designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Thursday, October 07, 2010

قصة النجاح!





يمكن من اجمل الحاجات ف الدنيا ان جامعتك تكرمك بعد ما تسيبها بعشر سنين، وكمان تقول كلمة الخريجين في حفل تخرج الدفعة الجديدة من كلية الآداب بجامعة حلوان باعتبارك حاجة يعني.. ده نص الكلمة اللي ما اتقرتش اساسا لأن سيادة رئيس الجامعة اتأخر عن الاحتفال ساعة ونص، وكمان استاذه في كلية الطب طلع اتكلم حوالي 25 دقيقة في اي شيء ماعدا الحفلة. وبيني وبينكم يمكن انا مكنتش ح اقراها اساسا من باب اني ما احرجش حد..

على كُل، ادي نص الكلمة، اللي ركزت فيها على خريجي الاعلام باعتباري انا شخصيا خريج اعلام..

ولكل اللي بيقرا الصفحة دي حالا: مساء الورد

J

....................................

قصةُ النجاح، أسرارُ النجاح، شهوةُ النجاح، قمةُ النجاح.

قصةٌ واسرارٌ وشهوةٌ وقمة، ويمكننا إضافة عديدٍ من الكلماتِ الطنانةِ أيضا على مثلِ خلطةِ النجاحِ واستمرارِ النجاحِ، وإلى غيرِ ذلك من بخورٍ يُحرقُ أمام مذابحِ النجاحِ. النجاحُ: هذا الشيءُ الذي أضلَّ الكثيرين كما أهدى الكثيرين؛ هذا الوحشُ جميلُ الصورةِ بهيُ الطلعةِ، الذي حوّلَ البشرَ إلى ببغاواتٍ تُسبّحُ بحمده وتتعلقُ بأهدابِ بردتِه. النجاحُ، الذي يمكنني أن أقولَ لكم، بشكلٍ قد يصدمكم، أنه يمكنه أن يكونَ من أحقرِ الأشياءِ وأحطِها.

وقبل أن أسمعَ أنينَ اعتراضِكم، أو أرى نظراتِ الدهشةِ في أعينِكم، وقبل أن تتسرعون بالأحكام، دعونا لمرةِ واحدةِ نفكرُ في معنى النجاح: النجاحُ في أقلِ معانيه، هو مجردُ إتمامِ العمل، فيمكنني أن أقولَ "لقد نجحتُ في طبخِ شربةِ البصل"، أو "نجحتُ في النزولِ على السُلَم"، وطبعا لا أنا ولا أنتم نتكلمُ عن تلك العتبةِ الأولى في تعريفِ النجاح، نحن نتكلمُ عن نتيجتِه الباهرةِ زاعقةِ الألوانِ، والتي تعني ثلاثَ نقاطٍ رئيسيةٍ:

1- الشهرة.

2- الثروة

3- وهذة نقطةٌ مهمة: استمرارُ النجاح، أي استمرار الشهرة والثروة إلى اقصى ما تسمح به الاقدار.

حسنا، بحسب هذه النقاطِ الثلاثِ يمكننُي تسميةَ بعضَ الأشخاص لكم باعتبارِهم حقاً وفعلاً ناجحون: السياسيون الفاسدون ورجالُ الأعمال اللصوص والفنانون والكُتاب المدّعون خاليو الموهبة. كل هؤلاء ناجحون بحق، ومن يشككْ في نجاحِهم وسطوتِهم وسلطتِهم، فسيكون جديرًا به أن يُحالَ إلى قسمِ الأمراضِ النفسيةِ والعصبية. كلُ هؤلاء ناجحون بحق وغيرُ خافٍ عن كلِ عاقلٍ ان كثيراً منهم يستمر في نجاحه (سواءً اتسع أو انكمش) لفترةٍ لا يستهانُ بها.

ويمكنُنا أيضًا على الناحيةِ الاخرى استبعادَ جيوشٍ كاملةٍ من الاشخاصِ الموهوبين والصادقين والصالحين من طابور النجاح: هم لم يعرفْهم احد، ولا تراهم في الصحف بين فينةٍ وأخرى، لم يملكوا شيئًا ولم يعرفوا محافظًا أو يتباهوا بصداقةٍ مع وزير. أجل، هم، وما بين القوسين "فاشلون".

