حسنًا، هو فيلم بكل عيوبه من حلول تقليدية وأخلاقية أحسن مئة مرة من أفلام مثل حين ميسرة وليلة البيبي دول.
هو فيلم لا يقوم فيه تنظيم القاعدة بمهاجمة فرح، أو إيراد عبارات مثل "دي مش غلطتك دي غلطة بوش".
هو فيلم لا يظل فيه الأطفال أطفالا لمدة خمسة عشر عامًا، أو متفرغ للتنظير في كل القضايا العربية والإسلامية فيما عدا مشكلة البوسنة تقريبا.
هو فيلم غير مدعي، فيلم أراد أصحابه أن يفعلوا شيئًا بكل جدية، هذا الشيء الذي يمكن ان نختلف معه أو ننقضه، ولكننا يجب علينا الاعتراف بالمجهود والاحترام الذي تعامل به صانعي الفيلم مع صناعتهم ومع مشاهديهم.
فيلم يعلن عن تطور مذهل في مستوى مخرج مثل سامح عبد العزيز، وذائقة عجيبة على المنتج محمد السبكي، وموهبة مؤكدة من السيناريست أحمد عبد الله.
فيلم مثل كباريه كان يمكنه أن يكون أحد أفضل أفلام السينما المصرية في العشر سنوات الأخيرة، بل ومتعديا فيلم حظى بقصف إعلامي منقطع النظير مثل عمارة يعقوبيان، لو فقط تم تلافي بعض التطويل في تفاصيل بعينها، وتجنب الحلول التقليدية، والميل إلى الأخلاقية المباشرة في تفصيلة واحدة- لكنها مهمة- في السيناريو.
ولكن، مازال يحسب للفيلم أنني وجدت فيلمًا يخرجه سامح عبد العزيز، وينتجه السبكي، بل و يدور في كباريه بالمعني الحرفي للكلمة، خاليًا من أي "تهريج" بالمعني الفني. باستثناء تفصيلة واحدة في النهاية – ومختلف عليها حتى. وجدت انضباطًا كاملًا في التحكم في "الافيهات" و"النكات" وشطحات الممثلين والميل التقليدي لإرضاء جمهور الترسو.
ومرة أخرى، وليس طبقًا لنظرية "أحسن السيئين"، ما يزال يحسب للفيلم انه تطور لكل صانعيه (ولكن لا يعني هذا إنهم لن يصنعوا فيلمًا سيئًا المرات القادمة)، وانه جهد حقيقي في فضاء امتلئ بالمدعين وناقصي الموهبة، صانعي الأفلام المليئة بالسذاجة والتهريج والاستهبال تحت شعار "الإنتاج الضخم" و"أجرأ أفلام السينما المصرية" أو اليسار والناصرية. هؤلاء من يسيئون للسينما العربية والمصرية عندما يفتخرون بسوءاتهم في أكبر المهرجانات الدولية، حين يشعر الغرب بأنه على حق في تصنيفنا كأمة جاهلة ومدعية حين يشاهد مثل هذه الخزعبلات السينمائية.
تحية لكل صانعي الفيلم أولا من مشاهد متواضع، وثانيًا من سيناريست أكثر تواضعًا.
4 comments:
شكرا على التحقيق الممتع حول الفيلم
وويلكم باك لعالم التدوين
مع تحياتي
بوست رااااااائع
واشكرك بالذات على الفقرة الأخيرة
كلمات مكتوبة برشاش سريع الطلقات
:)
أخيرا لقيت حد بيقول الحق في البلد دي
سلامو عليكو
تحية لاهتمامك بالجيد و اعترافك به رغم مساوءه التي تعترض عليها
:)
أنا عجبنى الفيلم ومتفق معاك تماما
وأضيف أن من ضمن هنات الفيلم هو المبالغه الغير مفرطه لبعض شخصيات الفيلم
مثلا مدير الكازينو جرى التاكيد أكثر من مره على شربه للبن والعصير و سماعه التواشيح
وهذا تاكيد ليس له لزوم ويدخل فى باب التطويل فيما أن المعنى وصل ولا يحتالج الى كل هذة المبررات حتى نعرف انه شخصيه منفصمهبين الدين كحياه شخصيه والعمل القذر فى الكباريه
سلامى لكتابتك
Post a Comment