تقيم دار العين ندوة عن "اليوم الثاني و العشرون" في يوم التاسع من يونيو، الثامنة مساءً بمقر الدار.
أبراج اللؤلؤة
97 كورنيش النيل، بعد كوبري إمبابة
الدور الثاني
و الدعوة عامة.
تقيم دار العين ندوة عن "اليوم الثاني و العشرون" في يوم التاسع من يونيو، الثامنة مساءً بمقر الدار.
أبراج اللؤلؤة
97 كورنيش النيل، بعد كوبري إمبابة
الدور الثاني
و الدعوة عامة.
مش عارفة أرد و أقولك ايه..
أنا زيك برضه بفكر فيك
كل اللي في قلبك..حاسة انا بيه..
من نظرة لهفة و شوق ف عنيك..
مشيت ورا إحساسي..
لاقيتك حبايبي و ناسي
لاقيتك حنين..كتير عليا..
و أنا اللي فاكراك قاسي...
علي قد ما كنت اتمنى لقاك
و فصلت اعد انا في الايام
آه م اللي انا شفته حبيبيمعاك
مش قادرة اغمض عيني و انام
مشيت..ورا احساسي..
لاقيتك.. حبايبي و ناسي
لاقيتك حنين.. كتير عليا
و انا اللي فاكراك قاسي...
روبي
التقطت تلك اللحظة التي يسري فيها البرد في العروق.
سري تيار الهواء بخبث متخللًا الرقبة العالية المطوية في عناية، ملس فوق جدران العنق الساخنة، ومضى. سحبت نفسًا عميقًا من سيجارتي و لفظته براحة التسليم. ستوجعني رقبتي في الصباح. أعلم ذلك.
علي مدي بصري كان النيل يتماوج بألفة. ألفة قد تكون ممجوجة أحيانًا. قدماي تؤلمانني. ليس ألمًا بالضبط، و لكنها تلك الشدة التي تحسها فوق عظمة ساقك عندما تمشي طويلًا. لقد مشيت طويلًا بلا توقف.
أنظر في ساعتي عندما أدرك أنني أمشي بلا توقف. الخامسة و ست دقائق. أعبر الكوبري الصغير و أراهن نفسي عن المدة التي تلزمني للوصول إلي البيت. عندما أمشي أربع أو ثلاث خطوات أخريات أتشكك. ارفع معصمي ثانية. الخامسة و ست دقائق و ليست و عشر دقائق.
استمررت في المشي.
شدة الساق مستمرة و لكنني لا أتوقف. هكذا كان النيل يتموج بألفة أيضًا. الريح تعبر صدري عبر سترتي الجلدية و كنزتي ذات الرقبة الطويلة. امشي. امشي و مازوخية مكتومة تستحثني علي المتابعة. سأصل للبيت بعد ربع الساعة. هكذا خاتلت نفسي بعدما عبرت الكوبري الطويل.
قبل قليل كنت امشي في ذلك الشارع الآخر. عبرت بالكلاب علي يساري. كلاب الشوارع أهابها مذ كانت تنصب لي الأكمنة في طرقات المظلمة في جوف الليل. صوت نباح طويل حاد و نقرات ثقيلة للمخالب المتسخة. انظر فأجدهم زوج. كلب بني متهالك قليلًا و كلب ابيض ذو بقع سوداء و لسان متدل. نحن في الفجر فما حاجته لهذا اللسان المتدل. حاولت صرف نظري عن مرأهما. كتمت نفسي كعادتي مذ قرأت أن الكلاب تشم الأدرينالين و تدرك خوفك. حاولت تنظيم تنفسي حتى لا يشتمني الكلب و لكنه، و أنا أراه بطرف عيني، يعبر الطريق في اتجاهي.
.........................................
رواية جديدة
يناير 2008
...
