته في أعيادي . سألت ذا الوجه الناعم عن الحكمة ، فقال إن الحكمة في كثرة السؤال علي ندرة الإجابة . سألت ذا الوجه الغليظ فقال إنها في قلة السؤال و قلة الإجابة . سألت عن السر ، فقال ذو الوجه الناعم إنه في الحكمة ، و قال ذو الوجه الغليظ إنه في القلب . سألت عن الموت ، فقال ذو الوجه الناعم إنه في السر ، و قال ذو الوجه الغليظ إنه في اللسان . سألت عن الروح ، فقال ذو الوجه الناعم إنها في الموت ، و قال ذو الوجه الغليظ إنها في نظرات الأعين . سألت عن الحب ، فقال ذو الوجه الناعم إنه في الروح ، و قال ذو الوجه الغيظ إنه في البكاء "
............................................................
من انجيل آدم

عيون البنفسج

Sunday, April 09, 2006

..بأمر الاستاذة رات

1.Grab the book nearest to you, turn on page 18 and find line 4
"it was something beyond the house, in another world."
2.Stretch your left arm out as far as you can.
صفين من الكتب
3. What is the last thing you watched on TV?
جزء من مباراة الاهلي مع المصري
4.Without looking, guess what time it is?
تسعة إلا تلت
5. Now look at the clock, what is the actual time?
تسعة إلا تلت
:)
بزيادة دقيقة واحدة
6. With the exception of the computer, what can you hear?
صوت التليفزيون
7. When did you last step outside? What were you doing?
في القهوة.. شاي بالحليب و نسخة من الرواية لمعرفة قديمة
8. Before you started this survey, what did you look at?
صفحة التعليقات علي البوست اللي فات
9. What are you wearing?
بلوفر منزلي و بوكسر... احم
10. Did you dream last night?
لا
11. When did you last laugh?
في الماتش.. اشارة مانويل جوزيه (مدرب الاهلي) للجمهور قبل خروجه مطرودًا
12. What is on the walls of the room you are in?
لاشيء.. رسومات لي علي الجدار.. آيه قرآنية
13. Seen anything weird lately?
طول الوقت لدرجة اني مش عارف اقول ايه و لا ايه
14. What do you think of this quiz?
زي ما قالت رات: عملية تجسس بشرفية و برضى المتجسَس عليهم
15. What is the last film you saw?
Roger Dodger كان فيلم ممتع رغم انه مؤلم
16. If you became a multimillionaire overnight, what would you buy?.
كوخ في مواجهة المحيط فوق تبة مزروعة
17. Tell me something about you that I dunno.
اممممم.. اكيد.. بس ايه اللي انا ما قلتوش اساسا في البلوج ده؟ مش عارف فعلا
18. If you could change one thing about the world, regardless of guilt or politics, what would you do?
مفيش .. لما اغير حاجة ح اغير بقية المعادلة.. و انا اتعودت علي المعادلة دي و راضي بشرها إلي الآن
19. Do you like to dance?
اكيد
20. George Bush.
راجل بيقوم بدور الامبراطور.. طبيعي و إن ماكنش صح
21. Imagine your first child is a girl, what do you call her?
ريم
22. Imagine your first child is a boy, what do you call him?
علاء الدين
23. Would you ever consider living abroad?
مش عارف
24.What do you want GOD to say to you when you reach the pearly gates?
"انت جيت يا ابن الـ***"--طبعا ربنا مش ح يقول كده
25. 4 people who must also do this meme in their journal.
تارا، آز، ايمن الجندي، شيماء، و ورود كمان
:)

...ياااااااااااااااااااااااه


عم برنس نزل البوم جديد اخيرًا. يعني "علي ما افتكر" علي رأي حاتم، انا و حاتم عن نفسينا كنا من الحزب المايكل جاكسوني--ما **** من سيدي إلا ستي، اعتراض لابد منه: مايكل فنان بجد--بس حدث رجوع برنس اثار الاشجان القديمة.. و علي رأي حاتم برضه
"ما بقاش فاضل غير إن مارادونا يرجع يلعب، و إن فوازير فطوطة تتعمل تاني"

