designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Thursday, August 30, 2007

الحب من بعيد

عندما تطير بك عربة حديثة فوق المحور في اتجاه عكسي، و الساعة السادسة صباحًا، و أنت تترك ذراعك كلها للهواء الذي يتعالى على يدك المبسوطة، ربما تتمنى أن تطول هذه اللحظة للأبد.

السماء بيضاء، و زجاجات الخمر الفارغة ملقاة ورائك، و أنت لم تنس أن تلقي بعلب السجائر الفارغة خارجًا، لأن الكابوس سيكون عندما تفتح بيد مخمورة ثلاثين علبة فارغة، بحثًا عن لفافة تلتف حول دماغك، الملتفة بدورها حول بحيرة صغيرة من الخمر، تلتف بدورها فوق نفسها كحمامات الجاكوزي.

قبل قليل كانت الأفخاذ الناضجات حمراء و صفراء و برتقالية.

اجلس فوق أريكة. أرخي يدي بالكأس. شفتاي تحملا السيجارة بخفة، و لا تحملاها، مثلما يحمل الهواء ورقة شجر. لاكي لوك مثالي يلتحف بالصمت و السكون ستارًا يخفي خجلا غير منطقي. عندما يدفع ذاك الشاب رفيقته إلى الخلف، راقصين، محاولا اختطاف قبلة من شفتيها الناضجتين، يرتطم ظهرها بظهر احدهم. تعتذر نصف اعتذار يستقبله الرجل بربع اهتمام. فتاتان يعانيا من متلازمات الوحدة و إفرازاتها يرقصان وحدهما. مازلت واضعا ساق فوق ساق.

غرباء في الليل.

سألت نفسي لِمَ تكشف تلك الفتاة بطنها المتمددة. لم يبد الأمر منطقيًا، بالضبط كجلوسي فوق الأريكة.

اتعب من الاسئلة، و سلمت نفسي لدوامات لطيفة تدور فوق بعضها. من اللطيف أن تترك كل الأسئلة، و أن ترخي الجفن، في مواجهة هواء يقتحم سيارة حديثة، تمشي في اتجاه معاكس.

استراحة قصيرة: وجه من الماضي

Monday, August 27, 2007

حيرة؟

نهير صغير يشق دماغي..


انتظر صديق في المقهى يبدو انه قد مل من الانتظار و رحل.

احمل حقيبتي. امشي في شارع هدى شعراوي الذي تتراوح تفاصيله ما بين إقبال و إحجام تبعا للضوء الشحيح الذي استغربه دوما لشارع في مثل موقعه. ادخل لبار "ستلا"و اسلم على رجل عزيز عليّ. اعرض عن دعوته للجلوس بدافع مبدأ الزيارة الخفيفة. اقبله و أشم رائحة البيرة التي غلفته. اخرج من البار، و أعود خطوات قليلة لأمر بـ"زهرة البستان". كان يمكنني الدخول في الممر الذي ترقد علي ناصيته شركة الخطوط الجوية التونسية، و لكنني أقوم بمناورة مملة فأدخل في شارع "زهرة البستان" لأعرج يسارًا حتى أعود لنهير شارع سليمان باشا، لأولج نفسي في الممر سابق الذكر. عينيّ تستعرضان الجالسين فوق كراسي المقهى. أعبرهم كما اعبر استوريل في وسط الممر و مدخل نادي السيارات الذي كان ملكيًا في مواجهتي، هناك، عبر نهير قصر النيل. امشي إلى اليسار قليلًا، بوسعي أن ادخل "الجريون" لاستعرض جالسيه برتابة و لكنني أعرضت كما فعلت مع دعوة العزيز. أدخل في الممر الذي يسند يساره ملهى "الأفتر آيت"، و أمر ببائع الزهور علي يميني قبل أن انعطف أنا بدوري جهة اليمين. عندما أنحرف يكون المطعم المتواضع الذي يبيع رواد قهوة مهران—التي أسموها افتر آيت بدورها—أصناف من المحاشي و الممبار. إلى يساري يكون حسن رياض صاحب برج الحمام الذي أطلقه صوت منير بهجة. أسلم عليه و أنا أقول بابتسامة ما:

- و كأنني اعبر بك مرة ثانية في نفس اليوم.

