..بول

بول نيومان

(26 يناير 1925- 26 سبتمبر 2008)

اليهودي الذي أصر على يهوديته رغم قوانين اليهود الارثوذكس، ربما كان هو التزاوج الحقيقي بين قوقازية داوود الشقراء اللازوردية في تمثال مايكل آنجلو وسامية بني إسرائيل السمراء سوداء الشعر في الانثروبايلوجي. عاش مخلصًا لليهود وإسرائيل في تبرعاته الخيرية وفي أدائه لفيلم "الخروج"، وعاش مخلصًا للسينما الذي قدم لها the Butch Cassidy and the Sundance Kid, The Hustler, The Long, hot Summer، وبالطبع Cat on a Hot Tin Roofوغيرها كثير..

عاش مخلصا لليسار وللحزب الديمقراطي حتى انه خسر صديقًا مثل شارلستون هيوستن عندما اتجه الأخير لليمين. عاش مخلصًا للفقراء حيث قدم لهم ما يربو على المائتي مليون دولار كتبرعات خيرية منذ العام 1980، وللأطفال شديدو المرض الذي اقام لهم معسكرًا صيفيًا يستقبل 13 ألف منهم في كل عام بلا مقابل. عاش مخلصًا لرفيقة العمر، جوان ودوارد، التي ظلت زوجته لخمسين عامًا بلا انقطاع.

بول الذي هدد به إيليا كازان مارلون براندو عندما تقاعس قليلًا في قبول دور ستانلي كوالسكي في "عربة اسمها الرغبة"، والذي قال مرة انه وقع اكثر من خمسمائة اوتوجراف بجملة "مع حبي، مارلون براندو". وهو ذات الممثل الذي قرروا تصوير Cat on a Hot Tin Roof بالألوان من أجل زرقة عينيه.

بول الذي لن انسى مشهد كسر يده كلاعب بلياردو اسطوري في The Hustler، ولا مشهد سرقة البنك في أمريكا اللاتينية في Butch Cassidy، ولا مشهد موته في Road To Perdition، ولا تجوله العابث بجوار اورسون ويلز، كشاب نزق يضع يديه في جيبي الجينز الخلفيتين في The Long, Hot Summer..

بول يمضي تاركا ورائه شباب يقتربون من سن الثلاثين، يمضي مضيفًا إليهم مزيدًا من التفكر، في تلك الفترة من العمر، التي يستوعبون فيها أن كل أبطال طفولتهم إما شاخوا أو ماتوا.

ربما يدنيهم موته، أكثر فأكثر، إلى قلق النضج وسأمه..