Saturday, April 08, 2006

..مبروك يا مزون


صاحبنا عم مازن كان عنده النهاردة كتب كتاب اخته، مبروك يا سيد مازن و عيب الخيانة كده: ساب الجزيرة و حول علي العربية
:)
الصورة: انا و مازن.. لا مش تاجر سلاح عربي و لا حاجة
:P

..و علم آدم المعرفة.. و علم آدم الجنس

..القُبلة




قرار الجمعية الوطنية الجغرافية الامريكية بترجمة ونشر ما يعرف بانجيل يهوذا الاسخريوطي، التلميذ الذي سلم يسوع المسيح، قد يساهم بتحسين سمعة يهوذا الذي يعتبر من اكثر الشخصيات التاريخية التي ترمز الى الخيانة.
ويعود انجيل يهوذا الى القرن الثالث او الرابع بعد المسيح، وهو مكتوب على ورق البردي، يروي قصة موت يسوع المسيح من منظار التلميذ المغضوب عليه.
وتعتبر المخطوطات المكتشفة نسخة عن نص قديم آخر لانجيل يهوذا، تظهره وكأنه صانع خير اذ "ساعد يسوع المسيح بانقاذ البشرية من خلال موته على الصليب"، الا ان الكنائس المسيحية لطالما وصفت تاريخيا هذه التعاليم بالهرطقة.
ويقع انجيل يهوذا بـ31 ورقة بردي، كتب في اللغة القبطية واكتشف في مصر خلال السبعينات من القرن الماضي، وستظهر الجمعية الوطنية الجغرافية الامريكية لاول مرة بعض المخطوطات.
ومنذ الفي عام حتى اليوم، تصف الديانة المسيحية يهوذا بالخان معلمه بقبلة وسلمه الى السلطات التي صلبته، وذلك مقابل "ثلاثين من الفضة" حسب ما ورد في الاناجيل الاربعة التي تعتمدها الديانة المسيحية وهي اناجيل متى، مرقص، لوقا ويوحنا.
وتقول هذه الاناجيل ان يهوذا مات بعد وقت قليل من خيانته يسوع، اذ شنق نفسه بشجرة تين. تلميذ مستنير؟
في المقابل، يظهر انجيل يهوذا هذا التلميذ بصورة مختلفة فيصفه بالتلميذ المفضل لدى يسوع، ويضع خيانته في خانة استكمال المهمة السماوية التي تقود الى "موت يسوع على الصليب لانقاذ البشرية"، واسس لوجود احد اهم المبادئ في الديانة المسيحي، وهو ما تسميه الكنيسة "سر القيامة".
وتتطابق وجهة انجيل يهوذا مع نظرة نظرة المذهب الغنوسطي الذي يعود الى القرن الثاني بعد الميلاد والذي اعتبر حينها خصما اساسيا للكنيسة الاولى.

"قبلة يهوذا" اصبحت مصطلحا
ويعتبر الغنوسطيون يهوذا اكثر تلاميذ المسيح استنارة لانه تصرف بطريقة سمحت بتحقيق خلاص البشرية من خلال موت يسوع وقيامته.
ويعتقد ان الغنوسطيين وثقوا نظرتهم هذه في اللغة اليونانية في سنة 150 م، ويعتقد بعض المؤرخين ان انجيل يهوذا الذي يعود الى القرن الثالث او الرابع قد يكون نسخة عن الوثائق الغنوسطية.
وكانت الكنيسة المسيحية في مراحلها الاولى اعتبرت ان تعاليم الغنوسطيين هرطقة وذلك في عام 180 م.
وتم العثور على انجيل يهوذا بالقرب من منطقة بني مسار في سبعينات القرن العشرين، وفي عام 2000، وضعت جمعية الفنون القديمة في بازل (سويسرا) يدها على المخطوطات التي تشكل انجيل يهوذا، وبدأت بترجمتها.
وفي عام 2005، وقعت الجمعية الوطنية الجغرافية الامريكية على عقدا بقيمة مليون دولار امريكي مع الجمعية السويسرية من اجل نشر انجيل يهوذا.
وستنشر الجمعية الوطنية الجغرافية الامريكية مقالا عن هذا الموضوع في مجلتها الشهيرة "ناشونال جيوغرافيك"، وستبث قناة "ناشونال جيوغرافيك" التلفزيونية وثائقي مدته ساعتين عن انجيل يهوذا في التاسع من شهر ابريل/ نيسان الجاري.
..............................................................
نقلا عن بي بي آرابيا دوت كوم