نظر لي و اتسعت ابتسامته الطبيعية قليلًا قبل أن يقول:

- عندك حق.. و كأنك بالفعل تعبر بي بعد ساعتين أو ما يزيد قليلًا..

رأيته بالأمس، جالسًا في ذات المكان بالضبط، و يبدو عليه أنه ينتظر ذات الطلبات، و كنت أنا ارتدي ذات الملابس، و حالق لذات اللحية. وبكرمه المعتاد لم ينس أن يعرض ذات العرض:

- طيب اقعد واشرب شيئًا هذه المرة.. بجد..

ابتسمت و أعرضت مرة ثالثة بينما هو يلحف بسلامة طوية. تأخذني قدميّ لعمق الممر. الناس عن يمين و عن شمال. محل الكبدة علي يميني و علي يميني أيضًا محل "سعد الحرامي" بعدما ودع عربة الفول المتهالكة في شارع شامبوليون، بجوار المدرسة التي أغلقتها السلطات. أعبر بكل هذا، و يكون نهيرًا آخر يسمى محمود بسيوني أو الانتكخانة. أعود بقدميّ خطوات قليلة إلى اليسار، و ادلف للشارع الضيق الذي يرقد محل الحمر اليوناني علي ناصيته. على يساري مقهى صغير جدا لا يكف صاحبه عن شتيمة "كفاية"، و بعده مباشرة نت كافيه مغال في أسعاره و بقالة ومدخل بيت يليق بوسط البلد. أيضًا على يساري تقع المدرسة، و الممر الصغير الذي كان سعد يقف بعربته في آخره، مواجهًا مقهى روميسا.

شارع عجيب يمتد لما بعد التاون هاوس الذي يتثائب في ناصية قريبة، و علي يسارك تجد التكعيبة بكل روادها. مصدر عجبه هو أنه ببساطة يمتد، بينما احسبه أنا جثة هامدة و واقع افتراضي فيما جاوز التكعيبة و التاون هاوس. عرفت أن اسمه حسين المعمار و أنه بالفعل يمتد فيما بعد التاون هاوس ببعض من الجرأة و كثير من الوقاحة ليضم مسرحًا تجريبيا يدعى روابط. سيكون علي يسارك إن أكملت شارع المعمار الذي هو حسين و لكنني و ببساطة أورثتها العادة انحرف يسارًا. بالأمس قابلت صدفة صديقة اعرفها عن طريق الانترنت. تعرفت وجهي و تعرفت وجهها بينما أنا أتحدث في التليفون و ابحث عن وائل سعد و مجدي الشافعي. سألني صديقها المصري إن كنت اجلس هنا دوما فقلت بحسم إنني أُفضل "منه فيه". هو يعرف مقهاي الذي أسميت و يهز رأسه بلا معنى ثم يخبرها أن روايتي كانت من أكثر الروايات مبيعًا في العام المنصرم. تشكر يا مولانا.

اليوم اجلس قليلًا مع مخلوف و قنديل اللذان أحبهما. يسميني قنديل عبد العزيز و اكسل أنا عن رد تحرشه الودود. أصل إلى بيت وائل سعد المؤقت، و الذي يحتل ناصية التكعيبة—علي يميني بالطبع و أنا قادم من ذاك الاتجاه—و أنا أفكر للحظة في أن أنهر وسط البلد الصغيرة، بضفافها التي يرقد بها ما لا نستطيع حصره من محال و عمائر و بشر و كائنات خرافية في كثير من الأحايين، تنحت أنهر أخرى من الأفكار في الدماغ، أفكار ترقد علي ضفافها الحياة ذاتها، أو ما تبدو أنها كذلك.

