designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Saturday, September 30, 2006

.. كتابة بديعة رائقة


أمام المربع الخالي

طارق إمام


.. مرت الشاحنات منذ قليل و توسطت صفي البيوت. رأتها السيدة التي كنت تنسق الأشجار.. رآها القعيد الأربعيني في الشرفة بينما ينظف زجاج نظارته الطبية. رآها الأطفال الذين تدحرجت كرتهم تحت إحداها و زحفوا علي بطونهم للتفتيش عنها.

لا تريد الشاحنات شيئًا من هذه البيوت، فسائقو الشاحنات –كل ساثقي الشاحنات—يعرفون بشكلٍ غامض أن بيتًا مكتملًا في مكان يعني مقيرة مكتملة في مكان آخر.

الساثقون يدخنون بصبر نافد و يسمعون صخب الأطفال تحت المحركات. من المفترض أن تلقي الشاحنات جبال الرمل و الزلط علي إسفلت الشارع، أمام المربع الخالي الذي سيصير عما قريب بيتًا، و هذا الرجل الذي يلوح بابتسامة كائن صار له أخيرًا مكان يخصه و يعود إليه، ستصير له جدران تحمل آثار اصابعه، و عائلة، و سيمنح السائقين بتسامح، أكثر مما يستحقون.. بينما يمسك حفنات الرمل في قبضته و يتركها تسيل من بين اصابعه ببطء و يمّلس علي الكريات الناعمة الصلبة.

سيتذكر هذا الرجل—و للأبد—المقدمات المتشابهة للشاحنات بالكشافات التي تومض و تنطفئ و لكنه لن يتذكر أبدًا ملامح أيّ من السائقين. غبار العجلات هو الذكرى الوحيدة في أنوف الجيران، و التي لن تعيش طويلًا مع ذلك. حتى الأطفال لن يتذكروا. سلتقطون الكُرة يخرجون منبطحين كما دخلوا.. و قريبًا ستستقبل الدنيا بيتًا جديدًا يزدحم بالأنفاس، و ستصير للنساء الملولات بالشوارب الخفيفة فوق الشفة العليا، جارة شابة، لطيفة، تملك طيورًا في قفص، و لديها الكثير من الأسرار..

9 comments:

AZ said...

مممممم
مش عارفه مش بنفس قوه الحاجات اللى نشرتهاله قبل كده

Muhammad Aladdin said...

انا عن نفسي بحبها جدا.. و الاراء مختلفة و متباينة دايما يا ست آز
:)

Anonymous said...

ميرسي يا لول على نشر القصة..طبعا انت ناشر صورتي و أنا متقمص دور " الفلن " و ده أكيد كان له تأثير على رأي "از "في القصة (:عموما أنا بحترم وجهة نظرها جدا..و بشكرك جدا جدا يا جميل

Muhammad Aladdin said...

يا طروق لسه صور شريف ما وصلتنيش، و مكنتش حابب أأخر نشر القصة دي كتير لأني فعلا بحبها.. و بعدين يا سيدي خليه يبعت الصورة و اغيرهالك .. بسيطة
:P

Anonymous said...

يا راجل أنا بهرج طبعا...بالعكس الصورة لذيذة جدا..صباح الفل

Anonymous said...

و أشكرك انك وصفتها بإنها كتابة بديعة رائقة..انت دايما جميل يا " آدم "

AZ said...

ههههههههههههههههه لا ياسيدى رايى مالوش دعوه بالصوره.. ومين قالك انى بكره الفلينات؟؟؟... بس لسبب او لاخر استمتعت بقصصك السابقه اكتر من دى.. هذا لا يعنى ان دى وحشه اطلاقا.. وبعدين متاخدش على كلامى انا مبيعجبنيش العجب ولا الصيام فى رجب حتى اسال علاء وهو يغنيلك مواويل على ربابه بهذا الشان هىهى

AZ said...

ااااااااااه اخ طارق نسيت اقولك صحيح ان كلامك فى ندوه علاء كان بجد كويس جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا بجد بجد بجد انت ناقد بتفهم وربنا ولو انى اختلفت معاك فى بعض حاجات مش فاكراها دلوقتى هىهى بس والله احترمت كلامك جدا لولاك فعلا كنت هقوم افجر الاتنين اللى كانوا على شمالك

Anonymous said...

متشكر جدا يا " از "أنا بجد بحترم رأيك أيا كان..أما بخصوص الندوة فبشكرك جدا برضه على رأيك و بالنسبه لتفجير الاتنين اللي على شمالي مش هقولك احساسي أنا شخصيا لكن الكار بتاعنا خلاني أتسامح و أنبذ العنف لأن " الشماليين " في الأدب أكتر من الهم على القلب......بالمناسبه مدوناتك حلوة جدا جدا و دي فرصة اني أقولك ده