designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Monday, May 23, 2011

عربات النار


كنت أحاول أن أشعل سيجارتي أخيرًا، في شارع لا تفاجئني فيه عربات النار: عربات لها هيكل عربة شعبية شهيرة، موقدة كجهنم، تعدو نحوي. أخذتُ نفسًا عميقًا وتساءلت في نفسي عن الوقت المتبقي لي، جزء من روحي تعفن، انقلب، يتمدد في هدوء واثق ناشرا عفنه حتى النهاية المحتومة. بالمنطق لابد وأن اترك عربات النار تداهمني، فمرة حاسمة ارحم من احتضار، ولكن شيء في داخلي كان يتمسك بالشوارع وبالسجائر.
دخل الشارع رجل يسحب امرأة، جلبة، وسكين يلمع.
وبعد أن ذبحها مضى بعيدًا، مضى دون حتى أن ينظر لي. نظرت أنا لها، كنت اعلم أنها ستنتصب، فانتصبت ونظرت لي. في المسافة ما بين ذبحها وتقييد اسمها في سجل الوفيات ستكون حرة لتجول كما تريد، اسم ما يزال حيا طليقا كما يعرف الناس، وإلى ان تستقر الجثة في باطن الأرض سيكون جزء منها ينظر لي حاليا في تدقيق.
وعندما أتت عربات النار، مسرعة، قفزت فيها بحماس، ولم تحاول أن تغير مسارها المتسارع نحوي، ولم أحاول أنا الطيران كعادتي أيضًا. 
...................
من المجموعة القصصية "الصغير والحالي". تصدر قريبا عن دار ميريت. 

7 comments:

أحمد said...

مش هقدر أقول رأيي فيها دلوقتي عشان مش بعرف أبص لحاجه جزء من الكل لوحدها.

لكن أنا سعيد جداً بعودتك للمدونة و أتمني تكمل فيها. كنت هبعتلك ع الفيس بوك أقولك أنتا سبتها ليه. و كان عندي أمل انك هترجع لها في يوم و أهو حصل.

أنتا متعرفش المدونة دي مصدر إلهام قد ايه بالنسبة لي.

و شكراً ليك.

a.magdy said...

ألف مبروك يا محمد.
اليوم الثاني و العشرون أقرب أعمالك ليا..و أتمني أقرالك رواية طويلة قريباً.
ألف مبروك مرة تانية.

Muhammad Aladdin said...

احمد
بجد مش عارف اقولك ايه.. هي ع العموم قصة قصيرة ممكن تكبر.. وبجد تاني شكرا على كلامك

ا. مجدي

الله يبارك فيك..واليوم الثاني والعشرون ليها محبيها..وغالبا كارهيها هما اللي بيحبوا انجيل آدم... بالنسبة للروايات الطويلة..اديني باكتب وزي ما بتيجي بتيجي! شكرا على مرورك

Zahra Youssry said...

لا أعرف لماذا أعطانى وصفك هذا إيحاء بالعربات التى كانت تجرها الخيول فى أفلام رعاة البقر ، رغم إنك تقصد غالباً السيارات الحديثة جداً !!!

Muhammad Aladdin said...

:) كان قصدي عربية شعية، مش فائقة الحداثة ولا حاجة

مصطفى محمد said...

ياااه
كنت فقدت الامل انك ترجع هنا تاني
يا ميت ولكم باك يا كبير

بالمناسبة .. اكتر حاجة بحبها ليك .. الحياة السرية للموطن ميم

منتظر اصدارك القريب .. و اتمني المزيد هنا

:)

Muhammad Aladdin said...

الله يخليك يا درش.. وعلى فكرة مبسوط ان المواطن م عجبتك
:)