designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Monday, May 23, 2011

عربات النار


كنت أحاول أن أشعل سيجارتي أخيرًا، في شارع لا تفاجئني فيه عربات النار: عربات لها هيكل عربة شعبية شهيرة، موقدة كجهنم، تعدو نحوي. أخذتُ نفسًا عميقًا وتساءلت في نفسي عن الوقت المتبقي لي، جزء من روحي تعفن، انقلب، يتمدد في هدوء واثق ناشرا عفنه حتى النهاية المحتومة. بالمنطق لابد وأن اترك عربات النار تداهمني، فمرة حاسمة ارحم من احتضار، ولكن شيء في داخلي كان يتمسك بالشوارع وبالسجائر.
دخل الشارع رجل يسحب امرأة، جلبة، وسكين يلمع.
وبعد أن ذبحها مضى بعيدًا، مضى دون حتى أن ينظر لي. نظرت أنا لها، كنت اعلم أنها ستنتصب، فانتصبت ونظرت لي. في المسافة ما بين ذبحها وتقييد اسمها في سجل الوفيات ستكون حرة لتجول كما تريد، اسم ما يزال حيا طليقا كما يعرف الناس، وإلى ان تستقر الجثة في باطن الأرض سيكون جزء منها ينظر لي حاليا في تدقيق.
وعندما أتت عربات النار، مسرعة، قفزت فيها بحماس، ولم تحاول أن تغير مسارها المتسارع نحوي، ولم أحاول أنا الطيران كعادتي أيضًا. 
...................
من المجموعة القصصية "الصغير والحالي". تصدر قريبا عن دار ميريت.