designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Saturday, December 30, 2006

..فذكر إن نفعت الذكرى


صدام حسين في ذمة الله
اللهم لا شماتة. اللهم لا شماتة. اللهم لا شماتة



اضع الصورة هنا و ادعو كل من يحكموننا كعرب أن ينظروا إليها. و بعد أن ينظروا جيدًا أرجو أن يفكروا جيدًا
ادعو كمصري أن ينظر إليها السيد الرئيس محمد حسني مبارك. يا سيدي الرئيس الدنيا زائلة و السلطة زائلة و الجاه زائل. يا سيدي الرئيس كلنا مفارق و لا يبق غير وجه الله ذو الجلال و الاكرام. يا سيدي الرئيس سيجئ يوم ستفزع من بنيك و اخوتك و اقاربك و مصطفيك. سيجئ اليوم الذي لن ينفع ندم، و لن يشفع بكاء، و لن يُنجي توسل و لن يداوي ندم. يا سيدي الرئيس من لم يمت بالمشنقة--و من يضمن؟!-- مات بغيرها... لقاء ربك قريب فاتق الله فينا إن كنت تتقيه

أما بالنسبة لصدام، فأنني التمس العذر من كل أخ عراقي يقرأ هذه الكلمات القادمة و كان قد تأذى من صدام و زبانيته، و لكنني شعرت بقليل من الحزن عندما عرفت الخبر قبل دقائق. موت الانسان دائمًا خبر سئ و الشماتة دائمًا شئ سئ، لذا فانني ادعو له بالرحمة و بغفران خطاياه، فلا دعوة إلا بخير، و ليس بعد الموت ذنب

Thursday, December 28, 2006

..A Farwell


James Brown
(May 3, 1933December 25, 2006)

..على سبيل التغيير


يقولون لي انها امطرت اليوم علي القاهرة. تكتبها صديقة الانترنت بحماسة و يقولها صديق الحياة بفتور. الفتاة تحب الشتاء و المطر، و الصديق يحب الشتاء فقط. ربما هو لا يحب الشتاء لأنه قلّب شفتيه عندما اخبرته بحماستي لجو اليوم.

رياح باردة. باردة. باردة.

الموسى البارد ينزع عني شاربي و لحيتي و بعض من الجذور المزدهرة بنقاطها السوداء علي صفحة وجهي. قررت ارتداء المنظار الطبي اليوم و تصفيف شعري إلي الجانب. قميص ابيض بخطوط زرقاء رأسية متتابعة شديدة التلاصق و علي شيء من الغلظة الداكنة. بنطالي الجينز الازرق و معطفي الجلدي الاسود الطوبل. لا ارتدي فانلات داخلية عادة. قميص و بنطال و معطف و ذقن محلوقة استقلبت بهم الرياح الباردة. لا اعلم ما علاقة البرد و الرياح بصفاء التفكير. ربما هي رابطة وحيدة اجدها لديّ. داخل المقهى اجد انفاسي تتراقص مرئية كأفاعي الكوبرا.

استوقفني ابن صاحب القهوة و تساءل إن كنت "الباشمهندس" الذي كان يجلس مع ذات الصديق قبل يومين. اجبت ببلى. لم يسأل ليطالب بحساب منسي، و لكنه كان مستغربًا، و افهم ذلك.

قبل يومين كان شعري مفرودًا للوراء، ذقن هلالية و شارب رقيق. عينين يقول بعضهم—و بعضهن—أنهما حادتي النظرات.

الآن هو شاب حليق. منظار طبي بلا اطار ربما يلطف من حدة النظرات. شعر مصفف باتجاه يده اليمنى بعناية و شيء من التلقائية في آن واحد. ابتسمت و قلت "تغيير".

احبرني الرجل الاربعيني—ايامها—أنهم لم يملكوا في ذلك الزمان القريب البعيد سوى شعورهم. رينجوستار و الشعر المنسدل ايامها هو اقصى ما يمكن ملاحقة صيحة الاناقة الستينية به في اسرة فقيرة. تعجبت عندما قرأت في رواية أن البطل سعيد بالبنطال البنفسجي "رجل الفيل"، و استوقفني أن الرجل الأربعيني—الذي صار خمسينيًا الآن—لم يفكر في شعر وجهه. بقي حليقًا من الصور التي رأيتها له. ابي كذلك بقي حليقًا علي الطريقة الرومانية و إن لم يلتزم باسدال الخصلات علي الجبهة.

الرياح الباردة تضرب وجهي و انا امشي بتؤدة في الميدان الواسع. بشر قليلون و الساعة تشير للثانية صباحًا.

"إلى أين؟!"

استعجب صديقي مني عندما اخبرته برغبتي في الرحيل. عنده حق لأن ذلك التوقيت اظهر فيه مقبلًا، عادة. قلت له "تغيير". هي ذات الاجابة التي منحتها لأحمد اللباد الذي سألني باهتمام اخ اكبر عن سبب عدولي عن النشر بميريت. كنت صادقًا بالفعل. "تغيير".

لم أبدل عادة اليوم و تناولت رغيفًا آخر من الجبن الرومي الآن. عندما صببت العصير اكتشفت أن التغيير قام به البائع الطيب الذي دس لي عبوتي عصير لتريتين يقولون انه بلا سكر في الكيس، لأدسهما انا في المبرد، لأكتشف قبل دقيقة ان العبوة الاولى هي عبوة عصير برتقال و ليس عصير كوكتيل. اشرب عصير البرتقال كعبوة ثالثة من استهلاكي اليومي و لكنني قررت الاستعاضة عنها اليوم. تغيير ما. لا استطيع ان امنح البائع حق التغيير الاصيل فيما فعله.

استمتع بطعم البرتقال الآن و انا اكتب هذه السطور بلا معنى. البرتقال يبدو مناسبًا لجو الشتاء و لا ينقصني سوى البرتقال ذو السرة أو اليوسفى لاقضي ليلة شتوية مجيدة. افتقد الرياح الباردة التي تعدو بالخارج، فكرت في نقل اللاب توب إلي الخارج، حيث فناء بيتي، و لكنني تراجعت.

اعترفت لنفسي أنه من المعقول أن نعد محبي الشتاء مازوخيين إلي درجة آمنة. مازوخيين عاقلين أن جاز التعبير. ارتعاشات تشي بالمتعة داخل الملابس الثقيلة و تلذذ بالوجه الذ يكاد أن يتجمد. هكذا فحسب. ربما لا نحب البرد حقيقة لأننا لا يمكننا تخيل البقاء بلا ملابس في ثلاجة. ربما هو نفاق و تلذذ مأمون العواقب. عندما افكر ثانية اجد أن البرد ليس هو الصقيع. جانبني الصواب إذن لأن محبي البرد شيء، و محبي الصقيع شيء آخر تمامًا.

