designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Thursday, May 25, 2006

..حقًا وجبًا



مهما يكن من خلاف ما بيننا، فلابد أن نتحد جميعًا علي احترام القيم الاصيلة و المطلقة التي يمكنها أن تحد قليلًا من سطوة الانسان و ظلمه. لابد و أن ندافع جميعًا عن حرية الرأي و حرية التعبير و حرية الاختلاف. هذا هو الامل الوحيد الذي لا امل من تكراره. اتمني أن يكون إطلاق سراح علاء قريبًا مثلما حدث مع مالك و رفاقه.

لو تقدر تعيش بمتين جنيه و انت متجوز و مخلف.. يبقي تقدر تغير نظام مستبد

علاء و منال... و الفراشة التي يمكنها هز العالم

يقوم من نومه في الصباح. يضع عويناته و يهرش ذقنه و يساوي شعره الطويل المموج. يشرب شايه بينما هو يجلس امام جهاز الكومبيوتر من اجل تصفح الجديد في المدونات العربية بينما هو يداعب قطه. شاب سيبلغ من العمر الخامسة و العشرين في نوفمبر القادم، و خلال تلك السنوات الاربع و العشرين و بعض الاشهر كان قد تمكن من فعل شيء ما.

قد تختلف مع "علاء احمد سيف الاسلام"في حدته الشديدة في المعارضة، سبابه المتطاير يمنة و يسرة في موقعه لأركان النظام و ضباطه و كلابه، قد تختلف معه في اسلوب معارضته الذي تشكل في حركة "متخلفين من اجل التغيير" و حركة "17 مارس" و مظاهرات كنس السيدة و جينالك يا أم النور، , و يمكن أن تنقد توجهاته و ايدولوجيته، و لكنك لابد و أن تحترم شجاعته و جهده و اخلاصه لما يراه صوابًا. يُصبح لزامًا عليك أن تستمع لوجهة نظره، التي تقول أنه "قد مضي زمان المشي بجوار الحائط. يمكنك أن تُسجن و تُعذب و تُسحل لمجرد انك تشاجرت مع احدهم في الشارع، مجرد مشاجرة عادية، و لكن احدهم هذا يعرف ضابطًا ما، في قسم ما". و أن من يسبهم هم من عذبوا الناس و اهانوهم، هم يستحقون ما يسبهم به و اكثر.

يعمل علاء سيف، الناشط الحقوقي و عضو حركة كفاية و منشيء موقع manalaa.net (بالمشاركة مع زوجته منال )الذي حاز علي جائزة افضل مدونة عربية من جمعية "مراسلين بلا حدود"، في جمعية اهلية ايطالية تُسمى cospe، هو مسئول عن تكنولوجيا المعلومات بالجمعية التي تدخل شريكًا مع جمعيات المجتمع المدني المصري . والده، المحامي "احمد سيف الاسلام" يعمل في مركز "هشام مبارك لحقوق الانسان"، و والدته الدكتور ليلي سويف الاستاذة في علوم القاهرة، و عضو في الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب بالمشاركة مع زوجها. جده الدكتور "مصطفي سويف" منشيء قسم علم النفس بجامعة القاهرة، و جدته المترجمة الشهيرة الدكتور "فاطمة موسي" و خالته هي الروائية المعروفة "اهداف سويف". كتبت "منال" في مدونتهما عن مشاركة والدي "علاء" معهما في المظاهرات أيضًا.

ليس غريب إذن أن ينشأ "علاء" بمثل هذه القناعات، و بمثل هذه الحمية. عمل في الجمعيات الاهلية بإخلاص منذ حداثته حتي أنه إلتقي بزوجة المستقبل "منال"—مطورة و مصممة المواقع—في جمعية اهلية لم تعد موجودة تدعي بـ"نسور المستقبل". تعددت الرحلات و المعسكرات في خارج مصر، و توثقت علاقة حب و ازدهرت، و كان النتاج زواجًا و موقع إليكتروني و مظاهرات تموج بالحيوية، في وجه نظام مستبد و وحشي، استدعاه في يناير 2006 لأمن الدولة فرد "علاء" بسباب منتقي بعناية و تجاهل الاستدعاء.

