designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Tuesday, September 27, 2005

..من ترانيم للملاك ميكائيل

ننزل إلي الارض في خطفة عين، بل اقل من خطفة عين
الصحراء. الشمس. طيور تهيم في السماء و حيات تسعي فوق الارض. نكمل سيرنا الوئيد الواثق بدون ان ننظر حولنا. يتقدمنا السيد دونما كلام. لا يحتاج سيدنا للكلام لأننا نعلم ما يريدنا أن نعلمه. لا نعلم إلا ما علمنا و لا نفعل إلا ما يريد. نظرت إلي رفيقي الذي تقدمني بخطوة. كنت عن يسار و هو عن يمين. دائما هو عن يمين. دائما هو يتقدمني بخطوة
اختار له السيد وجهًا قسيمًا. عينين زرقاويين متعاليتين و شعر ذهبي تظهر خصلاته البراقة من تحت غطاء رأسه. تركيبة من الالوان لم يعرفها ناس الصحراء إلا كاستثناء و تميز. اختار لي السيد لونًا اسمرًا و عينين داكنتين عميقتين. احب ما اختاره لي السيد و لكنني اعرف ان رفيقي الجليل هو محبوبه و مريده. شردت للحظة في افكاري ثم حاولت طردها. اعلم أن السيد يبتسم في هدوء رغم انني لا اري وجهه. هو يعلم كل شيء و أي شيء. أراد لي السيد ان احس بما احس فلا اعتراض و لا تذمر. رمقت رفيقي بنظرة اخري، انفه المستقيم الأفني. خطوته الهادئة. حظوته و اسمه الذي سيظل البشر يردده كثيرًا. لاحت علي البعد خيمة، و كان الشيخ العجوز مقتعدًا فلما رآنا قفز علي قدميه. آتانا صوت السيد العميق أن استعدوا . صاح الرجل بزوجته أن تعد ما يلزم لضيوفه بهيّ الطلعة. نظر السيد نظرة خاطفة إلي رفيقي. كنت اعلم انه يبتسم له، و كنت اعلم انه اراد لي أن اعلم ذلك، و أن اعلم أيضًا انه، رغم كل شيء، لم يخصني بابتسامة