....تيمو

يبدو متحفظًا--و ربما متعاليًا--عندما تقابله لأول مرة. يرمش بعبنيه العسليتين الواسعتين ببطء قبل أن يرد عليك. تلك التؤدة تثير لديك الشعور بأن سينقض عليك مثل هانيبال ليكتر. شفتيه المزمومتين تنفرجان بهدوء.. حسنًا.. استعد لرؤية انفك ممضوغًا داخل هذا الفم

و فجأة، كم هو حاتم دومًا، سيجعلك ترقد علي بطنك من كثرة الضحك في اللحظة التالية

يعيش حاتم حياته بلا هوادة، رغم ضيقه الشديد بكل شيء. في ايام كثيرة يجئ حاتم حاملًا صليبه الصغير علي كتفيه. صليب صغير يعلم هو انه مجموعة من الاوهام الصغيرة التي لا تمتاز باللطف، و لكنها تشعل حياتنا الضئيلة جحيمًا. يجيء بالصليب في احيان، و لكنه--و دومًا-يحمل لنا ضحكات و باقات ورود..يكره حاتم ان يصف حاله باكتئاب الفنانين المعتاد، و ربما سيتصل بي ضاحكًا بعد قراءة هذه الكلمات و يقول لي كعادته: جتك نيلة

و لكنه اكتئاب فنانين--لابد من الاعتراف بذلك

و لأن حاتم فنان اعتبره انا شخصيًا من اهم فناني جيلي، فلابد و ان تكون مناطق حزنه و ضيقه عنيفة، بل و مهمة ايضًا.. مهمة لأنها لا تمنعه، و لعلها تدفعه من طرف خفي، للأنغماس في عمله اكثر و اكثر. هذا العمل الذي نحبه جدًا، كأصدقاء و متابعين متفانين

ربما لا نتفق معه في حشر نفسه في التزامات كثيرة، و ربما لا تكون مهمة فنيًا ايضًا، و لكننا سنظل--أنا و شلتنا الصغيرة--نحبه كثيرًا، و كثيرًا جدًا ايضًا

اعلم تأكيدًا انه سيتصل بي و سيقول أن مشاكله و مشاعره ما هي إلا لإنسان عادي.. لا يوجد--من وجهة نظره--ما يفصل الفنان عن الانسان إلي هذا الحد.. اعلم أنه سيقول ذلك، و سيتهكم بصوته المرح علي كل كلمة كتبتها أنا هنا.. و لكني، و بسعادة غامرة، أود تخيل وجهه الآن و هو يقرأ هذه السطور

إلي حاتم الذي يملأ ارواحنا بضحكة اوسع كلما لاقيناه. إلي حاتم الذي لم يتخلف في لحظة عن أن يكون أخ و صديق مثالي. إلي تيمو الذي ينتظر اشياءً ليست هي بالبعيدة، تجلد، انت اجمل من ان تتركنا وحيدين، في هذا العراء الرهيب

...............................................................................................................................

الاسكتش يمثل حاتم بريشته

يمكنكم رؤية اعمال حاتم علي

www.hahatem.deviantart.com