بينما أنا أغلق باب مصعد وائل الخشبي، بعدما أبديت افتناني – لمرة أخرى و ليست أخيرة–بزر الاستدعاء الذي يسطع لك بكلمتي "سيحضر" و مقابلتها بالفرنسية، مستنشقًا رائحة الزمن القديم المتماهية مع بعد المكان ذاته، وجد نهير صغير طريقة جديدة لشق دماغي؛ إذ أن مولود وسط البلد لا يستطيع التخلص من سطوتها، مهما ابتعدت به المسافات، أو حتى قربت.

Sunday, August 26, 2007

..لؤلؤ و مرجان



سألوا البنت الإيرانية الصغيرة، ذات العشرة أعوام، مارجي:

"ماذا تحبين أن تصبحي عندما تكبرين؟".

"نبية!".

قالتها مارجي في فخر و إيمان عميق.




قرأت بالأمس الترجمة العربية لرواية مرجان ساترابي البديعة "بيرسيبوليس".

رشاقة الحكي تمنح لك متعة صافية، بالامتزاج مع الأسلوب البسيط في الرسم، فكانت رشاقة و بساطة و جرأة ايضا تعطيك ضحكات صافية. البنت الصغيرة، مارجي، التي عندما اشتكت مدرستها لأبويها مما تظنه اختلالا اجاب والديها في بساطة "فليكن". و عندما سأل الزوج مارجي الصغيرة السؤال مجددًا، أجابت في لؤم "طبيبة"، بينما كانت كلمة نبية هائمة في رأسها.



لِمَ كانت مارجي الصغيرة تأمل في أن تكون نبية؟

من اجل تخفيف ألم ركبة جدتها العجوز، باعتبارها نورًا سماويًا يدللها الله و يأخذها في أحضانه. و عندما سألتها الجدة كيف سيكون ذلك، أجابتها بصفاء "أن ذلك سيكون ممنوعًا..هكذا ببساطة".

تعيش مارجي مع أبوين يتظاهرا و ينشطا من اجل الثورة. تعيش معهما تجربة إيران في العام 1979، كما تعيش تجربتها هي الشخصية في القراءة، و المادية الجدلية، و ماركس الذي هو يشبه الله و لكنه ذقنه و شعره أكثر تجعيدًا.

كانت مارجي تعيش حالة صداقة حميمة مع الله. البابا نويل الذي يمضي معها الليالي متفكهًا، و يزعل منها عندما تقول لأبويها أنها تنوي أن تكون طبيبة.





و في يوم زعلت مارجي من الله.

طردته، إلي عير رجعة، من غرقتها الصغيرة.

و لم يظهر لها الله ثانية، كما لم تعد طهران هي ذاتها التي كانت تعرفها أيام الشاه، كما لم تعد أمها مطلقة لشعرها، تلك الخيوط التي "ترسل أشعة سحرية لإغواء الرجال". هذا بالضبط كما قتل أصدقاء والدها و أقربائها من الشيوعيين، كما كان تداول شرائط مايكل جاكسون أو البوسترات الملونة لأيرون مايدين—الذي أخفاها لها والدها في بطانة المعطف عندما رجع من رحلته لتركيا—ممنوعًا. بالضبط كما كان من حق الأخوات في الثورة أن يوقفوا مارجي من اجل ارتدائها حذاء نايكي.



بيرسيبوليس. مدينة الفرس. الموقع التاريخي الذي ألهم اسمه رواية مرجان ساترابي الحائزة علي الجائزة الأولى من أنجولم (مهرجان دولي للكومكس يوازي مهرجان كان في أهميته)، و حصل فيلم التحريك المستوحى عنه بذات الاسم علي جائزة التحكيم الخاصة من مهرجان كان. في العام 1970 أقام محمد رضا بهلوي احتفالا مدويا في بيرسيبوليس بمرور 2500 علي الملكية الفارسية. وزع طن من الكافيار في أيام ثلاثة، و أرطال من لحم الطاووس. يقولون أن الميزانية غير المعلنة قد تعدت المئة مليون دولار، بينما هناك أناس يموتون من الجوع في أنحاء إيران.

