designed by: M. Aladdin & H. Fathy

Saturday, April 09, 2005

أهم 21 صفحة قريتها ف حياتي

أمبارح، أداني عم العايدي كتاب عن فن السيناريو.. الكتاب اسمه
Which Lie Did I Tell? (More Adventures in the Screen Trade) و اللي كاتبه هو "ويليام جولدمان"، و أي واحد ليه في كتابة السيناريو بجد أكيد ح يعرف الأسم ده، لأنه من الناس اللي خدوا جايزة الأوسكار عن فيلمين أنا بحبهم شخصياً، هما Butch Cassidy and the Sundance Kid و All the President's Men
. أنا كاتب سيناريو متحمس، و كتبت قبل كده سكربتين للسينما كأفلام طويلة، و سكربتين تانيين كأفلام قصيرة، و الأربعة لسه ما اتعملوش
:)
المهم، كانت الساعة 6 الصبح تقريباً، كنت لسه راجع البيت--كأي بات مان فاضل-- و مددت علي السرير و فتحت الكتاب. و كان مهم جداً بالنسبة لحياتي أني افتح الكتاب ده.
كنت في حالة غريبة شوية. كان في دماغي خاطر شيطاني اكتئابي عن تدليت (مسح) كل الكتابات اللي عملتها و ما اتنشرتش أو ما اتنفذتش. كنت في حالة كفر قصوي بحياتي نفسها. لأن الكتابة هي فعلاً حياتي. أنا مش بعيش حياة منفصلة عن التأليف بالمعني المفهوم. الكتابة بالنسبة لي هي واقي نفسي لحقيقة باردة جداً. مش أنا آله حياتي. مش انا اللي بتحكم فيها--و لو بشكل مطلق علي الاقل..
بس هناك، علي الورق أو قدام الكومبيوتر، ببقي الالة الحبوب الأمور ده، اللي بيكتب مصاير شخصياته و يرسم الحياة زي ما هو عايز (فيه نقطة فنية هي أني حتي مع كده ما اقدرش أكون آله: لازم اسيب الشخصيات و الأحداث تتطور براحتها ف النص--و اظن اني ملتزم بده)
طول عمري كنت ببص علي آيه "و نفخنا فيه من روحنا" أن النفخة دي هي اللي بتتألق جوانا ساعة لما بنكتب..بنرسم..بنعزف..بنألف موسيقي..لما بنبدع بشكل عام. يعني بنكون في حالة فريدة جداً. ما بنكونش نفس البني آدمين اللي ليهم احتياجات جسدية و التزامات وو ارتباطات. ما بنكنش كائنات بتعرق و بتخرج و بتتعب. بنتحول لفورم تاني من الوجود. فورم اكتر جمال و بهاء و نوارنية
بقول ده علشان اوضح لكم أن انقلابي علي الكتابة هو حدث اكتئابي فريد. انا فكرت كتير في اني الغي الكتابة من حياتي و التحق بأي وظيفة مناسبة لأمكانياتي العظيمة (زي منادي سيارات أو بياع نداغة) بس عمري ما قلت اني لازم امسح كل تاريخي في الكتابة. أنا بقالي 15 سنة بكتب ف حاجات منشورة.. من أول سمير لغاية الضفة الأخري.. يعني عمر ليه شقوق و خروم و سهول و وديان و جبال و بحيرات..تضاريس..
كنت امبارح حاسس ان مفيش حاجة ليها معني. مفيش حاجة بتهم.. حتي كتابتي: حياتي نفسها في اروع اشكالها..
ليه؟ بقالي سنتين بعيد عن الشغل النظامي.. كانت آخر وظيفة هي كاتب سيناريو في محطة MBC هنا في مصر. يدوبك فيه كتاب أدبي نزل و فيه يجي 4 تحت النشر أو لسه مفيش اتفاق عليهم.. كنت حاسس ان مفيش حاجة بتمشي..
و اللي زاد و غطي اني كنت داخل في مشروع سيناريو كبير مع نجم مصري و عربي مهم جداً.. كنت ح اكتب معاه سيت كوم، زي فريندز أو فريشر أو ساينفيلد. بس المشروع وقف لأن زميلي اللي كان ح يكتب معايا المشروع "خاف ما يكتبش حاجة كويسة".. النجم زعل.. و طبعا المشروع وقف..
الموضوع ده كان من سنة، بس اعترف انه لسه مضايقني
المهم اني لما فتحت كتاب ويليام جولدمان و قريت أول 21 صفحة منه، لاقيته بيتكلم عن خمس سنين بحالها ف حياته من غير شغل.. خمس سنين بحالها.. بعد ما فاز بجايزتين اوسكار و جايزتين احسن سيناريست في امريكا و جايزة الاكاديمية البريطانية كمان..
الراجل كان اسلوبه جميل جداً (ما هو نيويوركي قديم بقي!) و اللي قاله كان بالنسبة ليا مهم جداً.. و حقيقة انه رجع للشغل بعد كل ده بكام فيلم كويسين فعلاً خلتني احس بالتصالح مع نفسي اكتر..
احنا بنقضي عمرنا بنسمع و بنقول نصايح للناس.. و فيه منها كتير احنا معيشناهوش.. و فيه منها كتير جداً احنا مقتنعين بيه.. بس بالعقل.. بالعقل بس.. لكن يعمل ايه الاقتناع العقلي قدام عصف المشاعر؟ قدام المد الاكتئابي العنيف؟ . لازم ننحني للعاصفة اللي ح تنفجر جوانا مهما قولنا اننا عاقلين..
جولدمان أداني بسمة غالية جداً، بسمة كانت ممتعة اكتر لما جت عن طريق حاجة بعشقها لدرجة الجنون : القراية. كانوا فعلا اهم 21 صفحة في حياتي..
لازم اقول هنا اني متشكر لجولدمان، و للعايدي من قبله اني اداني الكتاب.. و بكرة فيه شمس جديدة..