Friday, April 07, 2006

www.alaaeldin.blogspot.com

من سنة واحدة بس مكنش العنوان اللي فوق ده موجود. و لا كنت اعرف كل الناس الجميلة اللي تيجي و تسلم و تمشي، أو حتي تمشي من غير سلام. عاش معاك البلوج ده سنة واحدة من حياتك، بس كانت سنة مهمة. عدت عليك سنة و اتنشرت اول رواية ليك، و بقي عندك البجاحة انك ترفض بيع سيناريو، و انك تحس ان فيه ناس ممكن يقولولك صباح الخير في الصبح اللي جاي. سنة كانت كفيلة بأنها تحسسني أن التمن اللي دفعته علشان اعيش زي ما انا عايز كان في محله.. و كان سليم.. و كان يستحق
عاش معايا البلوج ده الليلة اللي الاحباط ضربني فيها لغاية ما روحي نزفت فوق السرير، ساعة ما كنت ح ادلت كل اللي كتبته و ما اتنشرش. نشرت قبل البلوج ده 21 كتاب. اجزاء مهمة مني و ما انكرش، بس الدنيا و الناس علموني الطمع في كل فجر جديد
عاش معايا البلوج ده تعارفي علي ناس مهمين جدًا في الحياة، ما تتخيلش قد ايه مهم للواحد انه يفتح الكومبيوتر يلاقي حد يقوله ان اللي بيكتبه مصدر إلهام ليه. مكافأة فورية للكاتب قبل التوزيع و الجوايز و حسابات الفلوس و الخسارة.لما حد في نص الكورة الارضية التانية ينزل من بيتهم يجيب كتاب انت كتبت عليه. مستني ايه اكتر من كده؟
عاش معاك البلوج ده لما ناس انت اتربيت— و لسه بتتربي—علي كلامهم يقروك، و فوق كده يضحكولك و يقولولك كلام مش علي مقاسك
تفتح الكومبيوتر زي العصفور المدهوش اللي واقف فوق الشجرة يحرك في رقبته مستني حاجة الناس مش فاهمينها. تلاقي كلام كويس و تلاقي كلام وحش، و اهو افيه انك تلاقي شتايم عمر ما علاقتك بالناس قبل كده جابتها، بس عادي.. اهي هي دي الحياة من غير ماكياج
بتنام و تقوم، و تعدي الايام و تفوت، تاكل و تشرب، تروح و تيجي و انت مش حاسس ان في كل لحظة بيكون البلوج ده حتة منك. يخلص اليوم أو يبتدي تروحله و تحكيله حكايات يمكن ما تهمش حد، و يمكن كمان ما تهمكش بعدين
البلوج ده شاف معايا الايام اللي مكنش فيه كومبيوتر علشان اكتبه عليه. ايوة. يمكن تسعين في المية من اللي اكتب في البلوج ده كان في نت كافيهات بتسهر لغاية الصبح. بكتب و انا قاعد في دوشة ناس انت بتكتب عنهم. بتتنفسهم في اللحظة اللي بتنقر فوق الكي بورد بحتت منهم. دلوقتي انا بكتب اللي بكتبه ده من البيت، بقرقش حاجة في بقي و بابتسم
الكاونتر اللي تحت بقاله تلات شهور و اسبوعين، من 23 ديسمبر اللي فات، و مكنتش متخيل ان العدد ده ممكن يكون موجود. سيبنا من العشرين ألف و خمسميه.. من العشر تلاف و خمسميه، من الخمس تلاف من غير خمسميه. انا بس عايز اشكر كل اللي عدي، و لو من بعيد، و قالي: انت يا واد يا بقف؟ بتعمل ايه؟
و فوق كل ده و ده، للناس اللي عارفين نفسهم كويس، و اللي مش ح اقول اساميهم علشان ما انساش اسم فيهم، و اللي بيعدوا و يبصوا، ييجوا و لو من بعيد لبعيد، يقروا و ما يكتبوش، يبتسموا و ما يقولوش: ربنا اعلم بالمعزة

