..دجوبي.. دجوبا... دجوبي.. دجوبا

عندما اسمع دجوبي دجوبا، لا استطيع ألا ابكي، عندما أكون وحيدًا، وحيدًا.

تأسر مقدمتها الموسيقية قلبي، هامسة ومتسللة برشاقة غزال. أأسر، ويهيئ لي، كولد أحمق، أنني سأصير يومًا منتصبًا فوق مسرح، متعرقًا، كما يليق بعازف أريب للجيتار. ستسلط علي كرة النور وأنا أعزف. أعزف. أعزف. أعزف كشيطان. واغني، دجوبي.. دجوبا.. التصفيق المنغوم يتراقص حولي، يراقصني، يهز قلبي وأهز قلبه، يطربني وأطربه. الموسيقى تدخل بين لحمي وبين روحي كدخان رءوف يلف الرئة. قلبي، قلب الثعلب الغجري، يثمل بالعنب الحلو..

ستسلط علي كرة النور والنار، بينما أنا أتوسط أقراني، اضحك لهم. اضحك للمشاهدين. أغمض عينيّ. أدقدق بكعبيّ. يا ربي، كم أصبحت قادرًا على خلق هذا الجمال...

أختم أغنيتي، تعويذتي، سر سحر عيون الغزلان وبهاء ابتسامات الصبايا بضربة عظمتها في حدتها. عظمتها في السكون المريح بعدها. ضربة حادة وبديعة وبهية وآنية الفناء كلحظة انبجاس المني..

وعندما افتح عينيّ، في بيتي، في قلعتي الهشة الإسمنتية، أدرك أن نصًا سينمائيا ينتظر الكتابة. نص تختتم مشاهده بمشهد مطعم راق. الكؤوس. الضحكات اللامعات. ومجددًا، دجوبي دجوبا، فساتين السهرة والسيقان المدوخة ومنابت النهود التي تطير العقل. ذقون محلوقة وابتسامات واثقة. الكاميرا تنسحب برقة. دجوبي دجوبا. إلى إظلام. دجوبي دجوبا. إظلام دون العالم السعيد السعيد.. العالم البعيد البعيد....