اعرف، بالضبط، عندما يدفعني ذلك النهير الصغير في داخلي، أن الكتابة تمتعض.
ذلك التوتر الخفيف علي أطراف الأصابع، و الشرود العجيب في الذهن. خاصة عندما تجاهد مشقة ترتيب العبارات و الجمل في عرَض نادر. لا اعرف ما الذي أود الكتابة عنه حتى. أفكر في اللقطات القريبة الصامتة علي وجوه ربما لا نعرفها. كنت أود أن أقول أنها انتقام عنيف من زمان يحمل دمائنا فوق قفازاته الفاخرة. أحسست إنني لا استطيع إكمال الكتابة في هذا. التركيز يسافر إلى بلاد العجائب.
مذ الصباح و أنا انظر للدنيا من حولي بلقطات واسعة. يضايقني شيء في براءة الصورة. و كأنما أضيف بعد جديد لما أرى و أنا عاجز عن تمييزه. تظل اللقطات خاملة بريئة مثيرة للريبة. توتر في ظهري، لا بالمؤلم و لا هو بالعابر، يضاف إلى غرابة أحاسيس اليوم. أعاني من شبه حساسية لا اعرف مصدرها. فقط أميز طعمًا ما في الفم و رائحة ما في الأنف. اشعل سيجارتي و لا أبالى، تماما كما انقر أزرار الكومبيوتر الآن. عنادي المعتاد. أظن إنني سابقي بخير مادام هو.
مازلت أجد مشقة فيما اكتب عنه. حتى و أنا اكتب الآن. تجول برأسي أشياء كثيرة. اطردها عن تكاسل أو نتيجة عجز عن التركيز. ربما كلاهما. أفكر الآن إنني استخدم النقاط الحاسمة بديلا عن الفواصل هنا. وضعت توا نقطة أخري و ابتسمت. لا اعرف أن كنت يجب علي أن أكمل حديث ما عن لقطات قريبة، أو عن امتعاض الكتابة، أو عن توتر يرجف أصابعي و يشد ظهري، أو عن الحساسية التي تستعمرني، أو عن النقاط التي تجعلني باسمًا، قبل أن انتقم منها هنا بالفواصل. ها هي نقطة أخرى تخرج لي لسانها. و نقطة أخرى. و نقطة أخرى. أين هو عنادي المعتاد، هذا الذي أظنني بخير ما دام هو بخير؟، أين ذاك الوغد الذي جعلني أكتب ما اكتبه الآن بلا منطق، بينما الحياة، بنقاطها، تحاصرني و تصب نفسها في كتابي؟!
No comments:
Post a Comment