ربما يكون محبي البرد اوغاد اكتئابيون فحسب. البرودة تعني علي المستوي النفسي الانعزال و الوحدة. العزلة. "السقعة تحب اللمس" علي رأي عمر طاهر. يصفون الانثي المثيرة بأنها "ساخنة"، و يصطكون عبارات مثل "سرير وثير دافئ"، و اجد الشقروات—الحقيقيات—شعرًا و بشرة ساخنات ليس بفعل الاثارة وحدها ( و هنا لا يمكننا تجاهل السمراوت بالطبع!)، و لكن لذلك اللون الذهبي الساخن كالاحمر و البرتقالي. انثي ساخنة و سرير وثير دافيء و شعر و جلد شقراويين. انتبهت إلى مزيج البركة القوقازية الشهير، الشعر الذهبي و العيون السماوية الزرقاء. الأزرق، لون السماء، هو لون بارد. ربما هو لون شديد البرود في درجته "الثلجية". صقيع.

الملابس تقينا الصقيع و تمنحنا بركة التنويع في الالوان في آن واحد. بيكاسو يميني تسويقي وغد امنحه النقود بامتنان. لم ارتد ملابس كثيرة رغم ذلك. معطف و قميص و جينز. رياح باردة تضرب صدري و تلتف بهمس حول كليتيّ بين فترة و اخري. تغيير و معاطف و جينزات و قصات شعر و حلاقة ذقن و مازوخية و رينجو ستار و شقراوات ساخنات و سمراوات ملتهبات و تلامس و فن علي الحوائط و فن علي الاجساد و بالاجساد و قهاوي بلدية و عصير البرتقال الطبيعي و شطيرة الجبن الرومي و الحليق الروماني و الرياح الباردة التي توحي بالعزلة. فوضي يثيرها العيش.

جاء في ذهني أن العنقاء هو كائن متناهي في اللامعني. حي و باق و بلا تغيير في ريشة هنا أو في منقار هناك. كائن خرافي ربما يتمني أن يجئ من يقتله ليصعد من رماده مرة ثانية علي سبيل التغيير. سيكون ذات الكائن بذات المنقار و ذات الريشة و لكن القيامة ذاتها من بين الرماد عملية مسلية قياسًا ببقائه طائرًا احمق يُستخدم في الحكايات الخرافية فحسب. هو كائن خرافي لطيف يجول صوته الصارخ في صفحات المغامرات القديمة بلا تبدل، و يقتل و يقوم ثم يحيا بلا تبدل، و يمكن ضمان عدم حسابه ضمن الاوغاد المازوخيين أو الاوغاد الاكتئابيين لأنه ببساطة يملك مصنعًا للمازوت في منقاره، يبخ به النار علي عبيد الله كل فترة و اخرى، علي سبيل التغيير.

....................................................

اللوحة: بورتريه للمبدع احمد نادي بريشته

Tuesday, December 26, 2006

.. منصورة


بالأمس القريب، كتبت أن منصورة عز الدين تكتب احسن مني، و هذا ليس بمجاملة أو مديح، ظننت—و مازلت اظن—أن جكمي هذا موضوعي بحت، كما أن منصورة لن تحتاج شهادتي ككافكا أو كامو ( و بالطبع انا لست سابقي الذكر تحت أي مقياس)، أن منصورة لها محبيها و قارئيها، و من يهتم بابداعها الرائق الصاف مثل الجامعة الامريكية التي ستصدر لها الترجمة الانجليزية لروايتها—التي اعتبرها مهمة للغاية— "متاهة مريم" في مارس 2007 إن شاء الله، و احتفاء نادي القلم الدولي بنشر قصة لها في العدد الجديد من مجلته، برفقة كتاب مثل باموق و جونتر جراس.

القصة بعنوان "صداع"، و صدرت ضمن مجموعة منصورة الأولى "ضوء مهتز" عن دار ميريت، و ترجمها إلى الانجليزية د. بول ستاركي.

ألف مبروك يا منصورة.

Found in Translation

UNBUTTONING THE VIOLIN

In August 2006 four young authors from the heart of the Arab world toured the UK with

Banipal Live 2006. We reproduce here examples of the work of each of them, republished

with kind permission of Banipal from Unbuttoning the Violin, published by Banipal

Books for the Banipal Live tour of the UK, 14–20 August 2006, in partnership with

the British Council and The Reading Agency, and generously supported by Arts Council

England.

Mansoura Ez-Eldin

Headache

The sunlight hit you like a truth you were trying unsuccessfully to ignore. You

woke to find yourself on the Corniche, sprawled out on a wooden bench that

had stood for years fixed to the ground.

It was nearly seven in the morning and the cold air was searing you, while

your head felt like a piece of ice shattering under a powerful hammer.

You remembered you’d been walking along drunk with your friend at three

in the morning, when suddenly you decided to flop out like that until daybreak.

You weren’t ready to face a father who’d curse and scold you before throwing

you out of the house, when his nose caught the smell of the vast quantities of

whisky your friend had bought from the Free Zone for the two of you to swig.

It was a drinking ritual that wasn’t complete for either of you unless the other

one was there.

He failed to persuade you that you shouldn’t sleep in the street in this bitter

wintry weather and after a heated argument, as always happens when the

two of you get drunk, he abandoned you with a laugh. You could find no excuse

for this when you sat down later. You were racking your brain to remember the

details of what had happened since you took the first swig from the bottle of

Red Label until he left you and got into the first taxi he could find. You let out a

yawn as you struggled to move from a lying position to a sitting position on the

wooden bench and smiled with the contentment of a man who has woken to

find himself in his own warm bed. An old beggar was sleeping curled up a few

yards away and a large cat crossed the street. Meanwhile, you were busily trying

to work out how many people had greeted the light of day sprawled out where

you were now, since the time when someone had installed a number of benches

– perhaps for passers-by like yourself to sleep on – and he too had passed on to

God knows where.

But why should you bother about the number of these idiots with this headache

that’s practically splitting your head apart? It’s a good thing you’ve decided

to go home on foot. A walk in this foggy morning weather might help you wake

up. Why are you rubbing your forehead like that?

You’ve forgotten the way to the tumbledown house with seven storeys. What

a mess you’re in now! You’re sticking to the wooden bench more than before.

You almost let out a mocking laugh, but it was nipped in the bud by the fear that

suddenly swelled up.

You haven’t lost your memory, as happens in those film melodramas with

flimsy plots. You’ve just forgotten your way home, though apart from that you’ve

been remembering everything in the smallest detail.

