اسم آخر للعدم
عدوت عبر الأبنية الفارغة ، مدفعى الرشاش يختلج فى يدى ، صعود على
السلالم ، راقبت المساحة الفارغة من البشر تحتى . متى سيظهر العدو؟! اعلم
تأكيداً انه رجل واحد ، مقنع مثلى . اما أن اقتله او يقتلنى . لا تعادل هنا
. نزول مرة اخرى . اخذت افتش الأقبية بعناية . قد يكون مختبئاً فى اى ركن
من الأركان أو منزوياً فى احدى الزوايا . الوقت يمضى ، اراه ارقاما حمراء
تتناقص امامى . لابد من أن اعثر عليه ، أو أن يعثر على هو ، بأقصى سرعة .
لمحت حركة خاطفة بطرف عينى ، ماشيا بين المبنيين الضخميين ، اطلقت النار .
اختفى وراء ناصية المبنى ، اختبأت من النيران التى اطلقها . فكرت فى لحظة
أن التف حول المبنى ، فعلتها جرياً .. فوجئ بى فى وجهه و هو يحاول الهرب ،
أوالإلتفاف الىَ هو الآخر . فتحت عليه نيران المدفع .. شعرت بأرتياح و
الدماء تتفجر من جسده..تهاوى الى الأرض . من المفروض أن تتجمد حركتى و
حركته الآن ، قبل الأنتقال الى مستوى آخر ، و لكننى تقدمت بسرعة الى الجسد
الراقد بلا حراك و قلبته على ظهره ، نزعت قناعه الضخم و كان ما توقعت ....
كان أبى.
.................................
كتبت في العام 2001.
نشرت في العام 2003، في مجموعة "الضفة الأخرى"- تُنشر طبعتها الثانية قريبا.