
هو فيه ايه بالظبط؟
انا قريت للسيد ابن عبد العزيز ، و من عند السيد عبد العزيز قريت للسيد عمرو عزت ، و انا اعرف أن الاستاذ عبد العزيز حاطط في بلوجه كلمة "من اجل تعريف جديد للأصولية"، و أن الاستاذ عمرو عزت--إن لم تخني الذاكرة--طلع في برنامج الجزيرة بتاع المدونين و قال علي نفسه يساري. فمش عارف هو اليأس بيلم النفوس بكل العنف ده؟ و لا هي خلفيات فكرية لاقت ليها منفذ خلال الكلام اللي اتقال؟ يعني الاستاذ عبد العزيز اصولي--و شكله كده مش ح يفضل اصولي من كتر اليأس.. يمكن--و طبيعي في البنا الاصولي كراهة التشيع، و الاستاذ عمرو يساري، و اصل من اصول الحركات العلمانية تحييد الكيانات الدينية بشكل عام. علي العموم لابد اني اوضح حاجتين مهمين:
1- انا متفق شخصيا مع كتير من تقريرات الاستاذ عبد العزيز هو و الاستاذ عمرو عزت.
2- انا راجل لا علاقة ليا بالتيارات الدينية و لا حسن نصر الله و لا اي حاجة و علي العموم برضه هي مش تهمة علشان ادفعها.
و لكن، و بصراحة، فالكلام اللي بيقوله السيدين من خلفيتين يكادوا يكونوا حديين--خلينا نقول النتايج، أو الاستخلاصات، أو العبر--هو كلام انهزامي و يائس و نروح نموت احسن بعدها. انا لا راجل مناضل و لا ثورجي و لا اي حاجة، و اقر و اجزم، و ده بشكل مطلق طبعا، بأن كل مواطن عربي--و انا منهم طبعا--متواطئ في استمرار الديكتاتورية مادامت الديكتاتورية موجودة، انا ما حاربتش في لبنان و ما بحبش اكون فنجري بق، لكن نتايج الاساتذة المشرفة، اللي كان مصدرها رومانسية مهزومة عند الاخر عبد العزيز، و محاولة انهزامية للعقلانة ايضَا عند الاخ عمرو عزت، لا تعني اي شيء غير أن التوابيت اللي كلنا بنهرب منها فيه ناس منها عايزين يلابسوهالنا بالعافية.. و ده شيء مشين، و سيولة فكرية مرعبة بصراحة ( و ارجو ملاحظة أن اي صفة أنا بقولها هنا هي لوصف الرأي، بعيد عن الاشخاص نفسهم طبعا).
و لأن الامر مش شخصي، حابب اني اقتبس فقرة كتبتها قبل تدوينة الاخ عمرو -- و عمرو بالذات لأنه بيعرف نفسه علي انه يساري:
"السياسة تعني فن الممكن، و حزب الله يفعل ما هو ممكن، و لا اظن أن السياسة التي تعني العمل الفعلي الملموس يمكنها الإلتفات إلي التنظيرات الفكرية السخيفة التي تبلغ درجة العهر من اشباه مثقفين: حزب الله و المد الديني. حزب الله و القهر الديني. حزب الله و ازمة الحرية. حزب الله و الدولة الدينية. بلغت درجة المرارة من كل هؤلاء. هؤلاء الذين كانوا سببا في كل نكسة و وراء كل هزيمة. سمعت بأذنيّ متثاقف يتمني ألا يحرر حزب الله الجنوب اللبناني لأنه ساعتها سيكتسب قوة عاتية. لا اجد سوى كلمتين لوصف ذلك: شيء حقيرلست متدينا، و لست من المؤيدين للدولة الدينية، و لست من طبالي النظام السوري (و الذي فعل في لبنان ما فعل) و لا الايراني و لا حتي لأي نظام عربي حالي، و لا من المؤمنين بالعقائدية في السياسة، و لكنني اعجز عن التفاهم مع اتجاهات مثل هذه. الانهزام و الاحتقار و المرارة و الاحتلال و المهانة مرضي عنهم، و لكن أن يفعل حزب الله شيئًا فلا و ألف لاو لمزيد من التوضيح: لا احد يرجو أن يقتل الناس و تحترق المباني و تشرد العائلات. لا احد يرجو ذلك و لا احد يتمناه، لبنانيين أو فلسطينيين أوعراقيين . لا احد يود أن يري لبنان منتهكًا ، و لا أن يساق زهرة شباب لبنان للحرب بالمجان. لا احد يطالب اللبنانيين بأن يكونوا ابطالًا و عرب صناديد. لا احد يطالب هؤلاء "اللبنانيين" غير أن يكونوا بالفعل لبنانيين. لست انا من يحكم و لا من ينتوي تعليم هؤلاء "اللبنانيين" الوطنية، و لكن الحكم هو كل ما تعلمناه و تربينا عليه و قاتل آباؤنا و اعمامنا و اخوتنا و قتلوا من اجله."
معلقتش عندهم لأن من الحق الطبيعي لأي بني آدم انه يقول اللي هو عايزه في مساحته، و فضلت انا كمان اني اقول اللي انا عايزه في مساحتي. يعني برش ميه قدام دكاني يعني.
و نقطة اخيرة: انا اسف جدا لأستخدام لفظ انهزامي، انا عن نفسي فعلا مش بحبه و لا باستظرفه، بس ما لاقيتش وصف افضل.