8 comments:

Mohammed said...

سعيد بالقراءة لك هنا يا محمد :)

esTeKaNa said...

اول زيارة لي في بلوقك:)
بلوق مميز استمر دائما لامام يا باشا:))

Muhammad Aladdin said...

متشكر جداً يا محمد أنت و منورة.. يا ريت "البلوق" يفضل مميز و تفضلوا سعدا كده يا رب

علاء

Muhammad Aladdin said...

ربنا يستر يا أن واي! الكتاب ده فيه رغي كتير و حكايات ممكن ما يهضمهاش غير اللي بيكتب سينما.. بس أن شاء الله يعجبك


علاء

Muhammad Aladdin said...

ماشي يا ستي.. ح اشوفه دلوقت حالاً
علي فكرة برضه جزء من حبي لـ 21 صفحة دول اني شفت أمل جديد شوية بشكل شخصي.. ممكن ما يكونش المعادل الموضوعي ده موجود عندك
انتي درستي سينما؟ بجد؟

علاء

Omar Mostafa said...

تلك الشجاعة، شجاعة التصريح، شجاعة أن تشعر الحروف بك، هى من أكثر ما يميزك يا لول على مستوى الكتابة..
أن تقول أنك تحب كذا بتلك الثقة، يعني أنك تحبه فعلاً، وليس من حق أحدهم أن يشك في هذا الآن ولا حتى أنت. وهذا في حد ذاته شيء موحي جداً لأى بني آدم (يحب أن يحب) بجد، وبما أني (منهم)، فقد أحببت أن أسجل هذا هنا، أحسنت يا عزيزي كعهدي بك دائماً

Muhammad Aladdin said...

اااااااااانتاج؟ هممممممممممم! ده انتي علي كده عدوتي اللدود يا أن واي! "شيل المشهد ده يا حضرة! مش ح ادفع لكل المجاميع دي!ط..."ليه الخارجي كتير كده؟ هو احنا بنعمل كوفاديس؟"
:P
ماتخديش ف بالك.. انا و الله بحب المنتجين جدا! اي و الله! مش هما اللي بيدفعوا؟
:)
بالمناسبة: حاولي تقوليلي اسم اناديكي بيه لأني لو فضلت اناديكي بـ"أن واي"، ممكن انتي تناديني بـ"دي أن أيه" و لا حاجة!
أما بالنسبة لـ"شعب مصر!" فهو فعلا بيعرف يعيش بطريقة أو بأخري.. فيه مثل يدل علي مدي حب الشعب المصري لبلده: "يا جدع دي مصر دي كلها خير! دي بقالها سبع تلاف سنة بتتنهب و احنا لسه لاقيين ناكل!"

عمر: يا بني انا عايز اشوف طريقة وياك.. تكتب شعر معرفش ارد عليك.. تكتب تعليق برضه مش عارف ارد.. يا عم اكتب حاجة وحشة بقي!
:)
تاني وتالت و رابع: بحبك جدا

علاء

Muhammad Aladdin said...

طيب يا أن واي.. حاضر يا نيويورك.. يا رب ما يكونش اسم العيلة "ألباني" و لا حاجة!
:P