A thick fog was settling over a small part of your brain. The paths of memory

began to expand for a short time, then quickly contracted in on themselves,

leading you nowhere. You sat down cross-legged, ignoring the speeding cars,

squatting like some ancient scribe, trying to utilize the smallest details to recall

the things that were eluding you. Dark steps, with no precise colour, that you

never succeeded in counting despite your unceasing attempts. You used to go

up them backwards, with your hand over your eyes, perhaps to avoid looking at

Aunt Amal, the daughter of Madame Jean, your neighbour on the upper floor

who always walked in a hurry looking intensely serious and who never paid you

any attention.

You often made fun of Amal – of the fact that she wasn’t married and of how

she looked at you. The look had slowly turned into a frown, and you had started

to feel an obscure sadness whenever her eyes met yours because she had made

you realize that the things that are lost to us are not lost like that, all at once and

forever. Rather, they seep away slowly until we come up against their loss in a

frowning look in place of the old sparkle in eyes we know well.

Her brother Samih had gone out to play in the street when your mother

asked you to bring her ‘two cloves of garlic from Aunt Jean’. You prepared yourself

for the shudder that would come over you when you entered their flat,

which was in perpetual darkness. Aunt Amal opened the door for you with the

mischievous look she used to have, and the young boy that was you turned

his eyes from her breast which was visible through her flimsy nightdress. She

closed the door and dragged you into the bedroom where another woman was

lying on the bed, almost naked. Amal dragged you towards her and gave you

a long, greedy kiss while the other girl clapped delightedly. You felt that you

could hardly stand up, there was so much pleasure hidden in that magic thing,

but you also felt extremely embarrassed. Your intuition told you that what had

happened somehow or other concealed a deep mockery of you, and you became

quite certain of it when her friend shouted in an insolent voice, ‘What’s up, son?

Why don’t you grow up a bit?’ Before you realized, you were running down the

stairs. You continued to avoid Aunt Amal for a long time, though you had meanwhile

found your way to other women, while she became more and more of a

confirmed spinster. No one was to blame. Suddenly, your friend’s laugh burst

out in your head . . . Why do you suppose he laughed at you like that? Try to

guess! Have you forgotten the spectre of the woman that flitted before you in

that rundown bar? – the ‘champagne lady’ as you called her.

She belonged to your friend originally, until he passed her on to you in a

vague fit of boredom . . . and you skilfully picked her up like a player receiving the ball. At first, you didn’t have any strong feelings for her, though you

kept up your relationship with her for a whole year before he bet you (again,

with no excuse) a bottle of champagne that he could take her back from you.

If he failed, he’d pay for it, and if he succeeded you’d buy it. You had to pay

a tidy sum from your wages for him to taste his success with champagne, and

for some time he had to avoid mentioning anything to do with her in front of

you, though later you began to talk about her again in passing if the occasion

demanded. To ensure the friendship continued, you both persuaded yourselves

that what had happened was just a passing distraction. A woman, no matter how

important, would never make one of you lose the other. You pretended you had

been wanting to escape from her, while the part he played in this story – often

repeated between you, though sometimes with roles reversed – was the part

of the noble saviour who had rescued you from her before you were killed by

boredom. A relative stability returned to the supposed friendship. But what was

it that brought her spectre to dance between you again?

Don’t walk so fast, you hardly know where you’re going, you’ve forgotten

the way home.

Are you trying to run away from my nagging? Leave your head on the asphalt

in the street, then, for the speeding cars to crush. Stop your evasions and tell me

the truth about that woman. Don’t make do with the few meagre lines you’re

trying to summarize your relationship with Amal with. Why have you stopped

walking? What are these outbursts of raucous laughter from you? Here you are,

still walking through the middle of the crowd. Your friend is staggering along

beside you, the champagne lady’s walking confidently between the two of you,

and behind you Aunt Amal is hurrying along undisturbed, with her ridiculous

spectacles. You can see yourself becoming detached from yourself, breaking

away over and over again so that hundreds of little selves are formed out of you

and disperse in the air. That way you can watch the scene far better . . . and the

variety of viewpoints will certainly assist you.

translated by Paul Starkey

Credit: Original story © Mansoura Ez-Eldin,

translation copyright © Paul Starkey

Sunday, December 24, 2006

..إيهيه ايشار إيهيه


عندما فرغت سجائري خرجت إلى الشارع العريض. الجو بارد و الهواء يلفح ببرد و يلسع بصقيع. كان هذا هو جوي المثالي فلم انزعج أو اتذمر. للمرة الأولى عبر فترة طويلة قصيرة اشعر ببعض من الهدوء. هدوء. كلمة ربما لا تعبر بدقة.. دعنا نقل استقرار.. قرار في القاع بلا حركة مستفزة و لا نبو عصي. صفاء يلف العقل و بائع طيب في متجري المفضل يقرضني نارًا عندمًا اكتشفت انني نسيت قداحتي. بلوفر ثقيل و جاكيت من الجينز و بنطال رياضي خفيف و جورب بني يمثل غرابة قصوى لما فوقه و غرابة مستحبة للخف الازرق الذي يحتويه. امشي بهدوء بلا بطاقة شخصية أو منديل ألف به عنقي. كيس بلاستيكي يتدلي من يدي اليمني حاملًا علبة صفيحية من البيبسي منخفض السعرات الحرارية و كيسًا من البيك رولز و كعكتين مغلفتين و رقائق الشيكولاته التي تصنعها مصانع الشمعدان الذي يحبك "كمان و كمان". تلك الايام الخوالي حينما كان القويري الاقرع يطل عليك من شاشة التلفاز ليقول بصوت احادي النبرة كلمات "الشمعدان" و "بتحبه" و "كمان و كمان". الزوجة المعجبانية تقول بصوت المابيت شو "عجلة!" ليلقي بها بعض البلطجية علي الفائز. استدارات جسدها التي تقول الاشاعات انها تدين بها لعائلة اخرجت "سمية الخشاب" غفرت لصوتها ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. ايام خوالي كنت فيها طفلًا و كنت فيها مالم اكونه الآن. يبدو هذا الحكم هو الاصلح لأنني ببساطة لا اتذكر ما كنته عندما كنت طفلًا، لا اجد تعريفًا غير "لست ما كنته الآن" لأن الآن لا يمكن أن يساوي الماضي و لأن لفظ طفل علمي محايد. ربما اعرف ما كنت عليه في الايام الخوال و لكنني لا اعرف تحديدًا ما اصبحت عليه الآن. عندما اكتب هذه السطور اتذكر كوني كاتبًا و اشعر بذلك القرار في القاع. كنت انسانًا فحسب طوال الايام الفائتة و ربما هذا هو سبب حيرتي. حدثت نفسي و الساعة تقارب الخامسة صباحًا أن اصلح غلطتي و احضر منديلا التفح به، و جوربا متسقًا و القداحة التي لن تعود منسية لأتمشى إلي سيلانترو الزمالك حيث الكابوتشينو الاليف و لكنني تكاسلت رغم روعة الجو.