"بان علينا التعب فعلا" هكذا ردت عليّ "منال" و انا اسمح لنفسي بتأمل التغير الرهيب في ملامحهما بعد اقل من ست سنوات. ما الذي يجعل الانسان يتعب بهذا الشكل؟ يُرهق بهذا الشكل؟ كيف تُنكل بنا تلك البلاد في كل يوم بشكل مقيت؟

لم يكن تبدل الملامح هو الثمن الوحيد، بل اُعتقل "علاء" في يوم الاحد السابع من مايو 2006 هو و 11 من رفاقه—أُطلق سراح ثلاثة منهم لاحقًا—لينضموا إلي تمانية و اربعين معتقلًا من الشباب الذين وجهت إليهم اربع تهم هي كالتالي: اهانة الرئيس- التجمهر- تعطيل المرور- التعدي علي رجال الضبط بالسب و القذف في المحضر رقم 415 بنيابة امن الدولة العليا. لم يكن "رجال الضبط" كما تقول "منال" سوى مجموعة من "البلطجية" اطلقتها مباحث أمن الدولة علي مظاهرة صغيرة بدأت بسبعة عشر فردًا و انتهت بثلاثين امام محكمة جنوب القاهرة. تظاهر الشباب تضامنًا مع القضاة و زملائهم المعتقلين، و الذين سرعان ما انضموا إليهم.

كان "علاء" يبلغ "منال" عن طريق الهاتف بما يجري حولهم في المظاهرة لتكتبه في فضاء موقعهما السايبري. كانت المكالمة الاخيرة في حوالي الساعة الواحدة و الربع ظهرًا، ثم جائها اتصال هاتفي، بعد نحو نصف الساعة: لقد اُعتقل "علاء".

لم تحاول "منال" الاتصال بزوجها، ببساطة لأنها كانت تجري استعداداتها من محامين و خلافه، و لأن من اتصل بـ"علاء" بعد سماعه الخبر اجابه رجال امن الدولة في غلظة بما لايليق نشره.

رأت "منال" زوجها و هو يغادر نيابة امن الدولة العليا في نفس اليوم. لم تبد علي الشاب أي مظاهر لأساءة المعاملة حتي هذا التاريخ. هو الان مستقر مع خمس و اربعين من زملائه الشبان في شجن طره، بينما وضعت الشابات الثلاث المتبقيات في سجن القلعة، بعد أن تم حبسهم 15 يومًأ علي ذمة القضية.

"الحاجات دي بتلمس الناس اكتر من الكتابة علي حيطة زنزانة" هكذا تقول "منال" علي اسلوبهم في التظاهر، من "كنس السيدة" و "جينالك يا أم النور" بالاضافة إلي اسم "متخلفين من اجل التغيير".

"المظاهرات هي هي.. الاماكن هي هي .. الشعارات هي هي .. الناس هي هي كمان. كان لازم تننزل للشارع بجد. نختلط بالناس. نكلمهم و يكلمونا". تتذكر "منال" أن الناس في مظاهرة لهم في شبرا استقبلتهم بالزغاريد. لقد اتوا للناس العاديين، النسوة المحبطات و الشباب العاطل و الموظفين البؤساء و باعة الطريق "السريحة" باللافتات التي تتحدث عن سوء استغلال نفوذ الشرطة، عن البطالة، عن الفساد، عن القهر.استعانوا باشكال جديدة من اللافتات و الهتافات و استخدام مبتكر للبالونات. تتذكر "منال" أن هناك من ناقشهم في أن استمرار "مبارك" هو افضل من الشخص الجديد الذي لا نعرفه، و أن الرئيس "قد شبع". رأي "علاء" و "منال" و رفاقهما أن الاستسلام و الصبر يؤديا لمزيد من الطمع، و ببساطة.

"لو كنت موظف و متجوز و مخلف عيلين و قادر تعيش بمتين جنيه بس.. يبقي تقدر تحقق اللي هو اكتر من كده". هكذا قال رفيقهما "وائل عباس"—رئيس تحرير مجلة الوعي المصري الاليكترونية— لأحد المواطنين. و يلخص "علاء" رؤيته لما يريده، و تريده جماعته من المدونين فيما كتبه علي مدونته

"أيوه أحنا بنطالب بحرية الالحاد و الكفر و الايمان بأي عقيدة مهما كانت، أحنا مش عايزين حرية الاختيار من متعدد في الأديان، عايزين زي ما نبقى أحرار نكفر يبقى الناس أحرار تتدين، و محدش يعتقل عشان ربى دقنه و تردد على الجامع كتير. و مفيش واحدة لما تسلم البوليس يرجعها لأهلها و يلغي اسلامها.

الحرية التي نريد هي حرية أن تنتمي لأي جماعة مسالمة من غير ملاحقة أمنية، أن تشكل أحزاب تعبر عنك، أن تصدر صحف تعبر عنك و تكشف الحقيقة من وجهة نظرك. أنك لما تعبر عن رأيك لما تقترح الأفضل لمستقبلك و مستقبل أولادك محدش يتعرض لك بالتعذيب و الاعتقال. "

و يبدو أن "علاء" قد التزم بما يقول، فقد دافع عن "ابو اسلام عبد الله"، الكاتب بشبكة بلادي و المدير السابق لتحرير النسخة الاليكترونية لجريدة العمل،كما دافع عن المدون "عبد الكريم سليمان" الذي اعتقل ايضًا، و هو المناقض الحدي لتوجهات ابو "إسلام".