2500 عامًا من العبودية و الانبطاح مثلما قال والد مارجي، و الأمل كان الثورة. الثورة التي لم تكن أبدًا مرضية لا لمارجي و لا لأبويها.

ما بين محمد رضا بهلوي و الخوميني، و الحجاب و السفور، و الساواك و حرس الثورة، والخمر و اللطم فوق الصدور، والعرب و الفرس، والإسلام و الزاردشتية، والعراق و إيران، طياري الاف 14 و مطلقي اللحى؛ كانت بيرسيبوليس مرجان ساترابي. مدينة الفرس التي ارتمت بين دفتي كتاب.

ربما الأمر كما لخصته مرجان|مارجي في تقديمها لروايتها المصورة

"علينا أن نسامح، و لكن لا يجب علينا أبدًا أن ننسى".

.............................................

لموقع فيلم يبرسيبوليس الرسمي: اضغط هنا.

Sunday, August 19, 2007

......


من تقنعه بحبك تقنعه بقتلك..

من القدم—رواية.

Friday, August 17, 2007

..كادرات





محمد علاء الدين و محمد فتحي

سيلانترو التحرير

2006

تصوير: أحمد العايدي

Monday, August 13, 2007

اتفضل قهوة..


أدخل من باب المكتب. امشي في الرواق الطويل المفضي للحجرة التي استخدمها. لا حاجة بصبي المكتب أن يسألني عما سأشرب. دقائق و يكون كوب كبير مترع بالبيبسي. الثلج يطفو مثل الذنوب فوق الروح. المشروب الصباحي المفضل الغريب، في هذه الفترة الغريبة؛ بارد و مُقوى بالكافيين. بعد نحو ثلث الساعة يدخل عليّ بكوب آخر. ثم ينتظر قبل أن اهاتفته في الخط الداخلي، طالبًا منه الكابوتشينو بالطريقة التي أفضلها؛ مزيج قوامه الحليب فقط، بلا أثر للماء.

كافيين.

أقرأ جرائد اليوم، و أدخن سيجارتين، و أنصت لصوت التكييف.

لا حاجة لي بالقدوم كل يوم، لأنني لست "موظفًا". و لكنني أنزل في بداية الظهر. حقيبتي فوق كتفي بعد حمام صباحي وئيد معتاد. لا أفطر و اكتفي باجترار الكافيين، و بعض من الأفكار. امشي إلى حيث مكتبي، غير البعيد عن منزلي، بهدوء تسانده دعة الأشجار التي تزن طريقي، كما يزن المخرج إطار صورته.

"أنا مش بتاعة الكلام ده.. أنا كنت طول عمري جامدة..."

صوت شيرين.

أدخن سيجارتين، و أجرع قهوتي الايطالية، و أتصفح الانترنت. ربما ابتسم، و ربما لا. تبدو لي الرحلة من و إلى المكتب كالحجيج. حجيج يومي يملأ ساعات حياتي التي اكتشف في كل يوم أنها مثقلة بكل شيء، و مستغنية عن كل شيء في آن. يفتح بعض الناس الباب أحيانًا. نبتسم و نلوك الكلمات. انظر بتركيز لسطح المكتب الذي يعكس النور القادم من الشباك الكبير العريض ورائي.

"المرة دي إيه جرالي.. أنا ليه مسلمة لك؟!"

صوت شيرين مرة أخرى. من هواياتي الممجوجة إنني اترك الأغنية تتكرر في أذني إلى ما شاء الله. ربما تعبر سنة أخرى قبل أن أفكر في سماعها ثانية، بعدما حفظتها علي ظهر قلب. هواية ممجوجة ربما أمارسها في الذهاب إلى المكتب الآن. أفكر انه باستثناء الكافيين و السجائر و الموسيقى و القراءة و الكتابة؛ ربما اقترف هذه الهواية، القتل بالتكرار، بامتداد حياتي.

أدعو نفسي لقدح من الكابوتشينو مرة ثانية. سنجلس معا، أنا و ذاتي، لنقتل كلانا بالتكرار...

هان..الود..عليه


قالوا لى هان الود عليه و نسيك و فات قلبك
وحدانى ..