والفشل، بما يعني الفشلَ في النجاح، قد تحوّلَ إلى وصمةٍ ونقيصةٍ وعيبٍ وعارٍ وخرابٍ للديار: كيف لم تعرفْ الطريقَ إلى الملايين؟ كيف لم نرَّ صورتَك في جريدةِ الاهرام؟ كيف لم تقابلْ البيه المحافظَ أو المحترم رئيسَ الحي؟

لقد تحولَ النجاحُ من سمةٍ ووصفٍ إلى قيمةٍ معيارية، فصار هو في حدِّ ذاتِه هدفًا ومبتغى، وصار من الطبيعي ألا يسأل البشرُ أنفسَهم ما هو النجاح؟ وما معنى النجاح؟ والسؤال الأهم: أيُ نجاح؟؟؟!

ما اعرفُه شخصياً أن الموهبةَ والحقَ والجمالَ وإتقانَ العملِ والأمانةَ والصدقَ والنزاهةَ والموضوعيةَ، هي بعضٌ من القيمِ المعياريةِ الحقة، وقد تشأ الاقدارُ فتبتسمُ لبعضِنا، ليجمع ما بين القيمة والنجاح: النجاح كعرضٍ وكسمةٍ وكصفة، وليس كهدفٍ وقيمةٍ في حدِ ذاتِه. ما اعرفُه شخصياً أنّ من أدركَ القيمةَ لا يضيرُه أو يشينُه عدمَ ادراكِ النجاح، وليس العكس. وللأسف فإن العكسَ-وبالذات في حالتِنا الراهنة- راسخٌ وممتدٌ، تساندُه آلياتُ التسويقِ والدعايةِ ووحوشُهُما في حربٍ لا تبقِ ولا تذر، ويساندُه جهلٌ وتخلفٌ وارتباكٌ في الرؤى والمواقفِ وضعفٌ في البنى والبنيان.

والحديثُ عن الشهرةِ والثروةِ والنجاح ضروريٌ في رأيي للفردِ العادي، فما بالُكم في حالتِكم انتم، يا خريجي الإعلام. انتم من سيتوقفُ عليكم كثيرٌ جدا مما ستؤولُ إليه الأمور، انتم كصحافيين، كرؤساءِ اقسام، كرؤساءِ تحريرٍ في وسائلَ الاعلامِ المقرؤةِ والمرئيةِ والمسموعةِ. أنتم يا من ستكونون في خطِ الهجومِ والدفاعِ الاماميين معاً: انتم ستكونون اكثرَ الناسِ عرضةً للفسادِ والإفساد، وستكونون اكثرَ الناسِ قدرةً على التصحيحِ والتوجيهِ والإرشاد.

الإعلام في أقلِ درجاتِه هو معلوماتيٌ وخبريٌ، لابد من موضوعيتِه التامة، وفي أعلى درجاتِه هو ضميرٌ للأمة.. وصوتٌ للمظلومين والمُضامين.

ويؤسفُني أن هناك من الصحافيين والاعلاميين ممن لم يهتموا لا بأقلِ الدرجاتِ ولا بأعلاها. هم اهتموا بالمالِ الذي يأتي من وسائلَ ملتوية، أشهرُها الخلطُ ما بين الاعلامِ والدعايةِ، والشهرةُ التي تأتي سواءً من تملقِ الساسةِ والنافذين أو حتى الجماهير المضلَلَة ونفاقِهم، والاستمرارُ في الشهرةِ والثروةِ عن طريق الاستمرارِ في الدعايةِ والتدليسِ والفساد. وفي النهاية يتصدرُ هؤلاء المشهدَ، محاربين أيَ رأيٍ مخالفٍ أو أي موهبةٍ حقيقية، أهونُهم من يَبرزون أمامكم مقدمين "الصور التعبيرية"، وأخطرُهم من حاذوا ذكاءً هائلاً يخفيهم عن العيونِ الناقدة. والخطرُ كلُ الخطرِ عليكم انتم، إن ارتضيتم بالواقعِ لتقولون هذا هو النجاحُ، وهذه هي الحياة. الخطرُ هو أن تحتقروا الناسَ فتبتذلوا الاعلام.