و بينما "علاء" جالس وراء اسوار طره، تُكمل "منال" ما بدأه في الموقع الاليكتروني الذي يضم خدمة استضافة المدونات، و مجمع للمدونات المصرية. تحاول الاطمئنان علي زوجها و علي اصدقائهما و رفاقهما المعتقلين. تبدو متماسكة ، مليئة بالصلابة و الهدوء و هي تحادثني و تقول ان جناح الفراشة الذي يهتز في ناحية، يمكنه أن يهز الناحية الاخري من العالم.

.......................................................................

كتبت خصيصًا لجريدة الدستور

8 comments:

ayman_elgendy said...

بعد ما شوفنا جيمي وخديجة في منتدي دافوس كل شيء اصبح واضح والغيامة انزالت...المشكلة مش مشكلة اسلاميين....المشكلة مشكلة معارضة نظام الصيع الحرامية اللي عايزنيها تبقي تكية ابوهم

اصبروا وصابروا ورابطوا

Incomplete said...

ربنا يخرجه سالم ويصبر منال
حلوة قوي طريقة عرضك لوضعهم..وحيادك رغم خلافك
:)

فتحي إسماعيل said...

الله عليك
الله عليكم
انتوا جيتوا امتى
وظهرتوا في الوجود دا امتى
دا انا بقالي 32 سنة بدور
على حد \يؤمن ويصدق ويقاوم
ولما ما لقيتش هجيت
ناس كتير قالوا فيه
بس انت دوّر
وتعبت من التدوير
من القاخرة للجيزة لأكتوبر
لأسوان لقنا لسوهاج
لكن للأسف كنت بلاقي براويز من غير صور
وصور من غير روح
ناس كدابة
بتلعب بالكلمة
كنت مؤمن ان البلد
نازلة منحدر
والحمار المعصوب العينين
مش عارف السكة
وساحبها وساحبنا وراها
غلبت اتكلم غلبت الاقي حد يقف جنبي
قدامي
ورايا
يوريني السكة
انتوا ليه
ما دورتوش عليا
زي انا ما دورت عليكم
ضيعتوا مني أحلي سنين عمري
لكن الآن
الآن
أنا مبسوط وفرحان
بمصر
بيكم
وبأن احلامي
ما كانتش أحلام
وثورتي ما كانتش سفسطة
زي ابن عمي الشاعر ما كان بيقول

ayman_elgendy said...

استاذ فتحي

واضح ان حضرتك جديد في عالم البلوج

عموما مرحبا بك وصدقني هنا كلنا كنا بندور علي بعض وعلي الحقيقة وعلي الثورة علي اي ظلم

مرة ثانية يا مرحبا بك

ياسر خاطر said...

جميل جدا
انا معاك ياعلاء في اتفاقك في المبدأ رغم خلافك معاهم
لكن
هل اللي بيعملوه دة الصح
صحيح هم بيعملو مجهود لكن هل هو الصح؟
بمعنى اني لو قلت لك قابلني في اسكندرية
وانت روحت الاسماعيلية مشي
انت عملت مجهود
لكن حد استفاد حاجة غير انك تعبت؟

Anonymous said...

aiwa estafad,
howwa magalaksh mashy we bass, howwa galak mashy we 3adda 3ala koll ensan we falla7 we 3amel 2eder ye3addy 3aleih, we etkallem ma3ah we tammenno we fahhemo, we mesh be3eed yekoon estafad menno....
lamma betenzel te2ool ra2yak enta bete3mel 7aga men 7a22ak, we betastafeed betaree2a 3'eir mobashra.... we ta3abak mabyro7sh hadar,
wa illa makanoosh fe tora delwa2ty ;)

ياسر خاطر said...

نانا
مين دول اللي بيعدي عليهم ويكلمهم
ولا واحد من كفاية ولا واحد من اي نوع من المعارضة كلم الشعب او كلم المواطن العادي
ولاحتى فكروا يكلموهم
وبعدين بعد مايكلموهم هايعرفو ايه؟
اننا بنتسرق؟
طب ماهو عارفين
ان سيادته قاعد ومش هايقوم؟
والله عارفين برضو وبعدين
نعمل ثورة؟
اتعملت وبعدين
نتيجتها الباشا اللي قاعد دلوقتي
لول اتعملت تاني هايجي واحد زيه
ليه؟
لان كل الشعب بقى زيه
حتى المعارضة
كل المصريين دلقتي نفس الحالة وماحدش لو طلع السلطة هايعمل اقل او اكتر من اللي بيحصل دلوقتي
تبقى ايه الفايدة من اللي بيحصل دلوقتي؟
ان المعارضة بتتضرب بس
يبقى شكرا

Anonymous said...

Where did you find it? Interesting read » » »