في يوم من الايام، كنت واقف قدام حمام السباحة الأسطوري بتاع فندق "السيتي كلاب" في فيينا. واقف و الحسرة بتاكل عيني و انا ببص علي اللي باين من السبع قاعات سباحة--علي ما افتكر--و عمال بقول لنفسي أنا حمار.. حمار كبير
جت من ورايا.. انحنت.. بصت للي انا ببص عليه لثانية، و بعدين همست بلهجتها البحرينية الجميلة
"محمد.. أنت ما جبتش مايوة و لا ايه؟"
"لأ"
قلتها و أنا مكسوف من كوني سمارت آس قال لنفسه أن المايوة مالوش لزمة، لأن فيينا مش علي البحر اساساً
قالت
"طيب"
خدتني من ايدي، دخلنا محل فخم في الملحق التجاري للفندق. اشترت مايوة فرنساوي غالي جداً--لسه عندي لغاية دلوقت-- و قالتلي
"يالا! انزل يا سيدي"
كانت ممكن تستني لغاية ما نخرج بره في اي محطة من محطات بروجرامنا و تشتري مايوة ارخص بكتير. بس هي مارضيتش تخلي ولد صغير يستني حاجة هو نفسه فيها
اسمها "خولة مطر". ساعتها كانت مدير قسم الأعلام للمجلس العربي للطفولة و التنمية. المجلس اللي طلعني ساعتها--سنة 1993-- كـ"وفد الشباب العرب" المشارك في مؤتتمر الأمم المتحدة الدولي لحقوق الأنسان ف فيينا. من ساعة ما دخلت المجلس لأول مرة كأكتشاف من "فريدة العلاقي"--المستشار الخاص للأمير طلال"-- و كانوا الأتنين جنبي: خولة و فريدة
الدكتورة خولة و الدكتورة فريدة
و من أيام فيينا، و من بعد فيينا، لغاية انتقالها لبيروت في سنة 1995، علشان تكون مسئول الأعلام الاقليمي لمنظمة العمل الدولية، و منسق عمل الطفل فيها كمان، كانت خولة مطر هي الأم التانية ليا. لسه فاكر لغاية دلوقت لما كنا بنقعد سوا في "بونبون"، اللي في فندق سميراميس، في مواجهة النيل مباشرة، هي تاخد قهوتها، أو اي حاجة تناسب مزاجها، و أنا دايما: شوب الفواكهة الكبيييييييييييير. كنا بنتكلم في حاجات كتير جداً. كانت الست اللي بتسمع كويس، و بتتكلم كويس. كنا بنتكلم كلام كبار.. احوال الأطفال ف الوطن العربي.. السياسة.. الأعلام.. مكانش عندها مشكلة ابدا أن الولد العبيط الأهبل اللي اسمه محمد يجي في اي وقت خلال الشغل. يقعد في الكرسي اللي قدامها و يسأل أي اسئلة عبيطة فاكر انها اسئلة يا سلام و يا حلاوة. في فيينا، وقفت خولة مطر جنبي و انا بسأل سؤال لموفدي اليونيسيف، و بقول رأي--برضه-- أهبل. كانت خولة هي اللي ترجمت السؤال و الكلام--التلقائي جداً صدقوني، من غير أي تلفيق أو تأليف--للأنجليزية. و هي اللي شفت ابتسامتها الجميلة و لمعة عينيها و هي بتبصلي بعد ما اللي كانوا قاعدين ف القاعة عبروا عن استحسانهم بشكل مبالغ فيه جدا
كنت بحاول افضل معاها علي اتصال علي قد ما تسمح امكانياتي. في يوم لاقيت تليفون من العزي "سامي"--اوبريتور المجلس--بيقولي أن د. كوثر ابو غزالة، واحدة من القيادات السابقة في المجلس، سابتله نمرة تليفونها و قالتله: خلي محمد يتصل بيا.. ليه؟ شغل. شغل؟ مفهمتش. كلمت النمرة. كان علي الخط التاني، بعد لحظات قليلة، خولة مطر
"محمد.. ممكن اطلب منك خدمة"
"انتي اكيد بتهزري يا دكتورة.. انتي تأمري"
"فيه عندنا برنامج بنفذه في ال آي أل أو.. ممكن تيجي تدي المشاركين محاضرة ف الكتابة الابداعية؟ لو وقتك يسمح؟"
كانت جملها الاخرانية مجرد نكت بالنسبة لي
بعد ساعة إلا ربع تقريبا، كنت في حضن ماما خولة تاني. بوستها و رجعت نفسي لورا شوية علشان اتأملها. ييييياااااااااااه يا دوك. أنا بقيت ولد اكبر شوية، بقيت بحب و باتحب. هي اتجوزت اخيرا. تجاعيد صغنتوتة جداً حوالين عينين "جوليا العربية" زي ما كنت مسميها
"فاكر لما اتناقشت علي سها عرفات في فيينا زمان؟"
ابتسمت شوية، و خجلت شويتين
"كنت حاد زيادة عن اللزوم.. مش كده؟"
جاوبت من غير ما ترمش
"لأ.. انت قولت الحاجة الصح ساعتها"
زمن...
انا كتبت عنها هنا قبل كده، بس ما سمتهش.. هي كتبتلي ف يوم
Hay Mohammad
you are like a son to me in fact I would have been so proud if I had a
son like you...
I get worried sometimes about you becasue like always you jump stages,
time, years...people take life one step at a time but not you ..you are
so different and I am sure that you are going to have a brilliant future
...If you were in Europe or the USA you would be now (.......)
writer, but unfortunately - like most of us we are damned because of our
birth places - yet you will get that fame very soon...
how are you any ways and I am glad that Jamil called you he is a
fantastic writer did you read his latest novel?? he gave it to me while
in Geneva last June and I finished it immediately...
I love his writing and have high respect for him...I love him more now
that he called and expressed interest in your novel...
I too wish you all the best for the coming year..
Khawla
(يا رب تسامحني علي نشر الميل ده.. بس انا نفسي اقول لكل بني آدم بيقرا الصفحة قد ايه هي بني آدمة جميلة و دافية و
مساندة.. قد ايه هي شاعرة، حتي لو بتكتب ميل ف وسط مليون مشروع، و مليون خطة عمل، و مليون سفرية ، و مليون مقابلة.. و علي فكرة أنا سمحت لنفسي بس بحذف جملة شايف اني ما استحقهاش)
و زي ما قلت في البوست القديم.. هي لسه شايفاني كويس، و لسه برضه ليها حق تقلق. خولة مطر بالنسبة ليا هي اجمل سنين عمري.. واحدة من البني آدمين اللي مش ممكن اتخيل حياتي من غير ما اطمن عليها و من غير ما تكون--بشكل من الاشكال--موجودة في حياتي الصغيرة، حتي و لو كان بشكل محدود جداً ، لأنها--وببساطة--نحلة شغل مابتبطلش تطير من جينيف لنيويورك لعمان لتونس لباريس.. الخ الخ الخ
لما كنا في القاهرة آخر مرة، بصتلي و قالت
"محمد.. أنت بتحبني بجد قوي كده؟"
ياه يا دكتورة.. انتي لسه بتسألي؟