سيدنا رزق
..............
الشئ الوحيد الذي لم يكن يعرفه سيدنا أنني أقابل ابنته (أمينة) يومياً بين المغرب والعشاء حينما يكون منشغلاً هو بقصص الأنبياء بينما أحكي أنا لـ(أمينة )عما حدث حينما اكتشفت امرأة العزيز حبها لسيدنا يوسف..،وكانت أمينة تستمع بشغف شديد لأن (أبوها الحاج) لم يحك لها هذه القصة رغم انتهائه من قصص الأنبياء أكثر من ثلاث مرات شرحاً وتفسيراً على أهل بيته..،وكنت شيطاناً حين أحكي لها القصة بأسلوب أبوها نفسه- والذي يعتبرني أنجب تلاميذه –فأقف دائماً عند "وقالت هيت لك"..قبل أن أقطع القصة فجأة لأسألها عما اذا كانت أحضرت لي طعاماً أم لا.
تعطيني (أمينة) التفاحة فأسقطها من يدي عمداً حتى تأتي بها من الأرض فألمح ما لذ وطاب من تفاح آخر سأقطفه يوم أختم القرآن حفظاً وتفسيراً حيث أنوي التقدم لمولانا للزواج منها.
أعود دائماً في آخر الدرس حتى ألحق بنظرة رضا يوليني إياها مولانا حين يلمحني..،ولكن أمس تغير كل شئ.
لم تأت أمينة ولم أتناول التفاح ولم أحك عن قصة امرأة العزيز مع يوسف ولم ينظر لي مولانا نظرة الرضا اياها.هل يكون قد عرف؟..ماذا لو أخبرته عن "هيت لك" او صارحته بتقبيلي اياها عند شجرة التوت على الترعة القبلية.
أدخل الاختبار النهائي خائفاً من شئ ما لا أعرفه.أنا التلميذ الذي فاق أستاذه بشهادة الشيخ نفسه..،وسيذهب بي الى (الأفندية بتوع مصر) حتى أظهر في التليفزيون ويكرمني الرئيس بوصفي الحافظ لكتاب الله بقراءاته السبع والعالم بكنوز سنة نبيه وقصص الصحابة والتابعين وأنا بعد لم أتعد الخامسة عشر دون أن أعرف القراءة ولا الكتابة.
أقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلا يرد أعضاء اللجنة بما فيهم سيدنا.
يسألون فأجيب ويسأل هو فأجيب .ثلاث ساعات كاملة م يفلح أيهم بالإيقاع بي.
يقترب مولانا مني ويهمس في أذني (بتبوس البت يا ابن الجزمة؟) فلا أجيب.
ينظر لي بخبث وهو يقول: "السؤال الأخير في قصص الأنبياء..احكيلنا عن قصة سيدنا رزق"
أبسمل وأحوقل وأقول :لم نأخذها يا سيدنا..ما من نبي اسمه سيدنا رزق.يبتسم ساخراً وهو يقول :"وما خدتش كمان الآية بتاعة "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا"..أصرخ بالتفسير.القرطبي بيقول كذا وابن كثير بيقول كذا والرازي بيقول كذا وكذا ولكنهم لا يسمعون.ينشغلون بخلع جببهم وقفاطينهم ويلتفون حولي قبل أن يمسك سيدنا بقدمي لهم ويخرج كبيرهم عصا غليظة ليهبط بها على (بز رجلي)وهو يقول في تشفي"زي ما فيه (هيت لك) فيه (معاذ الله)" .أصرخ من الألم ولكنهم يواصلون الضرب فيقول سيدنا "عرفت بأه قصة سيدنا رزق" .أزعق بأعلى صوتي :عليه السلام..عليه السلام..،ولكنهم أبداً لا يتوقفون
...................................................................................
محمد فتحي--قصص غير منشورة
10 comments:
بص يا دكترة... من غير مجاملات ولا حساسيات ولا نفسيات.. القصة ظريفة، بس تفضل في الآخر زي اسكتش فكاهي... تنفع مثلاً سيناريو كوميكس زي اللي بتكتبه في الدستور.. إنما الأسلوب الشهادة لله، يعني رشيق كده وخفيف مش تقيل ع القلب... على العموم رأيي مش مهم أوي كده، لأني للأمانة مش باعرف حاجة في قواعد النقد الصارمة، ده مجرد انطباع بريء
ياريت متحرمناش من الحاجات اللذيذة دي، ماشي يا سيدنا
قصة حلوة قوى ..شكرا يا محمد على استضافتك للقصة وتقديمها لينا
صباح الفل يا ابو حميد
اولاً شكراً لرأيك الجميل وأمانتك لما قلت انك مش بتعرف حاجة في قواعد النقد وان ده مجرد انطباع
جرب يا ريس تقرا القصة من غير ما تحط اسم محمد فتحي وكتابته في الدستور في دماغك..أنا مش كاتب حاجة عبقرية طبعاً ولا حاجة جامدة مووت لمن مش لدرجة انها تنفع سيناريو كومكس زي اللي بكتبه في الدستور..،ورأيك في الحالتين على عيني وعلى راسي واشكرك كلامك لجميل والمشجع
رضوى اسامة
أشكرك على اهتمامك والشكر لمحمد علاء كذلك
لا شكر علي واجب يا استاذ فتحي
:)
رضوي
الشكر لازم يتوجه لفتحي علي انه اداني القصة للنشر.. متشكر جدا يا رضوي
جامده جدا... ياعم لو ارحمنا هو انت كل يوم تطلعلى بتحفه جديده... انا عايزه احوش... هطير القرشين اللى حيلتى على الروايات والمجموعات القصصيه بتاعه الناس الجامده دى...... هبنى العماره امتىىىىىىىىىى عاااااااا
تحياتي لصاحب يوميات الحلم والموت) هذه القصة التي شدتني كثيرا مع عمرو الصاوي وتكوينها المغامر الجميل...عن اذنك بقى هقرا قصتك الجديدة دلوقت!
az
يا فندم اوعدك اني اوفرلك في سعر العمارة واهديلك المجموعة الأولى بعد طباعتها ان شاء الله
طارق امام
يا باشا شكراً على رأيك في يوميات الحلم و الموت وده شرف كبير ليا
في انتظار رأيك كواحد من أمتع من أقرأ لهم ومن يهمني آراءهم بشدة
يافندم ربنا يخليك ده من فيض كرم اخلاق معالى جناب سعادتك
Where did you find it? Interesting read » »
Keep up the good work » » »
Post a Comment