نحن في مرحلةٍ مفصليةٍ في تاريخِ هذا الوطن: في اللحظةِ التي شحذَتها التقنية، وأضفت عليها سلاحاً ذا حدين.. كلاهما ماضٍ وقاطع. في الماضي كان العالمُ يتقدمُ بسرعة، وكان تقدمُه يصلُنا ببطء. الآن فإن العالمَ يطيرُ بسرعةِ الضوء، ووسائلُ تقدمُه تصلُنا بذاتِ السرعة، وفي هذه السرعة ترقدُ المنةُ واللعنة؛ فإما أن نستوعبَها ونتعاملَ معها بما يليقُ بها من ثقافةٍ وتفكيرٍ ومهنية، وإما أن نهوى في دركِ التاريخ لقرونٍ لا يعلمُ أحدٌ إلا الله مداهَا. لم يعد هناك وقتٌ لحرقِ المراحلِ التقليدية، ولم يعد هناك وقتٌ لهذه الأمةِ يمكنُها أن تركنَ فيه لاعلاميين بهذا الشكل، ولا لسياسيين بهذا الشكل ولا لفنانين بهذا الشكل. لم يعد وقتٌ لهذه الأمة أن تركنَ فيه لانعدامِ الثقافةِ وانعدامِ الفكرِ وانعدامِ المهنية. لم يعدّ لديها وقتٌ لأشخاصٍ لا يأبهون إلا بالنجاحِ والنجاحُ فحسب. النجاحُ كما نفهمُه في هذه الايام.

في يومٍ من الايام، أُتيحت ليَّ فرصةٌ نادرةٌ لمقابلةِ العالمِ الكبير د. إدوارد سعيد في كواليسِ آخرِ محاضراتِه قبل ان يفارقَ الحياة. قابلتُه كروائيٍ شاب يسألُ عالمَ اجتماعٍ مخضرم، سألته "ما رأيُك في الإعلامِ العربي؟" اجابَني بحسم "نحنُ لا يوجدُ لدينا إعلامٌ اساساً..". قد تتفقُ أو تختلفُ مع حكمِه، اهو متشائمٌ أم موضوعي، ولكن المؤكدَ أن مستقبلَ الاعلامِ المصري، بل والعربي، في ايديكم انتم يا خريجي الاعلام، فلا تدعوا عالماً كبيراً يفقدُ الأملَ فيكُم أو فينا.

اشكركم جزيلاً، ودعواتي وتمنياتي لكم بكل الخير والتوفيق... والنجاح!

محمد علاء الدين


6 comments:

مصطفى محمد said...

سلامو عليكو

اولا: لسه ماقرتش الكلمة بس هقراها و ارجع اعلق

ثانيا: حارمنا من نصوصك ليه .. وير از آخر اعمالك

ثالثا: اخبار الدار الجديدة ايه

رابعا: و هو ده اللي انا جاي عشانه

كل سنة و حضرتك طيب مش برضه السابع من اكتوبر جه ولا

خامسا: فين البوست السنوي بتاع عيد ميلادك

:)

Muhammad Aladdin said...

وعليكم السلام يا درش
البوست حصل
:)

مصطفى محمد said...

يا عم البخيل

بترد على على البوست بس .. امال بقيت الأسئلة اجابتها فين

قريت الكلمة .. نايس .. رغم الخطاب الأبوي الذي يشوبها

:)

Anonymous said...

hey there!

hope you still remember me :)

take care!

draga

Muhammad Aladdin said...

مصطفي
ابوي ابوي.. ماشي يا سيدي
:)

ليتل مو
ربنا يخليك
:)

Draga
are ya kidding? for sure I still remember ya!! how's everything with ya??? still in Dubai??

Anonymous said...

yap!

life is going so fast...
everything is fine!
i remember you often really.
and i miss cairo....
my e-mail djakupovic@ikomline.net
write sometimes!

take care!