......................................
و علشان حبة ريفرش: دوس هنا

Wednesday, April 05, 2006

...نقطة متعجلة بعد فواصل مرتابة

هو شيء اشبه بمسح نصل السكين، بتؤدة، عن دم حار. شيء اشبه بالنشوة النهائية بعد امواج متعاقبة تنحت من جسدك. تنهيدة لافحة بعد ماراثون طويل. شيء يوغل في اعصابك بهدوء واثق، مثلما تتشرب المناديل الورقية الماء و تموت بعذوبة و استكانة. تختفي فجأة المعادلات التي كانت تزحم رأسك و تتقافز في تعاريجه الغائرة. ترتخي عضلاتك. يبطء تنفسك. يحتك العرق بالجبهة في لزوجة لم تعد تأبه بها نازلًا بغير انزلاق. تموت الدقائق و تتلاشي. تغلق جفناك و تدع فلاشات النور الطفيفة تتألق و تنطفئ. يقولون انه فعال و مريح. الفعالية هي حلمك و الراحة هي خطيئة لم تجرؤ علي تخيل اقترافها. ربما جرؤت و لكن الحياة هي من لم تدعك فيما يبدو
تحس بشرايينك تتهدل. يبعث لك عقلك بأشارات مختلطة قبل غوصه في الماء الدافئ المغوي كفرج امرأة. الشرايين تتمازج. تتراقص. تلتحم و تدور حول نفسها. القلب يستند إلي حجابك الحاجز كعجوز منهك. المعدة تتساقط فوق المثانة. المثانة تنضغط فوق عضوك. عضوك يلفظ انفاسه الاخيرة لتبلل سروالك. ينضغط الهواء خارجًا منك. تشعر به يحتك بعدسة عينيك. ينفرج فمك، و لكن ليس للكلام هذه المرة

