ابناء الرجال الذين ماتوا و هم يتكلمون

انهي ضمير اللي سمح لينا بأننا نيجي الدنيا؟

و ليه كل ما نمشي في الاركان الكئيبة نفتكر قد ايه احنا لوحدنا، و قد ايه احنا مش مبسوطين، و لما نيجي نهون علي نفسنا، ح نحس اننا بنهون علي نفسنا، فنزعل زيادة، لأننا تحولنا لكائنات تستحق الرثاء

ليه كل الأيام زي بعضها و التغيير حتي ما بيكونش مهم.. ليه كل الاحلام الكبيرة مصيرها زي الاحلام الصغيرة؟ نومة لطيفة و سيجارة و فيلم يضحك عليك زيادة

و تضحك

ليه نكتشف، في لحظة فارقة في حياة الصراصير، أن البني آدم أن كان طيب، أو أن كان ابن (...)، فكله زي كله.. مفيش فرق..

ليه فجأة تكتشف أن ابليس كان كائن رومانسي جداً، و صدق الوعود و المبادئ زيادة عن اللزوم، لحد ما اتصدم، فثار، فتحطم

ليه تكتشف أن ابليس هو صديقك الوحيد ف الدنيا دي؟

و انه هو الوحيد اللي ممكن تمشي معاه ف شوراع وسط البلد، متأبطين، مقتسمين السيجارة و الضحكة، و تبقي ح تسمع صوته بيقول

" شايف الفقع؟ بذمتك مش حياة بنت (...)؟"

ليه هو الوحيد اللي ممكن يغطيك كويس بالليل، و يهمس ف ودنك

"معلهش.. الحياة وحشة.. بس ده قدرك"

هو اللي ممكن تدخل عليه المطبخ و انت لسه صاحي من النوم، ح تلاقيه بيقلبلك الشاي و هو مبتسم. هو الصديق المثالي أنك تشاورله علي بنت جميلة و انت متغاظ فيضحك و يرجع راسه لورا لغاية ما الناس تبص عليكوا يمين و شمال

ابليس هو النسخة المتناهية لفشلك، و هو غالباً لسه محافظ علي وسامته و شياكته، لأن دي لزوم شغلانه الاغواء

فيه ايه اسوأ من ان يكون ابليس صاحبك؟

مش ممكن تكون انت ابليس نفسه... و انت مش واخد بالك؟