لا يمكنك فهم نفسك و لا يمكنك أيضًا أن تتيقن من صحة ما سبق. الكتابة هي كالملاك المقرن الذي يلهمك صراطًا لا يعدك بكونه مستقيمًا. تجد نفسك فوق ازرار الكي بورد و تحمل اللاب توب إلي التويليت و تكتب من فوق العرش البيولوجي الاعظم في سابقة أولى. تعودت أن اجلس هنا للقراءة أو لحك ذكري—في تلك الأيام الخوالي البعيدة—و لكنني لم اجلس هنا لأدلي مؤخرتي العارية في ذلك الفضاء البارد المنعش و لأكتب. الكلمة وراء الكلمة و السطر وراء السطر و ابتسامات ما تأكل جانب شفتيّ و انا اشاهد جوناثان برايس يؤدي دور كاتب عبقري في فيلم اذاعته الام بي سي تو مذ ساعات قليلة. مثيرة تلك الفكرة، أن يجلس كاتب الواقع ليشاهد كاتب الخيال. تلك الحلل متوسطة العمر و المناديل ذات الحس الفوضوي و المرهف في ذات الوقت. ابتسامة برايس المترددة ما بين الخجل و الوقاحة، الغضب و الرضا، الاحباط و النشوة. تلك الابتسامة العصبية التي تليق بمجنون أو بإمبراطور عظيم. نظرات عينيه المترددة في ذات الوقت التي تكون فيه محدقة ثابتة. الكاتب الذي يتحرك ماشيًا في الشوارع و صورته تحتل الفراغ الخالي في ظهر كتبه. كل الافلام أو الروايات أو المسرحيات تجسد الكاتب انسانًا يعيش رغم كل الرومانسيات التافهة، لا يمكنك أن تجد احدًا يكلف نفسه عن الكتابة عن حال الكتابة نفسها أو أن الكاتب يكتب حالا و لا شيء آخر. بالطبع الدراما لا تلتفت لتفاهاتي الصغيرة التي اسردها هنا و لكني—و اخبركم سرًا صغيرًا—فعلتها مرة واحدة و سردت كتابة لكاتب منزو مجهول و لكنه دائمًا يطل من وراء حجاب. فكرة أكثر طرافة، و هي عندما ينتبه كاتب الواقع إلى أن كاتب الخيال أبن لكاتب السينما الذي يكتب عن نفسه و عن زملائه و يفترض حسن نيتك الدائمة في عدم الانتباه إلي تلك الخدعة الراقية النادرة: الكاتب حين يكتب كاتبًا. لا يمكنك أن تجد مهندسًا يهندس بناية تمثل مهندسًا أخر، أو طبيب يجري عملية جراحية تشرح في ذاتها شخصية الاطباء الاخرين. يمكننا أن نري موسيقيًا يفعل ذلك و رسام يفعل ذلك، و مصور يفعل ذلك (انظر إلي محمد تورجوت في الصورة بأعلى) و لكنني ككاتب، و بانحياز بغيض لمهنتي اكرر بجهل مستفز: هي خدعة راقية لطيفة ينفرد بها الكُتاب بتواضع مثير للجدل. يمكن أيضًا أن نرى الكاتب و هو ينتقم من احبائه و مريديه و اصدقائه علي صفحاته البيضاء. همس نجيب محفوظ بذلك لعبد الوهاب الاسواني. الانتقام من الاخر في ساحة بيضاء انت فيها الاله العلي. تقويم للنفس يساعدك علي الحياة. الكاتب يغذي نرجسية الانسان التافهة و الانسان يمنح الكاتب ما يكتبه.

عندما اغادر كينونتي الانسانية اشعر بالامان. عندما ارى نفسي في الضوء الباهر كل ما اردته انسى كل ما يؤلمني و يترك مرارة في حلقي. عندما اكتب ما يزعجني تتفتت الصخرة التي تطبق علي قلبي إلا قليلًا. اذكر العفريت فيجىء و اشعر بالذعر من بلاهتي لخوفي من عفريت ابله إلى هذا الحد. افكر في اليهود و غرامهم المشبوب بيهوه و لفظة ايهيه ايشار ايهيه. انا من اكون انا. عبرية لطيفة ربما تعكس خوفًا من نطق اسم الاله الحبيب في العدم فيتجلى يهوه في صورة حامل اثداء أو فتاحة خطابات.

عندما اكتب احتشد بكل رومانسيتي و عيني الثالثة الهائمة في فضاء الحجرة—أو التويليت في حالتنا ذات الروائح المبهجة—و تتأمل بنرجسية فتاها المحبوب و هو يكتب الالفاظ البديعة و السطور الباهرة و المعانى الجذلة بحلاوة أي شيء و طلاوة أي كلام. لا يزعجني كوني انسانًا ضعيفًا مشوهًا تائهًا فقد كل شيء إلا جبروت أعمى و ضعف يتخبط في الاركان متلاطمًا إلي أن يصطدم بأحد المارين بين الجبال الوعرة فيحسبه قوة و منعة و صلابة. اليوم، و اليوم فقط، بينما أنا بملابسي البيتية الرثة و جوربي ذو اللون غير المتناسق و مؤخرتي العارية المتأرجحة في فم العرش احس برجوع الشيخ إلى صباه، و صحو الفتي من كابوسه، و دفء فرج يأكل ذكرًا حالمًا. بينما أنا اكتب من حمام بيتي الزهري المنمق احس ببركة الكتابة السرمدية و بشاعة أن تكون انسانًا وضيعًا تتناهبه الانواء كبشري مثالي.

...............................................................

الصورة: محمد تورجوت

Saturday, December 23, 2006

..قالوا

"He goes to the limit of his strength because, through his singing, he expresses his reason for living and each line hits you in the face and leaves you dazed".
- Edith Piaf on Jacques Brel

"الواد ده حقنة"
- كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عن حمادة هلال

"صوته زي الطعمية الصابحة"
- موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب عن المطرب الشاب سعد الصغير

"صوت يذكرك بسحر الصحراء"
- الموسيقار الكبير بليغ حمدي عن الاستاذ عماد "البعرور"

"أيظن؟"
- الاستاذ عماد البعرور عن السيد الرئيس محمد حسني مبارك

"تأكل اللحن أو هو يأكلك.."
- الاستاذ عماد البعرور متحدثا عن تجربته الفنية

"..مش بطال"
- الاستاذ المطرب سعد الصغير عن الاستاذ محمد عبد الوهاب

..اصدقاء حقيقيون


ذكري باقية لبكائنا كل ليلة معا.. حبي و تحياتي

Wednesday, December 20, 2006

Overhead, without any fuss, the stars were going out.....