Sunday, April 02, 2006

..سرد احداث تقابل معلن بين غريبين كانت بينهما مودة

عندما عبر المساحة المسورة في القهوة عاوده ذلك الشعور بالاستغراب. التفسير المبدئي يجزم بأن الهدف من الحائط الخشبي المصطنع في وسط القهوة هو فصل الجزء الذي تقدم فيه الخمر الرخيصة بالترادف و التقابل و التضاد مع انواع البيرة. يتردد هذا التفسير ثم ينهزم تمامًا امام ملاحظة أن الجزء الاوسع من القهوة--خلفه الان--هو مرتع للبيرة الحرة، و بنوافذ اقرب إلي الابواب في مواجهة الميدان الكبير. يفكر احيانًا في أن يكلم صاحب القهوة، المتجهم ذو الشعر الرمادي--و الذي وصفه احد اصدقاءه بأنه "برنس"-- عن خواطره المهمة هذه، و لكنه، و بالطبع، خجل عند وصوله لمخرج المرحاض كما يحدث دائمًا
و في اللحظة التالية اصطدم بذقن و شارب و قامة نحيفة. استرجع تفاصيل السهرات في مكتب المونتاج و تردد للحظة في السلام علي الرجل ذو العينين الضيقتين الذكيتين. فعلها في نهاية ثانية التردد المقدسة و مد يده
دقيقتين من الحوار بلسان ثقيل--سبع زجاجات من المايستر كما خمن-و ملحوظات معتادة تصير في هذه اللحظة في غاية الاهمية مثل "بس انت شكلك اتغير اوي"، و بالطبع سترفع حاجبيك إلي اعلي في دهشة. عدم رفع الحاجب هو احباط لألمعية الرجل كما تعلمون
دقيقتين و هو يعاني من مثانة محصورة و اذن تطرد الكلمات التي تحوم حولها و افكار عميقة عن حائط القهوة الخشبي و الخمر الرخيصة و الستلا الخضراء. ذكر الرجل اسمين يرتبطا بما يقوله، و سُر جدًا باكتشافه هذا-الذي يثبت انه غير سكران طبعًا--لدرجة انه ترك المفكر في حال سبيله اخيرًا، بعدما ناوله كارت شخصي كاد المفكر أن يمسح به عضوه لولا استحي
و قبل فعل الاستحياء، بينما البول الذهبي يمرح دوامات لطيفة في المبولة، اكتشف المفكر شيئًا: القهوة ثلاثة اقسام، قسم للمشاريب البريئة و لعب الشطرنج، و قسم للمشاريب الخبيثة و البيرة، و قسم للمشاريب البريئة و البيرة فقط. إذن الجزء الواسع ذو الابواب علي هيئة نوافذ كان متمايزًا عن القسم الضئيل ذو الحائط الذي يختص بالمشروبات الخبيثة وحدها. ضحك بصوت مكتوم، لفت انتباه الشاب علي يمينه ذو زجاجة الستلا الموضوعة علي زاوية تقابل ماسورتين رفيعتين اعلي مبولته بقليل بينما هو يشرب من الزجاجة و يخرج من عضوه. دس المفكر شيئه في بنطاله و هو يفكر في اليوم الذي يمكن فيه ان تقتحم البيرة و الخمر الرخيصة محراب الشطرنج و الشاي ذو الحليب، فيكون مشهدًا كوميديًا بحق. الفيل له خطوة واحدة في كل الاتجاهات
رفع السحاب إلي اعلي. خرج من المرحاض. شاهد شخص يجلس في دعة، في الركن الخبيث، امامه قطعتين من المخبوزات و شاي بالحليب، و يطلب كوبًا اضافيًا من الماء بصوت متناوم

ابن موت

عندما صحوت قطبت حاجبيّ.في الحمام غسلت اسناني في خطورة. شربت سيجارتي الاولي في تجهم.. ثم فجأة، و بصورة غير متوقعة، انتبهت أن هذا هو يومي الاول بدون التفكير في كابوس الضرائب، و بدون كتابة معالجة الفيلم الجديد من اجل دفع الضرائب عن طريقه. اكتشفت، و بصورة باهرة، انني غير مطلوب للجيش، و لا للمالية، و لا للداخلية، و لا حتي للمأذون الشرعي. و من اجل أن اكون منصفًا، أنا لم افكر في الضرائب قبل يومين. اُبلغت بالخبر الميمون: ارضك بتنده
في المساء كنت اطل علي القاهرة من ارتفاع اربعين طابقًا. صديقي البيانيست كان يعزف ماي واي نزولا علي رغبتي. فقاقيع الهواء المتدافعة في الماء خلفه بدت لي لوهلة كأنها المصفوفة الخضراء الشهيرة. الدخان و يد النادل التي تصب رشفات في كأسي. عضلاتي المسترخية. انوار القاهرة البعيدة القريبة. سيقان جميلة تعبر الردهة في مواجهتي. نعم. للحظة طيبة مخادعة بغيضة، احببتها مثلما كرهتها، احسست انني انجزت احلامي الأهم. علي الاقل فعلت ما يتوجب عليّ فعله. السن السابعة و العشرين ما تزال بعيدة ببعض من الاشهر. اغلقت عينيّ. نبضات تسري في صدغي إلي جسدي كله. نعم. اظن انني قد فعلتها، و اظن ايضًا، انني فعلتها بطريقتي