رديت و قلت بتشمتوا ليه؟!

هو إفتكرنى عشان ينسانى؟!!!

محمد عبد الوهاب

اسمع هنا

Sunday, August 12, 2007

نقاط..


اعرف، بالضبط، عندما يدفعني ذلك النهير الصغير في داخلي، أن الكتابة تمتعض.

ذلك التوتر الخفيف علي أطراف الأصابع، و الشرود العجيب في الذهن. خاصة عندما تجاهد مشقة ترتيب العبارات و الجمل في عرَض نادر. لا اعرف ما الذي أود الكتابة عنه حتى. أفكر في اللقطات القريبة الصامتة علي وجوه ربما لا نعرفها. كنت أود أن أقول أنها انتقام عنيف من زمان يحمل دمائنا فوق قفازاته الفاخرة. أحسست إنني لا استطيع إكمال الكتابة في هذا. التركيز يسافر إلى بلاد العجائب.

مذ الصباح و أنا انظر للدنيا من حولي بلقطات واسعة. يضايقني شيء في براءة الصورة. و كأنما أضيف بعد جديد لما أرى و أنا عاجز عن تمييزه. تظل اللقطات خاملة بريئة مثيرة للريبة. توتر في ظهري، لا بالمؤلم و لا هو بالعابر، يضاف إلى غرابة أحاسيس اليوم. أعاني من شبه حساسية لا اعرف مصدرها. فقط أميز طعمًا ما في الفم و رائحة ما في الأنف. اشعل سيجارتي و لا أبالى، تماما كما انقر أزرار الكومبيوتر الآن. عنادي المعتاد. أظن إنني سابقي بخير مادام هو.

مازلت أجد مشقة فيما اكتب عنه. حتى و أنا اكتب الآن. تجول برأسي أشياء كثيرة. اطردها عن تكاسل أو نتيجة عجز عن التركيز. ربما كلاهما. أفكر الآن إنني استخدم النقاط الحاسمة بديلا عن الفواصل هنا. وضعت توا نقطة أخري و ابتسمت. لا اعرف أن كنت يجب علي أن أكمل حديث ما عن لقطات قريبة، أو عن امتعاض الكتابة، أو عن توتر يرجف أصابعي و يشد ظهري، أو عن الحساسية التي تستعمرني، أو عن النقاط التي تجعلني باسمًا، قبل أن انتقم منها هنا بالفواصل. ها هي نقطة أخرى تخرج لي لسانها. و نقطة أخرى. و نقطة أخرى. أين هو عنادي المعتاد، هذا الذي أظنني بخير ما دام هو بخير؟، أين ذاك الوغد الذي جعلني أكتب ما اكتبه الآن بلا منطق، بينما الحياة، بنقاطها، تحاصرني و تصب نفسها في كتابي؟!

Persona








A 1966 film by

INGMAR BERGMAN

Head Of Julia

by

Frank Auerbach

..حقيبة


في أحايين كثيرة، أحس وكأنني دائمًا شخص يحزم حقائبه للرحيل. لا يعرف إن كان سيرحل بعيدًا أم قريبا. لا يعرف حتى ماهية المكان الذي يغادر. هو شخص يحزم حقائبه للرحيل و حسب، و ربما، فقط ربما، يساءل نفسه إن كان سيرحل فعلا أم لا. يرتب ملابسه، والجوارب، وبعض ربطات العنق، وبعض الأحذية. بعض من التذكارات التي لا يعرف لِمَ لم يتركها كما لا يعرف لِمَ يضعها. شخص يجاهد في زنق كل هذا داخل حقيبة صغيرة و يعد نفسه في كل لحظة هاربة أنه سيبتاع حقيبة أكبر. يرتب حقائبه لمدة ألف عام، في نفس المكان، و نفس الملابس، و نفس الإكسسوارات، و بالطبع، نفس اليدين.

Monday, August 06, 2007

..بابل.. اخيرا



نائل الطوخي

بابل مفتاح العالم

أغسطس 2007

عن دار ميريت