designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Sunday, September 09, 2007

..آه يا زين


حب المصريين لآل البيت يفيض نورًا و عنبرًا.

في حب الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي المدني، كانت أغنية شعبية بديعة هي "آه يا زين". الإمام علي زين العابدين الذي ناده المصريين بـ"آه يا زين.. آه يا زين العابدين.. يا ورد مفتح.. بين البساتين"، ربما لم يكن الزين ثوريا كأبيه، أو طالب ملك كأعمام الجد. ربما كان من وجهة نظر ما مستكينا و مستسلمًا. ربما حتى خانعًا أو متخاذلًا، و لكنه كان اتقى و أورع آل البيت النبوي في عصره، حيث قال الإمام مالك بن أنس "سمي زين العابدين لكثرة عبادته"، و الذي سجن بسببه الفرزدق عندما انشده قصيدة عصماء، وصل من غيرة و غيظ هشام ابن عبد الملك أن طلب مثلها، فقال له الفرزدق هات جداً كجده، وأبا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.

يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم***عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا

هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته***والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم

‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم***هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏

هــــذا الـــذي أحمد المختار والده***صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم

القصة ليست الهامة، بل مقدار الحب الذي استحوذ علي قلب مصر، السنية المتشيعة، لآل البيت و منهم زين العابدين. الحب الذي لا يعرف تشدد المتفقهة، و لا سوط الحاكم، و لا منافع التجار و نقودهم. حب صافي تكلله دموع الخشية و الإحسان. موسيقى "آه يا زين" التي كانت ضيفة دائمة عن صلاح أبو سيف و لاسيما في "شباب امرأة" كمعادل سمعي للنشوة الحسية. بكاء السيد أحمد عبد الجواد عندما رأى كمال الطفل في المشهد الحسيني—الحسين ابن علي و أبو الزين— يدعو الله أن ترجع أمه للبيت، و يقول "مكنتش اعرف أن خاطرك كبير عند سيدنا الحسين كده". ثم يرجع أمينة لبيتها و أولادها.

و مادام الحب موصول ما بين مكة و القاهرة و البصرة، فأي جلال أن يمتد حتى إسبانيا، مرورا بفلسطين و فرنسا. في الرابط بأسفل "آه يا زين" ممتزجة بالفلامنكو، غناء فرقة آلابينا (مغنية الفرقة عشتار إسرائيلية المولد فرنسية الإقامة لا قبل لها بالسياسة علي حد علمي، فإن كنت تحسب الاستماع إلى صوتها لونًا من ألوان التطبيع، فبالطبع لا تضغط الرابط!).

"يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام و لا تحبونا حب الأصنام، فمازال بنا حبكم حتى صار علينا شينا".

هكذا قال علي زين العابدين، كما روي. إلا أن اللسان الذي تغنى بعشق الزين لا يداني الكفر و لا يداخل الشرك، فالحب صاف و الشوق ضاف، و السرائر تفيض تولهًا و تطلبًا.

السلام و التحية عليك يا علي يا زين العابدين، يا من كان حبك إلهامًا لألسنه تغنت بك، و لم ترك.

أضغط هنا.

.......................................................

الصورة: رسم رمزي للإمام (عامة) لدى الشيعة.

4 comments:

abderrahman said...

ألقي بوردة أسفل هذا البوست، وكلمة شكر على مساندتك للمار من هنا ان يبدل مزاجه وان يفكر في أمر قديم جديد
**
حب آل البيت إذا نظرنا له نظرة خالية من المشاعر دون التعمق في الاسباب الاجتماعية والسياسية و(الدينية) التي صاحبته، فربما يرى الرائي أنه امتداد لميراث قديم في عقائد الشعوب، حين يقدس أحد الرجال لنسبه، فيضعوه في مصاف الأبطال والقديسين
وقد يرى البعض أن هذا الرأي يحمل تسطيحا أو تقليلا من شأن المقدس، ومن قدسه.. لكن لا عجب أن وجدنا أغلب أولياء الله، ورثة (الاله حامي القرية)كلهم منسّبين
**

^ H@fSS@^ said...

و هي ايه مصر من غير لمستها الفاطمية المتشبعة بحب ال البيت و حب الحياة بكل لماحتها المجنونة و طعمها اللاذع

بص كده على اي بلد مكنش فيها لمسة فاطمية قوية؟؟
حتلاقي الحياة فيها مالهاش طعم
ولا لون
عشان مافيش مولد نبوي و لا مقامات و لا اضرحة

و ده مش تشيع و لكن هو حب لا اكثر و لا اقل

كلامك جميل
و الاغنية كمان حلوة

تحياتي

Tara said...

وااااو
:)
بوست بديع بصراحة
و خصوصا في هذا الوقت اللي صار حب آل
البيت يعتبر كفر و شرك بالله

ياريت الناس يفهموا الامر كما تراه
انت

Ibn Bint Jbeil said...

ربما كان من وجهة نظر ما مستكينا و مستسلمًا. ربما حتى خانعًا أو متخاذلًا

ya 3ayb 3ala hakatha kalam

hal tajra2 an taqool hatha al kalam fi wajhih?