designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Sunday, August 26, 2007

..لؤلؤ و مرجان



سألوا البنت الإيرانية الصغيرة، ذات العشرة أعوام، مارجي:

"ماذا تحبين أن تصبحي عندما تكبرين؟".

"نبية!".

قالتها مارجي في فخر و إيمان عميق.




قرأت بالأمس الترجمة العربية لرواية مرجان ساترابي البديعة "بيرسيبوليس".

رشاقة الحكي تمنح لك متعة صافية، بالامتزاج مع الأسلوب البسيط في الرسم، فكانت رشاقة و بساطة و جرأة ايضا تعطيك ضحكات صافية. البنت الصغيرة، مارجي، التي عندما اشتكت مدرستها لأبويها مما تظنه اختلالا اجاب والديها في بساطة "فليكن". و عندما سأل الزوج مارجي الصغيرة السؤال مجددًا، أجابت في لؤم "طبيبة"، بينما كانت كلمة نبية هائمة في رأسها.



لِمَ كانت مارجي الصغيرة تأمل في أن تكون نبية؟

من اجل تخفيف ألم ركبة جدتها العجوز، باعتبارها نورًا سماويًا يدللها الله و يأخذها في أحضانه. و عندما سألتها الجدة كيف سيكون ذلك، أجابتها بصفاء "أن ذلك سيكون ممنوعًا..هكذا ببساطة".

تعيش مارجي مع أبوين يتظاهرا و ينشطا من اجل الثورة. تعيش معهما تجربة إيران في العام 1979، كما تعيش تجربتها هي الشخصية في القراءة، و المادية الجدلية، و ماركس الذي هو يشبه الله و لكنه ذقنه و شعره أكثر تجعيدًا.

كانت مارجي تعيش حالة صداقة حميمة مع الله. البابا نويل الذي يمضي معها الليالي متفكهًا، و يزعل منها عندما تقول لأبويها أنها تنوي أن تكون طبيبة.





و في يوم زعلت مارجي من الله.

طردته، إلي عير رجعة، من غرقتها الصغيرة.

و لم يظهر لها الله ثانية، كما لم تعد طهران هي ذاتها التي كانت تعرفها أيام الشاه، كما لم تعد أمها مطلقة لشعرها، تلك الخيوط التي "ترسل أشعة سحرية لإغواء الرجال". هذا بالضبط كما قتل أصدقاء والدها و أقربائها من الشيوعيين، كما كان تداول شرائط مايكل جاكسون أو البوسترات الملونة لأيرون مايدين—الذي أخفاها لها والدها في بطانة المعطف عندما رجع من رحلته لتركيا—ممنوعًا. بالضبط كما كان من حق الأخوات في الثورة أن يوقفوا مارجي من اجل ارتدائها حذاء نايكي.



بيرسيبوليس. مدينة الفرس. الموقع التاريخي الذي ألهم اسمه رواية مرجان ساترابي الحائزة علي الجائزة الأولى من أنجولم (مهرجان دولي للكومكس يوازي مهرجان كان في أهميته)، و حصل فيلم التحريك المستوحى عنه بذات الاسم علي جائزة التحكيم الخاصة من مهرجان كان. في العام 1970 أقام محمد رضا بهلوي احتفالا مدويا في بيرسيبوليس بمرور 2500 علي الملكية الفارسية. وزع طن من الكافيار في أيام ثلاثة، و أرطال من لحم الطاووس. يقولون أن الميزانية غير المعلنة قد تعدت المئة مليون دولار، بينما هناك أناس يموتون من الجوع في أنحاء إيران.

2500 عامًا من العبودية و الانبطاح مثلما قال والد مارجي، و الأمل كان الثورة. الثورة التي لم تكن أبدًا مرضية لا لمارجي و لا لأبويها.

ما بين محمد رضا بهلوي و الخوميني، و الحجاب و السفور، و الساواك و حرس الثورة، والخمر و اللطم فوق الصدور، والعرب و الفرس، والإسلام و الزاردشتية، والعراق و إيران، طياري الاف 14 و مطلقي اللحى؛ كانت بيرسيبوليس مرجان ساترابي. مدينة الفرس التي ارتمت بين دفتي كتاب.

ربما الأمر كما لخصته مرجان|مارجي في تقديمها لروايتها المصورة

"علينا أن نسامح، و لكن لا يجب علينا أبدًا أن ننسى".

.............................................

لموقع فيلم يبرسيبوليس الرسمي: اضغط هنا.

5 comments:

عمرو عزت said...

مثير للاهتمام جدا
عن أي دار نشر صدرت الترجمة العربية ؟

Anonymous said...

انه دار باردو عايزين نعرف

Anonymous said...

momayyaza awi...
3ayzeen detaaaaaaaails where to get it :D

Muhammad Aladdin said...

هي منشورة عن هيئة فرنسية، و اللي متأكد منه انه اللي مهتم يلاقيها في مكتبة ديوان

alzaher said...

الا ترى أن كل من الكتاب والفيلم وبعيدا عن الفتقييم الأدبي لهما هما جزء لا يتجزأ من الحملة الضارية حاليا ضد إيران؟