حصيلة اليوم السابق في شرم الشيخ: عين لا تري بفعل الحساسية من الكلور، و جسد ملئ بالالتهابات، و رقبة يابسة العضلات، و 24 ساعة كاملة مضوا بلا عمل.
أُطمئن شيماء: رسالتك وصلت!
و ربما لم تكن شيماء فحسب هي السبب—هي ليست السبب بالطبع علي اية حال، فقد قضي العبد لله نصف النهار متذمرًا عبر التليفون لـ"تيمو" عن اني اصبحت milf hunter اصيل
(ربما سيضحك العارفون بمواقع النت عليّ الآن حتي يستلقون علي اقفيتهم!)
السبب اني قضيت خمس ساعات كاملة في حمام السباحة لا افعل سوي الغطس و مشاهدة نسوة في ربيع العمر (الاربعين أو ما يزيد) بصحبة شباب يافعون. حدثت المعجزة، و تحولت من milf hunter إلي بطة، عندما استلقت شابة شقراء جميلة بالبيكيني علي مسافة مني، و اخذت تبادلني النظرات. بالطبع هذا لا يحولني إلي بطة، و لكن عندما تعرفون انني نويت محادثتها، فقمت لكي اجلس علي بُعد اريكتين منها فحسب، ابكمًا ازعرًا ابلهًا، اظن أن هذا يحولني إلي بطة بامتياز، و بطة سوداء ايضًا.
لفت نظري زوج من الرجال الاجانب في اواخر الثلاثينات، اظن أن كلاهما يتقمصا دور توم سيليك بشكل أو بأخر، فقد اشارا للنادل، و رأيت احدهما يشير إليه بأن يحضر مشروبًا للفتاة علي حسابه. للحظة عشت دور هتلر قبل لحظات من الغزو الروسي لبرلين، و لكنني تحولت بعدها إلي تشرشل ضاحك بسيجار في نفس الحقبة الزمنية عندما مدت الفتاة يدها إلي ملابسها و ارتدتها في عصبية ما و مضت لا تلوي علي شيء، حدث ذلك و النادل لم يكد يترك السيدين العابثين! متنا احنا الكل يا هندسة! هع هع هع هاااااع!
بالطبع كان هذا سببًا اضافيًا للتذمر مع تيمو الذي اخذ يضحك كوغد محظوظ (لا داعي هنا لذكر اسباب سعده)، و لكن الله قد دبر لي خطة ما، علي رأي التعبير الامريكي المشهور.
( لا اتبع مدرسة كازانوفا الذي يدعي انه حقيقة كوزيمودو من اجل الاحتفاظ ببركة الكتمان، و لكنني لا اخفي عليكم أن بعد موقعة العين و الرقبة و الجلد لن اقول شيئًا عن أي نوع من انواع المغامرات الليلية حتي لا اتحول إلي ما هو اسوأ من البطة.)
فور اغلاقي للخط التليفوني وجدت ما لايقل عن قبيلة بيكينية لا تنتمي لطائفة عذراء الربيع و لا لفصيلة المحشي الاستوائي، و اذكر هنا بالخير شابة ألمانية كانت مثار التعليقات و التمنيات الحمراء و الوردية بكل انواعها من كل شباب المغطس و العاملين و الزوار و اعضاء المجلس المحلي. شاهدت السيدين العابثين يظهرا ثانية. احدهما يريها صورًا التقطوها لها بالكاميرا الديحيتال، ثم الاخر يأتي بزجاجة ماء معدني و يقول لها هزا كتفيه في تواضع، مبتعدًا عنها كقديس
“it’s nothing! It’s just a bottle of water!”
جست بوتل اوف ووتر يا ضلالي؟!
و لكن الاقدار لم تخب ظني، فعندما مشت البنت تجنبت قصدًا المرور امامهما، فاتخذت طريقًا ليس بالهابط جدا وراء المرتفع الاسمنتي التي تقع عليه اريكتيهما بدلا من المرور امامهما في بساطة. كدت اكركع بالضحك و لكن لا يستحب الهزل مع اكوام العضلات التي رتبوها فوق اجسادهما كمكعبات الميكانو.
و اظن انه من الخير ألا اخبركم عن امها هي الاخري، لأن "حكايتي شرحها يطول" علي رأي حنان الشيخ. كل ما يمكن ذكره هو انني اشتبهت في تلوث بلاستيك منظاري الطبي، فنظفت العدستين جيدًا و ارتديته. فوجئت بذات المنظر المغبش. نظفتهما ثانية، و هكذا دواليك حتي اكتشفت ان المغبشة هي عدسة عيني في الحقيقة.
بالطبع تليفونات مذعورة لمجدي الشافعي الذي نصحني بداية بغسل عيني جيدًا و لم يحدث ذلك اثرًا، ذهبت إلي الصيدلاني لأني خجلت من مهاتفة مجدي ثانية، فأشار علي احدهم بشراء بروزولين الذي لم يفعل شيئًا. اضطررت لإزعاج مجدي ثانية. لابد من علاج تلك العين لأنني ببساطة احتاجها لإكمال السيناريو و لطموحات اخري في طور الدراسة. اشار علي مجدي بقطرتين طبيبتين. تناولت عشائي و انا اضع احداهما بين الفينة و الاخري كمدمن ماريجوانا مثالي، إلي أن وصلت إلي الشاليه، و وجدت نفسي غير قادر علي القراءة أو الكتابة و مُجهد بفعل قلة النوم و محاولات السباحة العقيمة لمدة خمس ساعات. القيت بنفسي فوق السرير و صحوت بعد 12 ساعة كاملة. الخبر الجيد هو انني اصبحت اري جيدًا، و الخبر السيء هو انني لم اكتب سوي عدد محدود من المشاهد و قد فات يومين و انني اعاني من رقبة يابسة. الآن عوضت قليلًا علي اعتبار انني اكتب لمدة يومين فقط، اشتري زجاجة ماء معدني و انوي الذهاب إلي مقهي الانترنت لنشر هذه التدوينة ثم ارجع لمناجم العمل السايبرية، بعدما فششت غلي قليلًا.