The Nine Billion Names of God
Arthur C. Clarke




"This is a slightly unusual request," said Dr. Wagner, with what he hoped was commendable restraint. "As far as I know, it’s the first time anyone’s been asked to supply a Tibetan monastery with an automatic sequence computer. I don’t wish to be inquisitive, but I should hardly thought that your --ah-- establishment had much use for such a machine. Could you explain just what you intend to do with it?"

"Gladly," replied the lama, readjusting his silk robe and carefully putting away the slide rule he had been using for currency conversions. "Your Mark V computer can carry out any routine mathematical operation involving up to ten digits. However, for our work we are interested in letters, not numbers. As we wish you to modify the output circuits, the machine will be printing words, not columns of figures."

"I don’t understand . . ."

"This is a project on which we have been working for the last three centuries -- since the lamasery was founded, in fact. It is somewhat alien to your way of thought, so I hope you will listen with an open mind while I explain it."

"Naturally."

"It is really quite simple. We have been compiling a list which shall contain all the possible names of God."

"I beg your pardon?"

"We have reason to believe," continued the lama imperturbably, "that all such names can be written with not more than nine letters in an alphabet we have devised."

"And you have been doing this for three centuries?"

"Yes. We expected it would take us about fifteen thousand years to complete the task."

"Oh." Dr. Wagner looked a little dazed. "Now I see why you wanted to hire one of our machines. But exactly what is the purpose of this project?"

The lama hesitated for a fraction of a second, and Wagner wondered if he had offended him. If so, there was no trace of annoyance in the reply.

"Call it ritual, if you like, but it’s a fundamental part of our belief. All the many names of the Supreme Being -- God, Jehovah, Allah, and so on -- they are only man-made labels. There is a philosophical problem of some difficulty here, which I do not propose to discuss, but somewhere among all the possible combinations of letters, which can occur, are what one may call the real names of God. By systematic permutation of letters, we have been trying to list them all."

"I see. You’ve been starting at AAAAAAAAA . . . and working up to ZZZZZZZZZ . . ."

"Exactly -- though we use a special alphabet of our own. Modifying the electromatic typewriters to deal with this is, of course, trivial. A rather more interesting problem is that of devising suitable circuits to eliminate ridiculous combinations. For example, no letter must occur more than three times in succession."

"Three? Surely you mean two."

"Three is correct. I am afraid it would take too long to explain why, even if you understood our language."

"I’m sure it would," said Wagner hastily. "Go on."

"Luckily it will be a simple matter to adapt your automatic sequence computer for this work, since once it has been programmed properly it will permute each letter in turn and print the result. What would have taken us fifteen thousand years it will be able to do in a thousand days."

Dr. Wagner was scarcely conscious of the faint sounds from the Manhattan streets far below. He was in a different world, a world of natural, not man-made, mountains. High up in their remote aeries these monks had been patiently at work, generation after generation, compiling their lists of meaningless words. Was there any limit to the follies of mankind? Still, he must give no hint of his inner thoughts. The customer was always right . . .

"There’s no doubt," replied the doctor, "that we can modify the Mark V to print lists of this nature. I’m much more worried about the problem of installation and maintenance. Getting out to Tibet, in these days, is not going to be easy."

"We can arrange that. The components are small enough to travel by air -- that is one reason why we chose your machine. If you can get them to India, we will provide transport from there."

"And you want to hire two of our engineers?"

"Yes, for the three months which the project should occupy."

"I’ve no doubt that Personnel can manage that." Dr. Wagner scribbled a note on his desk pad. "There are just two other points--"

Before he could finish the sentence, the lama had produced a small slip of paper.

"This is my certified credit balance at the Asiatic Bank."

"Thank you. It appears to be--ah--adequate. The second matter is so trivial that I hesitate to mention it -- but it’s surprising how often the obvious gets overlooked. What source of electrical energy have you?"

"A diesel generator providing 50 kilowatts at 110 volts. It was installed about five years ago and is quite reliable. It’s made life at the lamasery much more comfortable, but of course it was really installed to provide power for the motors driving the prayer wheels."

"Of course," echoed Dr. Wagner. "I should have thought of that."

The view from the parapet was vertiginous, but in time one gets used to anything. After three months George Hanley was not impressed by the two-thousand-foot swoop into the abyss or the remote checkerboard of fields in the valley below. He was leaning against the wind-smoothed stones and staring morosely at the distant mountains whose names he had never bothered to discover.

This, thought George, was the craziest thing that had ever happened to him. "Project Shangri-La," some wit at the labs had christened it. For weeks now, Mark V had been churning out acres of sheets covered with gibberish. Patiently, inexorably, the computer had been rearranging letters in all their possible combinations, exhausting each class before going on to the next. As the sheets had emerged from the electromatic typewriters, the monks had carefully cut them up and pasted them into enormous books. In another week, heaven be praised, they would have finished. Just what obscure calculations had convinced the monks that they needn’t bother to go on to words of ten, twenty, or a hundred letters, George didn’t know. One of his recurring nightmares was that there would be some change of plan and that the High Lama (whom they’d naturally called Sam Jaffe, though he didn’t look a bit like him) would suddenly announce that the project would be extended to approximately 2060 A.D. They were quite capable of it.

George heard the heavy wooden door slam in the wind as Chuck came out onto the parapet beside him. As usual, Chuck was smoking one of the cigars that made him so popular with the monks -- who, it seemed, were quite willing to embrace all the minor and most of the major pleasures of life. That was one thing in their favor: they might be crazy, but they weren’t bluenoses. Those frequent trips they took down to the village, for instance . . ." "Listen, George," said Chuck urgently. "I’ve learned something that means trouble."

"What’s wrong? Isn’t the machine behaving?" That was the worst contingency George could imagine. It might delay his return, than which nothing could be more horrible. The way he felt now, even the sight of a TV commercial would seem like manna from heaven. At least it would be some link from home.

"No -- it’s nothing like that." Chuck settled himself on the parapet, which was unusual, because normally he was scared of the drop.

"I’ve just found out what all this is about."

"What d’ya mean -- I thought we knew."

"Sure -- we know what the monks are trying to do. But we didn’t know why. It’s the craziest thing --"

"Tell me something new," growled George.

" . . . but old Sam’s just come clean with me. You know the way he drops in every afternoon to watch the sheets roll out. Well, this time he seemed rather excited, or at least as near as he’ll ever get to it. When I told him we were on the last cycle he asked me, in that cute English accent of his, if I’d ever wondered what they were trying to do. I said, ‘Sure’ -- and he told me."

"Go on, I’ll buy it."

