كما تعلم أنت، بالضبط،
فأن الأمر لا يخلو..
من بضعة أفعال،
لا تملك رفاهة الفصام
ما بين التسمية والمعنى..
وهاد تنزلق، نحو الأعمق، بشراهة..
وطيور صغيرة ترمق وتمرق..
حراسة الأكواخ في ليل اعتيادي..
وثعابين الرأس حين يضطجع الدفء..
نعم، كما تعلم أنت، تحديدًا،
فأن الأمر لا يخلو..
من بضعة رسائل غرامية متبخترة
في مواكب الورود الحمراء بلا تأزم،
وصنابير الحكمة..
من سائق متعرق في شارع محاصر..
من ظل يطارد الجسد بتفان تافه..
من ثرثرة تصيب الحلق..
من موسيقى تغتصب الجدار..
من مطاردة الحب والهرب منه..
من السجائر، والسجائر، والسجائر..
وخدش الزمن بظفر كلام..
هيه، يا صديقي..
فكما تعلم، كما تعلم بالضبط..
فأن الأمر لا يخلو
من حروف متشابكات..
تمضي كما الصبر أفيالاً،
عاشقة لجر الحنين ورائها،
كشهادة حسن سير وسلوك..
الأمر لا يخلو
من تفسخ البراح ولفح الحميمية،
من تمدد الكبر، من سذاجة العمر التي تترك
استباحة للسنوات الوسطى
كي تنطح أكياس القمامة السوداء
بتشف وتحقق..
نعم، الأمر لا يخلو، كما تعلم،
من ضجرك حين أخبرك، مجددًا،
أن الأمر لا يخلو،
من أسرّة يغتصبها شبق المعاني،
وبرودة بريئة براءة الفيزياء..
وهاتف لا يتوجب عليه الرنين بمودة،
ولا التصدق بالصمت..
.......................
اللوحة: موديلياني.. طبعا!