اللوحة: قدم جوليا
لـ: كيلي بورشايم
مذ دقائق قليلة لفت نظري تي شيرت اصفر عليه نسر صلاح الدين المعروف في عموم الجمهورية بختمه. فتاة ذات عينين جميلتين و كتاب لروبرت فيسك كانا يرافقا التي شيرت في رحلته حتي اصطدم بعينيّ. اعلم أن آز، و بعض الأشخاص الآخرين، قد توصلوا لبعض المعادلات المختلفة مثل لوجوهات بيمبو و شاي العروسة، أو كتابة العامية بالأحرف اللاتينية. و لكنني لم أر "شعار الجمهورية" علي صدر تي شيرت اصفر . جمعت شجاعتي و احتميت بكعب روايتي و أنا اسأل الفتاة المبتسمة المرحبة عن أي صعلوك يفعل مثل هذه الأفاعيل. أجابتني بأنه بوتيك "...." في الزمالك، قريبا جدا من المرعشلي.
مبروك علي كريم دو لا كريم الزمالك مزاحمة الصعاليك في الصعلكة، و مبروك علي الصعاليك مجئ جيمي مبارك ليزاحم الكريم دو لا كريم في الزمالك.
الوطن عندي يعني بيتك و شارعك و أصدقائك. بيتي الكبير اللي أتربيت فيه 27 سنة جه اليوم اللي اسيبه فيه. هي دي كانت الظروف القهرية اللي كتبت عنها لما قلت إني أتأخرت في بوست عيد ميلاد البلوج.
في بيت جديد، يعتبر آخر حلقة في لجوء سياسي طال انتظاره، كان عندي المساحة الفاضية بشكل مطلق. كنت في بيت القديم، بيت العيلة و الأجداد و الآباء، ناجح شوية في خلق عالم خاص ليا لوحدي. مساحة فاضية بشكل نسبي. دلوقت، مع المفتاح الجديد، و القط الجديد الأستاذ فستق الحمصاني، المساحة الفاضية دي بقت مطلقة، مع التمني إنها تكون نهائية.
أنا دلوقتي في وطن بصنعه، بعد ما سبت ورايا وطن صنعني.
لسه ملتزم بأعباء عائلية، مع مبلغ شهري لا يستهان بيه. تمن الحرية اللي مستعد لدفعه بنفس راضية، و اتمني أن ربنا—اللي نفذ لي كل أحلام حياتي تقريبا—يكمل وقوفه جنبي زي ما بيعمل من أول لحظة بصيت فيها بجد علي الدنيا، و من قبل كده كمان.
هو شعور عجيب، ما بين الفخر و الخوف، ما بين الراحة و القلق. فخر بأنك كملت لدرجة جديدة من سلم الاعتماد علي النفس؛ فلا الوالد و لا العيلة جابولي شيء. الفخر أني أكون جوه وطن صنعته بالكتابة و للكتابة. الفخر ده ممتزج بالخوف من أنك تطلع صغير بعد ما كنت كبير في عينك. الراحة في سرير جديد كان حلم اكبر في الحياة، و قلق من بكرة و من كل الالتزامات. طريقي اختارته بنفسي، و الحمد لله، و مفيش أي ذرة للندم تسللت جوايا، لغاية دلوقت.
مع كل حتة اكسسوار بجيبها للوطن الجديد بارتاح زيادة، و مع كل مكالمة تليفون هادية ما تقطعهاش خناقة بين اهل وطني اللي فات بانشرح. مع كل صديق يفوت يشرب معايا الشاي في فناجين اخترتها لنفسي انبسط. لما جاتلي صحفية لطيفة و عملت حوار صغير اتنشر في روزا اليوسف كانت اول صورة في الوطن الجديد، بس للأسف لسه ما بعتتهاليش. صورة شفتها مطبوعة و ابتسمت.
كل شيء ليه تمن. معلوم. لكن تاني، و باكررها، مش نادم علي شيء.
و مع القنديلين جنب السرير الواسع، بغمض عيني و استرخي و انام ببطء و انا بفكر في كوابيس بكرة. بالاقي نفسي بابتسم، رغم كل الخوف، لأنه دلوقتي بقي عندي وطن حقيقي، مش مستعار.
.........................................................
صورة1: من بلكونة الوطن الجديد.
صورة2: فستق باشا الحمصاني. رفيق الكفاح الجديد..برضه.