"Well, they believe that when they have listed all His names -- and they reckon that there are about nine billion of them -- God’s purpose will have been achieved. The human race will have finished what it was created to do, and there won’t be any point in carrying on. Indeed, the very idea is something like blasphemy."

"Then what do they expect us to do? Commit suicide?"

"There’s no need for that. When the list’s completed, God steps in and simply winds things up . . . bingo!"

"Oh, I get it. When we finish our job, it will be the end of the world."

Chuck gave a nervous little laugh.

"That’s just what I said to Sam. And do you know what happened? He looked at me in a very queer way, like I’d been stupid in class, and said, ‘It’s nothing as trivial as that’."

George thought this over for a moment.

"That’s what I call taking the Wide View," he said presently.

"But what d’ya suppose we should do about it? I don’t see that it makes the slightest difference to us. After all, we already knew that they were crazy."

"Yes -- but don’t you see what may happen? When the list’s complete and the Last Trump doesn’t blow -- or whatever it is that they expect -- we may get the blame. It’s our machine they’ve been using. I don’t like the situation one little bit."

"I see," said George slowly. "You’ve got a point there. But this sort of thing’s happened here before, you know. When I was a kid down in Louisiana we had a crackpot preacher who said the world was going to end next Sunday. Hundreds of people believed him-- even sold their homes. Yet nothing happened; they didn’t turn nasty, as you’d expect. They just decided that he’d made a mistake in his calculations and went right on believing. I guess some of them still do."

"Well, this isn’t Louisiana, in case you hadn’t noticed. There are just two of us and hundreds of these monks. I like them, and I’ll be sorry for old Sam when his lifework backfires on him. But all the same, I wish I was somewhere else."

"I’ve been wishing that for weeks. But there’s nothing we can do until the contract’s finished and the transport arrives to fly us out."

"Of course," said Chuck thoughtfully, "we could always try a bit of sabotage."

"Like hell we could! That would make things worse."

"Not the way I meant. Look at it like this. The machine will finish its run four days from now, on the present twenty-hours-a-day basis. The transport calls in a week. O.K., then all we need to do is to find something that wants replacing during one of the overhaul periods -- something that will hold up the works for a couple of days. We’ll fix it, of course, but not too quickly. If we time matters properly, we can be down at the airfield when the last name pops out of the register. They won’t be able to catch us then."

"I don’t like it," said George. "It will be the first time I ever walked out on a job. Besides, it would make them suspicious. No, I’ll sit tight and take what comes."

"I still don’t like it," he said seven days later, as the tough little mountain ponies carried them down the winding road. "And don’t you think I’m running away because I’m afraid. I’m just sorry for those poor old guys up there, and I don’t want to be around when they find what suckers they’ve been. Wonder how Sam will take

it?"

"It’s funny," replied Chuck, "but when I said goodbye I got the idea he knew we were walking out on him -- and that he didn’t care because he knew the machine was running smoothly and that the job would soon be finished. After that -- well, of course, for him there just isn’t any After That . . ."

George turned in his saddle and stared back up the mountain road. This was the last place from which one could get a clear view of the lamasery. The squat, angular buildings were silhouetted against the afterglow of the sunset; here and there lights gleamed like portholes in the sides of an ocean liner. Electric lights, of course, sharing the same circuit as the Mark V. How much longer would they share it? wondered George. Would the monks smash up the computer in their rage and disappointment? Or would they just sit down quietly and begin their calculations all over again?

He knew exactly what was happening up on the mountain at this very moment. The High Lama and his assistants would be sitting in their silk robes, inspecting the sheets as the junior monks carried them away from the typewriters and pasted them into the great volumes. No one would be saying anything. The only sound would be the incessant patter, the never-ending rainstorm, of the keys hitting the paper, for the Mark V itself was utterly silent as it flashed through its thousands of calculations a second. Three months of this, thought George, was enough to start anyone climbing up the wall.

"There she is!" called Chuck, pointing down into the valley. "Ain’t she beautiful!"

She certainly was, thought George. The battered old DC-3 lay at the end of the runway like a tiny silver cross. In two hours she would be bearing them away to freedom and sanity. It was a thought worth savoring like a fine liqueur. George let it roll around in his mind as the pony trudged patiently down the slope.

The swift night of the high Himalayas was now almost upon them. Fortunately the road was very good, as roads went in this region, and they were both carrying torches. There was not the slightest danger, only a certain discomfort from the bitter cold. The sky overhead was perfectly clear and ablaze with the familiar, friendly stars. At least there would be no risk, thought George, of the pilot being unable to take off because of weather conditions. That had been his only remaining worry.

He began to sing but gave it up after a while. This vast arena of mountains, gleaming like whitely hooded ghosts on every side, did not encourage such ebullience. Presently George glanced at his watch.

"Should be there in an hour," he called back over his shoulder to Chuck. Then he added, in an afterthought, "Wonder if the computer’s finished its run? It was due about now."

Chuck didn’t reply, so George swung round in his saddle. He could just see Chuck’s face, a white oval turned toward the sky.

"Look," whispered Chuck, and George lifted his eyes to heaven. (There is always a last time for everything.)

Overhead, without any fuss, the stars were going out.

Monday, December 18, 2006

.. قلبي و حنيني إليك


كنت بسيرتك امبارح

مع قلبي و حنيني إليك

شافوني الناس و انا سارح

و مداري جوايا

بندهلك تيجي لو سامع

تحضني بدفاعينيك

فرحني و قولي انا راجع

حليلي دنيايا

حليلي

الشاب مامي

اضغط هنا

Tuesday, December 12, 2006

..تقرير التنمية الانسانية العربية للعام 2005


مذ ما يقارب الثلاثة عشر شهرًا كتبت هنا عن استضافتي في جلسة خاصة لإستشارة مجموعة منتقاة من الشباب العربي في محتوى تقرير التنمية الانسانية العربية للعام 2005، و العبد لله سعيد بصدور التقرير رسميًا مذ ايام قلائل، و ناله شرف كبير بالمشاركة بمايقل عن نسبة الواحد في المليون (و هذا ليس من باب التواضع) في اتمام هذا التقرير السنوي و الأخير (على ما يبدو) في سلسلة تقارير برنامج الأمم المتحدة الانمائي عن منطقتنا العربية، كما ناله شرف عظيم آخر بمقابلة وجه من وجوه مصر المضيئة و هو الدكتور نادر فرجاني المحرر الرئيسي للتقرير، بالاضافة لجميع الحضور بالطبع.

هنا تجدون رابطًا يمكنكم فيه تنزيل النسخة الاليكترونية العربية مجانًا.

(و لا تنسوا رؤية اسم العبد لله في آخر صفحات التقرير—و هذا ايضًا ليس من باب التواضع!!)

:)

Saturday, December 09, 2006

..جنية في قارورة

لا أدري ما الذي يعتريني هذه الأيام .صرت حساسة بدرجة وحشية .الكلمات تنفذ مباشرة إلى عصب روحي .أسمع كلمة لا تعجبني فأسب صاحبها بشكل قاس. أقرأ كلمة" بلاد" في كتاب أو مجلة فأبكي كالأطفال. أشاهد فيلما عاديا فأتفاعل معه حتى أكاد أتفتت إلى ذرات من الشجن.

شاهدت هذا الأسبوع فيلمي المفضل" امرأة ورجل" ، وشاهدت "المريض الإنجليزي" ثلاث مرات.. أتابع "رالف فين " في أدائه لشخصية " دي الماسي" وأقول أنني بالتأكيد سأقع في غرام رجل كهذا ..نحيف وهادئ، عميق ، وقارئ نهم، يفعل كل شيء بهدوء وبلا تكلف ، حتى في ممارسة الحب وفي شدة الاهتياج سيبدو هذا الخليط من الرجولة والرقة.

سيقول الأشياء بشكل غير نمطي ، وسيفسر جسدي تفسيرا مختلفا، لن يشبه نهدي بالرمان ولن يتعامل معه بلا اكتراث ، بل سيعطيني الشعور انهما يتميزان عن نهدي أي امرأة أخرى نام معها قبلي . ربما سيقول لي انهما أشبه بعجين الياسمين. وربما لذلك سأظل أضع له يوميا عطر الياسمين بابتكار أيف سان لوران. أنا أيضا سأتوقف أمام جسده النحيف المشدود، لأتأمل تكوين صدره ، وابحث عن الوصف الناسب لجمال كتفيه. الفارق الوحيد أنني لن أخون زوجي أبدا ، أنا لا أستطيع احتمال فكرة الخيانة ، فأنا لا يمكنني أن أتسبب في مثل هذا الألم ، أشعر بأن الخنازير وحدها لها مثل هذه القدرة على إيذاء الآخرين.

وعندما أموت وحيدة في كهف مظلم وبارد سيكون اسمه آخر ما كتبت ، وسيحملني على ذراعيه ويبكي ، بينما تلفنا الموسيقى التي تلحن سر العالم ، وسأشعر به ، رغم موتي، وسأبكي لأجله .

في الطائرة التي سيحملني فيها جسدا محطما وروحا تنازع للتحليق بعيدا سأشاهد معه روح البشر وهي ترسم عالما بلا خرائط ، بلا تمييز من أي نوع ، سنحلق طويلا كجسدين لم يعد يناسبهما هذا العالم ، وروحين تتوقان لعالم آخر. وبسبب البدو ، وعلوم الطب البدائي التي توارثوها ليعالجوا حروقه سأظل في عالم آخر أنتظر الممرضة الحسناء لتستجيب للأنامل النحيلة المشوهة بفعل الاحتراق ، حين تدفع تلك الأمبولات الزجاجية الدقيقة الممتلئة بسر الرحمة ..المورفين.

****

ذهبت إلى مقهى "كافيه دو فلور" في سان جيرمان ، حيث أفضل الجلوس عادة ، عندما ارغب في الانفراد بنفسي. طلبت القهوة ، ولم تكن لدي أي رغبة في الاتصال بأحد ، فتحت جهاز الكمبيوتر وقرأت ما كتبته ولم أستطع مدافعة دموعي . لدي شعور لا نهائي بالوحدة ، ومع ذلك ليست لدي أدنى رغبة أن ألتقي بأحد . بذلت جهدا كبيرا لأبتسم للنادل ، صديقي ، دغدغت القهوة حواسي برائحتها النفاذة ، وأنا أهمس له "ميرسي مون شيري" وبدوت كممثلة في فيلم من أفلام "تروفو" .

استعدت صوتي وأنا أشكر الفتى عدة مرات. فكرت في وقع هذه النبرة الهامسة التي خرجت من حلقي مبحوحة ، ومكسوة بقطيرة بلغم تسبب فيه شراهتي للتدخين على مدى الأيام الماضية. لعله تأثر بصوتي شجنا ، وليس إثارة ،فهو يحب الفتيان ، لكنه صديق مثالي، أرتاح للحديث معه كثيرا. أتذكر دائما أغنية Il sapple Zigi، بصوت "سيلون ديون "التي غنتها في واحدة من حفلاتها هنا في باريس.

عندما قلت له هذه الملاحظة ، أدهشني بعدم معرفته للأغنية ، حكيت له عنها؛ عن قصة الفتاة التي تقع في غرام شاب اسمه" زيجي "، يبيع السجائر والصحف في أحد حوانيت الشوارع . كانت تمر عليه ليلا كل يوم ، ويسهر معها ليلة العطلة الأسبوعية ، لكنها كانت تعرف أنه لن يقع في غرامها أبدا ، لأنه يحب الفتيان.

كنت أريد أن أتحول إلى جنية في قارورة ملقاة في عرض البحر ، أنتظر بفارغ الصبر أن يجدها شاب له مواصفات" المريض الإنجليزي". توقه العميق للمعرفة ، وفضوله الذاتي يدفعانه ليتلقى الزجاجة ، على شاطئ ساحر، على الضفة الأخرى ، هناك في المكان الذي ألوك اسمه بوصفه "البلاد" .

سيهتف بالكلمة السحرية همسا وصراخا ليخلصني من أسري ، ويحررني من قيود الوجود خارج الزمن ، وسأخرج من القارورة لأعرف الحب.

خرجت من المقهى وسرت حتى وصلت ميدان لوكسمبورج ، عدت مرة أخرى ، وعبرت الطريق إلى الحي اللاتيني، عبر ممر ضيق، وسرت بجوار السوربون في طريقي لمبنى نوتردام . كانت روحي ثقيلة ، ولأن أجواء نوتردام عادة ما تجعلني اشعر بالسكينة قررت أن أكرر الزيارة .

ألقيت نظرة احترام على تمثال المسيح في مدخل الكاتدرائية ، وكدت أبكي عندما رأيت شابا أسبانيا ذا شعر أسود منكوش يركع أمامه ويناجيه بإخلاص . إحساسي بالألم يجعلني اكثر حساسية لآلام البشر وبحثهم المستمر عن الخلاص .كل بطريقته الخاصة .

تأملت النوافذ الشاهقة الملونة والمحملة برسوم بديعة يطغى عليها الأحمر والأزرق ، وتجاويف السقف المقوسة على الطريقة القوطية التي أعتبرها الأكثر رشاقة بين العمارة الكلاسيكية كلها.

أتذكر أمي عادة عندما أدخل أي كنيسة ، وأتذكر فورا مقاطع من مذكرات بابا عن اللحظة التي قررا أن يعيدا علاقتهما دون أن يتحدثا في الدين .."سنصاب بالعمى من الآن ولاحقا" رددت الجملة وانهرت في بكاء مرير تحت مرمى بصر المسيح والعذراء هنا في قلب نوتردام.

كنت ، في أثناء مروري بالحي اللاتيني ، قد لمحت البار" لي تروا ماييه" "Les Trois Maillet" الذي أحب الجلوس فيه مع كل صديق ألتقي به للمرة الأولى . لكن اليوم تلح ذكرى لقائي فيه مع أبي.

في عيد ميلادي الثامن عشر اتصلت به في دبي ، وطلبت منه أن يحضر للاحتفال معي بهذه المناسبة الاستثنائية. اقترحت عليه المكان ، وقلت له باسمة أن البيانيست المفضل لي لا يحضر قبل منتصف الليل ، فضحك لأني أريد أن أؤكد له أن عمري يسمح لي الآن أن أبدا سهرة في منتصف الليل.

اخترت منضدة في ركن ، وطلبنا النبيذ والعشاء . كان أبي ينظر لي بإعجاب وهو يقول بين لحظة وأخرى أنه لا يصدق أنني أصبحت فتاة ناضجة هكذا. كان البيانيست أمريكيا ، لكنه محترف في عزف موسيقى الجاز. بين مقطوعة وأخرى كنت أعلق على الطريقة التي يعزف بها البيانيست والمقطوعة التي يعزفها . ابتسم لي أبي وقال أصبحت مثل الفرنسيين حتى في الاستماع للموسيقى. ابتسمت ، ولكني لم أفهم فقال: نحن ننصت للموسيقى تماما عندما تعزف ، أو نكتفي بتحريك أجسادنا، أو أحيانا في الموسيقى الطربية نطلق أهات صاخبة من القلب مباشرة ، لكن انظري حولك ستجدي أغلب الجالسين يعلقون على العزف والموسيقى .هذه هي الطريقة الفرنسية لسماع الموسيقى. اندهشت للملاحظة وابتسمت بلا تعليق.

في بعض الفقرات الموسيقية ظهرت فتاتين الأولى فرنسية ، والثانية برازيلية . لكن ما أدهشنا أنا وأبي أن الفرنسية هي التي كانت تجيد الرقص بشكل متقن بينما البرازيلية بدت هاوية ، جسدها البض رشيق ، ومرن ، لكن حركة جسدها عشوائية ، فطرية ، وفي بعض الأحيان مضحكة ، وبعد فترة يحضر الفتى البرازيلي صاحب الشعبية ، خاصة لدى السياح من غير أهل باريس. فهو مشهور برقصة تنتهي بالقفز جالسا فوق إحدى الموائد . عندما شاهده أبي يفعل ذلك وسط بهجة الحضور ، تأكد من وجود الأطباق وزجاجة النبيذ ووضع عليها يده كأنه يتأكد من ثباتها في أماكنها، وحتى الأكواب الخاصة بالمياه ملأها حتى حافتها ، وهو يقول :

حطي الكُبايا ت كويس احسن ابن القحبة ده ييجي ينط لنا هنا.

ضحكت وأنا أقول له : ما تخافش يا بابا هومش هييجي عندنا ..فيه ناس معينة بتطلب الفقرة دي.

****

لو أن لي فرصة لإعادة حدث ما لناسبني الآن أن أتوقف للشاب الإنجليزي الذي قابلته هنا قبل عامين. كنت سكرانة . ودعت سيلفي عند محطة المترو ، وعدت لأستكمل السهرة مع الآخرين . استوقفني الشاب ، وأدركت أنه أيضا سكران. خفت في البداية ، وفكرت أنه ربما يكون متشردا يريد أن يسطو عليّ، ثم استبعدت هذا الخاطر ، وقلت لا .لا بد أنه التفت إلى شعري الطويل الأسود( كنت تركته طويلا في ذلك الوقت) يطير مع الهواء وأثاره ذلك فقرر أن يغازلني ، ومع تدقيق النظر أكثر استبعدت الاحتمالين ، للبراءة والطفو لية التي كانت تطل من عينيه الزرقاوين المحاطتين بحمرة طفيفة، وقررت أن أنصت إليه.

قال لي أنه تائه ، وأنه سافر من إنجلترا لأول مرة في حياته، وأنه لا يعرف كيف يصل إلى الفندق الذي ينزل فيه ، وانه يشعر بالحزن الشديد، فقد تركته صديقته فجأة ، وفوجئ بأنها حامل من شخص آخر . وبدأ يبكي .ووجدتني أنا أيضا أبكي .

كان آنذاك في مثل عمري تماما ،23 عاما ، وبدا لي لطيفا . اتصلت بالأصدقاء وقلت لهم أنني سأتأخر قليلا ، حاولت أن أستدل منه على المكان الذي ينزل فيه، وفهمت من اسم أحد المقاهي التي ذكرها أن الفندق في شارع 14 سبتمبر، قريبا من اللوفر، وانطلقنا إلى محطة القطار مرة أخرى. وصفتُ له المكان بشكل دقيق ، وكتبتُ له اسم المحطة التي سينزل بها .نظرت له بمودة حقيقية . ابتسم ، وقال لي أنني الفرنسية الوحيدة التي حدثته بالإنجليزية بهذه البراعة. قلت له ضاحكة أن كل جيلي يفعل نفس الشيء. فقال يبدو أنني سأعرف الكثير عن باريس في اليومين القادمين ، احتضنته بقوة وقال لي: سأفتقدك كثيرا.

قلت له :أنا أيضا سأفتقدك كثيرا . وكنا نعني ما نقول.

لم أتذكر اسمه أبدا بعد ذلك ، لكني كنت أتذكره كثيرا وأتذكر هذه الواقعة بين آن وآخر بنوع من الحنين.أحيانا كنت أفكر أنني كان لا بد أن أتعرف إليه أكثر، وأعرف الظرف المأساوي الذي جعل صديقته تفعل به ما فعلت، لكني آنذاك كنت مشغولة بباتريك وبسخافات كثيرة. ليتني أتعرض إلى موقف كهذا اليوم.

فكرت أن أذهب إلى" التروا ماييه" ، لكني لم أشعر أنني في حالة نفسية تسمح لي بذلك ، ففي حالة الحساسية الشديدة والاهتياج العاطفي هذه سأكون معرضة للبكاء لأقل سبب ، ومن أي شيء. أعتقد أنني أحتاج إلى شيء ما مختلف عن كل ما أفعله وأعيشه . أحتاج لاتخاذ قرار مصيري ، لكني لا أعرف أي طريق هو الذي سيحقق لي هذا التغيير.

إبراهيم فرغلي

...............................................................

فصل من رواية تصدر قريبا بذات الاسم عن دار العين.